عناصر الخطبة
1/من أخص القضايا وأوجبها قضية الأمن والاستقرار 2/التحذير من الغزو الفكري المهلك 3/واجب الأمة أفرادًا وجماعات لتحقيق الأمن الفكري 4/نعمة الله على بلاد الحرمين بالأمن والأمان 5/رسالة لحجاج بيت الله الحراماقتباس
يجب هنا التأكيد على أمن الحرمين الشريفين، وقاصديهما، فالحج عبادة شرعية، وقِيَم حضاريَّة، تلبية ورجاء، ذِكْر ودعاء ونداء، خشوع وصفاء، ابتهال مصعد في الأحناء، وتوبة وثناء، نظام كامل، ومنهج شامل، وعبادة خالصة، وهذا أرج من بركاته وهدايته...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، نحمدك ربنا ونستعينك ونتوب إليك ونستغفرك، ونثني عليك الخير كله، نحمده -سبحانه-، مكن فينا الأمن وأوثقا، وأضاء من نوره الكون فأشرقا، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، ببعثته المكارم قد تجلت، فولى الشرك وانهزم انهزاما، وساد الأمن بعد الخوف حتى ترقى الكون وانتظم انتظاما، صلى الله وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: اتقوا الله حقَّ تقاته، فإن خير الوصايا وصية رب البرايا؛ (وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ)[النِّسَاءِ: 131]، لاسيما وأنتم تعيشون شهرًا من أشهر الله الحرم، وقد قال الله -تعالى-: (فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ)[التَّوْبَةِ: 36]، قال أهل العلم: "أي: بالمعاصي والمحرمات".
مَعاشِرَ المؤمنينَ: في زمان كثرت فيه الفتن الظلماء، وعمَّت مِحَنُه الدهماءُ، وفي أغوار الأحداث وأعماقها، تأتلق قضية بلجاء، من الضرورات المحكَمات، والأصول المُسلَّمات، ومن أهم دعائم العمران والحضارات؛ إنها -يا رعاكم الله- قضية الأمن والأمان، والاستقرار والاطمئنان.
وما الدِّينُ إلَّا أَنْ تُقامَ شعائرٌ *** وتُؤْمَنَ سُبْلٌ بَيْنَنَا وشِعَابُ
لقد كان الأمن أول دعوة دعا بها خليل الرحمن إبراهيم -عليه السلام-: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ)[الْبَقَرَةِ: 126]، فقدم الأمن على الرزق، بل جعله قرين التوحيد في دعائه: (رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ)[إِبْرَاهِيمَ: 35]، فجمع في دعائه بين أمنين عظيمين؛ الأمن العامّ الشامل لحفظ الأنفس والأبدان، والأمن العَقَديّ الذي يراعى فيه التوحيد الخالص لله، وهذا معنى عظيم من معاني الإيمان الذي جاءت به شريعة الإسلام، فمنذ أن أشرقت شمس هذه الشريعة الغرَّاء ظللت الكون بأمن وارف، وأمان سابغ المعاطف، لا يستقل بوصفه بيان، ولا يخطه يراع ولا بنان، روى الإمام الترمذي في سُنَنِه، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "من أصبح منكم آمِنًا في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا" الله أكبر، تلكم هي المنهجيَّة الإسلاميَّة الصحيحة لهذه القضية الشاملة الربيحة، قضية الأمن والأمان، فهما جنبان مكتنفان للإيمان، منذ إشراقة الإسلام، إلى أن يحشر الأنام، فلقد أعلى الإسلام شأنها، ورفع شأوها، من خلال التزام الإيمان والتوحيد، ومنهج الوسطية والاعتدال، والابتعاد عن الإفراط والتفريط في كل أمور الحياة.
إخوةَ الإيمانِ: وإن من قضايا العصر المؤرقة، التي رمت الإنسانيَّة بشرر، واصطلى بها العالَم الإسلاميّ فتحصَّل الضرر؛ ذلكم الغزو الفكري المتتابِع، والاستهانة بعقول البسطاء المتراقع، المصادم لشريعة الإسلام، والمضاد لهدي خير الأنام، لم تنشب آثاره تتأرجح بعقول بعض الشباب الأغرار، ومن يغرر بهم، ويفتل لهم في الذرى والغوارب؛ لذا فإن من أهم أنواع الأمن الأمن الفكري، بل هو لب الأمن وركيزته؛ لأن الأمم والأمجاد والحضارات إنما تقاس بعقول أبنائها وأفكارهم وقلوبهم، لا بأجسادهم وقوالبهم، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: "العقل هو أكبر المعاني، وأعظم الحواسّ نفعًا، وبه يدخل في التكليف، وهو شرط في صحة التصرفات وأداء العبادات"، ويقول الإمام القرطبي -رحمه الله-: "والصحيح الذي يعول عليه أن التفضيل إنما كان بالعقل الذي هو عمدة التكليف، وبه يعرف الله، يفهم كلامه، ويوصل إلى نعيمه وتصديق رسله، إلا أنَّه لما لم ينهض بكل المراد من العبد، بعثت الرسل، وأنزلت الكتب، وفيه قيل في مأثور الحكم: ما أعطي أحد شيئًا أفضل من عقل يهديه إلى هدى، ويصده عن ردى"، فعلى شباب الأمة أن يدركوا أبعاد هذه الاستهدافات الخطيرة، وأن يحصنوا أفكارهم ضد المُؤثِّرات العقديَّة والفكريَّة والسلوكيَّة، وألا يكونوا مَيدانًا خصبًا لها، أو سببًا في انتشارها، وأن يقفوا في الأحداث والفتن عن علم وبصيرة، معتصمين بالكتاب والسُّنَّة، على منهج سلف الأمة -رحمهم الله-.
إخوةَ الإسلامِ: وإنَّ تماسُكَ المجتمع واستقراره، وتلاحم أفراده وأطيافه أمام الأزمات والتحدِّيات مطلب أولي النهى والطموحات، بل هو من أُسُس ومقاصد الشريعة، وهذا نوع آخر من أهم أنواع الأمن؛ وهو الأمن المجتمعيّ، الذي يُعنى بقدرة المجتمع على الحفاظ على هويته، وطابعه الأصلي، في ظل الظروف المتغيرة، والتهديدات الفعليَّة أو المحتملة، وهو يُمثِّل درعا لمواجهة الجرائم المعاصرة، وتعزيز أمن المجتمع وسلامته، من خلال مكافحة أنشطة الشبكات الإجرامية، وتفكيكها، والقضاء عليها، كما يعني بالجرائم التي تتعدى على الحقوق الشخصيَّة، أو تمتهن الحريات الأساسيَّة، المكفولة شرعًا ونظاما، كالجرائم الإرهابيَّة ضد الأوطان والمجتمعات، أو تتجاوز كرامة الأفراد بأي صورة كانت؛ كالاتجار بالأشخاص، واستغلالهم لمآرب ماديَّة أو أخلاقيَّة، منافية للآداب العامَّة، وتعاطي المخدِّرات والسموم، والمؤثرات العقليَّة، ومخالفة أنظمة الإقامة والعمل، والحدود، وإيواء المتسللين، والتستر عليهم، ومواجهة الظواهر السلبيَّة؛ كالتسول وجرائم وسائل التواصُل الاجتماعيّ؛ كالابتزاز والتشهير، والمقاطع المكذوبة والمفبركة، وما تبثه من الإرجاف والشائعات، والبهتان والافتراءات، التي لم تعد خافية على الحصيف الواعي، ولا تهز الواثق الداعي، واختراقات الحواسيب، والهواتف المحمولة، والاحتيالات الماليَّة والأخلاقيَّة، عبر المنصَّات والشبكات، والرسائل الوهمية، بدعوى الثراء السريع، والتستر التجاري، واستهداف أموال الناس والاحتيال عليهم، بشتى الوسائل الاعتياديَّة والرَّقْمِيَّة، وكذا الاختراقات الإلكترونيَّة بشتى صورها وأنواعها، وجرائم الذكاء الاصطناعيّ المفبرك، الذي أصبح متاحًا للجميع.
أُمَّةَ الإسلامِ: وأمام تلك الأنشطة الإجرامية متعددة الأوجه، فإن الواجب الوقوف صفًّا واحدًا، في وجه كل من يحاول زعزعة الأمن المجتمعيّ، بشق الصف، وإحداث الفرقة والخلل، وبث الشائعات، والكذب على القيادات والرموز والعلماء، بمقاطع مكذوبة، أو أقوال منتحلة، من خلال تفعيل الأمن المجتمعيّ، والإبلاغ عن كل من يخل به؛ فهو ضرورة حتميَّة لمعرفة أساليب الاحتيال، وكيفية التعامُل معها والوقاية منها، وحملات الحج الموهومة، والمضللة، لوقاية المجتمع من الجرائم المستحدَثة، التي تنتهك الحقوق والحريات، وتستهدف مقاصد الدين والأنفس والعقول والأعراض والأموال.
