عناصر الخطبة
1/خطورة الغفلة عن الآخرة 2/عظمة يوم القيامة وهوله وفزعه 3/حديث القرآن عن يوم القيامة 4/ذكر بعض أحداث يوم القيامة 5/فريق في الجنة وفريق في السعير 6/الاستعداد للآخرة بالعمل الصالح.

اقتباس

لنستعدّ لذلك اليوم، نغرس غرس الآخرة، نعمل، نُقدِّم لأنفسنا، نقدّم لأنفسنا ما يُنجينا في ذلك اليوم؛ فوالله إن النجاة فيه -بعد رحمة الله وعفوه- هي ما نُقدّمه الآن، وما نزرعه الآن، وما نقوله الآن، وما تنطوي عليه قلوبنا الآن، في الحياة الدنيا. نَردّ مظالم الناس وحقوق الناس، نكفّ عن ظلم الناس وغيبة الناس.

الخُطْبَة الأُولَى:

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن نبينا وحبيبنا وقدوتنا محمد بن عبد الله، صلى الله وسلم وبارك عليه ما تعاقبت الليالي والأيام.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)[سورة آل عمران: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[سورة النساء:1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا)[سورة الأحزاب: 70].

 

عباد الله: ألهتنا الدنيا بملهياتها ومغرياتها وأحداثها وحروبها، ألهتنا عن الله... لا تسمع في المجالس والمجامع إلا ذِكْر الدنيا وأحوالها... ألهتنا عن كتاب الله... ألهتنا عن القبور فلا نجد مَن يذكّرنا بالقبور وبالموت وبالحشر...

 

ألهتنا عن يوم هو أعظم الأيام، وأطول الأيام، وأخوف الأيام، وأشنع الأيام... حتى قست القلوب وصارت الدنيا هي الهمّ الوحيد في قلوبنا إلا من رحم الله. ذلك اليوم الذي غفلنا عنه، وأقللنا من ذِكْره وتناسيناه أو نسيناه.

 

إنه يوم القيامة، اليوم الآخر، يوم الساعة، يوم البعث، يوم الخروج، يوم القارعة، يوم الفصل، يوم الدين، يوم الصاخة، يوم الطامة الكبرى، يوم الحسرة، يوم الغاشية، يوم الخلود، يوم الحساب، يوم الواقعة، يوم الوعيد، يوم الآزفة، يوم الجمع، يوم الحاقة، يوم التلاق، يوم التناد، يوم التغابن، يوم العرض.

 

يوم عسير على الكافرين غير يسير، يوم عظيم، يوم مشهود تشهده الخلائق كلها، كلهم حاضرون الأولون والآخرون، الإنس والجن، والبهائم والطيور؛ (يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا)[سورة الإنسان: 10].

 

ذكره الله مئات المرات في القرآن، مئات المرات، وهذا دليل على عظمته وهوله وفزعه، وصفه الله بأبلغ الأوصاف، قال الله -تعالى-: (وَاتَّقُوا يَوْمًا لَا تَجْزِي نَفْسٌ عَنْ نَفْسٍ شَيْئًا وَلَا يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلَا يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلَا هُمْ يُنصَرُونَ)[سورة البقرة:48].

 

(فَكَيْفَ إِذَا جَمَعْنَاهُمْ لِيَوْمٍ لَّا رَيْبَ فِيهِ وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[سورة آل عمران:25]؛ (اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَا رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ حَدِيثًا)[سورة النساء:87].

 

(إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الْآخِرَةِ ذَلِكَ يَوْمٌ مَّجْمُوعٌ لَّهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَّشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَّعْدُودٍ * يَوْمَ يَأْتِ لَا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ * فَأَمَّا الَّذِينَ شَقُوا فَفِي النَّارِ لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَشَهِيقٌ * خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ * وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ  عَطَاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ)[سورة هود:103-108].

 

(يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ * وَتَرَى الْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ مُّقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ * سَرَابِيلُهُمْ مِنْ قَطِرَانٍ وَتَغْشَى وُجُوهَهُمُ النَّارُ * لِيَجْزِيَ اللَّهُ كُلَّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ)[سورة إبراهيم: 48 -51].

 

يوم تنتهي فيه الحياة الدنيا لا يبقى منها شيء ولا يحظر منها شيء، ولا يتقى منها بشيء، ولا يعتز منها بشيء، إلا ما كان لله فما كان لله يبقى؛ (وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ)[سورة الزمر:69].

 

(وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)[سورة الجاثية:28].

في ذلك اليوم ينفخ في الصور نفخة واحدة تنتهي الحياة في السموات والأرض فلا حياة؛ (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاءَ اللَّه)[سورة الزمر:68].

 

نفخة هائلة مُرة يسمعها المرء فلا يستطيع أن يوصي بشيء ولا يقدر على العودة إلى أهله وأحبابه؛ (مَا يَنظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ)[سورة يس:49-50].

 

وبعد تلك النفخة ينادي رب العالمين لمن الملك اليوم فلا يجيب أحد، ثم يجيب -سبحانه-: (لِلَّهِ الْوَاحِدِ القَهَّارِ).

 

ونافخ الصور هو الملك إسرافيل -عليه السلام-، قد استعد لذلك وتهيَّأ؛ قال -صلى الله عليه وسلم-: "كيفَ أنعَمُ وقدِ التقَمَ صاحبُ القرنِ القرنَ وحنَى جبهتَهُ وأصغى سمعَهُ ينتَظِرُ أن يُؤمَرَ أن ينفخَ فينفخ. قالَ المسلمونَ: فَكَيفَ نقولُ يا رسولَ اللَّهِ؟ قالَ: قولوا حَسبُنا اللَّهُ ونعمَ الوَكيلُ توَكَّلنا على اللَّهِ ربِّنا"(صحيح الترمذي للألباني).

 

ثم يمكث الخلق مصعوقين ما شاء الله، ثم يأمر الله إسرافيل بالنفخة الثانية، نفخة البعث والإحياء؛ (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ)[سورة الزمر:68]، (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الْأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ * قَالُوا يَا وَيْلَنَا مَنْ بَعَثَنَا مِنْ مَرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِنْ كَانَتْ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَيْنَا مُحْضَرُونَ)[سورة يس: 51-53].

 

وأول من تنشق عنه الأرض نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم-؛ يقول -صلى الله عليه وسلم-: "أنا سَيِّدُ ولَدِ آدَمَ يَومَ القِيامَةِ، وأَوَّلُ مَن يَنْشَقُّ عنْه القَبْرُ، وأَوَّلُ شافِعٍ وأَوَّلُ مُشَفَّعٍ"(صحيح مسلم).

 

يوم تحضر فيه الخلائق كلها فسُمِّي يوم الجمع (قُلْ إِنَّ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ * لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَعْلُومٍ)[سورة الواقعة:49-50].

 

(إِنْ كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا)؛ لا مَلِك ولا وزير ولا شيخ ولا غني ولا فقير، كلهم يحضرون بدون أسماء مستعارة وبدون ألقاب.. يأتون عبيد لله؛ (إِنْ كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)[سورة مريم:93-95].

 

يحشر الناس حفاة عراة غرلاً؛ "يحْشَرُ النَّاسُ يَومَ القِيامَةِ حُفاةً عُراةً غُرْلًا. فقالت عائِشَةُ: يا رَسولَ اللهِ، النِّساءُ والرِّجالُ جَمِيعًا يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ؟ قالَ -صلى الله عليه وسلم-: يا عائِشَةُ، الأمْرُ أشَدُّ مِن أنْ يَنْظُرَ بَعْضُهُمْ إلى بَعْضٍ"(صحيح البخاري ومسلم).

 

يوم طوله خمسون ألف سنة؛ خمسون ألف سنة، والناس في أرض واحدة ينفذهم البصر، ويُسمِعُهُم الداعي، والشمس منهم على قدر ميل لا ظلال ولا مكيفات ولا ماء ولا أكل ولا أغطية ولا أحذية ولا شجرة، (يوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ)[سورة الحج:2].

 

تشخص فيه الأبصار إلى السماء، وترتفع فيه قلوب الظالمين إلى الحناجر، ويشيب فيه الصغير، ويتخلى الأب عن ابنه، والأخ عن أخيه، والزوجة عن زوجها، والوالدة عن ولدها.

 

تُطْوَى السماء، وتُنْسَف الجبال وتُدّك، وتُفجّر البحار وتُسجّر، وتمور السماء، وتكور الشمس ويخسف القمر وتتناثر النجوم؛ (إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ * وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ * وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ)[سورة الانفطار:1-4].

 

(إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ  * وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ * وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ * وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ * وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ  * وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ * وَإِذَا النُّفُوسُ زُوِّجَتْ  * وَإِذَا الْمَوْءُودَةُ سُئِلَتْ  * بِأَيِّ ذَنبٍ قُتِلَتْ  * وَإِذَا الصُّحُفُ نُشِرَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ كُشِطَتْ  * وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ  * وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ * عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ)[سورة التكوير:1-14].

 

(عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ)؛ أيها الناس: لنستعدّ لذلك اليوم، نستعد اليوم لذلك اليوم، نغرس غرس الآخرة، نعمل، نُقدِّم لأنفسنا، نقدّم لأنفسنا ما يُنجينا في ذلك اليوم؛ فوالله إن النجاة فيه -بعد رحمة الله وعفوه- هي ما نُقدّمه الآن، وما نزرعه الآن، وما نقوله الآن، وما تنطوي عليه قلوبنا الآن، في الحياة الدنيا.

 

اللهم اجعلنا يوم الفزع الأكبر من الآمنين، واجعلنا من الناجين برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين.

 

عباد الله: بعد أن يحكم الله بين الخلق في ذلك اليوم ينقسمون إلى فريقين لا ثالث لهما.

نعم، بعد أن يُنهي الله قضاءه وحكمه بين العباد، بعد أن يقتصّ بعضهم من بعض في المظالم... في الغيبة، في البهتان، في الأراضي في المزارع، في الدماء في الجروح.

 

بعد أن يجازيهم الله على أعمالهم ينقسمون إلى فريقين؛ قال الله -تعالى- عن ذلك المشهد: (وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا  فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ * وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ  فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ)[سورة الزمر: 71-74].

 

فيا لها من فرحة! ويا له من سرور! ويا له من فوز! ويا لها من نجاة لأهل الجنة.

 

أيها الناس: هذه للذكرى والموعظة، وإلا فهناك أحداث عظيمة في ذلك اليوم لم نذكرها؛ فالنجاة النجاة ولنتزود لذلك اليوم؛ (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)[سورة البقرة: 197].

 

نتزود بالطاعة بالصلاة في المساجد بالأعمال الصالحة بعقيدة صافية على ما في كتاب الله وسنة نبيه محمد -صلى الله عليه وسلم-.

 

نُطهِّر قلوبنا من الشك والشرك والفساد والعناد والحقد والغل والغش والشهوات؛ (يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ)[سورة الشعراء: 88-89].

 

نَردّ مظالم الناس وحقوق الناس، نكفّ عن ظلم الناس وغيبة الناس.

 

فإن هذا زرع الآخرة وما ينجي بين يدي الله في ذلك اليوم العظيم، لنتذكر دائمًا ذلك اليوم فإنه آتٍ؛ وحتى لا نغفل أو نلتهي عنه بدنيانا.

 

اللهم اجعلنا من الفائزين، واجعلنا من السعداء في الدنيا والآخرة، اللهم اجعلنا يوم القيامة تحت ظل عرشك يوم لا ظل إلا ظلك.

 

وصلوا وسلموا...

 

المرفقات
storage
storage
التعليقات

© 2020 جميع الحقوق محفوظة لموقع ملتقى الخطباء Smart Life