من آداب الزواج وأحكامه

الشيخ محمد سليم محمد علي

2025-05-09 - 1446/11/11 2025-05-14 - 1446/11/16
عناصر الخطبة
1/الحث على التزام الآداب الإسلامية في الأعراس 2/خصوصية الزواج والأعراس في القدس المباركة وأكنافها 3/بعض آداب الزواج وأحكامه في الإسلام 4/التحذير من حفلات الزواج المخالفة للشرع 5/نصائح للشباب ذكورا وإناثا 6/الوصية بالمسجد الأقصى المبارك

اقتباس

أيها الشباب: إنكم تطالبون بعدم المغالاة في المهور وهذا حقكم، نحن معكم به، ولكن في نفس الوقت تنفقون على حفلات الزفاف وما فيها من محرمات بمقدار مهر الزوجة، فكيف تَدعون عدم قدرتكم على المهر وأنتم قادرون على دفع مثله على حفلة زفاف كلها كبائر وكلها محرمات؟!...

الخطبة الأولى:

 

الحمد لله، جعَل الزواجَ عبادةً لمن أراد العفافَ والذريةَ الصالحةَ، فلا تبدأوا زواجَكم بأعراسٍ يبيض فيها الشيطانُ ويُفرِّخ، واتقوا الله أن تعصوه؛ إن الله كان عليكم رقيبًا.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له؛ قَالَ في محكم كتابه: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا)[الحجرات:13].

 

فيا مؤمنون: جمَع اللهُ -سبحانه- بين الزوج والزوجة لتكون الأسرة المؤمنة المرابطة على دينها وحقها، ثم ليكون المجتمع، ثم لتكون القبائل والشعوب؛ كل ذلك من أجل أن يتعارفوا ويتآلفوا ويتحاببوا.

 

وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، أخبر عن نفسه فقال: "حُبِّبَ إليَّ من دُنْياكمُ النِّساءُ والطِّيبُ وجُعِلَت قُرَّةُ عَيني في الصَّلاةِ"، فانظروا -رعاكم الله- كيف قرن النبي -صلى الله عليه وسلم- حُب الزوجة بالصلاة، فجعل الصلاة قرة عينه قبل زوجته؛ فاقتدوا برسولكم، وقدِّموا حب دينكم وصلاتكم على حب زوجاتكم وأولادكم وأموالكم.

 

اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك على محمد وعلى آله وعلى أصحابه، وعلى التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أما بعدُ، أيها المسلمون: الصيفُ موسمُ الأعراسِ، فنسأل اللهَ أن يبارك لكم في أعراسكم، وأن يبارك لأبنائنا ولبناتنا في زواجهم، ونسأل الله -سبحانه- أن يبدل أحزاننا أفراحًا، ونُذكر أهلنا جميعًا أن رسولنا -صلى الله عليه وسلم- وضع لنا معالم خاصَّة للزواج في القدس وأكنافها؛ وذلك حين سأله الصحابي الجليل ذو الأصابع: "إن ابْتُلِينَا بالبقاءِ بَعدك، أينَ تأمرُنا؟ فقال: عليكم بِبَيْتِ المقدسِ؛ فلعلَّهُ أنْ يَنْشَأ لكم ذريةٌ يغْدُون إلى ذلكَ المسجدِ وَيَرُوحُونَ".

 

يا مؤمنون: خَصَّ النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- المسجد الأقصى بالذكر للتأكيد على فضيلة الزواج في القدس، وللتأكيد على فضيلة إنجاب الذُّرِّيَّة فيها؛ التي من شأنها أن تغدو إلى المسجد الأقصى وتروح للصلاة والعبادة وطاعة الله -عز وجل-.

 

يا مسلمون: إن الزواج في القدس زواجٌ مميزٌ ودرجة أولى، فكما تعلمون؛ فإن للمرابط عديد الفضائل عند الله، فكيف إذا أنشأ بزواجه أسرة مكوَّنة من زوجة وأولاد؟ إذن يزداد فضل أجره وثوابه؛ إن اتقى الله في زواجه ولم يعصِ الله فيه، وأخلص فيه نيته لربه -تعالى-.

 

أيها المؤمنون: وجَّه رسولُنا -صلى الله عليه وسلم- المسلمين من بعده أن يشُدُّوا رِحالَهم إلى القدس وأكنافها، ولذلك كانت إجابته بصيغة العموم، فقال: "عليكم بِبَيْتِ المقدسِ"، وقال بصيغة العموم أيضًا: "فلعلَّهُ أنْ يَنْشَأ لكم ذريةٌ" مع أن السائل صحابيٌّ واحد وهو ذو الأصابع -رضي الله عنه-.

 

يا عبادَ اللهِ: استجاب الصحابة لتوجيه النبي -صلى الله عليه وسلم- لهم بسُكنى القدس وأكنافها، ومنهم الصحابي ذو الأصابع، فقد شدَّ -رضي الله عنه- رِحاله إلى القدس وتزوج فيها، وكوَّن أسرة مسلمة منه ومن زوجته تغدو إلى المسجد الأقصى وتروح، ولكنه -رضي الله عنه- لم يرزقه الله الذُّرِّيَّة التي من أجلها هاجرَ إلى القدس لتغدو ذريته إلى المسجد الأقصى وتروح.

 

أيها المسلمون: زوِّجوا أبناءكم وبناتكم لتحقيق سنة الغدو والرواح إلى بَيْت الْمَقدسِ، واستجيبوا لأمر رسولكم -صلى الله عليه وسلم- حين قال لكم: "تَزَوَّجُوا الوَدُودَ الوَلودَ، فإني مُكَاثِرٌ بكم الأُمم يومَ القيامةِ"، ألا يريد أحدكم أن يترك ولدًا صالحًا يدعو له بعد مماته؟ إذن؛ تزوجوا وزوِّجوا.

 

أيها المؤمنون: كل ما تنفقونه من مهرٍ ونفقاتٍ على الزوجة والأولاد هو رصيدٌ لكم عند الله يوم القيامة، فتزوجوا وأنفقوا على عيالكم؛ لتكونوا من السابقين عند ربكم بذلك كله، وتكونوا من الذين قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ)[الطور:21]، حينها يجمع الله لكم أنواع السرور باجتماع أولادكم ونسلكم بكم في الجنة.

 

عن ابن عباس عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا دخل أهلُ الجنة الجنةَ سأل أحدُهم عن أَبَوَيْهِ وعن زوجتِه وولدِه؟ فيُقالُ له: إنهم لم يُدركوا ما أدرَكْت. فيقولُ: يا رَبِّ، إني قد عَمِلْتُ لي ولهم، فيُؤْمَرُ بإِلْحَاقِهِم به".

 

أيها المؤمنون: زوِّجوا أبناءكم كي يُحصِّنوا فروجهم؛ فمن الشباب من لا يصبر على شهوته ويُخطئ ويرتكب جريمة الزنا.

 

فيا أيها الشباب، يا أيتها الشابَّات: احفظوا فروجكم عن الزنا حتى تكونوا من المؤمنين المفلحين؛ الذين قال الله فيهم: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ)[المعارج:29]، واستعينوا بالعفاف حتى يغنيكم الله بالزواج كما أمركم الله قائلًا لكم: (وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ)[النور:33].

 

والزموا هَدْيَ رسولِكم -صلى الله عليه وسلم-؛ الذي خاطبكم موجِّهًا ومُربِّيًا وناصحًا لكم، فقال: "مَن استطاع منكم الباءةَ فليتزوَّج؛ فإنَّه أغضُّ للبصرِ، وأحصنُ للفرجِ، ومَن لم يستَطِعْ فعليهِ بالصوم؛ فإنَّه له وِجاءٌ".

 

أيها الآباء، أيتها الأمهات: يسِّروا زواجَ بناتكم ولا تُغالوا في المهور؛ فأوضاع شبابنا الاقتصاديَّة لا يُحسدون عليها، واعلموا أن من بركة المرأة على زوجها يُسر مهرها.

 

أيها الشباب: لا تبدأوا حياتكم الزوجية بارتكاب المنكَرات والكبائر، فالحفلة الموسيقيَّة ليلة الزفاف من الكبائر، وهي من أعظم المنكَرات، وهي تبذير في الإنفاق على ما حرم الله عليكم، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: "لَيكونَنَّ من أمَّتِي أقوامٌ، يَستحِلُّون الحِرَ والحريرَ، والخمرَ والمعازفَ".

 

وقوله -عليه الصلاة والسلام- (يستحلون)، أي: يصيرونها حلالًا بعد حُرمتها، ففيه التصريح بأن المذكورات في الحديث مُحرمة ومنها المعازف، وقد اتفق الأئمة الأربعة على تحريم المعازف وأن الاستماع إليها معصية، وأنَّه فسق تُرد به الشهادة، فكيف بمن يستأجرها ويبذل ماله لها؟!

 

أيها الشباب: إنكم تطالبون بعدم المغالاة في المهور وهذا حقكم، نحن معكم به، ولكن في نفس الوقت تنفقون على حفلات الزفاف وما فيها من محرمات بمقدار مهر الزوجة؛ فكيف تَدعون عدم قدرتكم على المهر وأنتم قادرون على دفع مثله على حفلة زفاف كلها كبائر وكلها محرمات؟! فاتقوا الله أيها الشباب، وأحسنوا الطلب حتى يُستجاب لكم.

 

أيها المسلمون: وصفَكم النبيُّ -صلى الله عليه وسلم- أنكم من المرابطين، والمرابط هو الذي يربط قلبه وأعماله على طاعة الله وعلى طاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وما تقومون به من حفلات الخطوبة وإشهارها وتبرُّج العروس أمام عريسها، ومراقصتها له وجلوسها بجانبه وخروجهما معًا والغناء المحرَّم، وغير ذلك من المنكَرات؛ كل ذلك من مقدمات الزنا؛ لأن المخطوبة أجنبية عن خاطبها، ما لم يكن قد عَقَد زواجه عليها، فكيف تأذنون بمقدمات الزنا وتُشهروها وتدفعون الأموال من أجلها؟!

 

أسألكم بالله: هل ما تفعلونه رباط في سبيل الله؟ أم أنَّه رباط في سبيل الهوى والشهوة والشيطان؟! أين تقوى الله؟ وأين الإيمان؟ وأين أخلاق المرابطين؟ وأين الشعور مع إخوانهم في مُصابهم الذين من حولهم؟!

 

أيها المسلمون في القدس وأكناف القدس: عقد الزواج في المسجد الأقصى لا يمنعه الشرع إلا أنَّ له ضوابط يُمنع المسلم من تجاوزها، فاحرصوا على هذه الضوابط، والتي منها: ألا تتبرج العروس، وألا تأتِ بزينتها إلى المسجد الأقصى، وأن تتركوا التصوير الذي يُخِل بالآداب، وألا تتجرؤوا على الأفعال التي تنافي قداسة المسجد والمتنافية مع ديننا وأخلاقنا.

 

يا مؤمنون، يا مرابطون: زوِّجوا أبناءكم وبناتكم لتُحققوا المحبة بين الزوجين، ولتعزيز العَلاقة بين العائلات، ولتحقيق التلاحم المحمود بينكم؛ فالقدس والمسجد الأقصى يريدان الأسرة المسلمة الطائعة لربها، فمتى تُصبح الأسرة الطائعة لربها ظاهرة عامَّة في قُدسنا وأكنافها؟

 

أيها الشابُّ: لا تتعجل واختر لنطفتك زوجة صالحة تحب زوجها وعائلته، وتَعلَّم أنت أيضًا حُب أهل زوجتك وعائلتها، وكُن صاحب خُلقٍ ودين، واظفر بذات الدين تربِت يداك.

 

أيها الشاب: إياكَ أن تخشى من الفقر بسبب زواجك أو إنجابك الذُّرِّيَّة، فهذا ما يناله الشيطان منك؛ فكل مولود يُكتب رزقه وهو في رحم أمه قبل أن يولد، كما كُتِب رزقك أنت وأنت في رحم أمك قبل أن تُولد.

 

أيها الشباب، أيتها البنات: حصِّنوا فروجكم بالزواج عن الحرام؛ من أجل أن تظل الأسرة المقدسية والأسرة الفلسطينية تؤدِّي دورها كاملًا في الثبات على الحق والدين؛ لأن الأسرة المتحللة من دينها وأخلاقه ليست من الأسر المرابطة.

 

نريد زوجًا أبًا ورجلًا، ونريد زوجةً أُمًّا وربةَ بيتٍ عِرضُها مصونٌ، ينبتون في القدس وفي المسجد الأقصى نباتًا حسنًا، وينالون أجر الزواج وأجر الذُّرِّيَّة في أسرة طائعة لربها.

 

يا مسلمون، يا أبناء القدس وأكناف القدس: الفُتوة والعنترة في أعراسكم أمام الناس، والترويع لهم والتضييق عليهم بإطلاق الرصاص والمفرقعات، وإغلاق الشوارع بالسيارات والماتورات تدل على رعونة فاعلها وعلى طيشه وعلى تحلله من التكافل المعنوي مع أبناء شعبه ومصابهم الذي يتنزل بهم؛ وهذه مظاهر تنافي حقيقة الرباط، بل هي والله من سوء الأخلاق لفاعلها، ولمن يُقره عليها.

 

أيها المؤمنون: إذا أحسنَّا زواجنا وربطناه بديننا، وإذا أنشأنا أسرة مؤمنة تخاف ربها وتتقيه؛ فحينها نكون قد وضعنا أقدامنا على أهم خطوات الرباط على الحق والدين الذي به يقف الله معنا ويرفع عنَّا ما نحن فيه من البلاء والكُربات.

 

يا مؤمنون، يا عبادَ اللهِ، كأني بالفاروق عُمر -رضي الله عنه- يعيش بينكم بفراسته حين أوصى سعدًا في القادسية بعديد الوصاياـ وكأنه يوصيكم بها أنتم يا أهل بَيْت الْمَقدسِ وأكنافه، ومن جملَة هذه الوصايا: لا تكونوا في معصية الله، وأنتم في سبيل الله، لا تكونوا في معصية الله؛ فذنوبكم أخوف عليكم من عدوكم، لا تكونوا في معصية الله، احترِسوا من المعاصي، لا تكونوا في معصية الله، واعلموا أن عليكم حفظة يكتبون ما تفعلون.

 

فرضي الله عنك يا أمير المؤمنين عمر، فالعديد لا يحترس من معصية، والعديد لا يُقلع عن دنب، والعديد لا يخجل من الحفظة الكاتبين.

 

فاللهمَّ ثبِّتْنا على حقنا ودينك، وكن لنا عونًا ونصيرًا ومؤيدًا وظهيرًا، اللهمَّ اجعلنا هداةً مهتدين، وثبت قلوبنا على دينك وطاعتك يا أرحم الراحمين.

 

عباد الله: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة.

 

 

الخطبة الثانية:

 

الحمدُ لله ربِّ العالَمِينَ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحدَه لا شريكَ له، وأشهد أنَّ سيدَنا محمدًا عبدُ اللهِ ورسولُه، اللهمَّ صلِّ وسلِّم وبارِك عليه وعلى آله الطاهرين، وعلى أصحابه الميامين، وعلى التابعين لهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.

 

أما بعدُ، أيها المسلمون: لقد فَقِهَ الصحابة والتابعون ومن تبعهم مكانة المسجد الأقصى ومنزلة القدس عند رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، واستجابوا لأمره وعلِموا أن خير مكانٍ لهم بعده -صلى الله عليه وسلم- هو المسجد الأقصى وما حوله، حين قال لهم: "عليكم ببيت المقدس؛ فلعلَّهُ أنْ يَنْشَأ لكم ذريةٌ يغْدُون إلى ذلكَ المسجدِ وَيَرُوحُونَ".

 

فعلى يمينكم عُبادة بن الصامت، وشداد بن الأوس في مقبرة باب الرحمة، كونَّا أسرةً مسلمةً هنا، ثم ماتَا في القدس ودُفِنَا فيها، وهذا سفيان الثوري من التابعين يسكن في القدس ويصلي في المسجد الأقصى صلواته كلها.

 

وأما حُجة الإسلام أبو حامد الغزالي، فلما رأى حالَ المسلمين أسوأ حال، فقد ألَّف في القدس كتابَه الشهير (إحياء علوم الدين)؛ ليلفت نظر المسلمين أن عِزهم في دينهم، وفي إحيائه في حياتهم.

 

يا مرابطون: وقد شدَّ الرحال إلى القدس والمسجد الأقصى كثيرون من سلفنا الصالح، فكانوا بالقدس بارين، وللمسجد الأقصى ملازمين.

 

جاء من حديث عن مَيمونةَ مَوْلاةِ النَّبيِّ -صلى الله عليه وسلم-؛ قَالَت: "يا نبي الله، أَفْتِنا في بيتِ المَقدِسِ؟ قال: ائْتوهُ فصلُّوا فيه؛ فإنَّ صلاةً فيه كألْفِ صلاةٍ فيما سواه. قالت ميمونة: أرأيْتَ من لم يُطِق أنْ يتحمَّلَ إليه أو يأتيه؟ قال: فلْيهدِ إليه زَيتًا يُسرَجُ في قناديله؛ فإنَّ من أهدى له كان كم صلى فيه".

 

فاللهمَّ ارزقنا الرواحَ والغُدُوَّ إلى المسجد الأقصى على الوجه الذي ترضى، اللهمَّ اجعل أقصانا آمنًا بأمانك، عزيزًا بعزك، مَرعيًّا برعايتك يا ذا القوة المتين.

 

اللهمَّ أنت أعلم بحالنا، ولا نقول إلا ما يرضيك عنّا؛ فتولَّ أمرنا، وارفع عنّا ما نحن فيه من البلاء المبين برحمتك يا أرحم الراحمين، اللهمَّ إنك تعلم عجزنا فاغفر لنا، اللهمَّ إنك تعلم ضعفنا فارحمنا، اللهمَّ إنك تعلم قِلَّة حيلتنا فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين.

 

اللهمَّ ارحم موتانا وموتى المسلمين، وأطلق سراح الأسرى والمعتقَلينَ، وأنزل شفاءك بالمرضى والمبتلين، واقضِ الدين عن المدينين، وانصر الإسلام والمسلمين، وأعلِ كلمتَي الحق والدين.

 

اللهمَّ أصلح لنا زوجاتنا وبناتنا، وارزقنا بر أولادنا واهدهم إلى سواء السبيل، اللهمَّ اهدنا إلى ترك المنكَرات، وإلى فعل الطاعات، وارزقنا الأمر بالمعروف والعمل به، واجعلنا هداة مهديين.

 

اللهمَّ اصحبنا الصحة في أبداننا، والعصمة في ديننا، وأحسن خلاصنا، وارزقنا طاعتك وعافيتك ما أبقيتنا. اللهمَّ اغفر لنا ولوالدينا ولمن لهم حق علينا، واغفر اللهمَّ للمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، واختم أعمالنا بالصالحات.

 

عباد الله: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)[النَّحْلِ: 90]؛ فاذكروا الله يذكركم، واشكروه يزدكم، واسألوه يعطكم، واستغفروه يغفر لكم، وأنتَ يا مقيمَ الصلاةِ أَقِمِ الصلاةَ؛ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ولذكر الله أكبر، والله يعلم ما تصنعون.

المرفقات

من آداب الزواج وأحكامه.doc

من آداب الزواج وأحكامه.pdf

إضافة تعليق

ملاحظة: يمكنك اضافة @ لتتمكن من الاشارة الى مستخدم

التعليقات