عناصر الخطبة
1/السمع من أبواب القلب 2/أيهما أهم السمع أم البصر؟ 3/سر تقديم السمع على البصر في القرآن 4/ تأثير السمع على القلب وتحكمه فيه 5/خطورة سماع الإشاعات والافتراءات 6/شدة التحذير من عاقبة سماع السوء.اقتباس
والسمع هو ثاني ثغر من حيث الخطورة بعد ثغر اللسان، فهو الثاني في تأثيره على القلب وتحكمه فيه، ولذا قال الحارث المحاسبي: "وليس من جارحة أشد ضررًا على العبد بعد لسانه من سمعه؛ لأنه أسرع رسول إلى القلب، وأقرب وقوعًا في الفتنة.
الخطبةُ الأولَى:
الحمد لله العزيز الوهاب، الغفور التواب، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، ذي الطول لا إله إلا هو إليه المصير، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، إمام الأنبياء وسيد الحنفاء، صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه، الذين آمنوا وهُدوا إلى الطيب من القول، وهدوا إلى صراط الحميد.
أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله -سبحانه-؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الأنفال: 29].
ما زلنا وإياكم مع تلكم المضغة التي لو صلُحت صلح سائر الجسد تلك المضغة التي كان لها من دعاء النبي -صلى الله عليه وسلم- نصيب حين كان يدعو: "اللهم إني أسالك قلبًا صادقًا ولسانًا ذاكرًا"، وكان يدعو: "اللهم إني أعوذ بك من عِلْمٍ لا ينفع، ومن قلبٍ لا يخشع، ومن نفسٍ لا تشبع، ومن دعوةٍ لا يُستجاب لها"(أخرجه مسلم: 2722).
ما زلنا وإياكم مع القلب وأبوابه. وقفنا مع الباب الأول وهو اللسان؛ اللهم طهّر ألسنتنا من كل سوء، وعطّر ألسنتنا بكل ذِكْر وشكر يا رب العالمين.
ووقفنا مع الباب الثاني وهو القدمان، واليوم مع الباب الثالث وهو السمع. ولسائل أن يسأل أيهما أهم السمع أم البصر؟! الجواب أن السمع أهم من البصر لخمسة أسباب:
أولها: أن الله قدَّم السمع على البصر في سبعة عشر آيةً في كتاب الله تقديم أهميةٍ، فقال -عز وجل-: (خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ)[البقرة: 7]، وقال -تعالى-: (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ اللَّهُ سَمْعَكُمْ وَأَبْصَارَكُمْ)[الأنعام: 46]، وقال -جل وعلا-: (وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ)[السجدة: 9].
وسببٌ ثانٍ لتفضيل السمع، وهو أن الله يحاسب عليه قبل البصر. قال -تعالى-: (إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً)[الإسراء: 36].
وسببٌ ثالث وهو سبب علمي: أن السمع ينشط في الوليد قبل بصره، ولعل هذا من إعجاز السنة النبوية حين أوصانا النبي -صلى الله عليه وسلم-؛ بأن نُؤذَّن في أُذن المولود اليمنى، ويقام في اليسرى فور ولادته؛ ليكون أول ما يدخل سمعه أطهر الكلام وأشرفه.
وسببٌ رابع هو سببٌ عقليّ: أن السمع يُدرَك به من الجهات الست، وفي النور والظلمة، ولا يُدرَك بالبصر إلا من الجهة المقابلة له، وبواسطة من ضياء وشعاع.
وسبب خامس أن الأذن لا تنام، فالإنسان عندما ينام يسكن فيه كل شيء إلا سمعه.
والسمع -عباد الله- هو ثاني ثغر من حيث الخطورة بعد ثغر اللسان، فهو الثاني في تأثيره على القلب وتحكمه فيه، ولذا قال الحارث المحاسبي: "وليس من جارحة أشد ضررًا على العبد بعد لسانه من سمعه؛ لأنه أسرع رسول إلى القلب، وأقرب وقوعًا في الفتنة".
أخي الحبيب: احرس قلبك من أن يدخل فيه كل ما حُرِّم قوله، قال سعد القصير -رحمه الله-: "نظر إليَّ عمرو بن عتبة ورجل يشتم رجلاً بين يدي، فقال لي: ويلك -وما قال لي ويلك قبلها-! نزِّه سمعك عن استماع الخنا كما تنزِّه لسانك عن الكلام به؛ فإن السامع شريك القائل".
والعبادة عند بعض الناس ضيِّقة جدًّا؛ أن تصلي وأن تصوم وأن تحج، وأن تؤدي الزكاة، أما العبادة عند المؤمنين الصادقين فتشمل كل شيء، تشمل كل الأوقات، وتشمل كل الأماكن، وتشمل كل النشاطات، وكل الأعضاء.
فالقلب له عبادة، والعين لها عبادة، والأذن لها عبادة، واللسان له عبادة، واليد لها عبادة، والرِّجْل لها عبادة، ومن أُولى عبادات الأذن الإنصاتُ للحقّ.
ومن عبادة الأذن الاستماع لما أوجبه الله ورسوله، عليك أن تستمع إلى الشهادتين، أن تستمع إلى أركان الإيمان وأركان الإسلام، أن تستمع إلى تفسير القرآن، أن تستمع إلى سيرة سيد الأنام -صلى الله عليه وسلم-.
أخي الحبيب:
وَسَمْعَكَ صُنْ عن سماعِ القبيحِ *** كصَوْنِ اللسانِ عن النُّطْقِ بِه
فإنَّكَ عندَ سماعِ القبيحِ *** شريكٌ لقائِلِه فانتبِه
أيها المسلم: احمي سمعك عن سماع الإشاعات والافتراءات ها هي زينب بنت جحش -رضي الله عنها-، حين سألها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن عائشة -رضي الله عنها- في حادثة الإفك: قالت زينب بنت جحش -رضي الله عنها-: "يا رسول الله، أحمي سمعي وبصري، والله ما علمتُ إلا خيرًا".
إنَّ سماع الإشاعة ثم نقل الأخبار دون تثبُّت لا يجوز شرعًا؛ لأن جيشًا من البشر سيسمع ما قلت وينقل عنك؛ والإثم عليك يتضاعف ليتضاعف بلاء المتكلم إن كان كاذبًا، وهل عُذِّب مُروِّج الإشاعة في قبره إلا لأن غيره سمع ثم نقل؟! ففي الحديث الذي وصف عذاب القبر فقال -صلى الله عليه وسلم-: "فإذا رجلٌ جالس ورجل قائم على رأسه بيده كلّوب من حديد، فيُدخله في شدقه فيشقه حتى يخرجه من قفاه، ثم يُخرجه فيُدخله في شدقه الآخر، ويلتئم هذا الشِّدق فهو يفعل ذلك به"، فلما سأل -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك قال: "إنه رجل كذَّاب يكذب الكذبة، فتُحمل عنه في الآفاق، فهو يُصنع به ما رأيت إلى يوم القيامة، ثم يصنع الله -تعالى- به ما شاء"(صحيح الجامع: 3462).
فكل مجلس يدعوك لحرام أو مقدِّمات حرام أو يتعرَّض فيه سمعك لغيبة أو نميمة، أو يُذبح فيه الإيمان على موائد الغفلة؛ فاعلم أنه ما هو إلا مؤامرة كبرى من الشيطان يستهدف بها غزو قلبك عن طريق ثغر السمع وأنت من الغافلين، والمطلوب منك على وجه السرعة أن توصد الباب أمامه، فإن لم تقوَ على ذلك؛ فغادر مسرح الجريمة في الحال، وانجُ بقلبك.
أيها المسلمون: إن الله سوَّى بين مستمع الكذب وآكل السحت، فقال -تعالى-: (سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ أَكَّالُونَ لِلسُّحْتِ)[المائدة: 42]، والسر في شدة التحذير من عاقبة سماع السوء هو أن الكلمة تنغرس في القلب باستماعها حتى إنها لتنبعث أثناء الصلاة أو الذكر من حيث لا يدري العبد أو يحتسب، فوقوع الأقوال في الأسماع أشبه بوقوع البذور في الأرض؛ لا بد أن تنبت وتتفرع عروقها وأغصانها ولو بعد حين.
أيها المسلمون: إن الكلمات طيبة كانت أم خبيثة يبقى بعضها مع الإنسان حتى يموت، فكم من كلمة طيبة وموعظة هادية سمعها المرء منا، وظل يذكرها طوال حياته، فانتشلته في ساعة غفلة، وعصمته من غشيان خطيئة، وأنقذته من الوقوع في كبيرة، فكان سماع هذه الكلمة له طوق النجاة وإكسير الحياة.
ومن أمثال هذه الكلمات المنجيات الهاديات الباقيات ما سبق وانطلق من لسان علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-، وذلك حين وفد غالب بن صعصعة المجاشعي ومعه ابنه الفرزدق على عليّ بن أبي طالب ومعه ابنه، فقال له علي -رضي الله عنه-: يا أبا الأخطل!! من هذا الذي معك؟! قال: ابني وهو شاعر. قال: علِّمه القرآن فهو خير له من الشعر، فكان ذلك في نفس الفرزدق حتى قيَّد نفسه، وآلى على نفسه أن لا يحلَّ قيده حتى يحفظ القرآن، فحفظه في سنة!
وها هو ابن مسعود -رضي الله عنه- يمر فيسمع شاب له صوتٌ جميل يغني، فقال: "ما أجمله من صوت لو كان بالقرآن"؛ فكانت سببًا في صلاحه وتحوله إلى إمام مسجد.
لا تستهينوا -عباد الله- بالكلمة الطيبة؛ فقد يفتح الله بها القلوب ولو بعد حين.
وفي المقابل قد يكون سهم الكلمة الخبيثة مؤثرًا باقيًا ناشرًا سُمّه طوال الحياة وحتى الممات، مما قد يؤدي -والعياذ بالله- إلى سوء الخاتمة، وإن السُّم في الطعام ربما بقي أثره زمنًا ثم يزول، وقد يرفضه الجسم بقيء ونحوه، بل وقد يتناول الإنسان من الدواء ما يزيل أثره في الجسم، أما الكلام فربما لا يزول أثره مهما فعلت.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية:
الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وإخوانه، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أخي الحبيب: افتح سمعك لآيات القرآن، وبركات الذكر، وفيوض المواعظ الربانية، وسلسبيل الأحاديث النبوية، فلا يكون الجن خيرًا منك يا عبد الله الذين قالوا: (إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا)[الجن: 1]، وقولهم: (قَالُوا يَا قَوْمَنَا إِنَّا سَمِعْنَا كِتَابًا أُنْزِلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى)[الأحقاف: 30]، ولتعلم -يا عبد الله- أن من سمع آية له أجرها. ومن سمع حرامًا عليه وزره.
تأمل توبة الإمام الفضيل بن عياض -رحمه الله- إذ كان شاطرًا سارقًا يقطع الطريق، وكان سبب توبته أنه بينما هو يرتقي الجدران ليسرق إذ سمع تاليًا يتلو قوله -تعالى-: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ)[الحديد: 16]، فلما سمعها قال: بلى يا رب! قد آن، فرجع فآواه الليل إلى خربة، فإذا فيها قافلة فقال بعضهم: نرحل، وقال بعضهم: حتى نصبح؛ فإن فُضيلاً على الطريق يقطع علينا، قال: "ففكرت وقلت أنا أسعى بالليل في المعاصي، وقوم من المسلمين هاهنا يخافونني، وما أرى الله ساقني إليهم إلا لأرتدع، اللهم إني تبت إليك وجعلتُ توبتي مجاورة البيت الحرام".
وبدون هذا السماع لا تكون ذكرى ولا انتفاع ولا تُجدي نصيحة ولا خُطَب: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ)[ق: 37]، قال -تعالى-: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الأعراف: 204]، الحرب على سمعك -يا عبد الله- على جبهتين لغزو القلب وهما: الشهوة والشبهة، فهما أصل كل فتنة؛ كما قال ابن القيِّم.
أولاً: الشهوة: يا أيها العاشق سمعه قبل طرفه؛ فإن الأذن تعشق قبل العين أحيانًا، وهل اشتاق المؤمنون إلى الجنة وما رأوها إلا لأنهم سمعوا عن جمالها وغاية نعيمها؟! وهل ذابت قلوب المحرومين من زيارة الديار المقدَّسة شوقًا إلى رؤية البيت الحرام؛ إلا لأنهم سمعوا أوصافه ممن رآه وعاينه؟!
ولارتباط السمع بفتنة الشهوة نهى الله نساء النبي -صلى الله عليه وسلم- ونساء المؤمنين عن الخضوع بالقول فقال: (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا)[الأحزاب: 32]، ولارتباط السمع بفتنة الشهوة نهى النبي -صلى الله عليه وسلم- أن تصف المرأةُ المرأةَ لزوجها فقال: "لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها"(أخرجه أحمد: 10460) ، وتأمل قوله -صلى الله عليه وسلم-: "كأنه ينظر إليها" دلالة على دقة الوصف وكثرة الإيضاح.
ولارتباط السمع بفتنة الشهوة حرَّم الله سماع الغناء الذي يؤجّج الشهوة ويجلب الحسرة، وحتى الاستماع للأناشيد والكلمات التي لا فُحش فيها ولا سوء؛ إذا جاوز حده حتى انشغل بها صاحبها وصار الترنم بها في خلواته بديلاً عن الترنم بآيات القرآن، وقد أجمع علماء القلوب أن طول الاستماع إلى الباطل يطفئ حلاوة الطاعة من القلب، قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: "الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل".
قال ابن القيم -رحمه الله-: "إن القرآن والغناء لا يجتمعان في القلب أبدًا. الغناء الحرام يُهيِّج النفوس إلى شهوات الغي، فيثير كامنها ويزعج قاطنها ويُحرِّكها إلى كل قبيح، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح، فهو والخمر رضيعا لبان، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان، فإنه صنو الخمر ورضيعه ونائبه وحليفه وخدينه وصديقه، عَقَد الشيطان بينهما عقد الإخاء الذي لا يُفسخ، وأحكم بينهما شريعة الوفاء التي لا تُنسخ، الغناء الحرام هو جاسوس القلب وسارق المروءة وسوس العقل، يتغلغل في مكامن القلوب، ويطلع على سرائر الأفئدة".
ثانيًا: الشبهة روى أبو هريرة -رضي الله عنه- قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "يوشك الناس يتساءلون حتى يقول قائلهم: هذا الله خلَق الخلق فمن خلق الله؟ فإذا قالوا ذلك فقولوا: هو الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ثم ليتفل عن يساره ثلاثًا، وليستعذ من الشيطان"(صحيح الجامع: 8182).
ولذا حذَّرنا السلف المبارك من نقل أيّ بدعة تثير غبار الشبهات في سماء القلب الصافي، فقال سفيان الثوري -رحمه الله-: "من سمع بدعة فلا يحكها لجلسائه؛ لا يُلقيها في قلوبهم".
هذا وصلوا -عباد الله- على رسول الهدى؛ فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الأحزاب: 56].
التعليقات