عناصر الخطبة
1/بشرى وأمل في بداية العام الهجري الجديد 2/دروس وعبر من قصة موسى عليه السلام مع فرعون وملئه 3/منهج المسلم عند حلول الفتن 4/الوصية بصيام عاشوراءاقتباس
في قصة نبي الله موسى -عليه السلام- وهجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنموذج عمليّ متكامل للنجاة من الفتن، بالتمسُّك بشرع الله -تعالى-، وحُسْن الظن به، وجميل التوكل عليه، فتذكَّروا أيامَ الله، واشكروا آلاء الله، فموسى ومحمد -عليهما الصلاة والسلام- حتى في لحظة الانتصار أدَّيَا حقَّ الشكر لربِّ العالمينَ...
الخطبة الأولى:
إنَّ الحمدَ لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، نحمده -سبحانه- تقدَّس ذاتًا وصفاتٍ وجَمالًا، وعزَّ عظمةً وعلُوًّا وجَلالًا.
لكَ الحمدُ حمدًا طيِّبًا ومباركًا *** لكَ الحمدُ مولانا عليكَ المعوَّلُ
لكَ الحمدُ أعلى الحمدِ والشكرِ والثنا *** أعزُّ وأزكى ما يكونُ وأفضلُ
وأشهدُ ألَّا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، جعل العاقبة للمتقين، والنصر للمؤمنين، يقينًا وامتثالًا، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبد الله ورسوله، خير من عظم الله أقوالًا وفعَّالًا، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه، الذائدين عن الإسلام كماة أبطالًا، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ ما تعاقب النيران وتَوَالَا، وسلَّم تسليمًا مباركًا سلسالًا، إلى يوم الدين.
أمَّا بعدُ، فيا عبادَ اللهِ: إن رمتُم من التمكين والعز والنصر ازدلافًا، وبين الحق والباطل فرقانًا واتصافًا فعليكم بتقوى الله قولًا وعملًا واعترافًا؛ (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ)[الْأَنْفَالِ: 29].
عليكَ بتقوى اللهِ سرًّا وجهرةً *** ففيها جميعُ الخيرِ حقًّا تأكَّدَا
واستقبِلِ العامَ الجديدَ بهِمَّةٍ *** تسمو بها بين الأنام مؤيَّدَا
مَعاشِرَ المؤمنينَ: في زمان كشفت الفتن فيه قناعها، وخلعت عذارها، لا يند عن فهم الأحوذي، ولا يشذ عن وعي اللوذعي استشراف الحوادث، وتفحُّص الأحداث؛ فالتأمُّل والتدبُّر في حوادث الأيام وتعاقُبها مطلبٌ شرعيٌّ وأمرٌ إلهيٌّ، قال -جل وعلا-: (لَقَدْ كَانَ في قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ)[يُوسُفَ: 111].
وإن استهلال عام هجريّ جديد ليذكرنا بأحداث عظيمة جليلة، كان فيها نصرٌ وتمكينٌ، وعزٌّ للمرسَلينَ والمؤمنينَ، تبعث في النفوس التفاؤل والاستبشار والأمل، وحسن الظن بالله مع إتقان العمل؛ إنها قصة موسى -عليه السلام-، وهجرة المصطفى سيد الأنام، عليه أفضل صلاة وأزكى سلام، ويوم عاشوراء ذلك اليوم الذي أنجى الله فيه نبيه موسى -عليه السلام- وقومه، ونصره على فرعون وملئه.
معاشرَ المسلمينَ: لقد أوحى الله -عز وجل- إلى موسى وهارون -عليهما السلام- ليذهبا إلى فرعون لدعوته إلى التوحيد والإيمان؛ (اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى)[طه: 43-44]، وهذا درسٌ عظيمٌ في منهج الدعوة إلى الله -تعالى-؛ وهو أن يلتزم الداعي إلى الله الرفقَ واللينَ، والدعوةَ إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والحوار؛ (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)[النَّحْلِ: 125]، فخرج موسى ببني إسرائيل وتبعهم فرعون وجنوده، فنظرت بنو إسرائيل إلى فرعون قد ردفهم، وقالوا: (إِنَّا لَمُدْرَكُونَ)[الشُّعَرَاءِ: 61]، فكان الرد الحازم من موسى -عليه السلام- بلسان الواثق بنصر الله: (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ)[الشُّعَرَاءِ: 62].
وهذا درسٌ آخَرُ في اليقين وحُسْن الظن بالله؛ فأَحسِنُوا الظنَّ بربكم -عباد الله-، وخذوا من تلك القصص والأحداث والأنباء الدروس والعِبَر والإثراء، فعلى قدر اليقين الراسخ والإيمان الثابت لنبي الله موسى -عليه السلام- جاءت الإجابة الفوريَّة: (فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)[الشُّعَرَاءِ: 63]، الله أكبر، فأغرق الله فرعون وقومه جميعًا، وكان ذلك في يوم عاشوراء، فكانت نعمة عظيمة على موسى ومن آمن معه من بني إسرائيل، فصام موسى -عليه السلام- هذا اليوم شكرًا لله -تعالى-، وصامه بنو إسرائيل، وهكذا تحقق النصر المبين، والعاقبة للمتقين.
إخوةَ الإسلامِ: وفي حدث الهجرة النبويَّة ما يقرر هذه السنة الشرعيَّة والكونية؛ (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا في الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا)[التَّوْبَةِ: 40]، قال أبو بكر -رضي الله عنه-: "والله يا رسول الله لو نظر أحدهم إلى موضع قدمه لأبصرنا"، فقال -عليه الصلاة والسلام- بلسان الواثق بنصر ربه: "يا أبا بكر، ما ظنك باثنين الله ثالثهما؛ لا تحزن إن الله معنا"، الله أكبر، إنه اليقين بنصر رب العالمين؛ ولهذا كان من أهميَّة هذا الحدث العظيم أن أجمع المسلمون في عهد عمر -رضي الله عنه- على التأريخ به؛ اعتزازًا بالهوية الدينيَّة والتأريخية والوطنيَّة، مما ينبغي اقتفاء أثره والاعتزاز به، فنحن أمة لها تأريخ وحضارة ورسالة على مر الأيام وتعاقب الأعوام.
أُمَّةَ الإسلامِ: ومن الدروس والعِبَر الإثرائية لهذه القصص القرآنيَّة: أن منهج المسلم عند حلول الفتن الالتجاء إلى الله، والاعتماد عليه بالدعاء، وحُسْن الظن به، وكثرة التوبة والاستغفار، وعدم الخوض فيما لا يعنيه، وردّ الأمر إلى أهله؛ (وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)[النِّسَاءِ: 83]، والإسلام دين يدعو إلى نبذ العنف، وتحقيق السلام والوئام، والتفرغ للبناء والإعمار، والتنميَّة والازدهار والإبهار، والبُعْد عن الخراب والفساد والدمار، ألَا ما أحوجَ الشعوبَ إلى نَبْذ الحروب، وما أحوجَ البلادَ والعبادَ إلى الأمن والسلام والرشاد، فاتقوا الله -عباد الله- وانصروا دينَ الله، تُنصَرُوا وتفوزوا، ولخيرَي الدنيا والآخرة تحوزوا، والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين في كل مكان، وأن يحقن دماءهم، ويجمع كلمتهم على الكتاب والسُّنَّة؛ إنه ذو الفضل والمنة، وأن يهيئ لهم من أمرهم رشدًا، إنه جواد كريم، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ)[مُحَمَّدٍ: 7].
بارَك اللهُ لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإيَّاكم بهدي سيد الثقلين، أقول قولي هذا، وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم، ولكافة المسلمين والمسلمات، من جميع الذنوب والخطيئات، فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه كان حليمًا غفورًا.
الخطبة الثانية:
الحمد لله، أسبَغ علينا نعمًا مباركات تتالت أفواجًا، وصلوات الله وبركاته على رسوله ومصطفاه، وعلى آله وصحابته البالغين من التلاحم أثباجًا، والتابعينَ ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ وسلَّم تسليمًا طيِّبًا مؤرَّجًا، ما لهج ضارع بالدعاء إلهاجًا.
أما بعدُ: فاتقوا الله -عباد الله- حقَّ التقوى، واستمسِكوا من الإسلام بالعروة الوثقى، واعلموا أن الأعمار سريعة الانقضاء فلا تبقى؛ (وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى)[الْبَقَرَةِ: 197]، تزكو أحوالكم، وفي معارج القَبول ترقى.
مَعاشِرَ المؤمنينَ: وفي قصة نبي الله موسى -عليه السلام- وهجرة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- أنموذج عمليّ متكامل للنجاة من الفتن، بالتمسُّك بشرع الله -تعالى-، وحُسْن الظن به، وجميل التوكل عليه، فتذكَّروا أيامَ الله، واشكروا آلاء الله، فموسى ومحمد -عليهما الصلاة والسلام- حتى في لحظة الانتصار أدَّيَا حقَّ الشكر لربِّ العالمينَ، فكانا -عليهما الصلاة والسلام- يصومان هذا اليوم؛ يوم عاشوراء شكرًا لله على عظيم نعمته، في الصحيحين عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- قَالَ: قَدِمَ النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- الْمَدِينَةَ، فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ، فَقَالَ: "مَا هَذَا". قَالُوا: هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ، هَذَا يَوْمٌ أنجى اللَّهُ فيه موسى وقومه بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ، فَصَامَهُ مُوسَى شكرًا، فنحن نصومه. فقَالَ -عليه الصلاة والسلام-: "نحن أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ"، فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ.
وفي الصحيحين من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: "ما رأيتُ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- يتحرَّى صيامَ يومٍ فضَّلَه على غيره إلا هذا اليوم"؛ يعني يوم عاشوراء.
وعن أبي قتادة -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "صيام يوم عاشوراء أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله"(رواه مسلم)، والسُّنَّة أن يصوم يومًا قبلَه، أو يومًا بعدَه، قال -عليه الصلاة والسلام-: "لئن بقيتُ إلى قابل لأصومنَّ التاسعَ"(رواه مسلم)، فاحرصوا -عباد الله- على صيامه، ودونكم هذا الأجر العظيم فاغتنموه واحرصوا على التمسك دومًا بالكتاب والسُّنَّة، ومنهج سلف هذه الأمة، ولا تحيدوا عنه قيد أنملة؛ ففيه السلامة من الشرور والفتن، والبدع والمحدثات والفتن والمحن، ما ظهر منها وما بطن، تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
هذا وصلُّوا وسلِّموا -رحمكم الله- على نبيكم الكريم، كما أمرَكم بذلك ربُّكم رب العالمين، فقال -تعالى- وهو أصدق القائلين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
اللهمَّ صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته الغر الميامين، وخلفائه الراشدين، ذوي الشرف الجلي، والقدر العلي؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن سائر الصحابة أجمعين، والتابعين ومَنْ تَبِعَهم بإحسانٍ إلى يوم الدين، وعنا معهم بمنك وجودك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهمَّ أَعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واحم حوزة الدِّين، واجعَلْ هذا البلدَ آمِنًا مطمئنًّا سخاء رخاء وسائرَ بلاد المسلمين، اللهمَّ آمِنَّا في أوطاننا، ووفق أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق والتسديد والعون والتأييد إمامنا وولي أمرنا، اللهمَّ وفق إمامنا خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز وولي عهده محمد بن سلمان إلى ما فيه عز الإسلام وصلاح المسلمين، وإلى ما فيه الخير والرشاد، للبلاد والعباد، ووفق يا رب جميع ولاة أمور المسلمين، اللهمَّ وفق رجال أمننا، والمرابطين على ثغورنا وحدودنا، اللهمَّ رد عَنَّا كيد الكائدين وحسد الحاسدين، ومكر الماكرين، وعدوان المعتدين، يا ربَّ العالمينَ، واصرف عَنَّا شر الأشرار، وكيد الفجار، وشر طوارق الليل والنهار.
اللهمَّ إنَّا نستودعك ديننا وأمننا ووطننا، وولاتنا، وعلماءنا، ورجال أمننا، يا من لا تضيع عنده الودائع، اللهمَّ انشر الأمن والسلام والاستقرار والوئام في بلاد المسلمين، وفي جميع العالمين، اللهمَّ أطفئ نار الحروب، والخطوب والكروب، عن المسلمين والعالمين، يا حي يا قيوم، اللهمَّ احفظ بلادنا من كل سوء ومكروه، واجعلها للخير دارًا، وللأمن منارًا، وللحق مئرزًا وقرارًا، حائزة على الخيرات والبركات، سالمة من الشرور والفتن والآفات، وسائرَ بلاد المسلمين.
اللهمَّ لا يُهزَم جُندُكَ، ولا يُخلَفُ وَعدُكَ، أنجِ المستضعَفينَ من المسلمينَ في كل مكان، اللهمَّ انصر إخوانَنا في فلسطينَ، واحفظ المسجدَ الأقصى شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين، اللهمَّ دمر أعداءهم من الصهاينة المعتدينَ المحتلينَ الغاصبينَ، وشتِّتْ شملَهم، وفَرِّقْ جمعَهم، واجعلهم عبرةً للمعتدينَ، اللهمَّ إنه قد طال ليل البلاء على إخواننا المستضعَفين فاللهمَّ بشرهم بعام تكشف فيه كروبهم، وتذهب همومهم وغمومهم، اللهمَّ ارحم ضعفهم واجبر كسرهم، وتول أمرهم، وانصرهم على عدوك وعدوهم، اللهمَّ إنهم حفاة فاحملهم، وجياع فأطعمهم، وعراة فاكسهم، ومظلومون فانصرهم، يا ناصر المستضعَفين، ويا غياث المستغيثين.
اللهمَّ إنَّا نستودعك أنفسهم وأطفالهم وفقراءهم، بنصر قريب، وفرج عاجل، يا ذا الجلال والإكرام، اللهمَّ أنزل عليهم السكينة واليقين يا ربَّ العالمينَ، رحماك ربنا بهم رحماك، وأنت أرحم الراحمين.
اللهمَّ أنزل من نسائم لطفك وبردك وسلامك ما يخفف شدة الحر اللافح على عبادك المؤمنين، يا أرحم الراحمين.
اللهمَّ اجعل عامنا هذا عام خير وبركة وعز ونصر وتمكين، للإسلام والمسلمين، واجعل حاضر أيامنا خيرًا من ماضيها، ومستقبلها خيرًا من حاضرها، وحقق آمالنا، وأذهب آلامنا، واشف مرضانا، وارحم موتانا، واختم بالصالحات أعمالنا، وبالسعادة آجالنا، يا ذا الجلال والإكرام، يا عظيم الأوصاف، يا خفي الألطاف، يا عظيم المن، يا كريم الصفح، يا حسن التجاوز، يا واسع المغفرة، يا ربَّ العالمينَ.
(رَبَّنَا آتِنَا في الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 128]، واغفر لنا ولوالدينا ووالديهم، وجميع المسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180-182].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم