عناصر الخطبة
1/فضل الله ومنته بإنزال خير كتبه 2/وجوب الرجوع إلى هدايات القرآن الكريم 3/وقفات وفوائد مع سورة الفاتحة 4/النصيحة بتربية الأجيال على هدايات القرآن الكريماقتباس
لقد اشتملت سورةُ الفاتحةِ على أُمَّهاتِ الْمَطالِبِ العالية، فلا يقومُ غيرُ هذه السورةِ مقامَها، ولا يسدُّ مسدَّها، ولذلك لم يُنزِلِ اللهُ -تعالى- في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبُورِ مثلَها، جمعَتْ أصولَ القرآنِ، ومعاقدَ التوحيدِ، ومجامعَ الدعاء، وهي رُقيةٌ وشفاءٌ...
الخطبة الأولى:
الحمدُ لله ربِّ العالمينَ، الرحمنِ الرحيمِ، مالكِ يومِ الدينِ، نحمدُه -سبحانه-، جعَل الحمدَ فاتحةَ أسراره، وخاتمةَ تصاريفِه وأقدارِه.
الحمدُ لله الذي قد قالَها *** معلِّمًا عباده فَيَمَّموا
وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، جعَل القرآنَ حُجَّتَه الكبرى ومَحجَّتَه الوُضحى.
وأشهدُ أن نبيَّنا وسيِّدَنا محمدًا عبدُ الله ورسولُه، أيَّده ربُّه بكتابِه المبينِ الذي ظهرَتْ معجزاتُه، وبهرَتِ الخلقَ آياتُه، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبِه الذين نُصِرَتْ بهم ألويةُ الحقِّ وراياتُه، أفضلَ الصلوات وأزكى التسليمات، والتابعينَ ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
أما بعدُ: فاتقوا اللهَ -عبادَ الله-؛ فالتقوى خيرُ نِبْراسٍ، وأعظمُ معيارٍ ومقياسٍ؛ (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)[الْحُجُرَاتِ: 13]، واعلموا -رحمكم الله- أنَّ أحسنَ الحديثِ كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم-، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ.
معاشرَ المؤمنينَ: لقد امتنَّ اللهُ على عبادِه بكتابِه الكريم، كتابٌ لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفِه، تنزيلٌ من حكيمٍ حميدٍ، أتانا به خيرُ الأنامِ محمدٌ -صلى الله عليه وسلم-، ليُرشدَنا للخير، والخيرُ أعظمُ.
إنه الْمَعِينُ العذبُ الذي لا يَنْضبُ مطلقًا، ولا يَأْسَنُ أبدًا، والكنزُ الوافرُ الذي لا يزيدُه الإنفاقُ إلا جِدَّةً وكثرةً، ولا تكرارُ التلاوةِ إلا حلاوةً وطلاوةً، بيدَ أنَّه لا تُمنَحُ كنوزُه إلا لِمَنْ أقبَل عليه بقلبِه، وألقى إليه سمعَه وهو شهيدٌ.
يا حاملَ القرآنِ: اقرأْ وارتقِ ورتِّلْ، فأنتَ المؤمنُ الربَّاني، واستغنِ بالقرآنِ عن دُنيا الهوى، ثم استعنْ بالخالقِ الرحمنِ.
فالسعيدُ -يا عبادَ الله- مَنْ صرَف همَّتَه إليه، ووقَف فكرَه وتأمُّلَه وعزمَه عليه، والمُوفَّقُ مَن وفَّقَه اللهُ لتدبُّرِه، واصطفاه للتذكيرِ به وتذكُّرِه؛ فهو يرتعُ منه في رياضٍ، وينهلُ منه في حياضٍ.
أندى على الأكبادِ من قطرِ النَّدى *** وألذُّ في الأجفانِ من سِنَةِ الكرى
معاشرَ المسلمينَ: وفي هذا العصرِ الزاخرِ بالصراعاتِ الماديّةِ، والاجتماعيّةِ، والظواهرِ السلوكيّةِ والأخلاقيّةِ، والمفاهيمِ المنتكِسةِ حيالَ الشريعةِ الربّانيّةِ، لا بدَّ من الفيئةِ إلى هداياتِ القرآنِ وآدابِه؛ ففيه حقائقُ التربيةِ الفاضلةِ، وأُسسُ المدنيَّةِ الخالدةِ؛ ولذلك كانت سُنَّةُ رسولِ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- وهديُه كثرةَ موعظةِ الناسِ بالقرآنِ، بل كان كثيرًا ما يخطُبُ الناسَ به؛ (فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ)[ق: 45]، (يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ)[يُونُسَ: 57].
الله أكبر إنَّ دينَ محمدٍ *** وكتابَه أقوى وأقومُ قِيلَا
سطعَتْ به شمسُ الهدايةِ للورى *** وأبى لها وصفُ الجلالِ أُفُولَا
إخوةَ الإسلامِ: وتلك وقفةٌ مع أعظمِ سورةٍ في القرآن؛ سورةٍ يُكرِّرُها المسلمُ في صلاةِ الفريضةِ فقط سبعَ عشرةَ مرَّةً، ولا تُقبَلُ صلاتُه إلا بها، ولقد افتتح اللهُ كتابَه الكريمَ بهذه السورةِ التي هي أُمُّ القرآنِ، والسبعُ المثاني، والقرآنُ العظيمُ؛ إنها سورةُ الفاتحةِ، أعظمُ سورةٍ في القرآن، كما صحَّ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من حديثِ أبي سعيدِ بنِ المعلَّى -رضي الله عنه- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال له: "لَأُعَلِّمَنَّكَ سورةً هي أعظمُ سورةٍ في القرآن، قبلَ أن تخرجَ من المسجد"، ثم قال: "الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، هي السبعُ المثاني والقرآنُ العظيمُ الذي أُوتيتُه"(أخرجه البخاري).
وفي الحديثِ عند مسلمٍ، عن ابنِ عباسٍ -رضي الله عنهما- أنَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- قال: "فاتحةُ الكتابِ وخواتيمُ سورةِ البقرةِ لن تَقْرَأَ بحرفٍ منهما إلا أُعطيتَه"، "أَبشِرْ بنورينِ أُوتيتَهما، لم يُؤتَهما نبيٌّ من الأنبياءِ قبلك".
وفي مسند الإمام أحمد بسندٍ صحيحٍ، من حديثِ أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- قال: "مَنْ صلَّى صلاةً لم يَقرأْ فيها بأمِّ القرآنِ فهي خِداجٌ، هي خِداجٌ"، قال في الثالثة: "غيرُ تمامٍ".
فهي سورةُ الصلاةِ، كما قال الله -تعالى- في الحديثِ القدسيِّ الصحيح: "قَسَمْتُ الصلاةَ بيني وبينَ عبدِي نصفينِ، ولعبدي ما سأل، فإذا قال: الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، قال الله: حَمِدَني عبدي، وإذا قال: الرحمنِ الرحيمِ، قال: أَثنَى عليَّ عبدي، وإذا قال: مالكِ يومِ الدينِ، قال: مجَّدني عبدي، وإذا قال: إياكَ نعبدُ وإياكَ نستعينُ، قال: هذه بينِي وبينَ عبدي، ولعبدي ما سَأَلَ، فإذا قال: اهدنا الصراطَ المستقيمَ، صراطَ الذين أنعمتَ عليهم غيرِ المغضوبِ عليهم ولا الضالينَ، قال: هذه لعبدي، ولعبدي ما سأل"(رواه مسلم).
أُمَّةَ الإسلامِ: لقد اشتملت سورةُ الفاتحةِ على أُمّهاتِ المطالبِ العالية، فلا يقومُ غيرُ هذه السورةِ مقامَها، ولا يسدُّ مسدَّها، ولذلك لم يُنزِلِ اللهُ -تعالى- في التوراةِ، ولا في الإنجيلِ، ولا في الزَّبُورِ مثلَها، جمعَتْ أصولَ القرآنِ، ومعاقدَ التوحيدِ، ومجامعَ الدعاء، وهي رُقيةٌ وشفاءٌ، كما صحَّ عن النبيِّ -صلى الله عليه وسلم- من حديثِ أبي سعيدٍ الخُدري -رضي الله عنه-: "وَمَا يُدرِيكَ أَنَّهَا رُقيَةٌ؟!"، وقد أفاضَ العلَّامةُ ابنُ القيّم -رحمه الله- في بيانِ فضائلِها وهداياتِها ومكانتها، واشتمالِها على التوحيدِ وأصولِ الدينِ وقواعدِه ومقاصدِه، والحمدِ والثناءِ والدعاءِ.
إخوةَ الإيمانِ: لقد بدأت سورةُ الفاتحةِ بحمدِ اللهِ -تعالى-، والحمدُ هو الثناءُ الكاملُ، والشكرُ الخالصُ للهِ -جلَّ وعلا-، والإقرارُ بنعمتِه وهدايتِه، وليس أحدٌ أحبَّ إليه المدحُ مِنَ اللهِ؛ ولذلك مَدَحَ نفسَه، وجعَل -سبحانه- الحمدَ من ثناءِ ومدحِ أهلِ الجنةِ له: (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ)[الزُّمَرِ: 74]، (وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ)[فَاطِرٍ: 34]، وجعَل خيرَ دعائهم وآخره: (دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[يُونُسَ: 10]، فبدأتِ السورةُ بالحمدِ والثناءِ، ثم اشتملت على التوسُّلِ إلى اللهِ بأسمائه وصفاته: ربِّ العالمين، الرحمنِ الرحيم، مالكِ يومِ الدين، ثم التوسّلِ إليه بإفراده بالعبادة: (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)[الْفَاتِحَةِ: 5]، ثم جاء سؤالُه -سبحانه- بأهمِّ المطالبِ وأنجحِ الرغائبِ؛ وهي الهداية: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ)[الْفَاتِحَةِ: 6]، ثم الولاءُ والبراءُ: (صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ)[الْفَاتِحَةِ: 7].
فعلَّمَتْنا هذه السورةُ الدعاءَ، والثناءَ، والحمدَ، والتوسُّلَ، والعبوديةَ، والولاءَ، والبراءَ، كما اشتملت على آدابِ الطلبِ وثبوتِ أوصافِ الجَمالِ والجلالِ، والعبوديةِ والاستعانةِ باللهِ ربِّ العالمين وحدَه لا شريكَ له.
ألَا ما أحوجَ الأمةَ إلى تأمُّلِ هداياتِ كتابِ ربِّها ومقاصدِه، في عصرٍ عمَّتْ فيه الفتنُ، وكثُرت فيه المحنُ، وتنكَّب فيه بعضُهم صراطَ اللهِ المستقيمَ، بموجاتِ تشكيكٍ وإلحادٍ، وضروبِ إشراكٍ وبدعٍ ومُحدَثاتٍ ومُخالَفاتٍ، ونَيْلٍ من مقاماتِ الأنبياءِ والرسلِ، ووقيعةٍ في الصحابةِ والآلِ الكرامِ، وتوسيعِ هُوَّةِ الخلافات، وهم يُكرِّرون هذه السورةَ عدّةَ مرّاتٍ، فاللهُ المستعانُ.
نسألُ اللهَ أن يهدينا صراطَه المستقيمَ، وأن يجعلَنا من أهلِ (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ)، ويُجنّبَنا طريقَ المغضوبِ عليهم والضالينَ؛ إنَّه جوادٌ كريم.
بارك اللهُ لي ولكم في الوحيين، ونفعني وإيَّاكم بهديِ سيّدِ الثقلينِ.
أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ العظيمَ الجليلَ لي ولكم، ولكافّةِ المسلمينَ من كلِّ ذنبٍ، فاستغفِروه وتوبوا إليه، إنَّه كان حليمًا غفورًا.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ وليِّ المتقينَ، أحمدُه -سبحانه وتعالى- حمدًا لا يتناهى ولا يَبِينُ، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أن نبيَّنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، أُسوةُ المتزكِّينَ، وقدوةُ الطاهرينَ، وعلى آله الأصفياءِ الميامينِ، وصحبِه البررةِ السابقينَ، والتابعينَ ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ.
أما بعدُ: فاتقوا اللهَ -عبادَ الله-، واحذروا اقترافَ الشرورِ والأكدار، واسعَوْا لكلِّ صلاحٍ وإعمارٍ، تُدرِكوا -بإذنِ الله- أسمى المنازلِ والأقدار.
معاشرَ المؤمنينَ: إنَّه لا بدَّ أن تتربَّى الأجيالُ والمجتمعاتُ على هداياتِ القرآنِ الكريم؛ قولًا، واعتقادًا، وعملًا، وانقيادًا عِلْميًّا وخُلُقيًّا واجتماعيًّا؛ لأنَّها مِلَاكُ الحفاظِ على الهويَّةِ الإسلاميَّةِ، والحِصنُ المتينُ دونَ تَسلُّلِ ذوي الأفكارِ الهدّامةِ شطرَ ديارِ المسلمين الأبيَّة؛ وبذلك تَعِزُّ الأمةُ وتَرقى، وتَبلُغُ من المجدِ أسمى مَرقى، فالحاجةُ ماسَّةٌ لهداياتِ القرآنِ، لا سيَّما في هذه الحقبةِ العصيبةِ؛ حيث إنَّ العالمَ اليومَ يعيشُ الفتنَ والقلاقلَ، ويَحيا على كثيرٍ من الزعازعِ والبلابلِ، وإنَّ كتابَ اللهِ أوثقُ شافعٍ، وأغنى غَناءً، واهبًا متفضِّلًا، وخيرُ جليسٍ لا يُمَلُّ حديثُه، وتِردادُه يَزدادُ فيه تجمُّلًا.
فواجبُنا أن ننهلَ من مَعِينِه، ونَرتويَ من نَميرِه، لنُحقِّقَ سعادةَ الدنيا والآخرةِ؛ (إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا)[الْإِسْرَاءِ: 9].
أيَا حافظَ القرآنِ: اسعدْ بحفظِه، ودَاوِمْ عليه؛ فالتلاوةُ مَغْنمٌ، تَفُزْ من المولى بعفوٍ ورحمةٍ، ومَنْ غيرُ ربِّ الناسِ للناسِ أرحمُ؟
هذا، وصلُّوا وسلِّموا -رحمكم الله- على النبيِّ الكريم، كما أمركم بذلك ربُّكم ربُّ العالمين، فقال -تعالى- وهو أصدقُ القائلين: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)[الْأَحْزَابِ: 56].
فاجعلْ صلاتَك والسلامَ مضاعَفًا *** لنبيِّكَ المختارِ، خيرِ مُشفَّعِ
المصطفى الهادي إليكَ محمدٍ *** والآلِ والأصحابِ، ثم التابِعِي
اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِكْ على نبيِّنا محمدٍ، وعلى آلهِ الطيّبينَ الطاهرينَ، وصحابتِه الغرِّ الميامينَ، وخلفائِه الراشدين: أبي بكرٍ، وعُمَرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعن سائرِ الصحابةِ أجمعينَ، والتابعينَ ومَنْ تبِعَهم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وعَنَّا معهم بمَنِّكَ وجودِكَ وكرمِكَ يا أكرمَ الأكرمينَ.
اللهمَّ أعِزَّ الإسلامَ والمسلمينَ، واحمِ حوزةَ الدين، واجعلْ هذا البلدَ آمنًا مطمئنًّا سخاءً رخاءً، وسائرَ بلادِ المسلمين.
اللهمَّ آمِنَّا في أوطانِنا، ووفِّق أئمَّتَنا وولاةَ أمورِنا، وأيِّدْ بالحقِّ والتسديدِ والتأييدِ إمامَنا ووليَّ أمرِنا، اللهمَّ وفِّقْ إمامَنا خادمَ الحرمينِ الشريفينِ ووليَّ عهدِه إلى ما فيه عزُّ الإسلامِ وصلاحُ المسلمينَ، وإلى ما فيه الخيرُ والرَّشادُ للعبادِ والبلادِ، ووفِّقْ -يا رب- جميعَ ولاةِ المسلمين.
اللهمَّ وفِّقْ رجالَ أمنِنا، والمرابطينَ على ثغورِنا وحدودِنا، اللهمَّ رُدَّ عنَّا كيدَ الكائدينَ، وحسدَ الحاسدينَ، ومكرَ الماكرينَ، وعدوانَ المعتدينَ، يا ربَّ العالمين.
اللهمَّ حقِّقْ لإخوانِنا في فلسطينَ الأمنَ والأمانَ، والاستقرارَ، والاطمئنانَ، والسلام، واحفظِ المسجدَ الأقصى، اللهمَّ احفظِ المسجدَ الأقصى، شامخًا عزيزًا إلى يومِ الدين.
اللهمَّ أَغِثْنا، اللهمَّ أنتَ اللهُ لا إلهَ إلا أنت، أنتَ الغنيُّ ونحنُ الفقراء، أَنزِلْ علينا الغيثَ، ولا تجعَلْنا من القانطين، اللهمَّ سُقيا رحمةٍ، لا سُقيا عذابٍ، ولا هلاكٍ، ولا غَرَقٍ.
(رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)[الْبَقَرَةِ: 201]، (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 127]، (وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)[الْبَقَرَةِ: 128]، واغفِرْ لنا ولوالدينا ووالديهم، وجميعِ المسلمينَ والمسلماتِ، الأحياءِ منهم والأمواتِ، إنَّكَ سميعٌ قريبٌ مجيبُ الدعوات؛ (سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)[الصَّافَّاتِ: 180].
إضافة تعليق
ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم