عناصر الخطبة
1/التحذير من طباع النفس البشرية السيئة 2/سرعة تقلب القلوب 3/تعريف داء الغفلة وبيان خطورته 4/بعض أسباب الغفلة 5/وسائل معالجة داء الغفلة 6/مواساة في فقد عالماقتباس
إنَّ الشيطانَ قد يستدرجُ الإنسانَ بالغفلةِ، فينتهي به إلى هاويةِ البعدِ عن اللهِ؛ فمن التفريطِ في السننِ، والكسلِ عن المندوباتِ، إلى تركِ الواجباتِ، ومِنَ الإدمانِ على المكروهاتِ إلى اقتحامِ المحرَّماتِ، ومن عدمِ المبالاةِ والاكتراث بصغائرِ الذنوبِ والسيِّئاتِ إلى اقترافِ الموبقاتِ المهلكاتِ، أعاذنا اللهُ وإيّاكم...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ للهِ، نحمدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ باللهِ من شرورِ أنفسِنا، وسيّئاتِ أعمالِنا، مَن يهدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له، ومَن يُضلِلْ فلا هاديَ له. أشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، بلَّغ الرسالةَ، وأدَّى الأمانةَ، ونصحَ الأُمَّةَ، وتركَها على المحجَّةِ البيضاءِ، ليلُها كنهارِها، لا يزيغُ عنها إلَّا هالِك، فصلواتُ اللهِ وسلامُه عليه، وعلى آلِه وصحبِه، ومَن دعا بدعوتِه، واستنَّ بسنّتِه إلى يومِ الدين.
أمَّا بعدُ: فإنَّ أصدقَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ رسولِ الله، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
عبادَ اللهِ: أُوصيكم بتقوى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-؛ فإنّها خيرُ زادٍ، وبطاعتِه فهي خيرُ مطلبٍ ومرادٍ؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آلِ عِمْرَانَ:102]، (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ)[الْحَشْرِ:18].
أيُّها الناسُ: إنَّ النفسَ بطبعِها أمَّارةٌ بالسوء، ميَّالةٌ إلى الهوى، طموحةٌ إلى الشهواتِ والملذَّاتِ، كسولةٌ عن الطاعاتِ، وفعلِ الخيرات.
النفسُ بطبعِها متغيّرةٌ، وأحوالُها متقلّبةٌ، تتأثّرُ بالمواقفِ والأحداثِ المتنوّعةِ، والأحوالِ والظروفِ المتباينة؛ ولذا فهي بحاجةٍ دائمةٍ إلى الرعايةِ والمراقَبةِ، والتهذيبِ، والتزكيةِ، والمتابَعةِ، قال -تعالى-: (وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى)[النَّازِعَاتِ:40-41].
والقُلوبُ -عبادَ اللهِ- سريعةُ التقلُّبِ والتبدُّلِ، كثيرةُ التغيُّرِ والتحوُّلِ؛ فعنِ المِقدادِ بنِ الأسودِ -رضي الله عنه- قال: "لا أقولُ في رجلٍ خيرًا ولا شرًّا حتّى أنظرَ ما يُختَمُ له، بعدَ شيءٍ سمعتُه من النبيِّ -صلى الله عليه وسلم-، قيلَ: وما سمعتَ؟ قال: سمعتُ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم- يقولُ: "لَقلبُ ابنِ آدمَ أشدُّ انقلابًا من القِدرِ إذا اجتمعتْ غَليًا" أخرجه أحمد.
فما سُمِّي الإنسانُ إلّا لِنَسْيِهِ *** ولا القلبُ إلَّا أنَّه يتقلَّبُ
وعن شَهرِ بنِ حَوشَبٍ قال: قلتُ لأمِّ سَلَمةَ -رضي الله عنها-: يا أمَّ المؤمنين، ما كانَ أكثرُ دعاءِ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا كانَ عندكِ؟ قالت: كانَ أكثرُ دعائِه: "يا مُقلِّبَ القلوبِ، ثبِّتْ قلبي على دينِكَ". قالت: فقلتُ: يا رسولَ الله، ما لِأكثرِ دعائِكَ: يا مُقلِّبَ القلوبِ، ثبِّتْ قلبي على دينِك؟ قال: "يا أمَّ سلمةَ، إنَّه ليسَ آدميٌّ إلَّا وقلبُه بينَ إصبعينِ من أصابعِ اللهِ، فمَن شاءَ أقامَ، ومَن شاءَ أزاغَ" أخرجه الترمذي.
معاشرَ المسلمينَ: إنَّ من أعظمِ المصائبِ التي يُبتلى بها الإنسانُ في حياتِه مصيبةٌ تُضيِّعُ عمرَه، وتُبدِّدُ وقتَه، وتُهدِرُ طاقتَه، وتُميتُ قلبَه، وتَحجُبُ عنه كلَّ خيرٍ ومرغوبٍ، وتَمنعُه من كلِّ مطلوبٍ، إنَّها الغَفلة! وما أدراكم ما الغفلةُ؟!
الغفلةُ هي الإعراضُ عن تقوى اللهِ وطاعتِه، وعن الهدفِ الذي خلقَنا اللهُ من أجلِه، وعن الاستعدادِ للقاءِ اللهِ وحسابِه.
الغفلةُ هي الإهمالُ وعدمُ المبالاةِ بما يجبُ على الإنسانِ، والنسيانُ لِمَا خُلِقَ من أجلِه، فتضيع بسببِها الطاقاتُ، وتُهدَر الأوقاتُ، وتفنى الأعمارُ فيما لا ينفعُ.
الغفلةُ مصيبةٌ عُظمى، وطامَّةٌ كبرى، تصُدُّ الإنسانَ عن ربِّه، وتقطعُه عن دَربِه، وتُلهيه بذنبِه، فلا يُبالي بما يُحيطُ به من كُرَبٍ أو عقوبةٍ.
الغفلةُ -عبادَ اللهِ- بحرٌ مظلمٌ، وموجٌ متلاطمٌ، لا ينجو منه إلّا الحذرون؛ قال -تعالى-: (وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ)[يُونُسَ:92]، وقال: (وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ * أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ لَكَافِرُونَ)[الرُّومِ:6-8].
عبادَ اللهِ: إنَّ الشيطانَ قد يستدرجُ الإنسانَ بالغفلةِ، فينتهي به إلى هاويةِ البعدِ عن اللهِ؛ فمن التفريطِ في السننِ، والكسلِ عن المندوباتِ، إلى تركِ الواجباتِ، ومِنَ الإدمانِ على المكروهاتِ إلى اقتحامِ المحرَّماتِ، ومن عدمِ المبالاةِ والاكتراث بصغائرِ الذنوبِ والسيِّئاتِ إلى اقترافِ الموبقاتِ المهلكاتِ، أعاذنا اللهُ وإيّاكم، فيجبُ الحرصُ -عبادَ الله- على دَفعِ الغفلةِ، وعدمِ الاستسلامِ لها، وعدمِ الاسترسالِ في طريقِها، قال -تعالى-: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ)[الْأَعْرَافِ:205]. فأَحيُوا القلوبَ بذِكرِ اللهِ -عبادَ الله-، واحذروا من الغفلةِ والقسوةِ، واتقُوا محارمَ اللهِ.
أيُّها الناس: إنَّ وساوسَ الشيطانِ أمرٌ مُقدَّر، والنسيانَ والتكاسلَ قد يصدُرُ عن ضَعْفِ البشرِ، لكنَّ المداومةَ على ذلك والاسترسالَ فيه غفلةٌ وخطرٌ، فعلى المؤمنِ إذا غشيتْه غفلةٌ أن يُبادِرَ بالعودةِ إلى ربِّه، وأن يستغفرَ من ذنبِه، وأن يستعيذَ باللهِ من الشيطانِ، ويدفعَ وساوسَه، ويُوقِظَ قلبَه من غفلتِه قبلَ أن يتمكَّنَ منه الشيطانُ.
أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ * وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ)[الْأَعْرَافِ:200-202].
باركَ اللهُ لي ولكم في القرآنِ الكريم، ونفعَني وإيَّاكم بما فيه من الآياتِ والذكرِ الحكيمِ، أقولُ ما تسمعون، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم من كلِّ ذنبٍ، فاستغفِروه، إنَّه هو الغفورُ الرحيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ على إحسانِه، والشكرُ له على توفيقِه وامتنانِه، وأشهدُ أن لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، تعظيمًا لشانِه، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُه ورسولُه، الداعي إلى رضوانِه، صلَّى اللهُ عليهِ وعلى آلِه وأصحابِه، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا.
عبادَ اللهِ: إنَّ الغفلةَ من أعظمِ البلاءِ، ومتى استحكمتْ في قلبِ العبدِ أفسدتْ عليهِ دينَه ودنياه؛ فهي سُترةٌ على البصيرةِ، وحجابٌ عن الحقِّ، وسببٌ مباشرٌ لضياعِ العُمرِ وتفويتِ الخيراتِ؛ تجدُ صاحبَها يُؤجِّلُ التوبةَ، ويؤخِّرُ الطاعةَ، ويظنُّ أنَّ أمامَه مُتَّسعًا، وهو لا يدري أنَّ الأعمارَ تمضي، والأيَّامَ تُطوى، والفرصَ لا تعودُ.
وإنَّ من أهمِّ أسبابِ الغفلةِ: عدمَ مراقبةِ اللهِ -تعالى-، وعدمُ الاستعدادِ للِّقاءِ به -سبحانه-، قال -تعالى-: (إِنَّ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا وَرَضُوا بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّوا بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ * أُولَئِكَ مَأْوَاهُمُ النَّارُ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)[يُونُسَ:7-8].
ومن أهمِّ أسبابِ الغفلةِ أيضًا: الفراغُ، وعدمُ الاهتمامِ والتقدير للوقتِ؛ فيعيشُ الإنسانُ بلا هدفٍ، ويضيعُ عمرُه سبهللًا، عن ابنِ عبّاسٍ -رضيَ اللهُ عنه-ما قال: قال النبيُّ -صلى اللهُ عليه وسلم-: "نعمتانِ مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحّةُ والفراغُ" (أخرجه البخاري)، وعن ابنِ مسعودٍ -رضي اللهُ عنه- قال: قال رسولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "لا تزولُ قَدَمَا عبدٍ يومَ القيامةِ حتّى يُسألَ عن عمرِه فيما أفناه، وعن شبابِه فيما أبلاه" أخرجه الترمذي.
ومن أهمِّ أسبابِ الغفلةِ أيضًا: مصاحَبةُ الغافلينَ ومخالطةُ اللاهينَ؛ فإنَّ الإنسانَ بطبعِه يتأثّرُ بمَن يُخالطُهم، ويأنسُ بمَن يُجالسُهم؛ ولهذا أمرَ اللهُ نبيَّهُ فقال: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا)[الْكَهْفِ:28].
ومن أعظمِ أبوابِ الغفلةِ في هذا الزمانِ: الانشغالُ بالأجهزةِ والشاشاتِ، وقضاءُ الأوقاتِ في اللهو والمغرِياتِ، والتعلُّقُ بما يُبَثُّ فيها من فتنٍ وشهواتٍ، فكم من قلبٍ أظلمَ بسببِ ما يرى! وكم من وقتٍ ضاعَ في متابعةِ ما لا يُرضي اللهَ! حتى أصبحَ كثيرٌ من الناسِ لا يجدُ وقتًا لقراءةِ القرآنِ، ولا لحضورِ مجالسِ العلمِ، ولا لمناجاةِ اللهِ في خلواتِه، وقد حذَّرَنا اللهُ من هذه الحالِ فقال -سبحانه-: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)[الْأَنْبِيَاءِ:1-3].
وبعدُ عبادَ اللهِ: فأفضلُ وسيلةٍ ومُعِينٍ على التخلّصِ من الغفلةِ: تقوى اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-، والإقبالُ الصادقُ عليه، والمبادَرةُ بالتوبةِ والإقلاعِ عن المعاصي، وردُّ الحقوقِ والتبعاتِ، والاجتهادُ في الدعاءِ، ومجاهَدةُ النفسِ بحزمٍ ومحاسبتِها؛ فالكَيِّسُ مَنْ دانَ نفسَهُ وحاسبَها، وعَمِلَ لِمَا بعدَ الموتِ، والعاجزُ مَنْ أتبعَ نفسَهُ هواها، وتمنّى على اللهِ الأمانيَّ، فحاسِبُوا أنفسَكم قبلَ أن تُحاسَبوا، وزِنوها قبلَ أن توزَنُوا؛ فإنَّه أهونُ في الحسابِ غدًا أن تُحاسِبوا أنفسَكم اليومَ، وتزيَّنوا للعرضِ الأكبرِ على الله؛ (يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لَا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ)[الْحَاقَّةِ:18].
أيُّها المسلمون: إنَّ من أعظمِ المصائبِ وقعًا، وأشدِّها خَطْبًا: فقدَ العلماءِ، وقد أُصيبت أمّةُ الإسلامِ بوفاةِ أحدِ أعلامِ الأُمَّة الكبارِ، والدعاة الأخيارِ، سماحةِ الشيخِ عبدِ العزيزِ بنِ عبدِ الله آل الشيخ، مفتي هذه الديارِ، لقد عاشَ -رحمه الله تعالى- في خدمةِ الإسلامِ والمسلمينَ، وكانَ لهُ دورٌ بارزٌ في الإفتاءِ، وإرشادِ الأمّةِ، وتوجيهِها، ونشرِ العلمِ، حاملًا همَّ الدِّينِ، مُوجِّهًا للنّاسِ، حريصًا على جمعِ الكلمةِ ووحدةِ الصفِّ، فنسألُ اللهَ أنْ يتغمَّدَهُ بواسعِ رحمتِه، وأنْ يجعلَهُ في علِّيِّينَ مع النبيِّينَ والصِّدِّيقينَ والشهداءِ والصالحينَ.
اللهمَّ أَعِنَّا على طاعتِك، ونَجِّنا من الغفلةِ، وابعثْ فينا نشاطًا إلى الخيرِ، وقوَّةً على الطاعةِ والعملِ الصالحِ، وأعِذْنا من الغفلةِ ومن كلِّ ما يُثبِّطُ الهمّةَ ويُضعِفُ العزيمةَ.
اللهمَّ هَبْ لنا من لَدُنكَ رحمةً، وهيِّئْ لنا من أمرِنا رشدًا، اللهمَّ ثبِّتنا على طاعتِك، ولا تجعلْنا من الغافلين، اللهمَّ حبِّبْ إلينا الإيمانَ وزيِّنْهُ في قلوبِنا، وكرِّهْ إلينا الكفرَ والفسوقَ والعصيانَ، واجعلْنا من الراشدين، اللهمَّ أَعِنَّا على ذكركَ وشكرِك وحُسنِ عبادتِك.
اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمسلمين، وانصرْ عبادَك الموحِّدين، واجعلِ اللهمَّ هذا البلدَ آمنًا مطمئنًّا وسائرَ بلادِ المسلمينَ.
اللهمَّ أصلِحْ أحوالَ المسلمينَ، وأصلِحْ ذاتَ بينَهم، واجمعْ كلمتَهم على الحقِّ يا ربَّ العالمين.
اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، وأصلِحْ أئمّتَنا وولاةَ أمورِنا، اللهمَّ وفِّقْ وليَّ أمرِنا خادمَ الحرمينِ الشريفينَ بتوفيقِكَ، وأيِّدهِ بتأييدِكَ، اللهمَّ ألبِسْهُ ثوبَ الصحّةِ والعافيةِ يا ربَّ العالمين، اللهم وفِّقْهُ ووليَّ عهدِه لما تُحبُّ وترضى، يا سميعَ الدعاء.
اللهمَّ احفَظْ جنودَنا، واحمِ حدودَنا، واجمعْ شملَنا، واخزِ عَدُوَّنا يا قويُّ يا عزيزُ.
اللهمَّ تقبَّلْ منَّا إنَّك أنتَ السميعُ العليمُ، وتُبْ علينا إنَّك أنتَ التوّابُ الرحيمُ.
اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ على محمدٍ وعلى آلِه الأطهارِ، وصحبِه الأبرارِ، وعَنّا معهم برحمتِك يا عزيزُ يا غفّارُ.
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم