حق الجار في الإسلام

ملتقى الخطباء - الفريق العلمي

2025-11-21 - 1447/05/30 2025-12-01 - 1447/06/10
عناصر الخطبة
1/حث الإسلام على الإحسان للجار 2/حقوق الجيران 3/من صور الإحسان إلى الجار.

اقتباس

لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ مِنَّا عِنَايَةُ الْإِسْلَامِ بِالْجَارِ وَحَثُّهُ عَلَى الْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَالْأَدَبِ مَعَهُ وَإِكْرَامِهِ، وَالصَّبْرِ عَلَى... وَمِنْ حَقِّ الْجَارِ عَلَى جَارِهِ أَنْ يَصُونَ عِرْضَهُ، وَيُحَافِظَ عَلَى شَرَفِهِ، وَيَسْتُرَ عَوْرَتَهُ، وَيَسُدَّ...

الخطبة الأولى:

 

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ، وَنَسْتَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَتُوبُ إِلَيْهِ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ:102]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)[النِّسَاءِ: 1]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الْأَحْزَابِ:70-71]؛ أَمَّا بَعْدُ:

 

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: إِنَّ اللهَ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- خَلَقَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لِعِبَادَتِهِ، وَكَلَّفَنَا فِيهَا بِأَدَاءِ عَدَدٍ مِنَ الْحُقُوقِ، وَجَعَلَ لَنَا مِثْلَهَا مِنَ الْوَاجِبَاتِ، وَإِنَّ مِنْ أَعْظَمِ الْحُقُوقِ الَّتِي كَلَّفَنَا بِهَا حَقَّ الْجَارِ عَلَى جَارِهِ.

 

وَهَذَا الْحَقُّ الْعَظِيمُ الَّذِي أَكَّدَ اللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- عَلَيْهِ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً فِي كِتَابِهِ الْكَرِيمِ، وَأَمَرَ بِهِ رَسُولُهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فِي كَثِيرٍ مِنَ الْأَحَادِيثِ الصَّحِيحَةِ، وَجَعَلَهُ مِنْ أَجَلِّ الْحُقُوقِ وَأَرْفَعِهَا وَأَعْظَمِهَا، نَرَاهُ الْيَوْمَ قَدِ اسْتُهِينَ بِهِ، وَتَغَافَلَ بَعْضُ النَّاسِ عَنْهُ وَفَرَّطُوا فِيهِ.

 

لَا يَخْفَى عَلَى أَحَدٍ مِنَّا عِنَايَةُ الْإِسْلَامِ بِالْجَارِ وَحَثُّهُ عَلَى الْإِحْسَانِ إِلَيْهِ، وَالْأَدَبِ مَعَهُ وَإِكْرَامِهِ، وَالصَّبْرِ عَلَى كُلِّ مَا صَدَرَ عَنْهُ مِنْ خَطَأٍ وَأَذًى، يَقُولُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللهُ... وَذَكَرَ مِنْهُمْ: وَالرَّجُلُ يَكُونُ لَهُ الْجَارُ يُؤْذِيهِ جَارُهُ فَيَصْبِرُ عَلَى أَذَاهُ حَتَّى يُفَرِّقَ بَيْنَهُمَا مَوْتٌ أَوْ ظَعْنٌ"(صَحِيحُ التَّرْغِيبِ).

 

عِبَادَ اللهِ: يَقُولُ اللهُ -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى-: (وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالًا فَخُورًا)[النِّسَاء:36]؛ لَوْ تَأَمَّلْنَا فِي هَذِهِ الْآيَةِ لَوَجَدْنَا أَنَّ اللهَ -جَلَّ وَعَلَا- قَرَنَ الْأَمْرَ بِحَقِّ الْجَارِ مَعَ الْأَمْرِ بِحَقِّهِ؛ فَمِثْلَمَا أَمَرَ بِعِبَادَتِهِ وَحْدَهُ وَعَدَمِ الْإِشْرَاكِ بِهِ أَمَرَ أَيْضًا بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْجَارِ.

   

إِنَّ مِنْ أَوْجَبِ الْوَاجِبَاتِ عَلَيْكَ تُجَاهَ جَارِكَ أَنْ تُحْسِنَ إِلَيْهِ بِالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ، وَتَتَجَنَّبَ الْإِسَاءَةَ إِلَيْهِ بِأَيِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ الْإِسَاءَةِ؛ فَهَذَا مَا أَمَرَنَا بِهِ رَسُولُنَا -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فَقَالَ: "وَأَحْسِنْ مُجَاوَرَةَ مَنْ جَاوَرَكَ تَكُنْ مُسْلِمًا"(الْمُعْجَمُ الصَّغِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ).

 

بَلْ نَفَى الْإِيمَانَ عَمَّنْ لَا يَأْمَنُ جَارُهُ مِنْهُ بَوَائِقَهُ وَشُرُورَهُ، وَجَعَلَ إِكْرَامَ الْجَارِ لِجَارِهِ عَلَامَةً مِنْ عَلَامَاتِ الْإِيمَانِ؛ فَقَالَ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ جَارَهُ"(رواه الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).

 

وَإِكْرَامُ الْجَارِ وَالْإِحْسَانُ إِلَيْهِ يَكُونُ لَهُ صُوَرٌ عَدِيدَةٌ وَأَنْوَاعٌ مُخْتَلِفَةٌ؛ فَمِنْ ذَلِكَ: تَفَقُّدُهُ وَالسُّؤَالُ عَنْهُ وَالِاهْتِمَامُ بِشُؤُونِهِ؛ فَإِنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "مَا آمَنَ بِي مَنْ بَاتَ شَبْعَانًا وَجَارُهُ جَائِعٌ إِلَى جَنْبِهِ وَهُوَ يَعْلَمُ بِهِ"(الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ).

 

وَمِنْ صُوَرِ الْإِحْسَانِ -أَيْضًا-: أَنْ تُعَاوِنَهُ، سَوَاءٌ طَلَبَ مِنْكَ ذَلِكَ أَوْ أَحْسَسْتَ أَنَّهُ بِحَاجَةٍ إِلَى الْمُعَاوَنَةِ وَلَوْ لَمْ يَطْلُبْ مِنْكَ ذَلِكَ، خَاصَّةً إِذَا طَلَبَ مِنْكَ شَيْئًا وَفِي مَقْدُورِكَ أَنْ تُوَفِّرَهُ لَهُ وَتَمُدَّهُ بِهِ؛ فَلَيْسَ مِنَ الْإِحْسَانِ إِلَى الْجِيرَانِ أَنْ تَمْنَعَ عَنْهُمْ أُمُورًا يَسِيرَةً هُمْ فِي حَاجَةٍ لَهَا، أَوْ تَتْرُكَهُمْ لِوَحْدِهِمْ فِي أَمْرٍ عَظِيمٍ يَخُصُّهُمْ فِي جَوَانِبِ أَفْرَاحِهِمْ وَأَتْرَاحِهِمْ، يَقُولُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "لَا يَمْنَعْ أَحَدُكُمْ جَارَهُ أَنْ يَغْرِزَ خَشَبَةً فِي جِدَارِهِ"؛ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: "مَا لِي أَرَاكُمْ عَنْهَا مُعْرِضِينَ، وَاللهِ لَأَرْمِيَنَّ بِهَا بَيْنَ أَكْتَافِكُمْ"(رواه الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).

 

وَمِنْ صُوَرِ الْإِحْسَانِ إِلَيْهِ: أَنْ تَتَعَهَّدَهُ بِالْهَدِيَّةِ بَيْنَ الْحِينِ وَالْآخَرِ، فَقَدْ أَوْصَى النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِذَلِكَ أَبَا ذَرٍّ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- فَقَالَ لَهُ: "يَا أَبَا ذَرٍّ إِذَا طَبَخْتَ مَرَقَةً فَأَكْثِرْ مَاءَهَا، وَتَعَاهَدْ جِيرَانَكَ"(رواه مُسْلِمٌ).

 

اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا لِلْإِحْسَانِ إِلَى جِيرَانِنَا وَالْقِيَامِ بِحُقُوقِهِمْ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

 

بَارَكَ اللَّهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيَاتِ وَالذِّكْرِ الْحَكِيمِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ؛ فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ حَمْدًا طَيِّبًا كَثِيرًا مُبَارَكًا فِيهِ كَمَا يُحِبُّ رَبُّنَا وَيَرْضَى، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنِ اهْتَدَى بِهُدَاهُمْ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، أَمَّا بَعْدُ:

 

عِبَادَ اللَّهِ: وَمِنْ حَقِّ الْجَارِ عَلَى جَارِهِ أَنْ يَصُونَ عِرْضَهُ، وَيُحَافِظَ عَلَى شَرَفِهِ، وَيَسْتُرَ عَوْرَتَهُ، وَيَسُدَّ خَلَّتَهُ، وَيَغُضَّ الْبَصَرَ عَنْ مَحَارِمِهِ، وَيَبْتَعِدَ عَنْ كُلِّ مَا يُرِيبُهُ وَيُسِيءَ إِلَيْهِ. رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَنْ أَبِي ظَبْيَةَ الْكَلَاعِيِّ قَالَ: سَمِعْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الْأَسْوَدِ يُحَدِّثُ: أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سَأَلَهُمْ عَنِ الزِّنَا فَقَالُوا: حَرَامٌ حَرَّمَهُ اللهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: "لَأَنْ يَزْنِيَ الرَّجُلُ بِعَشْرِ نِسْوَةٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَزْنِيَ بِامْرَأَةِ جَارِهِ". قَالَ: وَسَأَلَهُمْ عَنِ السَّرِقَةِ فَقَالُوا: حَرَامٌ، حَرَّمَهَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ، فَقَالَ: "لَأَنْ يَسْرِقَ الرَّجُلُ مِنْ عَشَرَةِ أَبْيَاتٍ أَيْسَرُ عَلَيْهِ مِنْ أَنْ يَسْرِقَ مِنْ بَيْتِ جَارِهِ"(الْمُعْجَمُ الْكَبِيرُ لِلطَّبَرَانِيِّ).

 

وَيَقُولُ الشَّاعِرُ الْجَاهِلِيُّ –مَعَ أَنَّهُ جَاهِلِيٌّ عَاشَ فِي زَمَنِ الْجَاهِلِيَّةِ، إِلَّا أَنَّهُمْ كَانُوا يُقَدِّرُونَ جِيرَانَهُمْ وَيَحْفَظُونَ لَهُمْ حَقَّهُمْ، وَلَا يَتَعَدَّوْنَ عَلَيْهِمْ بِأَيِّ نَوْعٍ مِنْ أَنْوَاعِ التَّعَدِّي، خَاصَّةً التَّعَدِّي عَلَى الْأَعْرَاضِ وَالشَّرَفِ:

وَأَغُضُّ طَرْفِي مَا بَدَتْ لِي جَارَتِي *** حَتَّى يُوَارِي جَارَتِي مَأْوَاهَا

 

وَيَقُولُ الْآخَرُ:

مَا ضَرَّ جَارِي إِذْ أُجَاوِرُهُ *** أَلَّا يَكُونَ لِبَيْتِهِ سِتْرُ

أَعْمَى إِذَا مَا جَارَتِي خَرَجَتْ *** حَتَّى يُوَارِي جَارَتِي الْخِدْرُ

 

أَيُّهَا النَّاسُ: وَمِنْ حَقِّ الْجَارِ عَلَى جِيرَانِهِ أَنْ يُسْهِمَ فِي حَلِّ مُشْكِلَاتِهِمْ، وَقَضَاءِ مَصَالِحِهِمْ، وَتَكْمِيلِ حَاجَاتِهِمْ، فَلَوْ نَزَلَتْ بِهِمْ كُرْبَةٌ أَسْهَمَ فِي تَنْفِيسِ كُرْبَتِهِمْ، أَوْ أَصَابَتْهُمْ شِدَّةٌ اجْتَهَدَ بِمَا يَسْتَطِيعُ فِي إِخْرَاجِهِمْ مِنْهَا، وَإِذَا نَزَلَ عِنْدَهُمْ ضَيْفٌ أَوْ مَنْ يُقَدِّرُونَهُ شَارَكَهُمْ فِي بِرِّهِ وَإِنْزَالِهِ الْمَقَامَ الَّذِي يَلِيقُ بِهِ، وَإِذَا كَانَ لَهُمْ مَصْلَحَةٌ فِي شَيْءٍ حَاوَلَ جَلْبَهَا لَهُمْ حَتَّى لَا يَرَى جَارُهُ مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا. يَقُولُ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ فَيَشْهَدُ لَهُ أَرْبَعَةٌ مِنْ أَهْلِ أَبْيَاتِ جِيرَانِهِ الْأَدْنَيْنَ أَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ مِنْهُ إِلَّا خَيْرًا، إِلَّا قَالَ اللهُ -تَعَالَى وَتَبَارَكَ-: قَدْ قَبِلْتُ قَوْلَكُمْ -أَوْ قَالَ: شَهَادَتَكُمْ- وَغَفَرْتُ لَهُ مَا لَا تَعْلَمُونَ"(رواه أَحْمَدُ).

 

فَاسْتَوْصُوا بِجِيرَانِكُمْ خَيْرًا -يَا عِبَادَ اللهِ- وَاحْفَظُوا فِيهِمْ وَصِيَّةَ رَسُولِ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْقَائِلِ: "مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ"(رواه الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).

وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ، وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ:56].

 

اللَّهُمَّ أَعِزَّ الْإِسْلَامَ وَالْمُسْلِمِينَ، وَاخْذُلْ أَعْدَاءَكَ أَعْدَاءَ الدِّينِ.

 

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أَوْطَانِنَا، وَأَصْلِحْ أَئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، وَارْزُقْهُمُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَ.

 

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ، وَأَلِّفْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ، وَاجْمَعْ عَلَى الْحَقِّ كَلِمَتَهُمْ.

 

رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً، وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا وَوَالِدِينَا عَذَابَ الْقَبْرِ وَالنَّارِ.

 

عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى، وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ؛ فَاذْكُرُوا اللَّهَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ، وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.

المرفقات

حق الجار في الإسلام.doc

حق الجار في الإسلام.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات