عناصر الخطبة
1/دلائل وبراهين على مكانة المسجد الأقصى 2/ارتباط حياة المسلمين بالمسجد الأقصى 3/الحث على شد الرحال للمسجد الأقصى 4/الرابط بين المسجد الأقصى والمسجد الحرام 5/خدمة المسجد الأقصى شرف وكرامة 6/خيرية الصلاة في المسجد الأقصىاقتباس
شَدُّ الرحالِ إلى المسجدِ الأقصى، يكون من الذين يخافون يومًا تتقلَّب فيه القلوبُ والأبصارُ، فيغدون إليه تائبينَ من دماءِ المسلمينَ وأعراضِهم وأموالِهم، ويروحون منه وهم يُراقِبون أمرَ اللهِ ويطلبون رضاءَه، لا يَشغلُهم عن ذِكرِ اللهِ والصلاةِ المفروضةِ فيه شاغلٌ...
الخطبة الأولى:
الحمد لله، بارَك في المسجدِ الأقصى وما حولَه فقال: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ)[الْإِسْرَاءِ: 1]؛ قال علماؤنا: "لو لم تكن للأقصى إلى فضيلةُ البركةِ، له ولِما حولَه، لكانت كافيةً"، فاللهمَّ بارِكْ لنا في غُدُوِّنا ورَواحِنا إلى بيتِ المقدس.
وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحده لا شريكَ له؛ قال في سورةِ التين: (وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ * وَطُورِ سِينِينَ * وَهَذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ)[التِّينِ: 1-3].
ففي هذه الآياتِ الكريمةِ أقسمَ اللهُ بأربعةِ أماكنَ؛ منها المسجدُ الأقصى؛ وذلك في قولِه: (وَالزَّيْتُونِ)[التِّينِ: 1]، وأقسمَ اللهُ بالمسجدِ الأقصى لشرفِه، بمَنْ دخلَه من الأنبياء، يؤمُّهم محمّدٌ -صلى الله عليه وسلم-.
وأشهد أنَّ سيِّدَنا محمَّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، تركَ فراشَه الدافئَ، وشدَّ رحالَه إلى المسجدِ الأقصى على دابَّةِ البراق، بصُحبةِ جبريلَ -عليه السلام-، وصلَّى في بيتِ المقدسِ ما شاءَ اللهُ له أن يُصلِّيَ، وأخبرَنا عن ذلك فقال: "أُتيتُ بالبراقِ، فركبتُه حتى أتيتُ بيتَ المقدسِ، فربطتُه بالحَلْقةِ التي يَربِطُ بها الأنبياءُ، ثم دخلتُ المسجدَ، فصليتُ فيه".
اللهم صلِّ وسلِّم وبارِك على رسولِنا ونبيِّنا محمَّدٍ، وارثِ الأقصى، وصاحبِ المسرى، وذي القبلتين: الأولى بيتُ المقدس، والثانيةُ مكَّةُ المكرَّمةُ، وصلَّى اللهُ على آله الطاهرين، وعلى أصحابِه الميامين، وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ القيامة.
أمَّا بعدُ: لأهميةِ ومكانةِ المسجدِ الأقصى عندَ المسلمينَ، فقد ذكرَه اللهُ في القرآنِ الكريمِ في خمسِ سورٍ: في سورةِ البقرة ذكرَه في موضعَينِ، وفي سورةِ آلِ عمرانَ ذكرَه عند قصةِ مريمَ -عليها السلام-، وفي أوَّل سورةِ الإسراءِ، وفي سورةِ النورِ، وفي سورةِ (ق).
أيُّها المؤمنون: ترتبط حياةُ المسلمينَ بالمسجدِ الأقصى منذ بدء الخليقةِ، وحتى قيام الساعة؛ أمَّا منذ بَدْء الخليقة فقد صحَّ ذلك في الحديثِ الشريفِ الذي يرويه الصحابيُّ الجليلُ أبو ذرٍّ -رضي الله عنه-، حينَ سألَ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فقال له: أيُّ مسجدٍ وُضِعَ في الأرض أوَّلَ؟ قال: "المسجدُ الحرامُ". قال أبو ذرٍّ: ثم أيُّ؟ قال: "المسجدُ الأقصى".
