عناصر الخطبة
1/توجيهات ووصايا نافعة 2/الحث على المحافظة على الوطن 3/طاعة ولي الأمر من طاعة الله 4/الحث على نقاء القلوباقتباس
فوالله إنا لنعلم ونسمع ونرى من أصناف العقوق، ما يُذهب ألباب العقلاء، وما يُسْتَثْقَلُ فعله حتى بالأعداء، فتباً لمنصبك، وتباً لزوجتك، وتباً لأبنائك، وتباً لمالك؛ إذا لم تسخر ذلك كله ليكون به والديك سعداء، فما بلغت ما بلغت إلا بهما...
الخُطْبَةُ الأُولَى:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر كم تاقت قلوب تبتغي المشعر، الله أكبر كم عاص بها من ذنبه استغفر، الله أكبر كم ننسى وكم من فضله نذكر.
الحمد لله لكل أمورنا قدر، له -سبحانه- أشكر، ومنه العون أطلبه وعن ذنبٍ مضى يغفر، وأشهد أنه الله الإله الحق توحيداً به نؤمر، وأشهد أن أحمدَنا رسول الله قد أنذر، عليه صلاة رب البيت من يبخل فلن يعذر، اللهم صلي وسلم على عبدك ورسولك محمد.
ثم أما بعد: أوصيكم ونفسٍ قصرت في حق خالقها بتقوى الله باريكم، إذا ما شاء شيطان بمجرى الدم يغويكم، وعن أمر له أنتم خلقتم جاء يلهيكم، فما أنتم على الدنيا سوى شيء، يكون بها لوقتٍ ثم تطويكم، فلاقوا الله بالتقوى ففوزٌ منه يوليكم؛ (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)[الأحزاب: 70 - 71].
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
أهل العيد: كتب الله لكم ولمن تحبون عمراً على الطاعة مديد، وجعل الإيمان في قلوبكم دوماً يزيد، بالأمس القريب وقف إخوانكم الحجيج، الذين جاؤوا ملبين النداء؛ (وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ)[الحج: 27]، لينزل ربهم نزولاً به -سبحانه- يليق، فيباهي بالجمع ملائكته، ويشهدهم بأن من قَبِلهُ من هؤلاء مغفور له، ومن النار عتيق، ولسان حالي وحال من يسمع هنا مقالي:
إلهي لست ممن حج *** ولا رجموا بيوم الثج
ولم أبرح بلاد الأهل *** أو من دارهم أخرج
ولكني بحسن الظن *** أرجو القول إن يعرج
إلهي قد عصيناك *** ونحن أمام عينيك
وتغدقنا بأفضال *** ونكثر من نواهيك
ولكنَّا بإيمان *** وإخلاص نناجيك
فلم نشرك بك اللهم *** أو بالكفر نأتيك
فهلا رحمة منك *** لعبد طامع فيك
ومغفرة ورضوان *** إذا في الحشر يأتيك
هذي غايتي رباه *** فاقبل من مناديك
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
أيها الأحبة: الصلاة الصلاة، هي الصلة وأعظم قربة، فما سهل الفسق، وضاق الرزق، إلا على من بها أخفق؛ (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ * مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ)[الذاريات: 56 - 58]، فمن لم يلبِ النداء حرم العطاء.
وزكاة مال أدوها، فقد خاب -والله- البخلاء، وآيات قرآن فاتلوها، فبها الرحمة ودفع البلاء، ورَحِم لكم فصلوها، فمن قطعها، قطعه رب الأرض والسماء، وحسن جيرة، لا تتجاهلوها، فالجار وصى به خير الأمناء، وزوجة صالحة مطيعة أكرموها، فهي سكنكم وحافظة بيوتكم والأبناء، وصداقة خير فاحفظوها، فهي نافعة في الدنيا، وكذا يوم العرض والجزاء، وخصال المعروف والمكارم فأتوها، ففعل الخير للعظماء.
قد مات قوم وما ماتت مكارمهم *** وعاش قوم وهم في الناس أمواتُ
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
يامن أمه أو أبوه أو كلاهما أحياء: أدرك بهما الجنة قبل الموت والفناء، فوالله إنا لنعلم ونسمع ونرى من أصناف العقوق، ما يُذهب ألباب العقلاء، وما يُسْتَثْقَلُ فعله حتى بالأعداء، فتباً لمنصبك، وتباً لزوجتك، وتباً لأبنائك، وتباً لمالك؛ إذا لم تسخر ذلك كله ليكون به والديك سعداء، فما بلغت ما بلغت إلا بهما، ولا تتقاضى ما تتقاضى إلا بما أنفقا، ولست أنت أنت إلا منهما، فاعرف قدرك -أيها القزم- أمامهما.
وليعلم كل مقصر في حقهما وبخيل بماله عليهما، بأن بينك وبين خسارة دنياك وأخراك كلمة أف تلفظها، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)[الإسراء: 23- 24]، يا رب ارحمهما كما ربونا صغارا.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين والمسلمات، فاستغفروه إنه كان غفارا.
الخطبة الثانية:
الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر ما طافت جموع الخلق في مكة، الله أكبر ما سالت دموع القهر في غزة، الله أكبر نُعليها نريد لديننا العزة.
الحمد لله أحمده وأشكره، وأشهد أنه المعبود إيقاناً وإيماناً به وحده، وأن محمداً عبده رسوله جاء بالحجة، صلاةُ الله تبلغه، وتسليمٌ بلاحد ولا مدة.
الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر، ولله الحمد.
أهل العيد: الوطن لا مساومة عليه، وولي الأمر حاد عن الطريق من يعصيه، عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مَن أطاعني فقد أطاع اللهَ، ومَن عصاني فقد عصى اللهَ، ومَن أطاع الأميرَ فقد أطاعني، ومَن عصى الأميرَ فقد عصاني"(رواه ابن حبان في صحيحه، وأخرجه البخاري ومسلم باختلاف يسير).
ووطنكم هذا ليس كأي وطن، وولاة الأمر فيه خيرة الخيرة، كذا أحسبهم والله حسيبهم، وانظروا لفعالهم من أجل الإسلام والمسلمين وسلامتهم واستقرارهم، جزاهم الله خيرا عن الدين وأهله ووفقهم، فاحذروا المرجفين والمشككين، ومن يريدون الإساءة وتفكيك هذا الكيان العظيم، وهذا البلد الآمن الأمين.
اللهم أعز الإسلام وانصر المسلمين، اللهم كن للمضطهدين في غزة يا رب العالمين، اللهم عليك بمن لهم ظالمين، وارحم الأطفال والنساء والمسنين، اللهم اصرف عن اليمن شر الحوثة الطاغين، وأصلح شأن إخواننا في السودان يا أرحم الراحمين، وكن مع جيش مملكتنا المجاهدين، واكفهم شر الأشرار وأعنهم يا معين، اللهم احفظ خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين، وزدهم قوة وعزة ونفوذاً وتمكين، آمين، آمين، آمين.
أهل العيد: أسدلوا ستار الغضب والحقد والشحناء، وارفعوا راية الفرح والصفح والصفاء، فلا تعلمون متى يعز اللقاء؟.
ضحوا تقبل الله ضحاياكم، وكلوا وتصدقوا واهدوا، أعاد الله علينا وعليكم العيد، والإسلام والمسلمون في عز وتمكين ونصر مجيد.
الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا، وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه، وسلم تسليما كثيرا.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم