خيرات وبركات ذكر الله تعالى

صلاح بن محمد البدير

2025-07-05 - 1447/01/10
عناصر الخطبة
1/بعض خيرات وبركات ذكر الله تعالى 2/الحث على كثرة ذكر الله تعالى 3/بيان الأجور المترتبة على ذكر الله تعالى 4/الوصية بصيام عاشوراء

اقتباس

الذِّكْرُ غياثُ النفوسِ الظامئةِ، وقوتُ القلوبِ الخاليةِ، ونورُ الدروبِ الشائكةِ، وبه تُستجلَب الخيراتُ والبركاتُ، وتُستدَفع الكرباتُ والنكباتُ، وبه تهون الفواجعُ النازلاتُ، والحوادثُ المؤلماتُ، فما ذُكِرَ اللهُ -عز وجل- في مصيبةٍ إلا هانت، ولا في كُربةٍ إلا زَالَتْ...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله الذي خصَّ الذاكرينَ والذاكراتِ بمنازل التفضيل، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وفَّق الأخيارَ لمغانم ذكره وشكره على فضله الجزيل، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه أوضح البيان وألاح الدليل، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه المنتخبين، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين وسلَّم تسليمًا مزيدًا.

 

أمَّا بعدُ، فيا أيها المسلمون: اتقوا ربكم واسلكوا أحسنَ المسالكِ، واحذروا طرقَ المهالكِ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102].

 

أيها المسلمون: ذكرُ اللهِ -تعالى- لواءُ الأرواحِ، وشفاءُ الجراحِ، وعلامةُ الصلاحِ، وداعيةُ الانشراحِ، وعينُ النجاحِ والفَلَاحِ، قال -جلَّ وعزَّ-: (وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ)[الْأَنْفَالِ: 45]، ومَنْ واظَب على ذِكْرِ اللهِ -تعالى- أشرقَتْ عليه أنوارُه، وفاضَتْ عليه آثارُه، وتوافدَتْ عليه خيراتُه، وتواصلَتْ عليه بركاتُه، والذكرُ هو الزادُ الصالحُ، والمتجرُ الرابحُ، والميزانُ الراجحُ، فضائلُه دانيةُ القطوفِ، وفوائدُه ظاهرةٌ جليةٌ بلا كسوف.

عليك بذكر الله يا طالبَ الأجرِ *** ويا راغبًا في الخير والفضل والبِرِّ

فمن يذكر الرحمن فَهْو جليسه *** ومَنْ يذكرِ اللهَ يكافئه بالذِّكْرِ

 

قال -جلَّ وعزَّ-: (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ)[الْبَقَرَةِ: 152]، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "‌يَقُولُ ‌اللَّهُ ‌-تَعَالَى-: ‌أَنَا ‌عِنْدَ ‌ظَنِّ ‌عَبْدِي ‌بِي، وَأَنَا مَعَهُ إِذَا ذَكَرَنِي، فَإِنْ ذَكَرَنِي في نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ في نَفْسِي، وَإِنْ ذَكَرَنِي في مَلَإٍ ذَكَرْتُهُ في مَلَإٍ خَيْرٍ مِنْهُمْ"(مُتفَق عليه).

 

وقد أمَر الله عباده بكثرة ذكره وتسبيحه وتقديسه، والثناء عليه بمحامده، وجعل لهم على ذلك جزيل الثواب، وجميل المآب، قال -جلَّ وعزَّ-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 41-43]، عن عبد الله بن بسر -رضي الله عنه- أن رجلًا قال: يَا رَسُولَ اللَّهِ ‌إِنَّ ‌شَرَائِعَ ‌الْإِسْلَامِ ‌قَدْ ‌كَثُرَتْ ‌عَلَيَّ، فَأَخْبِرْنِي بِشَيْءٍ أَتَشَبَّثُ بِهِ، قَالَ: "لَا يَزَالُ لِسَانُكَ رَطْبًا مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ".

 

فاذكروا الله في البيع والشراء، والأخذ والعطاء، والعلن والخفاء، والصباح والمساء، وعلى وجه الأرض وفي جو السماء، قال ابن جابر لعمير بن هانئ العبسي الداراني: "أراكَ لا تفتر عن الذكر فكم تُسَبِّحُ؟ قال: مئةَ أَلفٍ، إلا أن تُخطئ الأصابعُ"، فاقتدوا بالسابقينَ، واحذروا أفعالَ المفرطينَ المضيِّعينَ، فكم تجري في مجالسنا من الغفلات والسقطات والهفوات، وكم نخوض في حديث الدنيا الذي لا نفتُر عنه ولا نَمَلُّ منه، وكم يستغرق أوقاتَنا حديثُ الغيبة والنميمة والقيل والقال، ونَحرِم أنفسَنا من تهليلة وتسبيحة وتحميدة وتكبيرة، ننال بها الدرجات، ونحوز بها الخيرات، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَا ‌قَعَدَ ‌قَوْمٌ ‌مَقْعَدًا ‌لَا ‌يَذْكُرُونَ ‌اللَّهَ عز وجل ‌فِيهِ، وَيُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم-، إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ، وَإِنْ دَخَلُوا الْجَنَّةَ لِلثَّوَابِ"(أخرجه أحمد).

 

وعن ابن عون قال: "ذِكرُ الناسِ داءٌ، وذِكرُ اللهِ دواءٌ"، قال الذهبي: "إي واللهِ؛ العجبُ منَّا ومِنْ جهلنا، كيف ندع الدواء، ونقتحم الداء".

 

أيها المسلمون: وذكر اللسان الموافق للجنان من أعظم الحسنات، وأفضل الطاعات، وأيسر العبادات، عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ألَا أنبئكم بخير أعمالكم، وأزكاها عند مليككم، وأرفعها في درجاتكم؟ وخير لكم من إنفاق الذهب والفضة، وخيرٌ لكم من أن تَلقَوْا عدوَّكم فتضربوا أعناقَهم، ويضربوا أعناقَكم؟ قالوا: بلى، قال: ذِكرُ اللهِ -تعالى-"(رواه الترمذي).

 

وعن عائشة -رضي الله عنها- قالت: "إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: إِنَّهُ خُلِقَ كُلُّ إِنْسَانٍ ‌مِنْ ‌بَنِي ‌آدَمَ ‌عَلَى ‌سِتِّينَ ‌وَثَلَاثِمِائَةِ ‌مَفْصِلٍ، ‌فَمَنْ ‌كَبَّرَ ‌اللهَ، وَحَمِدَ اللهَ، وَهَلَّلَ اللهَ، وَسَبَّحَ اللهَ، وَاسْتَغْفَرَ اللهَ، وَعَزَلَ حَجَرًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، أَوْ شَوْكَةً، أَوْ عَظْمًا عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ، وَأَمَرَ بِمَعْرُوفٍ، أَوْ نَهَى عَنْ مُنْكَرٍ عَدَدَ تِلْكَ السِّتِّينَ وَالثَّلَاثِمِائَةِ السُّلَامَى، فَإِنَّهُ يَمْشِي يَوْمَئِذٍ وَقَدْ زَحْزَحَ نَفْسَهُ عَنِ النَّارِ"(أخرجه مسلم).

 

أيها المسلمون: والذِّكْر يُرضي الرحمنَ، ويطرد الشيطانَ، ويُقوِّي الإيمانَ، ويُبدِّد الأحزانَ، ويمنح النفوسَ الطمأنينةَ والسكينةَ والأمانَ؛ (الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ)[الرَّعْدِ: 28].

 

والذِّكْر يُزيل الوحشةَ، ويُذِيب القسوةَ، ويُذهِب الغفلةَ، ويُنزِل الرحمةَ، ويَشفِي القلوبَ، قال أبو الدرداء -رضي الله عنه-: "لكلِّ شيءٍ جلاءٌ، وإنَّ جِلاءَ القلوبِ ذكرُ اللهِ -عز وجل-".

 

والذِّكْرُ غياثُ النفوسِ الظامئةِ، وقوتُ القلوبِ الخاليةِ، ونورُ الدروبِ الشائكةِ، وبه تُستجلَب الخيراتُ والبركاتُ، وتُستدَفع الكربات والنكبات، وبه تهون الفواجع النازلات، والحوادث المؤلمات، فما ذكر الله -عز وجل- في مصيبة إلا هانت، ولا في كربة إلا زالت.

 

أيها المسلمون: والأجور المترتِّبة على الذِّكْر عظيمة، لا يُعبِّر عن عظمتها لسانٌ، ولا يحيط بها إنسانٌ، عن سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- قال: "كنا عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: أَيَعْجَزُ ‌أَحَدُكُمْ ‌أَنْ ‌يَكْسَبَ ‌كُلَّ ‌يَوْمٍ أَلْفَ حَسَنَةٍ" فَسَأَلَهُ سَائِلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ: كَيْفَ يَكْسِبُ أَلْفَ حَسَنَةٍ؟ قَالَ "يُسَبِّحُ مِائَةً تسبيحة، فيكتب له ألف حسنة، أو يحط عنه ألف خطيئة"(رواه مسلم).

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ قَالَ: لا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، ‌لَهُ ‌الْمُلْكُ ‌وَلَهُ ‌الْحَمْدُ، ‌وَهُوَ ‌عَلَى ‌كُلِّ ‌شَيْءٍ ‌قَدِيرٌ ‌فِي ‌يَوْمٍ ‌مِائَةَ ‌مَرَّةٍ: ‌كَانَتْ ‌لَهُ ‌عَدْلَ ‌عَشْرِ رِقَابٍ، وَكُتِبَتْ لَهُ مِائَةُ حَسَنَةٍ، وَمُحِيَتْ عَنْهُ مِائَةُ سَيِّئَةٍ، وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِيَ، وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا رَجُلٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ"، وقال: "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر"(مُتفَق عليه)، وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبر الله ثلاثًا وثلاثين، وقال تمام المائة: لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، له المُلكُ وله الحمدُ، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر"(رواه مسلم)؛ فحافظوا على الأدعية والأذكار الصحيحة، الواردة في الأحوال المختلفة، وأكثروا من ذكر الله -تعالى- في كل حين وأوان.

 

أقول ما تسمعون وأستغفِر اللهَ لي ولكم ولسائر المسلمين، من كل ذنب وخطيئة فاستغفِروه، إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله آوى مَنْ إلى لُطفه أَوَى، وأشهد ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، داوى بإنعامه مَنْ يئس مِنْ أسقامه الدوا، وأشهد أنَّ نبيَّنا وسيدَنا محمدًا عبدُه ورسولُه صلَّى اللهُ عليه وعلى آله وأصحابه وسلَّم تسليمًا كثيرًا.

 

أما بعدُ، فيا أيها المسلمون: اتقوا الله وراقِبوه وأطيعوه ولا تعصوه؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ)[التَّوْبَةِ: 119].

 

أيها المسلمون: الذِّكْرُ حرزُ البيوتِ من مردة الجن والشياطين، فلا تجعلوا بيوتكم خالية عن الذكر والطاعة، عن أبي موسى الأشعري -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "‌مَثَلُ ‌الْبَيْتِ ‌الَّذِي ‌يُذْكَرُ ‌اللهُ ‌فِيهِ وَالْبَيْتِ الَّذِي لَا يُذْكَرُ اللهُ فِيهِ مَثَلُ الْحَيِّ وَالْمَيِّتِ"(أخرجه مسلم)، قال النوويّ: "فيه الندب إلى ذكر الله -تعالى- في البيت وأنَّه لا يخلى من الذكر"، وعن جابر -رضي الله عنه- أنَّه سمع النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إِذَا دَخَلَ الرَّجُلُ بَيْتَهُ، فَذَكَرَ اللَّهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لَا مَبِيتَ لَكُمْ وَلَا عَشَاءَ. وَإِذَا دَخَلَ ‌فَلَمْ ‌يَذْكُرِ ‌اللَّهَ ‌عِنْدَ ‌دُخُولِهِ، ‌قَالَ ‌الشَّيْطَانُ: ‌أَدْرَكْتُمُ ‌الْمَبِيتَ. وَإِذَا لَمْ يَذْكُرِ اللَّهَ عِنْدَ طَعَامِهِ، قال: أدركتم المبيت والعشاء"(أخرجه مسلم).

 

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة"(رواه مسلم).

 

أيها المسلمون: صيام يوم عاشوراء فضيلة عظيمة، ومنحة وغنيمة، يوم أنجى الله فيه موسى وقومه، وغرَّق فرعون وقومه، فصامه موسى -عليه السلام- شكرًا لله -تعالى-، وصامه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأمر بصيامه، وقال: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"(أخرجه مسلم)؛ فلا تحرموا أنفسكم فضل الله وعفوه وإحسانه، وصوموا عاشوراء، ويوما قبله أو يومًا بعده، ولا تتخذوا عاشوراء مأتما للأحزان والأتراح، ولا عيدًا لشعائر السرور والأفراح، والزموا السنن، وحاذروا البدع، فما جرت البدع على أصحابها إلا الذل والهوان.

 

وصلُّوا وسلِّموا على من انشق له القمر، وسعت إليه الشجر، وسلم عليه الحجر.

 

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على نبينا وسيدنا محمد، وارض اللهمَّ عن جميع الآل والصحاب، وعنا معهم يا كريم يا وهاب.

 

اللهمَّ أعزَّ الإسلام والمسلمين، وأذلَّ الشركَ والمشركينَ، ودمِّر أعداءَ الدينِ، واحفظ بلادَنا وبلاد المسلمين، من كيد الكائدين، يا ربَّ العالمينَ، رب اجعل هذا البلد آمِنًا.

 

اللهمَّ وفِّق إمامَنا ووليَّ أمرَنا خادم الحرمين الشريفين لما تحب وترضى، وخذ بناصيته للبر والتقوى، اللهمَّ احفظه وولي عهده بحفظك، واكلأهما بعنايتك ورعايتك، ومتعهما بالصحة والعافية يا ربَّ العالمينَ، ووفق ولاة المسلمين أجمعين لما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ واشف مرضانا، وعافِ مبتلانا، وارحم موتانا يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ انصر إخواننا في فلسطين، وطهر المسجد الأقصى من اليهود الغاصبين، اللهمَّ اجعل دعاءنا مسموعًا، ونداءنا مرفوعًا، يا كريم يا عظيم، يا رحيم.

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life