أيُّها المسلمون: أمَّا ارتباطُكم بالمسجدِ الأقصى في يومِ القيامة فقد جاء عند قولِه -تعالى-: (وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِي الْمُنَادِي مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ * يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ)[ق: 41-42]. قال بعضُ المفسِّرين: المكانُ القريب هو صخرةُ بيتِ المقدس؛ فيقف جبريلُ أو إسرافيلُ على الصخرةِ فينادي بالحشر: أيتُها العظامُ الباليةُ، أيتُها الأوصالُ المقطَّعةُ، قومي لعرضِ ربِّ العالمين. حينَها سيكون المسجدُ الأقصى شاهدًا على أعمالِ الناسِ، على إيمانِهم، وعلى كفرِهم، وعلى عَدْلِهم، وعلى بَغْيِهم وظُلْمِهم، وشاهدًا على ما فعلوه من مثاقيلِ الذرِّ، ويومَئذٍ سيكون الحسابُ اليسيرُ، والحسابُ العسيرُ، ولن يفلِتَ من هذا الحسابِ أحدٌ: لن يفلِتَ قويٌّ، ولا ضعيفٌ، ولا عابدٌ، ولا شيطانٌ رجيمٌ؛ (لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا)[مَرْيَمَ: 94-95]، لا ناصرَ لهم ولا مالَ ينفعُهم. بلى، يا مسلمون، فكما أنَّ المسجدَ الأقصى مشهودٌ على مرِّ الأجيال، سيكون شاهدًا عليها حينَ يقوم الناسُ لربِّ العالمين.
يا عباد الله، يا مؤمنون: شَدُّ الرحالِ إلى المسجدِ الأقصى، يكون من الذين يخافون يومًا تتقلَّب فيه القلوبُ والأبصارُ، فيغدون إليه تائبينَ من دماءِ المسلمينَ وأعراضِهم وأموالِهم، ويروحون منه وهم يُراقِبون أمرَ اللهِ ويطلبون رضاءَه، لا يَشغلُهم عن ذِكرِ اللهِ والصلاةِ المفروضةِ فيه شاغلٌ.
وشدُّ الرحالِ إلى بيتِ المقدس يكون من أجلِ عبادةِ الله -تعالى-، لا لشيءٍ من أمورِ الدنيا، وهذا هو دَيدَنُ المسلمِ مع المساجدِ عامَّةً، ومع المسجدِ الأقصى خاصَّةً؛ كما قال اللهُ في سورةِ النور: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ * رِجَالٌ لَا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ)[النُّورِ: 36-37].
يا مؤمنون: والمسجدُ الأقصى من المساجدِ التي أَذِنَ اللهُ أن تُرفَع بتعظيمِه وتطهيرِه من القاذوراتِ والأنجاس، والمحافظةِ على حرمة المسجد الأقصى سورةٌ من سُوَرِ تعظيمِه، ورد ذلك في القرآن، وذكره النبيُّ -صلى الله عليه وسلم-، ولتعظيمِ ربِّنا للمسجدِ الأقصى فقد ذكرَه في سورةِ البقرةِ بلفظِ الجمعِ، فقال -سبحانه-: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ)[الْبَقَرَةِ: 114]، ومساجدُ اللهِ في الآيةِ الكريمةِ هو المسجدُ الأقصى، كما رجَّح ذلك الطبريُّ وعديدُ المفسِّرين؛ فمكانةُ الأقصى وحُرمتُه في دينِنا باقيةٌ إلى يومِ القيامة، وعدَنا اللهُ بذلك، والمسلمون على ثقةٍ بوعدِ اللهِ لهم.
أيها المسلمون: وإنَّ اشتراكَ المسجدِ الأقصى مع المسجدِ الحرام في كونهما قبلةً واحدةً للمسلمين تحفيزٌ لهم على مرِّ العصور، على أن يتوجَّهوا في صلواتهم يوميًّا بقلوبِهم ومشاعرِهم وأحاسيسِهم وذكرياتِهم إلى المسجدَين: الأقصى والحرام، وأن يتذكَّروا أن ارتباطَهم بخالقِهم في بدايةِ صلواتهم كان عن طريق استقبالِهم المسجدَ الأقصى وتوجُّهِهم نحوَ بيتِ المقدسِ؛ قال الله -سبحانه-: (سَيَقُولُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ)[الْبَقَرَةِ: 142].
أيها المؤمنون: وللمسجدِ الأقصى الحظُّ الوافرُ في البيت المسلم عندَ الآباءِ والأمهاتِ، وعندَ الأبناءِ والبناتِ؛ فامرأةُ عمرانَ -أمُّ مريم- نذرَتْ إن ولدَتْ ولدًا ذَكَرًا أن تُفرِّغَه لخدمةِ المسجدِ الأقصى، فقالت: (رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا)[آلِ عِمْرَانَ: 35]؛ أي: خادمًا للمسجدِ الأقصى، فتقبَّل اللهُ منها نَذْرَها، وحملَتْ بأنثى وسمَّتها مريمَ؛ أي العابدة لله ربِّها.
يا مسلمون: اختار اللهُ المسجدَ الأقصى ليكون مكانًا لعبادتِه والإخلاصِ له -سبحانه-، وجعَل العبادةَ وشدَّ الرحال إليه لا يقتصرُ على الرجال؛ فهو يشمل كلَّ المسلمينَ: رجالًا ونساءً، صغارًا وكبارًا، فهذه مريمُ العابدةُ، عابدةٌ في المسجدِ الأقصى المبارَك.
يا عبادَ اللهِ: وفي قصّةِ الحملِ بمريمَ وولادتِها تعليمٌ لكلِّ أبٍ وأمٍّ منكم أَنْ يَحرِصَا على الذرّيةِ الصالحةِ، وأن يجتهدَا في إنشاء الأسرةِ المسلمةِ، والإكثارِ من الدعاءِ بصلاحِ الذرَّيةِ، لتكونَ ذرّيةً تغدو إلى المسجدِ الأقصى وتروح.
يا مسلمون: ولقد نبَّه النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- إلى أهميةِ أن تكون الأسرةُ المقدسيةُ -خاصَّةً- متمسّكةً بدينِها، تعضُّ عليه بنواجذِها، لتجتمعَ لكم بركةُ المكانِ وبركةُ الذُّرِّيَّةِ؛ وذلك حين قال -صلى الله عليه وسلم- في الحديث المشهور عن ذي الأصابع -رضي الله عنه-: "عليكَ ببيتِ المقدسِ؛ لعلَّ اللهَ أَنْ يرزقَك ذرِّيةً تغدو إليه وتروح".
فاللهمَّ ارزقنا البركةَ في ذُرّياتِنا، اللهم ارزقنا البركةَ في غُدُوِّنا ورواحِنا إلى المسرى والأقصى.
عبادَ الله: جاء في الحديثِ الشريف: "إنَّ اللهَ لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ ساهٍ لاهٍ". فادعوا اللهَ وأنتم موقنونَ بالإجابة.
الخطبة الثانية:
الحمد لله ربِّ العالمين، وأشهد أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيِّدَنا محمّدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، اللهمَّ صلِّ وسلِّمْ وبارِكْ عليه، وعلى آلِه الأطهارِ، وعلى أصحابِه الأخيارِ، وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ، أيُّها المؤمنون: المسجدُ الأقصى ثالثُ المساجدِ التي يَشُدُّ المسلمونَ رحالَهم إليها، كما قال رسولُنا -صلى الله عليه وسلم-: "لا تُشدُّ الرحالُ إلا إلى ثلاثةِ مساجد: المسجدِ الحرامِ، ومسجدي هذا، والمسجدِ الأقصى".
ومن عنايةِ اللهِ بكم ومنِّه عليكم أنكم تشدُّون رحالَكم إليها جميعًا؛ لتنالوا بركتَها وخيرَها.
أيُّها المسلمون: ومِنْ كرمِ اللهِ عليكم أنَّ زيارتَكم للمسجدِ الأقصى لعبادةِ اللهِ فيه وطاعتِه تُكفِّرُ عنكم ذنوبَكم وسيِّئاتِكم؛ فقد جاء في حديثِ عبدِ اللهِ بنِ عمرِو بنِ العاصِ -رضي الله عنهما- قال: سمعتُ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- يقول: "إنَّ سليمانَ بنَ داودَ -عليه السلام- سأل اللهَ ثلاثًا، فأعطاه اثنتينِ، ونحن نرجو أن تكون له الثالثةُ: فسأله حُكمًا يُصادفُ حكمَه فأعطاه اللهُ إيَّاه، وسأله مُلكًا لا ينبغي لأحدٍ من بعدِه فأعطاه إيَّاه، وسأله: أيُّما رجلٍ خرَج من بيتِه لا يريدُ إلا الصلاةَ في هذا المسجد -يعني الأقصى- خرَج من خطيئتِه مثلَ يومِ ولدته أمُّه". فنحن نرجو أن يكون اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- قد أعطاه إيَّاه.
يا عبادَ الله: وعظيمُ منَّةِ اللهِ عليكم كبيرةٌ؛ فشدُّكم الرحالَ إلى المسجدِ الأقصى للصلاةِ وذِكرِ اللهِ فيه وتعظيمِه مُضاعَفٌ أجرُه لكم؛ فقد روى أبو ذرٍّ -رضي الله عنه- قال: تَذَاكَرْنا ونحنُ عندَ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-، فقلنا: أيُّهما أفضلُ، مسجدُ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- أَمْ مسجدُ بيتِ المقدسِ؟ فقال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: "صلاةٌ في مسجدي هذا أفضلُ من أربعِ صلواتٍ فيه، ولَنِعْمَ المُصلَّى، وليُوشكنَّ أن يكون للرجلِ مثلُ شَطَنِ فرسِه مِنَ الأرضِ حيث يرى منه بيتَ المقدسِ، خيرٌ له مِنَ الدنيا جميعًا، -أو قال-: خيرٌ من الدنيا وما فيها".
يا مؤمنون: فخيرٌ لكم من الدنيا وما فيها أن تكتحلَ عيونُكم برؤيةِ الأقصى والمسرى، فكيف إذا كان لكم أكثرُ من ذلك؛ وهو الغُدُوُّ والرواحُ إليه، تصلُّون فيه لله ربِّكم، وتُعظِّمونه، وتُطيعونه، ولا تعصونه، بلى، يا مسلمون، لقد خصَّ رسولُنا -صلى الله عليه وسلم- المسجدَ الأقصى بالمدحِ والثناءِ في هذا الحديث الشريف، حين قال في وصفِه: "ولَنِعْمَ المُصلَّى".
نعم، يا عبادَ الله: المسجدُ الأقصى نِعْمَ المُصلَّى؛ لأنَّه أوّلُ قِبلةٍ للمسلمين، ولأنَّ مَسرى رسولِنا -صلى الله عليه وسلم- إليه، ولأنَّه أرضُ المحشر التي يجمعُ اللهُ عليها الخلائقَ للحساب، ولأنَّه أرضُ المنشر التي يَبعَثُ اللهُ فيها الناسَ بعد موتِهم للحساب، ولِمَا لأقصانا من الفضائلِ التي لا يَكفي المقامُ لذكرِها.
فاللهمَّ ارزقنا الغُدُوَّ والرواحَ إلى أقصانا ومسرانا، اللهم أَتِمَّ علينا شدَّ الرحال إليه، اللهم ارزقنا مجاورتَه ما بَقِينَا.
اللهم إنا نعوذ بك من الفتنِ والمِحنِ، اللهمَّ إنَّا نعوذ بكَ من النفاق والفجور والعصيان، اللهمَّ اجعل أقصانا آمنًا بأمانك، عزيزًا بعزِّك، منصورًا بنصرِك المبين.
اللهمَّ انصر الإسلامَ والمسلمينَ، وأعلِ كلمةَ الحقِّ والدين.
اللهمَّ لا تدعْ لنا ذنبًا إلا غفرتَه، ولا همًّا إلا فرَّجتَه، ولا مبتلًى إلا عافيتَه، ولا أسيرًا إلا أطلقتَ سراحَه، ولا ميتًا إلا رحمتَه.
اللهمَّ تولَّ أمرَنا، وفرج كربنا، ورد عنا ظلم الظالمين، وأَحسِنْ خلاصَنا يا أرحمَ الراحمينَ.
اللهمَّ اصحبْنا الصحَّةَ في أبدانِنا، والعصمةَ في دينِنا، وأحسن منقلبنا، وارزقنا عافيتَك وطاعتَك ما أبقيتنا.
اللهمَّ اغفرْ لنا ولوالدينا، ولزوجاتِنا، ولأولادِنا وبناتِنا، ولإخوانِنا، ولجيرانِنا المسلمينَ الصالحينَ، وللمسلمينَ والمسلماتِ، الأحياءِ منهم والأمواتِ.
عبادَ الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]؛ فاذكروا اللهَ العظيمَ يذكركم، واشكروه يَزِدْكُم، واستغفِروه يَغفِرْ لكم، وأنتَ يا مقيمَ الصلاة، أقمِ الصلاةَ؛ (إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)[الْعَنْكَبُوتِ: 45].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم