آفَاتُ الأَلْسُنِ 16/1/1447هـ

خالد محمد القرعاوي
1447/01/13 - 2025/07/08 18:51PM
آفَاتُ الأَلْسُنِ 16/1/1447هـ
إنَّ الحمدَ لله، نَحمَدُهُ، وَنَستَعِينُهُ، وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللهِ مِن شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لهُ، وَأَشْهَدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ. ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾
عِبَادَ اللهِ: أُوصِيكُم وَنَفْسِي بِتَقوَى اللهِ العَظِيمِ، وأُحَذِّرُ مِنْ وَبَالِ عِصْيانِهِ وَتَذَكَّرُوا: ﴿فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ﴾.
عِبَادَ اللهِ، إنَّ مِنْ كَبائِرِ الذُّنُوبِ وَأَسبَابِ الشَّقَاءِ الغِيبَةُ، لأنَّها تُفسِدُ القُلُوبَ، وَتَزْرَعُ الفِتَنَ، وَتَأْكُلُ الْحَسَنَاتِ، وَتُوقِعُ بِصَاحِبِهَا فِي النَّدَمِ والْحَسَرَاتِ. صَاحِبُهَا مَمْقُوتٌ، كَيفَ وَقَد نَهَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ عَن الغِيبَةِ في كِتَابِهِ الْكَرِيمِ بِقَولِهِ: ﴿وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ﴾. فَلَحْمُ الْمَيتَةِ مَكُرُوهٌ فِطْرَةً وَطَبْعًا، وَأَشَدُّ مِنهُ غِلظَةٌ وَأَكْثَرُ بَشَاعَةً أنْ يَكُونَ لَحْمَ آدَمِيٍّ مَيِّتٍ!
عِبَادَ اللهِ، الغِيبَةُ فَسَّرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حِينَ سَأَلَ أَصْحَابَهُ يَومًا بِقَولِهِ: "أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟، قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ، قِيلَ: أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ."
أَيُّهَا الْكِرَامُ: الغِيبَةُ الْمُحَرَّمَةُ مَا كَانَتْ تِعْدَادًا لِعُيُوبِ إنْسَانٍ بِلا فَائِدَةٍ وَلا حَاجَةٍ لِذلكَ, فَهَذا اعْتِدَاءٌ عَلى حُرْمَةِ أَخٍ مُسْلِمِ وَنَيلٍ مِنْ عِرْضِهِ بِغَيرِ حَقٍّ، وَنَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: " كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ". فَاحْفَظُوا يا مُسلِمونَ أَلسِنَتَكُم مِن الغِيبَةِ الشَّنِيعَةِ، فَهِيَ مَعْصِيَةٌ وَضِيعَةٌ، فَقد فَازَ مَن حَفِظَ لِسَانَهُ مِن الزَّلاتِ، وَأَلْزَم جَوَارِحَهُ الطَّاعَاتِ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ يَضْمَنْ لِي مَا بَيْنَ لَحْيَيْهِ وَمَا بَيْنَ رِجْلَيْهِ؛ أَضْمَنْ لَهُ الجَنَّةَ». وَرَجُلٌ سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ؟ قَالَ: «مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ».
عِبَادَ اللهِ: وحتى تَتَصَوَّرُوا خُطُورَةَ اللِّسَانِ استَمِعُوا لِقَولِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا أَصْبَحَ ابْنُ آدَمَ فَإِنَّ الأَعْضَاءَ كُلَّهَا تُكَفِّرُ اللِّسَانَ – يعني تُحَذِّرَهُ وَتُذَكِّرَهُ _ فَتَقُولُ: اتَّقِ اللَّهَ فِينَا فَإِنَّمَا نَحْنُ بِكَ، فَإِنْ اسْتَقَمْتَ اسْتَقَمْنَا وَإِنْ اعْوَجَجْتَ اعْوَجَجْنَا». فَلا تَسْتَسْهِلَ إثْمَ الغِيبَةِ وَخَطَرَهَا، فَذَنْبُهَا عَظِيمٌ، كَمَا قَالَ رَبُّنَا تَبَارَك وَتَعَالَى: ﴿وَتَحْسَبُونَهُ هَيّناً وَهُوَ عِندَ ٱللَّهِ عَظِيمٌ﴾.
أيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَدَاءٌ آخَرُ وَبِيلٌ, قَطَّعَ الأَرْحَامَ، وَبِسَبَبِهِ طُلِّقَتْ نِسَاءٌ، وَهُدِّمَتْ بُيُوتٌ؛ وَأُفْسِدَتْ عَلاقَاتٌ، أَعَرَفْتُمْ هَذَا الدَّاءَ؟ إنَّهُ: مَرَضُ الوِشِايَةِ وَبَلاءُ النَّمِيمَةِ وَقَالَةُ السُّوءِ؛ وَنَقْلُ الكَلامِ بَينَ النَّاسِ عَلى جِهِةِ الإفْسَادِ، وَزَرْعِ الأَحْقَادِ، وَاللهُ جَلَّ جَلالُهُ قَدْ ذَمَّ النَّمَامَ في كِتَابِهِ الكَرِيمِ، وَأَمَرَنَا بِعَدَمِ الاسْتِمَاعِ إليهِ، فَقَال:﴿ وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ* مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ ﴾ . عَنْ حُذيْفَةَ رضي الله عنه، أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ رَجُلًا يَنِمُّ الْحَدِيثَ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ نَمَّامٌ». وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرَيْنِ، فَقَالَ: «إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ, أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ لا يَسْتَتِرُ مِنَ البَوْلِ، وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ».
مَعَاشِرَ الْمُؤمِنِينَ: أَمَا عَلِمْتُمْ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «إِنَّ شَرَّ النَّاسِ ذُو الوَجْهَيْنِ، الَّذِي يَأْتِي هَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ، وَهَؤُلاَءِ بِوَجْهٍ». إنَّهَا صِفَةٌ دَنِيئَةٌ لِلنَّمَامِ والْعِيَاذُ بِاللهِ تَعَالى. فَهُوَ مُتلَوِّنٌ حَسَبَ الْمَصَالِحِ، وَدَفَعَهُ لِذَلِكَ أَحْيَانًا عَدَاوَةٌ وَبَغْضَاءُ، وَغَيرَةٌ وَحَسَدٌ وَسُوءُ طَوِيَّةٍ وَخُبْثُ نِيَّةٍ! يَسْعَى والْعِيَاذُ بِاللهِ لِرَضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللهِ تَعَالَى. لِذلِكَ اسْتَحَقُّوا أَنْ يَكُونُوا كَمَا وَصَفَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ قَالَ: «ألا أُخْبِرُكُمْ بِشِرَارِكُمْ؟» قَالُوا: بَلَى، قَالَ: «الْمَشَّاؤُونَ بِالنَّمِيمَةِ، الْمُفْسِدُونَ بَيْنَ الْأَحِبَّةِ، الْبَاغُونَ الْبُرَآءَ الْعَنَتَ». ألا فَاتَّقُوا اللهَ، وَحَافِظُوا عَلى أُخوَّةِ الإسْلامِ وَرَابِطَةِ الإيمَانِ، فاللهُمَّ أعنَّا على أنْفُسِنَا والشَّيطَانِ, وَألْهِمْنَا رُشْدَنَا يَا رَحيمُ يَا رَحْمَانُ, وأستَغْفِرُ اللهَ لي وَلَكُمْ عَنْ تَقْصِيرِنا وَزَلَلِنَا, فاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إليهِ إنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ.
الخطبة الثانية
الحمدُ للهِ، أَشْهَدُ أنْ لا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحدَهُ لا شَريكَ لَهُ السَّمِيعُ البَصِيرُ، وَأَشْهَدُ أنَّ نَبِيَّنَا مُحمَّدًا عبدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَليهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يَومِ الْدِّينِ. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ رَحِمَكُمُ اللهُ وَسَلُوا اللهَ الْعَفْوَ والْعَافِيَةَ, فَإنَّ اللِّسَانَ جِدُّ خَطِيرٌ! مِنْ خُطُورَتِهِ أَنَّ الْعَبْدَ: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). أَي: مُرَاقِبٌ لَهُ، حَاضِرٌ لِحَالِهِ.
عِبَادَ اللهِ: كلماتٌ قَاتِلاتٌ، تُسرعُ كالرِّيحِ، وَتَشْتَعِلُ كالنَّارِ في الْهَشِيمِ، كم هَدَّمَتْ مِنْ صَدَاقَاتٍ، وفَرَّقتْ من ودارٍ وجارٍ، بسببِها يُتَّهمُ البَرِيءُ، ويُخوَّنُ الأَمِينُ. إنَّها الإشاعاتُ؛ تَرْفَعُ إنْسانًا، وقد تَهْوِيِ بِهِ في السَّافِلِينَ، خاصةً في زَمَنِ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الاجْتِمَاعِيِّ! لِذَا حَذَّرَنَا مِنْ ذَلِكَ رَبُّنَا عزَّ وجلَّ بِقَوْلِهِ: (إِنَّمَا يَفْتَرِي الْكَذِبَ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْكَاذِبُونَ). وَقَالَ تَعَالَى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا). وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَآلهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ).
عِبَادَ اللهِ: لَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ ﷺ مِنْ تَنَاقُلِ الشَّائِعَاتِ، وَأَمَرَ بِوَأْدِهَا في مَهْدِهَا، فَقَالَ: (إيّاكُمْ والظَّنَّ، فإنَّ الظَّنَّ أكْذَبُ الحَديثِ). بَلْ عَدَّ حَدِيثَ الْمَرْءِ بِكُلِّ مَا سَمِعَ طَرِيقًا إلى الْكَذِبِ، فَقَالَ ﷺ:(كَفى بِالْمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بكُلِّ ما سَمِعَ). أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا). أَسْأَلُ اللهَ بِأَسْمَائِهِ الْحُسْنَى، وَصِفَاتِهِ الْعُلَى أَنْ يَحْفَظَنَا مِنْ كَيْدِ الْكَائِدِينَ وَالْمَاكِرِينَ، الَّلهُمَّ كَمَا حَسَّنْتَ خَلْقَنَا فَحَسِّنْ أَخْلاقَنا. الَّلهُمَّ إنَّا نسألكَ الثَّباتَ على الأَمْرِ، وَالعَزِيمةَ على الرُّشدِ، وَالغَنِيمَةَ من كُلِّ بِرٍ، وَالسَّلامَةَ مِن كلِّ إثمٍ، والفَوزَ بِالجنَّةِ، وَالنَّجَاةَ مِن النَّارِ. الَّلهُم َّاغْفِرْ لَنَا وَلِوَالِدِينَا وَالْمُسلِمِينَ يَا رَبَّ العَالَمِينَ. اللهم أعزَّ الإسلامَ والْمسْلِمِينَ، وَأَذِلَّ الكُفْرَ وَالكَافِرِينَ، ودَمِّر أَعدَاء الدِّينِ, الَّلهُمَّ انصُرْ جُنُودَنا واحفظ حُدُودَنا. ووفَّقْ وُلاةَ أُمُورِنا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى وَأعِنْهُمْ عَلى البِرِّ والتَّقْوى وَاجْزِهِمْ خَيرًا على خدمَةِ الإسلامِ والْمُسْلِمينَ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الوَهَّابُ. اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
 
 
 
 
 
 
 
المشاهدات 147 | التعليقات 0