ومن البشائر والآمال أن نسبة الوعي بهذه الحرب محل إشادة وتقدير، فلا تهزها الشائعات المغرضة، والافتراءات الكاذبة، التي هي نتائج أحقاد مفضوحة مكشوفة؛ ولهذا فإن الوعي المجتمعيّ أساس الأمن المجتمعيّ، فالحذرَ الحذرَ أن يكون البعض أدوات أو مطايا للأعداء دون أن يشعروا، والحذر الحذر من حسابات الفتنة الممنهجة؛ فنمضي ولا نلتفت، ولا نصدق تلك الترهات، فنحن على ثقة وشموخ، وقوة وتماسك ورسوخ، والدرب مأثور، والطريق سابلة، والتأريخ والسنن شاهد صدق لا يتغير، أن الناجحين والطموحين أفرادًا ومؤسَّسات دولًا أو كيانات تتناوشهم سهام الحاسدين والحاقدين في كل مكان وزمان، ولا عزاء للمزايدين والمغرضين؛ (وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ)[فَاطِرٍ: 43]، (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ)[الْأَنْفَالِ: 30].
ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وهو حسبنا ونعم الوكيل، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ)[الْأَنْعَامِ: 82].
بارَك اللهُ لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإيَّاكم بهدي سيد الثقلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولكافة المسلمين والمسلمات، من كل الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان حليمًا غفورًا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ذي الطول والمن، وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، أفاضل علينا من جزيل آلائه الإيمان والأمن، وأشهد أنَّ نبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، صلَّى اللهُ وسلَّم وبارَك عليه، وعلى آله وصحبه سادات كل زمن، ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعدُ: فاتقوا الله -عباد الله- حق التقوى، واستمسكوا من الإسلام بالعروة الوثقى.
معاشر المؤمنين، والحجاج الميامين: لقد امتنَّ الله على بلادنا، بلاد الحرمين الشريفين، بنعمة الأمن والأمان، فقال -تعالى-: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ)[الْعَنْكَبُوتِ: 67]، وَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا)[الْقَصَصِ: 57]، فمن أعظم النعم والآلاء علينا نعمة الأمن والأمان؛ فبلادنا بحمد الله آمنة مرغوسة، وفي تخوم الأمن والأمان مغروسة، وهي بحفظ الله محفوظة، ومن الأعادي -بإذن الله- مصونة محروسة، ها هي أيام الحج المباركة قد أطلت، ولياليه الزهر قد أهلت، وها هي طلائع وفود الرحمن وضيوف الملك العلام قد شرفت وتشرفت، وقدمت خير مقدم.
على الجوانح هبَّت نسمةُ الحرمِ *** وهامَ كلُّ فؤاد للضياء ظَمِي
والناسُ مِنْ كلِّ فجٍّ قادمون سُرًى *** وكلُّهم في حِمَى الباري على قَدَمِ
ولهذا فإنَّه يجب هنا التأكيد على أمن الحرمين الشريفين، وقاصديهما، فالحج عبادة شرعية، وقِيَم حضاريَّة، تلبية ورجاء، ذِكْر ودعاء ونداء، خشوع وصفاء، ابتهال مصعد في الأحناء، وتوبة وثناء، نظام كامل، ومنهج شامل، وعبادة خالصة، وهذا أرج من بركاته وهدايته؛ ولهذا فإنَّه يؤكد هنا على أهميَّة التزام الأنظمة والتعليمات والتوجيهات، ومنها الحكم الصريح: "لا حج إلا بتصريح"، وهو من لوازم شرط الاستطاعة الشرعيَّة؛ تحقيقًا للمقاصد الكبرى المرعية في جلب المصالح وتكميلها، ودرء المفاسد وتقليلها، وإثراء تجربة القاصدين والزائرين، الدينيَّة والقِيَميَّة، يجب تعاون المواطنين والمقيمين، والمسلمين جميعًا مع رجال الأمن، في هذا الجانب الأمنيّ المهم.
عِبادَ اللهِ، حُجَّاجَ بيتِ اللهِ: وممَّا يذكرنا به هذا التجمع الإسلامي العظيم ضرورة الوحدة الإسلاميَّة، والاعتصام لمواجَهة المخاطر والتحدِّيات، خاصَّة مآسي إخواننا المستضعَفين، وأحبتنا المكلومين، في فلسطين العزيزة، والمسجد الأقصى المبارَك، فلا تنسوهم من دعواتكم، وابتهلوا إلى الله أن يكشف عنهم ما نزل بهم، وأن ينصرهم على عدوه وعدوهم، حفظ الله أمتنا الإسلاميَّة من شرور الفتن، ما ظهر منها وما بطن، وأدام عليها نعمة الأمن والإيمان والاستقرار، والرخاء والازدهار، إنه ولي التوفيق والسداد.
هذا وصلُّوا وسلِّموا -رحمكم الله- على النبي الكريم، كما أمرَكم بذلك ربُّكم، رب العالمين، فقال -تعالى-: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56]، صلى عليه الله ما أومض برق وأضاء، وما عانقت كبد السماء الثرياء والجوزاء.
اللهمَّ صلِّ على محمد وعلى آل محمد، كما صليتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وبَارِكْ على محمد وعلى آل محمد، كما باركتَ على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، في العالمين، إنَّكَ حميدٌ مجيدٌ، وارضَ اللهمَّ عن آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وخلفائه الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي؛ وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنَّا معهم برحمتكَ يا أرحمَ الراحمينَ.
اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واحم حوزة الدين، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا سخاء رخاء وسائرَ بلاد المسلمين، اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، ووفق أئمتنا وولاة أمرنا، وأيد بالحق والتسديد إمامنا وولي أمرنا، اللهمَّ وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين، وإلى ما فيه الخير والرشاد للعباد والبلاد، اللهمَّ اجزهم خير الجزاء، كفاء ما قدموا ويقدمون للحرمين الشريفين وقاصديهما، والحجاج الميامين، والمعتمرين والزائرين من جليل الخدمات وفائق الرعايات، اللهمَّ اجعله في موازين أعمالهم الصالحة، واجزهم خير الجزاء وأوفاه، يا ذا الجلال والإكرام، اللهمَّ وفق جميع ولاة أمر المسلمين، اللهمَّ اجعلهم رحمة على عبادك المؤمنين، اللهمَّ وفق رجال أمننا والمرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهمَّ اجزهم خيرًا على ما يقدمون من خدمة أمن الحرمين الشريفين، والحُجَّاج والمعتمرين والقاصدين والزائرين، اللهمَّ رد عَنَّا كيد الكائدين، وحسد الحاسدين، ومكر الماكرين، وعدوان المعتدين.
اللهمَّ لا يُهزَم جُندُكَ، ولا يُخلَف وعدُكَ، أنجِ المستضعَفينَ من المسلمينَ في كل مكان، اللهمَّ انصر إخواننا في فلسطين، واحفظ المسجد الأقصى شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين، اللهمَّ دمر أعداءهم من الصهاينة المعتدين المحتلين الغاصبين، اللهمَّ شتت شملهم، وفرق جمعهم، واجعلهم عبرة للمعتبرين، اللهمَّ إنه قد طال ليل البلاء، على إخواننا المستضعَفين، اللهمَّ بشرهم بصباح تكشف فيه كروبهم، وتذهب هموهم وغمومهم، اللهمَّ ارحم ضعفهم، واجبر كسرهم، وتول أمرهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهمَّ إنهم حفاة فاحملهم، وجياع فأطعمهم، وعراة فاكسهم، ومظلومون فانصرهم، يا ناصر المستضعَفين، ويا غياث المستغيثين.
اللهمَّ احفظ الحجاج والزائرين والقاصدين، ووفقهم لأداء مناسكهم بأمن وأمان، وسلامة واطمئنان، واجعل حجهم مبرورًا، وسعيهم مشكورًا، وذنبهم مغفورًا، وأعدهم إلى بلادهم سالمينَ غانمينَ، مأجورين غير مأزوين، ومن أرادهم بسوء فرد كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميرًا عليه، يا سميع الدعاء.
اللهمَّ فَرِّجْ همَّ المهمومينَ، ونَفِّسْ كربَ المكروبينَ، واقضِ الدَّينَ عن المدينين، واشف مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا وموتى المسلمين، برحمتك يا أرحم الراحمين.
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 128]، واغفر لنا ولوالِدِينا ووالِدِيهم، وجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنكَ سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعواتِ؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم