عناصر الخطبة
1/ الفرق بين الحسد والعين. 2/ أضرار الحسد والعين وآثارهما. 3/ الأسباب الشرعية للوقاية من العين والحسد. 4/ العلاج الشرعي بعد وقوع العين.اقتباس
أين الصبر في مجتمعات العالم؟ أين المروءة؟ أين الغيرة؟ أين الرحمة؟ أين العفو؟ أين الإيثار؟ هذه هي المعاني التي تحتاجها البشرية اليوم، ها هو غذاء الروح الذي لا يملكه إلا المسلمون في هذا العالم...
الخطبة الأولى:
الْحَمْدُ لِلَّهِ ذِي الْعَظَمَةِ وَالْجَلَالِ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ كَامِلُ الْصِّفَاتِ وَالْجَمَالِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ نَبِيُّ الأَخْلاقِ وَجَمِيلُ الْخِلالِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ اقْتَفَى أَثَرَهُمْ إلى يَومِ الْمَآلِ.
أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللَّهِ جَلَّ فِي عُلَاهُ؛ فاتَّقُوا رَبَّكُمْ -تعالى- وَأَطِيعُوهُ، وَاعْمُرُوا أَوْقَاتَكُمْ بِمَا يُقَرِّبُكُمْ إليهِ وَيُرْضِيهِ.
أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ: حِينَ تَكَلَّمْنَا عَنْ دَاءِ الْحَسَدِ والْعَينِ -حَمَانَا اللهُ وَذَرَارِينَا والْمُسْلِمِينَ مِنْ أَخْطَارِهِمَا-. مُهِمٌّ أَنْ نَعْرِفَ الْفَرْقَ بَينَهُمَا؛ لأَنَّهُمَا مِنَ الأَخْلاقِ السَّيئَةِ، وَالأَمْرَاضِ الْمَقِيتَةِ التَّي تَؤَدِي إلى الخِصَامِ وَالعَدَاوَةِ وَالبَغْضَاءِ، وَيٌؤدِّيَانِ إلى الْهَمِّ، ويُفْسِدَانِ الوُدَّ؛ فَالْحَسَدُ: هُوَ تَمَنَّيَ زَوَالَ أَيَّ نِعْمَةٍ عَمَّنْ أَنْعَمَ اللهُ عَليهِ، وَلَرُبَمَا سَعَى الْحَاسِدُ بِإزَالَتِهَا بِنَفْسِهِ وَبِكُلِّ مَا أُوتِيَ مِنْ قُوى الْشَّرِّ عِنْدَهُ -وَالْعِيَاذُ بِاللهِ-؛ فالْحَسَدُ يَنْبَعِثُ مِنْ قَلْبٍ خَبِيثٍ حَاقِدٍ، تَظْهَرُ عَلى عَينَيهِ شَرَارَةُ الْحَسَدِ! وَلَمَّا سُحِرَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- رَقَاهُ جِبْرِيلُ -عَلَيهِ السَّلامُ- فَقَالَ: “باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِن كُلِّ شيءٍ يُؤْذِيكَ، مِن شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ، أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللَّهُ يَشْفِيكَ باسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ”. وَالْعَينُ مَأْخُوذَةٌ مِن عَانَ يَعِينُ إذَا أَصَابَهُ بِعَينِهِ، وَأَصْلُهَا مِنْ إعْجَابِ العَائِنِ بِالشَّيءِ بِلا اخْتِيَارٍ مِنْهُ، وَقَدْ تَكُونُ مِنْ رَجُلٍ صَالِحٍ دُونَ قَصْدٍ مِنْهُ؛ كمَا حَصَل مِنَ الْصَّحَابِيِّ عَامِرِ بنِ رَبِيعَةَ مَعَ سَهْلِ بنِ حَنِيفٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ ولْتَعْلَمُوا أَنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ بَلْ سَبَبٌ لِكَثِيرٍ مِنْ أَمْرَاضِ النَّاسِ دُونَ اسْتِثْنَاءٍ.
لِذَا مِنْ أَهَمِّ الْعِلاجِ والْوِقَايَةِ مِنَ الْعَائِنِ وَالْمُصَابِ مَا بَيَّنَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ بِالآتِيَ: أَولاً: مَنْ رَأَى عِنْدَ النَّاسِ أَو مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ مَا أَعْجَبَهُ فَلْيَمْتَثِلَ أَمْرَ رَسُولِ الْهُدَى -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- حِينَ قَالَ: “إِذَا رَأَى أَحَدُكُمْ مِنْ نَفْسِهِ أَوْ مَالِهِ أَوْ مِنْ أَخِيهِ مَا يُعْجِبُهُ فَلْيَدْعُ لَهُ بِالْبَرَكَةِ؛ فَإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ”.
فَيَا أَخِي: دَائِمًا أَكْثِرْ مِن قَولِ: مَا شَاءَ اللهِ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللهِ لِكُلِّ شَيءٍ يُعْجِبُكَ فِي نَفْسِكَ وَمَالِكَ وَمنْزِلِكَ وَأَعْمِالِكَ، وَأَكْثِرْ مِن قَولِ ذَلِكَ إذَا رَأَيتَ مَا يُعْجِبُكَ عِنْدَ الآخَرِينَ؛ فَطَهِّرْ قَلْبَكَ وَقُلْ: مُبَارَكٌ لَكَ مَا شَاءَ اللهُ لا قُوَّةَ إلَّا بِاللهِ هَنِيئًا لَكَ وَغَيْرِهَا مِنْ عَبَارَاتِ التَّبْرِيكِ. فإِذَا فَعَلتَ ذَلِكَ لَم تَضُرَّ العَينُ مِنكَ بِأَمرِ اللهِ -تعالى-.
ثَانِيًا: إذَا صَدَرَتْ مِنْكَ عَينٌ أَو شَكَّ أَحَدٌ فِيكَ فَلا تُمَانِعْ مِنْ أَنْ تُعْطِيَهُمْ مَا أَمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بِأَنْ تَغْسِلَ لَهُمْ أَطْرَافَكَ مِنْ يَدَينِ وَقَدَمَينِ وَغَسْلِ ثَوبٍ لَكَ أَو غُتْرَةٍ أَو طَاقِيَّةٍ لِقَولِ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: “وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْتَسِلُوا”. أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ:(وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ).
أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ، وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ؛ فاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، أُثْنِي عَلَيْهِ الْخَيْرَ كُلَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَك عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، وَفَوِّضُوا أُمُورَكُمْ إليهِ وَاعْتَصِمُوا بِه -سُبْحَانَهُ-: (وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ).
عِبَادَ اللَّهِ: بِحَمْدِ اللهِ -تعالى- أَنْ جَعَلَ لَنَا مَا نَقِي بِهِ الْعَينَ قَبْلَ وُقُوعِهَا؟ وَبِمَا نُعَالَجُهَا بِهِ إِذَا وَقَعَتْ لا قَدَّرَ اللهُ -تعالى-؟ أَمَّا قَبْلَ وُقُوعِهَا فَإِنَّ خَيْرَ مَا يَتَّقِي الْعَبْدُ بِهِ أَنْ يَسْتَعِيذَ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّهَا؛ لِقَوْلِهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: “اسْتَعِيذُوا بِاللَّهِ مِنَ الْعَيْنِ؛ فإِنَّ الْعَيْنَ حَقٌّ”. وَعَوِّذُوا أَولادَكُمْ؛ فقَد كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَوِّذُ الحَسَنَ وَالحُسَيْنَ، وَيَقُولُ: “أُعِيذُكُمَا بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ، مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ، وَمِنْ كُلِّ عَيْنٍ لَامَّةٍ”.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُ: حَافِظْ عَلَى أَذْكَارِ الصَّبَاحِ وَالْمَسَاءِ وَالنَّومِ؛ فَإنَّها حِصْنٌ لَكَ مِنَ العَينِ وَالشَّيطَانِ. فَالْمُحَافَظَةُ عَلَيهَا لَيسَ لِمُجرَّدِ دَفْعِ العَينِ فَحَسْبٌ، بل لِتَكُونَ أَيُّهَا الْعَبْدُ دَائِمَ الصِّلَةِ بِاللهِ -تعالى-، وَيَكُونَ لِسَانُكَ رَطْبًا بِذِكْرِهِ -سُبْحَانَهُ- وَتَقَدَّسَ. ثَبَتَ عَنْ نَبِيِّنَا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: أَنَّهُ مَنْ قَرَأَ آيَةَ الكُرسِيِّ عِندَ النَّومِ؛ فإِنَّهُ لَن يَزَالَ عَلَيهِ مِنَ اللهِ حَافِظٌ، “ومَنْ قَرَأَ الآيَتَينِ مِن آخِرِ سُورَةِ البَقَرَةِ في لَيلَةٍ كَفَتَاهُ”. وَ”قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَينِ حِينَ تُصبِحُ وَحِينَ تُمسِي ثَلاثَ مَرَّاتٍ تَكفِيكَ مِن كُلِّ شَيءٍ”. “وَمَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ”.
أَيُّهَا الْمُسْلِمُ: حَافِظْ عَلَى صَلاةِ الفَجْرِ لِتَكُونَ فِي ذِمَّةِ اللهِ، وَمَنْ كَانَ في ذِمَّةِ اللهِ؛ فَلا سَبِيلَ لِلشَّيطَانِ إليهِ أَبَدًا.
يَا عَبْدَ اللهِ: إذَا أَرَدتَ حِفْظَ اللهِ لَكَ فَاحْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ فِي نَفْسِكَ وَمَالِكَ وَوَلَدِكَ وَبَدَنِكَ. وَأَمَّا عِلَاجُ الْعَيْنِ بَعْدَ وُقُوعِهَا:
فَأَوَّلًا: إِنْ عَرَفَتَ الْعَائِنَ أَوْ شَكَكْتَ فِيهِ؛ فلْتَأْمُرْهُ بِالِاغْتِسَالِ لِلْمَعْيُونِ، وَلْيُؤْخَذْ مِنْ أَثَرِهِ؛ كمَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- بِقَولِهِ: “وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا”.
ثَانِيًا: مِنْ عِلَاجِ الْعَيْنِ بَعْدَ وُقُوعِهَا: الرُّقْيَةُ الشَّرْعِيَّةُ بِالْآيَاتِ الْقُرْآنِيَّةِ وَالْأَدْعِيَةِ النَّبَوِيَّةِ؛ فعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كَانَ يَأْمُرُ أَنْ نَسْتَرْقِيَ مِنَ الْعَيْنِ، وَقَالَتْ: دَخَلَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَسَمِعَ صَوْتَ صَبِيٍّ يَبْكِي فَقَالَ: “مَا لِصَبِيِّكُمْ هَذَا يَبْكِي؟ فَهَلَّا اسْتَرْقَيْتُمْ لَهُ مِنَ الْعَيْنِ؟”. يَعْنِي هَلاَّ قَرَأْتُمْ عَليهِ. وَمِن الأَدْعِيَةِ النَّبَوِيَّةِ، قَولُ: بِاسمِ اللهِ أَرقِيكَ، مِن كُلِّ شَيءٍ يُؤذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَو عَينِ حَاسِدٍ اللهُ يَشفِيكَ، بِاسمِ اللهِ أَرقِيكَ. وَمِنَ الأَدْعِيَةِ: “اللهُمَّ أَذهِبْ عَنهُ حَرَّهَا وَبَرْدَها وَوَصَبَهَا”. وَمَنِ أَنْفَعِ الْعِلَاجِ لِمَنْ أَصَابَتْهُ الْعَيْنُ أَوْ غَيْرُهَا مِنَ الْأَمْرَاضِ: أَنْ يَتَصَدَّقَ بِنِيَّةِ الشِّفَاءِ، وَعَلَيْهِ أَنْ يُكْثِرَ مِنَ الدُّعَاءِ وَالتَّضَرُّعِ لِرَبِّ الْأَرْضِ وَالسَّمَاءِ؛ فهُوَ سُبْحَانُهُ الْقَادِرُ عَلَى رَفْعِ الْبَلَاء.
إخْوَةَ الإيمانِ، ومِمَّا يَنبَغِي التَّنَبُّهَ لَهُ: ألاَّ تَتَشَاءَمَ ولا تَتَطَيَّرَ، وأنْ تُحسِنَ الظَّنَّ باللهِ وَتُقَوِّيَ جَانَبَ التَّوَكُّلِ عليهِ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى-؛ فاللهُ -تعالى- يَقولُ: (وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ).
وَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: “الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، الطِّيَرَةُ شِرْكٌ، وَمَا مِنَّا إِلاَّ وَلَكِنَّ اللَّهَ يُذْهِبُهُ بِالتَّوَكُّلِ”.
ثُمَّ لِنَحذَرَ مِنْ تَعلِيقِ التَّمَائِمِ، والأَسَاوِرِ، والرُّسومَاتِ، التي يَعتَقَدُونَ أنَّها تَقِي العَينَ أو غيرَها؛ فقَدْ قَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ-: “مَنْ تَعَلَّقَ شَيْئًا وُكِلَ إِلَيْهِ”. كَمَا نُحَذِّرُ مِن الذَّهَابِ لِلسَّحَرَةِ والدَّجَالِينَ؛ فَقد قالَ -عليهِ الصَّلاةُ والسَّلامُ-: “مَن أَتَى عَرَّافًا أَو كَاهِنًا فَصَدَّقَهُ بما يَقُولُ فَقَد كَفَرَ بما أُنزِلَ على محمدٍ”. واللهُ -تعالى- يقولُ: (وَمَن يَعتَصِم بِاللهِ فَقَد هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُّستَقِيمٍ).
فَاحتَسِبُوا -يَا رَعَاكُمُ اللهُ- مَا يُقدِّرُهُ اللهُ ويَكتُبُهُ، وَاسْتَغفِرُوا رَبَّكُمْ وَتُوبُوا إليهِ مِنْ كُلِّ ذَنبٍ، واشكُرُوهُ على ما عافَاكُم مِمَّا ابتَلى بِهِ كثيراً من النَّاسِ.
فَاللَّهُمَّ اجعلِ القرآنَ العظيمَ ربيعَ قُلوبِنَا، ونورَ صدُرِناَ، وجلاءَ أحزانِنَا.
اللَّهُمَّ اشرح صدورَنا بالإيمانِ واعْمُرْهَا بِالْحُبِّ وَالإحسانِ، ولا تجعل فيها غِلاًّ ولا حَسَدًا يا رحمَنُ.
اللَّهُمَّ مَتِّعنا بأسماعِنا وأبصارِنا، وعافِنا في دِينِنَا وأجسَادِنَا.
اللَّهُمَّ نَفِّسْ كَرْبَ الْمَكرُوبِينَ من الْمسلمينَ، وَاشْفِ مَرضَى الْمسلمينَ.
اللَّهُمَّ إِنِّا نَعُوذُ بِكَ مِنْ زَوَالِ نِعْمَتِكَ وَتَحَوُّلِ عَافِيَتِكَ وفُجَاءَةِ نِقْمَتِكَ وجَمِيعِ سَخَطِكَ، اللَّهمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ مِنَ الفِتَنِ ما ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ.
اللَّهُمَّ أدم علينا نعمةَ الأمنِ والإيمانِ والرَّخاءِ والاستقرارِ.
اللَّهُمَّ أعزَّ الإسلامَ والْمُسلِمِينَ، وَدَمِّرْ أَعْدَاءَ الدِّين، واجْعَلْ بَلدَنَا آمِنًا مُطمئِنًّا وَسَائِرَ بِلادِ الْمُسلمينَ، اللهمَّ آمنَّا في أوطاننا، وَوَفِّقْ أَئِمَّتَنَا وَوُلاةَ أَمْرِنَا، وَاجْزِهِمْ خَيرًا عَلى خِدْمَةِ الإسلامِ والْمُسلمينَ.
اللَّهُمَّ انصُر جُنُودَنَا واحفظ حُدُودَنَا واكفِنا شَرَّ الفَواحِشِ والفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، واغْفر لَنا وَلِوالِدِينا والْمُسلِمِينَ أجمَعِينَ ياربَّ العالمينَ.
(وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ).
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم