عناصر الخطبة
1/ أسباب انحراف المراهقين 2/مظاهر انحرافات المراهقين 3/سبل حماية المراهق وتحصينه من الانحراف.

اقتباس

أَيُّهَا الْآبَاءُ الْفُضَلَاءُ: اعْلَمُوا أَنَّكُمْ -بِصِيَانَتِكُمْ لِأَوْلَادِكُمْ وَمُرَاهِقِيكُمْ مِنَ الِانْحِرَافِ- تَقِفُونَ عَلَى ثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الْإِسْلَامِ؛ فَإِنْ تَطَرَّقَ إِلَيْهِمْ خَلَلٌ -وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ- فَقَدْ أُتِيَ الْإِسْلَامُ مِنْ قِبَلِكُمْ، أَلَا فَانْتَبِهُوا لِمَنْ وَلَّاكُمُ اللَّهُ أَمْرَهُمْ، وَقَابِلُوا اللَّهَ فِي الْعِنَايَةِ بِهِمْ وَتَحْصِينِهِمْ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71]، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّمَا فَتْرَةُ الْمُرَاهَقَةِ -بِالنِّسْبَةِ لِعُمْرِ الْإِنْسَانِ- كَعُنُقِ الزُّجَاجَةِ؛ صَعْبٌ اجْتِيَازُهَا، وَخَطِيرٌ الْمُرُورُ بِهَا، لَكِنْ بَعْدَهَا -إِنْ سَلِمَ مِنْهَا الْمَرْءُ- رَاحَةٌ وَسَعَةٌ، وَمَا ذَلِكَ إِلَّا لِأَنَّ الْمُرَاهِقَ مُعَرَّضٌ خِلَالَهَا لِلْمَزَالِقِ وَالِانْحِرَافَاتِ، بَلْ إِنَّ أَكْثَرَ مَنْ يَمِيلُونَ عَنِ الْجَادَّةِ وَيَنْجَرِفُونَ بَعِيدًا عَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ إِنَّمَا يَحْدُثُ لَهُمْ ذَلِكَ خِلَالَ فَتْرَةِ الْمُرَاهَقَةِ.

 

وَالسُّؤَالُ: لِمَاذَا أَكْثَرُ مَا يَحْدُثُ الِانْحِرَافُ فِي فَتْرَةِ الْمُرَاهَقَةِ خَاصَّةً دُونَ غَيْرِهَا؟ وَالْجَوَابُ أَنَّ لِذَلِكَ أَسْبَابًا عَدِيدَةً، مِنْهَا:

تَوَافُرُ الْبَوَاعِثِ عَلَى الِانْحِرَافِ عِنْدَ الْمُرَاهِقِينَ؛ فَإِنَّ أَجْسَادَهُمْ -الَّتِي تَتَوَقَّدُ فِيهَا الشَّهَوَاتُ- تَدْعُوهُمْ إِلَى تَلْبِيَتِهَا وَلَوْ فِي حَرَامٍ!... وَإِنَّ نُفُوسَهُمْ -بِمَا يَثُورُ فِيهَا مِنْ تَشَوُّفٍ لِاكْتِشَافِ الْجَدِيدِ- تَؤُزُّهُمْ عَلَى التَّفَلُّتِ مِنْ كُلِّ مَا يُقَيِّدُهَا، وَإِنْ كَانَتْ قُيُودَ الدِّينِ!... وَإِنَّ اجْتِمَاعَ الطَّاقَةِ الْمُتَوَثِّبَةِ مَعَ الدَّعَةِ وَالْفَرَاغِ لَهُوَ بِيئَةٌ مِثَالِيَّةٌ لِلِانْحِرَافِ، وَصَدَقَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- حِينَ قَالَ: "نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ"(رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ).

إِنَّ الشَّبَابَ وَالْفَرَاغَ وَالْجِدَةْ *** مَفْسَدَةٌ لِلْمَرْءِ أَيُّ مَفْسَدَةْ

 

وَمِنْهَا: الْبُعْدُ عَنِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ: فَإِنَّ الْقُرْآنَ هُوَ مِشْعَلُ الْهِدَايَةِ وَنُورُ الْعَقْلِ وَالْفُؤَادِ، فَمَتَى ابْتَعَدَ عَنْهُ الْمُرَاهِقُ ضَلَّ وَغَوَى: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى)[طه:124]... وَاعْتِزَالُهُ الْبِيئَةَ الْإِيمَانِيَّةَ لِأَنَّهَا التُّرْبَةُ الْمِثَالِيَّةُ لِلنَّشْأَةِ الصَّالِحَةِ، فَإِنِ افْتَقَدَهَا الْمُرَاهِقُ انْحَرَفَ عَنِ الصِّرَاطِ، وَانْجَرَفَ إِلَى الضَّلَالِ؛ (وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لَا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا)[الْأَعْرَافِ:54].

 

وَمِنْهَا: عَدَمُ تَنَبُّهِ الْمُرَاهِقِ لِحِيَلِ الشَّيْطَانِ: الَّذِي تَوَعَّدَ الْبَشَرَ عَامَّةً قَائِلًا: (قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)[الْحِجْرِ:39]، ثُمَّ تَوَعَّدَهُمْ قَائِلًا: "وَعِزَّتِكَ يَا رَبِّ لَا أَبْرَحُ أُغْوِي عِبَادَكَ مَا دَامَتْ أَرْوَاحُهُمْ فِي أَجْسَادِهِمْ"(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْحَاكِمُ، وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ)، وَلِلشَّيْطَانِ عَلَى الْمُرَاهِقِ تَسَلُّطٌ أَكْثَرَ مِنْ سِوَاهُ.

 

وَمِنْهَا: الْأُسْرَةُ نَفْسُهَا: فَلِلْأَسَفِ -فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحْيَانِ- يَكُونُ الْأَبُ وَالْأُمُّ وَالْأَقَارِبُ هُمُ السَّبَبَ فِي انْحِرَافِ مُرَاهِقِيهِمْ؛ وَذَلِكَ بِتَقْدِيمِ الْقُدْوَةِ السَّيِّئَةِ، أَوْ بِأَمْرِهِمْ بِالْمُنْكَرِ، فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "كُلُّ مَوْلُودٍ يُولَدُ عَلَى الْفِطْرَةِ، فَأَبَوَاهُ يُهَوِّدَانِهِ أَوْ يُنَصِّرَانِهِ أَوْ يُمَجِّسَانِهِ، كَمَثَلِ الْبَهِيمَةِ تُنْتِجُ الْبَهِيمَةَ هَلْ تَرَى فِيهَا جَدْعَاءَ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

مَشَى الطَّاوُوسُ يَوْمًا بِاعْوِجَاجٍ *** فَقَلَّدَ شَكْلَ مِشْيَتِهِ بَنُوهُ

فَقَالَ: عَلَامَ تَخْتَالُونَ؟ قَالُوا: *** بَدَأْتَ بِهِ وَنَحْنُ مُقَلِّدُوهُ

فَخَالِفْ سَيْرَكَ الْمُعْوَجَّ وَاعْدِلْ *** فَإِنَّا إِنْ عَدَلْتَ مُعَدِّلُوهُ

أَمَا تَدْرِي أَبَانَا كُلُّ فَرْعٍ *** يُجَارِي بِالْخُطَى مَنْ أَدَّبُوهُ

وَيَنْشَأُ نَاشِئُ الْفِتْيَانِ مِنَّا *** عَلَى مَا كَانَ عَوَّدَهُ أَبُوهُ

 

وَمِنْهَا: أَصْدِقَاءُ السُّوءِ: الَّذِينَ يُزَيِّنُونَ لَهُ الْمَعْصِيَةَ، وَيُسَوِّلُونَ لَهُ الْفُسُوقَ، وَيَفْتَحُونَ لَهُمْ أَبْوَابَ الشُّرُورِ! لِذَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "الرَّجُلُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ، فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلُ"(حَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ).

 

وَمِنْهَا: وَسَائِلُ الْإِعْلَامِ الْمَاجِنَةُ: الَّتِي تَسْتَغِلُّ الرَّغَبَاتِ الْجَامِحَةَ لِلْمُرَاهِقِينَ؛ فَتُسَعِّرُ الشَّهَوَاتِ، وَتُهَيِّجُ الْغَرَائِزَ، وَتُرَوِّجُ لِلِانْحِلَالِ الْأَخْلَاقِيِّ، وَتَغْرِسُ الْمَفَاهِيمَ الْخَاطِئَةَ، وَتَسْتَبْدِلُ مَقَايِيسَ الدِّينِ بِغَيْرِهَا مِنَ الْمَعَايِيرِ الْمُسْتَوْرَدَةِ، وَتُشَجِّعُ عَلَى الْجَرِيمَةِ؛ حَيْثُ أَظْهَرَتْ بَعْضُ التَّقَارِيرِ أَنَّ السَّهْرَةَ التِّلِفِزْيُونِيَّةَ الْوَاحِدَةَ تَحْتَوِي عَلَى عِشْرِينَ مَشْهَدَ اغْتِصَابٍ، وَخَمْسَ عَشْرَةَ جَرِيمَةَ سَرِقَةٍ، وَاثْنَيْ عَشَرَ جَرِيمَةَ قَتْلٍ!

 

مَعَاشِرَ الْمُسْلِمِينَ: انْحِرَافَاتُ الْإِنْسَانِ فِي مَرْحَلَةِ الْمُرَاهَقَةِ أَشْكَالٌ وَأَنْوَاعٌ، وَلَهَا مَظَاهِرُ مُتَعَدِّدَةٌ؛ وَمِنْهَا:

أَوَّلًا: الِانْحِرَافُ الْفِكْرِيُّ وَالثَّقَافِيُّ: فَبَعْضُ الْمُرَاهِقِينَ يَنْحَرِفُونَ إِلَى جِهَةِ الْإِفْرَاطِ؛ فَيُغَالُونَ وَيُكَفِّرُونَ وَيُفَجِّرُونَ! وَبَعْضُهُمْ يَنْحَرِفُ فِكْرِيًّا جِهَةَ التَّفْرِيطِ؛ فَيَنْغَمِسُونَ فِي الشُّبُهَاتِ وَيُرَدِّدُونَ الْجَهَالَاتِ! وَبَعْضُهُمْ تَخْتَلِطُ عَلَيْهِ الْمَفَاهِيمُ وَتَتَنَازَعُ فِي عَقْلِهِ الْمَعَايِيرُ وَالْمَقَايِيسُ؛ فَلَا يَعْرِفُ حَقًّا مِنْ بَاطِلٍ، وَلَا يُمَيِّزُ صَوَابًا مِنْ خَطَأٍ!

 

وَبَعْضُهُمْ يَنْجَرِفُ نَاحِيَةَ الْغَرْبِ أَوِ الشَّرْقِ؛ فَتَجِدُهُ مُنْهَزِمًا أَمَامَهُمْ نَفْسِيًّا، وَمُنْبَهِرًا بِتَقَدُّمِهِمُ الْمَادِّيِّ، يَعُدُّهُمْ قُدْوَةً وَأَسْيَادًا! وَيَتَشَبَّهُ بِهِمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ ظَانًّا أَنَّ التَّقَدُّمَ فِي تَقْلِيدِهِمْ! وَكَأَنِّي بِالْقُرْآنِ الْكَرِيمِ يَقُولُ لِهَؤُلَاءِ الْمَخْدُوعِينَ مِنَ الْمُرَاهِقِينَ: (أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا)[النِّسَاءِ:139].

 

وَمَا دَرَوْا أَنَّ الْفَارُوقَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- أَتَى النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِكِتَابٍ أَصَابَهُ مِنْ بَعْضِ أَهْلِ الْكُتُبِ، فَقَرَأَهُ عَلَى النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَغَضِبَ وَقَالَ: "أَمُتَهَوِّكُونَ فِيهَا يَا ابْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ جِئْتُكُمْ بِهَا بَيْضَاءَ نَقِيَّةً، لَا تَسْأَلُوهُمْ عَنْ شَيْءٍ فَيُخْبِرُوكُمْ بِحَقٍّ فَتَكَذِّبُوا بِهِ، أَوْ بِبَاطِلٍ فَتُصَدِّقُوا بِهِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ مُوسَى كَانَ حَيًّا، مَا وَسِعَهُ إِلَّا أَنْ يَتَّبِعَنِي"(حَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ).

 

ثَانِيًا: الِانْحِرَافُ الْجِنْسِيُّ: فَبَعْضُ الْمُرَاهِقِينَ يَضْعُفُونَ أَمَامَ غَرَائِزِهِمْ، وَيَسْتَجِيبُونَ لِشَهَوَاتِهِمْ، وَلَا يَسْتَطِيعُونَ كَبْحَ جِمَاحِ أَجْسَادِهِمْ، فَيَسْقُطُونَ فِي مَهَاوِي التَّخَيُّلَاتِ الْجِنْسِيَّةِ، ثُمَّ الْمَوَاقِعِ الْإِبَاحِيَّةِ، الَّتِي تَدْفَعُهُمْ إِلَى الْعَادَةِ السِّرِّيَّةِ، وَقَدْ يَنْجَرُّونَ إِلَى مُمَارَسَةِ اللِّوَاطِ مَعَ أَقْرَانِهِمْ -وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ-! وَلَوْ أَنَّهُمْ تَدَبَّرُوا قَوْلَ اللَّهِ -تَعَالَى-: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)[الْمُؤْمِنُونَ:5-7]، إِذًا لَأَنَابُوا وَارْتَدَعُوا.

 

ثَالِثًا: الِانْحِرَافُ الْأَخْلَاقِيُّ: فَتَتَلَوَّثُ أَلْسِنَتُهُمْ بِالْأَلْفَاظِ الْبَذِيئَةِ وَالسَّخِيفَةِ! وَذَلِكَ خُلُقٌ لَا يَرْضَاهُ اللَّهُ وَلَمْ يَتَّصِفْ بِهِ رَسُولُهُ، يَقُولُ رَسُولُنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ وَلَا اللَّعَانِ وَلَا الْفَاحِشِ وَلَا الْبَذِيءِ"(صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ)... كَذَا عَقُوقُهُمْ وَالِدِيهِمْ ظَنًّا أَنَّهُمْ قَدْ كَبِرُوا عَلَى التَّوْجِيهِ وَالْإِرْشَادِ، وَكَأَنَّهُمْ مَا سَمِعُوا قَوْلَ اللَّهِ -تَعَالَى-: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ)[الْإِسْرَاءِ:24]... وَيَتَحَرَّشُونَ بِالْفَتَيَاتِ فِي الطُّرُقَاتِ سَعْيًا وَرَاءَ الْحَرَامِ، وَأَحْسَبُهُمْ لَا يَرْضَوْنَ ذَلِكَ لِأَخَوَاتِهِمْ.

 

وَيُصَاحِبُ كُلَّ ذَلِكَ -لَا مَحَالَةَ- انْحِرَافٌ سُلُوكِيٌّ يَظْهَرُ فِي جَمِيعِ تَصَرُّفَاتِهِمْ وَأَقْوَالِهِمْ، وَانْحِرَافٌ اجْتِمَاعِيٌّ فَيَقْطَعُونَ الْأَرْحَامَ وَيُسِيئُونَ إِلَى الْأَقَارِبِ وَالْجِيرَانِ...

 

لَكِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عَلَّمَنَا أَنَّ "لِكُلِّ دَاءٍ دَوَاءً"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، وَلِانْحِرَافِ الْمُرَاهِقِينَ -إِنِ انْحَرَفُوا- دَوَاءٌ وَعِلَاجٌ نَاجِعٌ -بِإِذْنِ اللَّهِ-، نَسْتَعْرِضُهُ بَعْدَ جَلْسَةِ الِاسْتِرَاحَةِ إِنْ قَدَّرَ اللَّهُ لِقَاءً وَبَقَاءً.

 

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

 

أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ -تَعَالَى- وَأَطِيعُوهُ؛ (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[الْبَقَرَةِ: 281].

 

مَعَاشِرَ الْمُؤْمِنِينَ: قَبْلَ أَنْ نَسْتَعْرِضَ عِلَاجَ مَنِ انْحَرَفَ مِنَ الْمُرَاهِقِينَ عَلَيْنَا أَنْ نَتَّخِذَ سُبُلَ الْوِقَايَةِ أَوَّلًا، فَمِنْ حِكَمِ الْأَوَّلِينَ: "الْوِقَايَةُ خَيْرٌ مِنَ الْعِلَاجِ"، وَأَمَّا كَيْفَ نَحْمِي الْمُرَاهِقِينَ وَنُحَصِّنُهُمْ مِنَ الِانْحِرَافِ؟ لِذَلِكَ وَسَائِلُ مُتَعَدِّدَةٌ: كَإِلْحَاقِهِمْ بِدُورِ تَحْفِيظِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ؛ فَهِيَ الْعِصْمَةُ مِنَ الضَّلَالِ وَالزَّيْغِ وَالْمَيْلِ، يَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنِ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ: كِتَابَ اللَّهِ"(رَوَاهُ مُسْلِمٌ)، وَيَقُولُ اللَّهُ -تَعَالَى- عَنِ الْقُرْآنِ: (قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الْمَائِدَةِ:15-16].

 

وَمِنْهَا: تَحْصِينُ عَقْلِهِ بِالْعِلْمِ، وَقَلْبِهِ بِالْإِيمَانِ: فَهَكَذَا كَانَ يُرَبِّي الصَّحَابَةُ أَبْنَاءَهُمْ؛ فَعَنْ جُنْدُبِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ: "كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَنَحْنُ فِتْيَانٌ حَزَاوِرَةٌ، فَتَعَلَّمْنَا الْإِيمَانَ قَبْلَ أَنْ نَتَعَلَّمَ الْقُرْآنَ، ثُمَّ تَعَلَّمْنَا الْقُرْآنَ فَازْدَدْنَا بِهِ إِيمَانًا"(صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).

 

وَفِي مَوْعِظَةِ لُقْمَانَ الْحَكِيمِ لِوَلَدِهِ لَأَبْلَغِ نَمُوذَجٍ وَمِثَالٍ لِتَحْصِينِ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ فِي شُمُولِهَا وَتَدَرُّجِهَا وَأُسْلُوبِهَا؛ إِذْ يُحَذِّرُهُ مِنَ الشِّرْكِ قَائِلًا: (يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ)[لُقْمَانَ:13]، ثُمَّ يُعَلِّمُهُ مُرَاقَبَةَ اللَّهِ فَيَقُولُ لَهُ: (يَا بُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ)[لُقْمَانَ:16]، ثُمَّ يَأْمُرُهُ بِالْعِبَادَةِ وَيُمَسِّكُهُ بِهَا قَائِلًا: (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ)[لُقْمَانَ:17]، ثُمَّ يُؤَدِّبُهُ بِالْأَخْلَاقِ: (وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ * وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ)[لُقْمَانَ:18-19].

 

وَمِنْهَا: تَعَاهُدُهُمْ بِالنُّصْحِ وَالتَّوْجِيهِ وَالتَّقْوِيمِ: فَهَذَا قَبِيصَةُ بْنُ جَابِرٍ الْأَسَدِيُّ يَحْكِي أَنَّهُ تَكَلَّمَ بَيْنَ يَدَيْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ-، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ: "يَا قَبِيصَةُ! إِنَّكَ لَسِنُ اللِّسَانِ، فَسِيحُ الصَّدْرِ؛ فَاتَّقِ عَثَرَاتِ الشَّبَابِ، وَفَلَتَاتِ الْغَضَبِ، وَنَوَادِرَ الْكَلَامِ".

لَا تَتْرُكُوهُمْ لِلضَّيَاعِ فَرِيسَةً *** تَرْكُ الشَّبَابِ أَسَاسُ كُلِّ الدَّاءِ

أَوْلَادُكُمْ لَا شَيْءَ أَغْلَى مِنْهُمُ *** لَا شَيْءَ يَعْدِلُهُمْ مِنَ الْأَشْيَاءِ

 

وَمِنْهَا: حُسْنُ اخْتِيَارِ رُفَقَائِهِ: اسْتِجَابَةً لِلتَّحْذِيرِ النَّبَوِيِّ الْقَائِلِ: "مَثَلُ الْجَلِيسِ الصَّالِحِ وَالسُّوءِ، كَحَامِلِ الْمِسْكِ وَنَافِخِ الْكِيرِ؛ فَحَامِلُ الْمِسْكِ: إِمَّا أَنْ يُحْذِيَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَبْتَاعَ مِنْهُ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ مِنْهُ رِيحًا طَيِّبَةً، وَنَافِخُ الْكِيرِ: إِمَّا أَنْ يَحْرِقَ ثِيَابَكَ، وَإِمَّا أَنْ تَجِدَ رِيحًا خَبِيثَةً"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَكَذَا: إِشْعَارُ الْمُرَاهِقِ بِقِيمَةِ الْفَتْرَةِ الْعُمْرِيَّةِ الَّتِي يَحْيَاهَا: وَكَفَاهُ حَدِيثُ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ"، أَوَّلُهَا: "شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ"(رَوَاهُ الْحَاكِمُ، وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ)، وَهَذَا الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ يَقُولُ: "ابْنَ آدَمَ، إِنَّمَا أَنْتَ أَيَّامٌ، كُلَّمَا ذَهَبَ يَوْمٌ ذَهَبَ بَعْضُكَ".

دَقَّاتُ قَلْبِ الْمَرْءِ قَائِلَةً لَهُ *** إِنَّ الْحَيَاةَ دَقَائِقٌ وَثَوَانِي

 

وَمِنْهَا: تَقْدِيمُ الْقُدْوَاتِ الصَّالِحَةِ: مِنْ شَبَابِ الصَّحَابَةِ وَمَنْ بَعْدَهُمْ مِنَ الْفَاتِحِينَ وَأَبْطَالِ الْمُسْلِمِينَ وَالْقَادَةِ الْأَغْوَارِ وَالْمُبْدِعِينَ... وَمَا أَكْثَرَ هَؤُلَاءِ فِي تَارِيخِنَا الْإِسْلَامِيِّ؛ مِنْ أَمْثَالِ طَلْحَةَ، وَالزُّبَيْرِ، وَخَالِدٍ، وَعَمَّارٍ، وَأُسَامَةَ، وَمُعَاذٍ، ثُمَّ صَلَاحِ الدِّينِ الْأَيُّوبِيِّ، وَقُطُزٍ، وَبِيبِرْسَ... وَإِنَّ مَرْئِيَّ الْحَالِ يُغْنِي عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْمَقَالِ.

 

وَمِنْهَا: إِعَانَتُهُ عَلَى الزَّوَاجِ، وَإِلَّا فَلُزُومُهُ الصِّيَامَ: تِلْكَ هِيَ النَّصِيحَةُ النَّبَوِيَّةُ الْخَالِدَةُ لِلشَّبَابِ: "يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ"(مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ).

 

وَبَعْدَ هَذَا كُلِّهِ -أَيُّهَا الْمُرَبِّي- لَا تَيْأَسْ مِنْ إِصْلَاحِ الْمُرَاهِقِ إِذَا انْحَرَفَ، فَهَذَا يَعْقُوبُ -عَلَيْهِ السَّلَامُ- كَانَ عَلَى يَقِينٍ مِنَ انْحِرَافِ أَبْنَائِهِ، وَمَا فَعَلُوهُ بِيُوسُفَ: (قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا)[يُوسُفَ:18]، وَمَعَ ذَلِكَ لَمْ يَيْأَسْ مِنْهُمْ بَلْ قَالَ لَهُمْ: (يَا بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ)[يُوسُفَ:87]... وَلَمْ يَيْأَسْ نَبِيُّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِنْ ذَلِكَ الْمُرَاهِقِ الَّذِي أَتَاهُ فَقَالَ: "يَا رَسُولَ اللَّهِ، ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا"(صَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيُّ).

 

أَيُّهَا الْآبَاءُ الْفُضَلَاءُ: اعْلَمُوا أَنَّكُمْ -بِصِيَانَتِكُمْ لِأَوْلَادِكُمْ وَمُرَاهِقِيكُمْ مِنَ الِانْحِرَافِ- تَقِفُونَ عَلَى ثَغْرٍ مِنْ ثُغُورِ الْإِسْلَامِ؛ فَإِنْ تَطَرَّقَ إِلَيْهِمْ خَلَلٌ -وَالْعِيَاذُ بِاللَّهِ- فَقَدْ أُتِيَ الْإِسْلَامُ مِنْ قِبَلِكُمْ، أَلَا فَانْتَبِهُوا لِمَنْ وَلَّاكُمُ اللَّهُ أَمْرَهُمْ، وَقَابِلُوا اللَّهَ فِي الْعِنَايَةِ بِهِمْ وَتَحْصِينِهِمْ؛ لِيَكُونُوا عِزًّا لِلدِّينِ، ثُمَّ ذُخْرًا لَكُمْ عِنْدَ رَبِّكُمْ.

 

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ..

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life