الأخوّة الإيمانية… ميثاق القلوب ووحدة الصفوف

الشيخ عروة عكرمة صبري

2025-10-24 - 1447/05/02 2025-10-26 - 1447/05/04
التصنيفات: بناء المجتمع
عناصر الخطبة
1/الأخوة الإيمانية أسمى روابط الأخوة 2/حرص النبي صلى الله عليه وسلم على إرساء معاني الأخوة الإيمانية 3/المعنى الصحيح للأخوة الإيمانية 4/واجبات الأخوة الإيمانية 5/التحذير من إيذاء المسلم 6/خصوصية معاني الأخوة الإيمانية في مدينة القدس الشريفة

اقتباس

ونحنُ في مدينةِ القدسِ على وجهِ الخصوصِ، وفي أرضِ الإسراءِ والمعراجِ، أحوجُ ما نكونُ إلى نشرِ معاني الأخوّةِ الإيمانيّةِ بين أبناءِ هذه البلدةِ المبارَكةِ، وترسيخِ قِيَمِ الإصلاحِ بين الناسِ، والتحذيرِ من الفُرْقةِ، ونبذِ الخلافِ، وبيانِ عاقبةِ الشقاقِ والعداءِ...

الخطبة الأولى:

 

إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُه، ونستعينُه، ونستهديه، ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، وسيئاتِ أعمالِنا، مَنْ يهدِه اللهُ فهو المهتدِي، ومَن يُضلِلْ فلن تجدَ له وليًّا مرشدًا.

 

الحمدُ للهِ الذي ألَّف بين عبادِه المؤمنين، فجعَلهم إخوةً متحابِّينَ متآلفينَ.

 

الحمدُ للهِ، ثم الحمدُ للهِ أنْ أرسلَ إلينا خيرَ الأنامِ محمدًا -صلى الله عليه وسلم-، القائل: "مَثَلُ المؤمنينَ في توادِّهم وتراحمِهم وتعاطفِهم مَثَلُ الجسدِ، إذا اشتكى منه عضوٌ تداعى له سائرُ الجسدِ بالسهرِ والحُمَّى".

فما نحنُ إلا إخوةٌ، فتشارَكوا *** بأفراحِ أعراسٍ، وأحزانِ مآتمِ

تعالَوا نَصِلْ حبلَ الأخوةِ بيننا *** وإلَّا ندمْنا لاتَ ساعةَ مندمِ

 

وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ، يُحيي ويميتُ، وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ.

 

وأشهدُ أنَّ محمدًا رسولُ الله، إمامُ المتقين، وقدوةُ العلماءِ العاملينَ، وأُسوةُ الدعاةِ الصادقينَ إلى يومِ الدينِ.

 

اللهمَّ صلِّ على سيِّدِنا محمدٍ عددَ خلقِكَ، ورضا نفسِكَ، وزِنةَ عرشِكَ، ومدادَ كلماتِك، اللهمَّ صلِّ عليه في الأوّلين، وصلِّ عليه في الآخرينَ، وصلِّ عليه في الملأ الأعلى إلى يومِ الدينِ، وصلِّ عليه كلَّما ذكَرَه الذاكرون، وغَفَلَ عن ذكرِه الغافلون.

 

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ: 102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 70-71].

 

أمَّا بعدُ: فيقولُ اللهُ -سبحانه وتعالى- في محكمِ كتابِه العزيزِ: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)[الْحُجُرَاتِ: 10].

 

عبادَ اللهِ: لقد أرسى دينُنا الإسلاميُّ الحنيفُ دعائمَ المجتمعِ المسلمِ على أُسسٍ سليمةٍ متينةٍ، تقومُ على قِيَمِ الأُخُوَّةِ الإيمانيةِ التي تربطُ بين أبناءِ الأمةِ الإسلاميةِ في جميعِ أماكنِ تواجدِهم. هذه الرابطةُ تتجاوزُ الحدودَ والجغرافيا، وتتجاوزُ الفوارقَ العِرْقيةَ والقبَليةَ، فالمسلمون في كلِّ مكانٍ تجمعُهم أخوّةُ الإيمانِ حيثُما كانوا، يقولُ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-: "أيها الناس: ألَا إنَّ ربَّكم واحدٌ، وإنَّ أباكم واحدٌ، ألَا لَا فضلَ لعربيٍّ على عجميٍّ، ولا لعجميٍّ على عربيٍّ، ولا لأحمرَ على أسودَ، ولا لأسودَ على أحمرَ، إلَّا بالتقوى".

 

إخوةَ الإيمانِ: لقد حرصَ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- على ترسيخِ مبدأ الأخوةِ الإيمانيةِ مع بدايةِ إنشاءِ المجتمعِ المسلمِ في المدينةِ المنوّرةِ، فكانت المؤاخاةُ بين المهاجرينَ والأنصارِ مثالًا يُقتدى به.

 

ولم تكنْ هذه الأخوةُ مجرّدَ شعارٍ يُرفعُ دون محتوى، بل قاسَمَ الأنصارُ إخوانَهم المهاجرينَ بيوتَهم وأموالَهم وميراثَهم، قاسموهم بمحبةٍ ورِضى نفسٍ؛ فأخوةُ الإيمانِ أخوّةٌ صادقةٌ تُبنى على المحبةِ الخالصةِ وتآلُفِ القلوبِ، يقولُ -سبحانه وتعالى-: (وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)[الْحَشْرِ: 9].

 

فالمحبَّةُ وتآلُفُ القلوبِ فضلٌ من اللهِ -تعالى- يمنُّ به على عبادِه؛ (لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ)[الْأَنْفَالِ: 63].

 

والمحبّةُ في اللهِ هي الموجِّهُ والمعيارُ والميزانُ في بناءِ العلاقاتِ بين أبناءِ المجتمعِ المسلمِ، وهذا هو سرُّ قوّتِها وبقائِها، يقولُ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أحبَّ للهِ، وأبغضَ للهِ، وأعطى للهِ، ومنعَ للهِ، فقد استكملَ الإيمانَ".

 

أيها المسلمون: إنَّ أُخُوَّةَ الإيمانِ تَعني أن يكونَ همُّ المسلمينَ واحدًا، وقضاياهم المصيرة واحدة، وهذا من مقتضياتِ الولاءِ لأمّةِ الإسلامِ، فمن هذه القضايا: قضيّةُ المسجدِ الأقصى المباركِ؛ فهي قضيّةٌ إسلاميّةٌ جامعةٌ، يجبُ أن تكونَ حاضرةً في قلبِ وعقلِ كلِّ مسلمٍ غيورٍ يُدرِكُ معنى أخوّةِ الإسلامِ، ليقومَ كلُّ مسلمٍ بواجبِه تجاهَ هذه القضيّةِ، وبمقدارِ الاهتمامِ والحرصِ يكونُ مؤشِّرُ قوّةِ الإيمانِ. أمَّا مَنْ لا يعدُّ قضيّةَ المسجدِ الأقصى قضيّتَه، فهو بحاجةٍ إلى أن يُراجِعَ إيمانَه.

 

أيها المسلمون: إنَّ هناك لوازمَ وواجباتٍ تترتَّبُ على الأخوّةِ الإيمانيّةِ، وتتمثّلُ في أن يُعينَ المسلمُ أخاهُ المسلمَ عندما يحتاجُ إليه، وأن يُنفِّسَ كُربتَه، وألَّا يخذُلَه، قال -صلى الله عليه وسلم-: "المسلمُ أخو المسلمِ، لا يظلمُه ولا يخذلُه، والتقوى ها هنا"، وأشارَ إلى صدرِه.

 

وكلَّما زادت حاجةُ المسلمِ إلى الإعانةِ تأكّدَ واجبُها دونَ مَنٍّ، ولا يُقبَلُ العذرُ بالتخلّفِ عن ذلك، بل لا بدَّ من التعاونِ والتعاضُدِ بين إخوةِ الإيمانِ، فلا يترُكون محتاجًا إلَّا وأعانوه، وفرَّجوا همَّه، وعليهم أن يُحرِّروا أنفسَهم من الأنانيّةِ البغيضةِ، والنظرةِ المصلحيَّةِ الضيِّقةِ التي تتعارضُ مع الانتماءِ للأمّةِ والأخوّةِ الإيمانيّةِ، بل إنَّ المطلوبَ من المسلمِ أن يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسِه، فالنبيُّ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "لا يؤمنُ أحدُكم حتى يُحبَّ لأخيهِ ما يُحبُّ لنفسِه".

 

عبادَ اللهِ: لقد حرصَ دينُنا العظيمُ على منعِ ما يُكدِّرُ صفوَ العلاقةِ الأخويّةِ بين المسلمين، فحرَّمَ على المسلمِ إيذاءَ أخيهِ المسلمِ في جميعِ صورِ الإيذاءِ، ووضعَ لذلك قاعدةً، فجَعَل للمسلم حرمةً، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "بحسبِ امرئٍ من الشرِّ أن يَحقِرَ أخاهُ المسلمَ، كلُّ المسلمِ على المسلمِ حرامٌ: دمُه ومالُه وعِرضُه".

 

نعم أيُّها الإخوة: إنَّها حرمةُ الدماءِ والأموالِ والأعراضِ، فلا يجوزُ الاعتداءُ على المسلمينَ بسفكِ دمائِهم، ولا أخذِ أموالِهم أو إتلافِها، بل لا يجوزُ إيذاؤُهم بالقولِ، سواءٌ بشتمِهم أو سبِّهم، وحرَّمَ الغمزَ واللمزَ، وحرَّمَ الانتقاصَ من قدرِ المسلمِ والاستهزاءَ به، وحرَّمَ غيبتَه والطعنَ في ظهرِه، قال -تعالى-: (وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ)[الْحُجُرَاتِ: 12]؛ فالمسلمُ الحقُّ هو مَن سلِمَ المسلمونَ من لسانِه ويدِه.

 

بل حرَّمَ الإسلامُ أيضًا إيذاءَ المسلمِ بالمشاعرِ السلبيّةِ في القلبِ، فحرَّمَ الحسدَ والكراهيَّةَ والبغضاءَ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "لا تَحَاسَدُوا، ولا تَبَاغَضُوا، ولا تَقَاطَعُوا، وكونوا عبادَ اللهِ إخوانًا"، كما نهى عن الجدالِ والمِراءِ وما يُكدِّرُ صفوَ العلاقةِ بين أبناءِ المسلمين، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أنا زعيمٌ ببيتٍ في رَبَضِ الجنَّةِ لِمَنْ تركَ المِراءَ وإن كان مُحقًّا -أي: إن ترك الجدال-، وبيتٍ في وسطِ الجنةِ لِمَنْ تركَ الكذبَ وإن كان مازحًا، وبيتٍ في أعلى الجنةِ لمن حسُنَ خُلقُهُ".

 

وقد حذَّرَنا دينُنا الإسلاميُّ أيضًا من إحداثِ الفتنِ بين إخوةِ الإسلامِ وما يترتَّبُ على ذلك من مفاسدَ عظيمةٍ، ورغَّبَ في الإصلاحِ بين الناسِ، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "ألَا أُخبِرُكم بأفضلَ من درجةِ الصيامِ والصلاةِ والصدقةِ؟" قالوا: بلى يا رسولَ الله، قال: "صلاحُ ذاتِ البينِ، فإنَّ فسادَ ذاتِ البينِ هي الحالقةُ، لا أقولُ تحلِقُ الشعرَ، ولكن تحلِقُ الدينَ"، وقد عدَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- من علاماتِ الإفلاسِ والخسارةِ في الآخرةِ: الاعتداءَ على المسلمين، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أتدرونَ مَنِ المفلس؟" قالوا: المفلسُ فينا مَنْ لا درهمَ له ولا متاعَ. فقال -صلى الله عليه وسلم-: "المفلسُ من أُمَّتي مَنْ يأتي يومَ القيامةِ بصلاتِه وصيامِه وزكاتِه، ويأتي قد شَتَمَ هذا، وقَذَفَ هذا، وأَكَلَ مالَ هذا، وسَفَكَ دمَ هذا، وضَرَبَ هذا، فيُقعَدُ، فيَقتصُّ هذا من حسناتِه، وهذا من حسناتِه، فإن فَنِيَتْ حسناتُه قبل أن يُقضَى ما عليه من الخطايا، أُخِذَ من خطاياهم فطُرِحَ عليه، ثم طُرِحَ في النار".

 

عبادَ اللهِ: إنَّه لَحريٌّ بنا أن نستحضرَ معانيَ الأخوّةِ الإيمانيةِ في تعاملِنا مع بعضِنا البعضِ، وألّا ننساق وراء الأهواء الأهواءِ والأحقادِ والأنانيةِ، وأن نتَّقيَ اللهَ في أنفسِنا، وفي تعاملِنا مع إخوانِنا المؤمنين.

 

نفعني اللهُ وإيّاكم بالقرآنِ العظيم، وبما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيم، واستغفِروه؛ إنَّه هو الغفورُ الرحيم.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على رسولِ اللهِ الأمينِ، وعلى آلهِ وأصحابِه أجمعينَ، ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.

 

وبعدُ، فيا عبادَ اللهِ: ونحنُ في مدينةِ القدسِ على وجهِ الخصوصِ، وفي أرضِ الإسراءِ والمعراجِ، أحوجُ ما نكونُ إلى نشرِ معاني الأخوّةِ الإيمانيّةِ بين أبناءِ هذه البلدةِ المبارَكةِ، وترسيخِ قِيَمِ الإصلاحِ بين الناسِ، والتحذيرِ من الفُرْقةِ، ونبذِ الخلافِ، وبيانِ عاقبةِ الشقاقِ والعداءِ، ولا ينبغي لهذه المدينةِ المباركةِ أن تكونَ مَسرَحًا للخلافاتِ المؤسفةِ التي تتسبَّبُ في إزهاقِ الأنفسِ، وإتلافِ الأموالِ لأسبابٍ تافهةٍ؛ فهل يُعَدُّ الخلافُ على موقفِ سيارةٍ سببًا لإزهاقِ روحٍ مؤمنةٍ؟ وهل يُتصوَّرُ أن يتضاربَ مسلمانِ بسببِ الحصولِ على كرسيٍّ في مسجدٍ أو شربةِ ماءٍ، وما يرافقُ ذلك من انتهاكٍ لحُرمةِ المكانِ؟! فهذه المدينةُ، بمساجدِها ومدارسِها ومنازلِها وأسواقِها وطُرُقِها، تَشهَدُ على أنَّ صحابةً كرامًا وتابعينَ وعلماءَ وصالحينَ سكنوها، وأقاموا شرعَ اللهِ فيها، وعمَّروها بالعلمِ والإيمانِ؛ فلا ينبغي لِمَنْ يسكنُها من بعدِهم أن يُفرِّطَ أو يُضيِّعَ مِيراثَ آبائِه وأجدادِه، وعليهم أن يَبنُوا عَلاقاتِهم على المحبّةِ والتآخي، وأن يَعمُروا مساجدَها ومسجدَها الأقصى، وأن يُسوُّوا صفوفَهم وقلوبَهم فيها.

 

ونقول: إنَّ استمرارَ اعتداءِ أبناءِ المسلمين على بعضِهم، وتجاوزَ حدودِ اللهِ، مُنكَرٌ لا يرضاه اللهُ ورسولُه، وتأباه الأخلاقُ السليمةُ والأخوّةُ الإيمانيّةُ، وإنَّ مسؤوليتَنا جميعًا أن نحافظَ على السِّلمِ الأهليِّ بنشرِ الوعيِ بين شبابِنا، وأن نحافظَ على لُحمةِ المجتمعِ المقدسيِّ، حاضنةِ المسجدِ الأقصى المباركِ.

 

فاللهمَّ اهدِ شبابَنا وأبناءَنا، وجنِّبْهم الفتنَ ما ظهرَ منها وما بطنَ.

 

اللهمَّ ألِّفْ بين قلوبِ المؤمنين، ووحِّدْ صفوفَهم.

 

اللهمَّ حبِّبْ إلينا الإيمانَ، وزيِّنْه في قلوبِنا، وكرِّهْ إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلْنا من الراشدينَ.

 

اللهمَّ وتقبَّلْ منَّا أعمالَنا، وارزقْنا الإخلاصَ في القولِ والعملِ، يا حيُّ يا قيّومُ، برحمتِك نستغيثُ فأغِثْنا.

 

اللهمَّ اجبرْ كسرَنا، وارحمْ ضعفَنا، واكشِفْ غمَّتَنا، ونفِّسْ كربتَنا.

 

اللهمَّ وارحمِ المستضعفينَ والمظلومينَ في كلِّ مكانٍ، وارفعِ البلاءَ عنهم يا ربَّ العالمينَ.

 

اللهمَّ واحفظْ لنا المسجدَ الأقصى المباركَ من كلِّ سوءٍ، واجعلْه عامرًا بالإسلامِ والمسلمينَ.

 

اللهمَّ اقسِمْ لنا من طاعتِك ما تُبلِّغُنا به جنّتَك، ومن خشيتِكَ ما تحولُ به بينَنا وبينَ معصيتِك، ومن اليقينِ ما تُهوِّنُ به علينا مصائبَ الدنيا، ومَتِّعْنا بأسماعِنا وأبصارِنا أبدًا ما أحييتَنا، واجعلْه الوارثَ منَّا.

 

اللهمَّ وارحمْنا فإنَّك بنا راحمٌ، ولا تُعذِّبْنا فإنَّك علينا قادرٌ، والطفْ بنا فيما جرَتْ به المقاديرُ.

 

عبادَ اللهِ: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90].

 

اذكروا اللهَ العظيمَ يذكركم، واشكروه على نعمِه يزِدْكم، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وأقِمِ الصلاةَ يرحمْكَ اللهُ.

 

 

المرفقات

الأخوّة الإيمانية… ميثاق القلوب ووحدة الصفوف.doc

الأخوّة الإيمانية… ميثاق القلوب ووحدة الصفوف.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات