عناصر الخطبة
1/ فرحة العيد 2/العيد يوم الشكر لله تعالى 3/من مظاهر هذا الشكر في هذا اليوم المبارك 4/الاستمرار على الطاعة بعد شهر رمضان 5/وصية للنساء.اقتباس
إن يوم العيد يوم فرح دنيوي يفرح فيه المؤمنون والمؤمنات بما قدَّموا من الطاعات والأعمال الصالحات، وما تنافسوا فيه من الخيرات وادخار الحسنات، وسيرافقهم السرور والفرح ما داموا على ما كانوا عليه في رمضان...
الخطبة الأولى:
الله أكبر.... الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الإسلام، وتفضَّل علينا بالهداية للإيمان، ووفَّقنا للصيام والقيام. نحمده سبحانه ونشكره ونستغفره، ونشهد أن لا إله إلا هو وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه والتابعين.
أما بعد: فيا عباد الله: بعد إعلان رؤية هلال شهر شوال، دَعَوْنا أن يُهلّه الله علينا باليمن والبركات، والعزة والنصر للمسلمين والمسلمات لتعم أفراحهم... وها نحن اليوم نعيش فرحة العيد، فأبشروا وبشروا به، وأدخلوا السرور على بعضكم البعض امتثالاً لما حثَّ عليه المبعوث رحمةً للعالمين -صلى الله عليه وسلم- حينما سُئِلَ: "أيُّ الناس أحبُّ إلى الله؟ فقال: "أحبُّ الناس إلى الله: أنفعهم للناس. وأحبُّ الأعمال إلى الله -عز وجل-: سرور تُدخله على مسلم، تكشف عنه كُربة، أو تقضي عنه دَينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأن أمشي مع أخٍ في حاجة، أحبُّ إليَّ من أن أعتكف في هذا المسجد، يعني مسجد المدينة شهرًا".
إنه العيد يوم الشكر لله -تعالى- على هدايته وتوفيقه، ومن مظاهر هذا الشكر في هذا اليوم المبارك: الاغتسال والتطيب، وأخذ الزينة، ثم إخراج زكاة الفطر؛ "طُهرةً للصَّائمِ منَ اللَّغوِ والرَّفثِ وطعمةً للمساكينِ، من أدَّاها قبلَ الصَّلاةِ فَهيَ زَكاةٌ مقبولةٌ ومن أدَّاها بعدَ الصَّلاةِ فَهيَ صدقةٌ منَ الصَّدقاتِ"؛ وهي مما جاءت الإشارة إليه في قوله -تعالى-: (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى * وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى)[الأعلى: 14- 15].
ومن مظاهر هذا الشكر: الإكثار من ذِكْر الله -جل وعلا-؛ تكبيرًا وتهليلاً، وتسبيحًا وتحميدًا، منذ الخروج من البيت إلى الجلوس في المصلى، إلى القيام لأداء صلاة العيد، فإذا قُضِيَت الصلاة، وانتهى المصلون من سماع الخطبة وتبادل التهاني، يعود كل مسلم ومسلمة إلى بيوتهم من غير الطريق التي أتوا منها ذاكرين وشاكرين لله.
الله أكبر.... الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
معاشر المؤمنين والمؤمنات: إن يوم العيد يوم فرح دنيوي يفرح فيه المؤمنون والمؤمنات بما قدَّموا من الطاعات والأعمال الصالحات، وما تنافسوا فيه من الخيرات وادخار الحسنات، وسيرافقهم السرور والفرح ما داموا على ما كانوا عليه في رمضان.
وإلا فإن مَن ضعف وانتكس وعاد بعد ما عاش نقيًّا بعد رمضان إلى سيئ الأفعال ولأقوال؛ فيكون حاله كحال مَن بنى بنيانًا جميلاً وهدمه، وكمن أعطى عطايا وندم؛ قال -تعالى-: (أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلِ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)[البقرة: ٢٦٦].
فلازموا -عباد الله- ما كنتم عليه من طهر اللسان ونقاء الجنان ونشاط الجوارح في أداء الطاعات ومجاهدة النفس في ترك الشهوات بله المحرمات؛ استعدادًا للفرح الثاني الدائم يوم لقاء الله؛ ففي الحديث "للصائم فرحتان يفرحهما؛ إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه".
فواصلوا -أيها المسلمون- توبتكم، ولازموا تقوى الله بفعل ما أمركم به، واجتناب ما نهاكم عنه، وبذلك تتم فرحتكم برضوان من الله وجنة عرضها السماوات والأرض المعدة لاستقبال المتقين؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآي والذكر الحكيم وبكلام سيد المرسلين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الخطبة الثانية:
الله أكبر... الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلاً.
الحمد لله ولي المؤمنين؛ نحمده ونشكره، ونصلّي ونسلم على نبي الهدى وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فيا عباد الله: إن هذا اليوم يوم عيدكم؛ تشكرون فيه ربكم على ما تفضَّل عليكم به من النعم ليزيدكم، ومن مظاهر شكره -سبحانه- إتباع رمضان بصيام ستٍّ من شوال، وتصلون فيه أرحامكم، وتزورون أحبابكم وإخوانكم، وأن تتقوا الله حيث ما كنتم؛ فهذه وصية من ربكم لكم ولمن قبلكم وبعدكم؛ (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا)[النساء: 131].
ربوا أبناءكم على حُبّ الله ورسوله، وأدِّبُوهم بآداب الإسلام ليكونوا صالحين يدعون لكم بعد رحيلكم من هذه الدار، ولكي لا ينقطع عملكم.
ويا معشر النساء الصالحات، إنكن مدارس لأسركن، وبصلاحكن يصلح المجتمع، وبصلاح المجتمعات تصلح الأمة -بإذن رب الأرض والسماوات-، ويا معشر الرجال: إياكم وازدراء النساء، وقد أوصى النبي -صلى الله عليه وسلم- بهن خيرًا؛ فقال: "خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي".
فإذا حرص الجميع ممن صاموا أيام رمضان، وقاموا لياليه إيمانًا واحتسابًا، حُقَّ لهم أن يفرحوا بالعيد فرحًا مأجورًا؛ (قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ)[يونس: 58].
الدعاء...
وعيدكم مبارك سعيد.
التعليقات