أَرْكَان وَوَاجِبَاتِ الصَّلَاةِ

محمد البدر
1447/03/19 - 2025/09/11 05:00AM

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالى:﴿يَأَيُّهَا الذِينَ آمَنُوا استَعِينُوا بالصَّبرِ وَالصَّلاةِ،إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرينَ﴾.أركانُ الصلاةِ:الركنُ الأولُ:القيامُ في الفرض معَ القدرةِ.قَالَ تَعَالى﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾وَقَالَﷺ«صَلِّ قَائِمًا،فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا،فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.وننبه على أمرٍ فَقَدْ كَثُرَ من يُصلِّيَ عَلَى الْكَرَاسِي وهوَ مستطيعٌ للقيامِ والبعض منهم تراه يجوب الأسواق لساعات كثيرة ومسافات طويلة ثم يأتي إلى المسجد ماشياً بدون مساعدة والحمدلله ولكن عند الصلاة يجلس مباشرة على الكرسي ويقول لا أستطيع القيام و﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾وعند نهاية الصلاة قام وخرج مسرعاً والله المستعان،فالواجبُ علَى مثلِ هذَا فِي صلاةِ الفرضِ أنْ يُصلِّيَ قائمًا علَى قدرِ استطاعتِه،ثمَّ إذَا كانَ لَا يستطيعُ أنْ يستمرَّ قائمًا يجلسُ عَلَى الْكُرْسِيَ .

الركنُ الثانِي:تكبيرةُ الإحرامِ،قَالَﷺ«إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَأَسْبِغْ الْوُضُوءَ،ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، وَاقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ،ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا،ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا،ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ وَتَطْمَئِنَّ جَالِسًا،ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا،ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا،ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.ومَن جاءَ إلَى الصلاةِ والإمامُ راكعٌ بأنْ كانَ مسبوقًا-أيْ متأخرًا-فإنَّه يجبُ أنْ يُكبِّرَ تكبيرةَ الإحرامِ قائمًا،ثم يُكبرَ تكبيرةُ الركوعِ.

الركنُ الثالثُ:قراءةُ الفاتحةِ. قَالَﷺ«لَا صَلَاةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ اَلْقُرْآنِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

الركنُ الرابعُ:الركوعُ.قَالَ تَعَالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾الركنُ الخامسُ:الرفعُ منَ الركوعِ.ويدلُّ عليهِ حديثُ المسيءِ فِي صلاتهِ.الركنُ السادسُ:الاعتدالُ منَ الركوعِ.ويدلُّ عليهِ حديثُ المسيءِ فِي صلاتهِ.

الركنُ السابعُ:السجودُ.قَالَﷺ«أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ عَلَى الجَبْهَةِ،وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ وَاليَدَيْنِ وَالرُّكْبَتَيْنِ،وَأَطْرَافِ القَدَمَيْنِ وَلاَ نَكْفِتَ الثِّيَابَ وَالشَّعَرَ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.الركنُ الثامنُ:الرفعُ منهُ.ويدلُّ عليهِ حديثُ المسيءِ فِي صلاتهِ.

الركنُ التاسعُ:الجلوسُ بينَ السجدتينِ.وَيَقُولُ كَما كَانَ النَّبِيَّﷺيَقُولُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ«رَبِّ اغْفِرْ لِي،رَبِّ اغْفِرْ لِي»رَوَاهُ ابْنُ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.أو«اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي وَاجْبُرْنِي وَاهْدِنِي وَارْزُقْنِي»رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.الركنُ العاشرُ:التشهدُ الأخير.وصفته:(التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ-فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ-أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.ثم يقول«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ اللَّهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.ويستعيذ بالله من أربع قَالَﷺ«إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللهِ مِنْ أَرْبَعٍ يَقُولُ:اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ،وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ،وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ،وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.الركنُ الحادِي عشرَ:الجلوسُ للتشهدِ وللسلامِ.الركنُ الثانِي عشرَ: الطمأنينةُ فِي الصلاةِ.

الركنُ الثالثَ عشرَ:التسليمُ.فَعَنِ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِﷺ«كَانَ كَانَ يُسَلِّمُ عَنْ يَمِينِهِ:السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الْأَيْمَنِ،وَعَنْ يَسَارِهِ:السَّلَامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ حَتَّى يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الْأَيْسَرِ»رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.الركنُ الرابعَ عشرَ:الترتيبُ فِي الصلاةِ.ويدلُّ علَى ذلكَ حديثُ المسيءِ فِي صلاتهِ.أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ،وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

 

 

 

الْخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:

الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ,وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.

عِبَادَ اللَّهِ:والواجبات ثمانية:جميع التَّكبيرات غير تكبيرة الإحرام،وقول:"سبحان ربي العظيم"في الركوع،وقول:"سمع الله لمن حمده" للإمام والمنفرد، وقول:"ربنا ولك الحمد" للكل،وقول:"سبحان ربي الأعلى"في السُّجود،وقول:"ربِّ اغفر لي"بين السَّجدتين،والتَّشهد الأول،والجلوس له.وهذه الواجبات إذا تركها الإنسان متعمداً بطلت صلاته، وإن تركها سهواً فصلاته صحيحة،ويجبرها سجود السهو،فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ ابْنِ بُحَيْنَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:«صَلَّى بِنَا النَّبِيُّﷺفَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ،فَمَضَى فِي صَلاَتِهِ،فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ انْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ،فَكَبَّرَ وَسَجَدَ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ،ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ،ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ،ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَسَلَّمَ »مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.الا وصلوا عِبَادَ اللهِ على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ،وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ،وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ،وَاحْفَظْ اللّهمّ ولاةَ أمورنا،وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا،اللّهمّ وَهيِّئْ  لَهُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَالَّتِي تَدُلُّهُ عَلَى الْخَيرِ وَتُعِينُهُ عَلَيْهِ،واصرِفْ عَنه بِطانةَ السُّوءِ يَا رَبَّ العَالمينَ،وَاللّهمّ وَفِّقْ جَميعَ ولاةِ أَمرِ الْمُسْلِمِينَ لما تُحبهُ وَتَرضَاهُ لمَا فِيهِ صَلَاحُ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.

عِبَادَ اللَّهِ:اذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ،وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ 

يَزِدْكُمْ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.

المرفقات

1757556035_أَرْكَان وَوَاجِبَاتِ الصَّلَاةِ.pdf

المشاهدات 304 | التعليقات 1

جزاك الله خيرا