أمسك عليك لسانك

طلال بن فواز الحسان
1447/01/15 - 2025/07/10 18:04PM

الخطبة الأولى

الحمد لله الذي خلق الإنسان، وعلّمه البيان، أحمده سبحانه على نعمه الظاهرة والباطنة، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، أصدقُ الناس منطقًا، وأقومُهم لسانًا، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أمَّا بَعْدُ: ﵟ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا 70 يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا 71ﵞ.  

إِخْوَةَ الإِيْمَانِ: في صبيحة يوم مُنورٍ بأنوار النبوة، خرج ﷺ إلى سفر، وكان بصحبته في سفره معاذُ بن جبل، فاغتنم معاذٌ فرصةَ قربه منه ووجّه له أسئلةً عظيمة،  فقال: يَا رَسُولَ اللَّهِ, أَخْبِرْنِي بِعَمَلٍ يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ، وَيُبَاعِدُنِي مِنَ النَّارِ، فقَالَ ﷺ: «سَأَلْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ، تَعْبُدُ اللَّهَ وَلا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ، وَتَصُومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ الْبَيْتَ». ثُمَّ قَالَ: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى أَبْوَابِ الْجَنَّةِ؟ الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ». ثُمَّ قَرَأَ: تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ. ثُمَّ قَالَ: «أَلا أَدُلُّكَ عَلَى رَأْسِ الأَمْرِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ»؟. قُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: «رَأْسُ الأَمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ». ثُمَّ قَالَ: «أَلا أُخْبِرُكَ بِمِلاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ»؟ قُلْتُ: بَلَى، قَالَ: فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ. فَقَالَ: «كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا». فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَإِنَّا لَمُؤَاخِذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ , أَوْ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ، يَوْمَ الْقِيَامَةِ , إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ».

نعم إنه اللسان، تلك الجارحةُ الصغيرةُ في حجمها العظيمة في نتائجها، كلمةٌ تخرج من هذا اللسان تبلغ بصاحبها أعالي الجنان، وكلمة أخرى منه تهوي به في جهنم، قال نبينا ﷺ: " إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم  بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالًا يهوي بها في جهنم".  فيا لله كَمْ تَفَرقَت بِسَبَبِ هذا اللسان مِنْ صَدَاقَاتٍ!، وَكَمْ تَشَتَّتْ مِنْ بُيُوتٍ!، وَكَمْ أُزْهِقَتْ مِنْ أَنْفُسٍ!، وكم جنى على أصحابه، ولذا كان من دعاءه ﷺ: " اللهم إني أعوذ بكَ من شر لساني".

لقد عَظَّمَ اللهُ مِنْ شَأْنِ الكَلِمَاتِ، وَجَعَلَهَا مُحْصَاةً عَلَى بَنِي آدَمَ فَكُلُّ مَا خَرَجَ مِنْهُ يُكْتَبُ وَيُرْصَدُ وَيُحْفَظُ لِيُنْشَرَ يَوْمَ الدَّينِ: ﵟمَّا يَلۡفِظُ مِن قَوۡلٍ إِلَّا لَدَيۡهِ رَقِيبٌ عَتِيدٞ 18ﵞ. والمُسْلِمُ الحَقُّ حَافِظٌ لِلِسَانِهِ حَقَّ الحِفْظِ، قال ﷺ "المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ".

إخوة الإيمان: السَّعْيُ وراءَ الكَسْبِ وَجَمْعُ المدَّخَرِ، خُلُقٌ مَرْكُوزٌ عِنْدَ بَنِي البَشَرِ، فالكلُّ يَهْرُبُ مِنَ الإفْلاس ويفرّ منه. نعم إن إفلاسَ الدُّنيا مُؤْلِمٌ وَمَرِيْرٌ ولاشك، بَيْدَ أنَّ هذا الإفْلاسَ يَظَلُّ محدوداً يمكن تَعْوِيْضُه. وهو إفلاسٌ يَتَصَاغَرُ أمامَ الإفلاسِ الحقيقيِ الذي لا يعوَّض. أتدرون ما هو الإفلاسُ الحقيقي؟ إنه الإفلاس الأخروي، إفلاسُ ضياعِ العملِ والحسنات، أن ترى طاعاتِك وحسناتِك تتسربُ أمام عينيك، و لا تَسَلْ عَنْ حَسْرَةِ مَنْ أَتَى يومَ القيامةِ بحسناتٍ كأمثالِ الجبال، فَفَرِحَ بها واسْتَبْشَرَ، لكنَّه يراها تَذْهَبُ في دِيوان هذا، وإلى ميزان ذاك، حتى أضحى من المفلسين الخاسرين. وإليكم هذا النَّصَّ النبويَّ الذي يَرْتَجفُ له الوجدان يُحدِّثُ النبيُّ ﷺ صحابتَه الكرامَ؛ فيقول: "أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟" فَقَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ: "إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ". هذا الإفلاسُ الأُخْرَويُّ أعظم أسبابه هذا اللسان،  ولمّا سُئل النبيُّ ﷺ عن أكثر ما يُدخِلُ الناسَ النارَ فقال: "الفَمُ والفَرْجُ". فمسكين ذلك المفْلِسُ الذي جعل بِضَاعَتَهُ في يومه وليلِه؛ الكلامَ في الناس، ومن أعظم أسباب الإفلاس فاكهةُ المجالسِ: الغيبة، وهي ذكرك أخاك بما يكره، وقد نهانا عنها ربُّنا بقوله: ﵟوَلَا يَغۡتَب بَّعۡضُكُم بَعۡضًاۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمۡ أَن يَأۡكُلَ لَحۡمَ أَخِيهِ مَيۡتٗا فَكَرِهۡتُمُوهُۚ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۚ ﵞ.  وأعظم من الغيبة النميمة، وهي نقل الكلام بين الناس للإفساد، وهي من أسباب عذاب القبر، وحرمان الجنة، ولمّا مر النبي ﷺ على قبرين، أصحابهما يعذّبان، قال: " إما يحدهما فكان يمشي بين الناس بالنميمة". وقال ﷺ : "لا يدخل الجنة نمام".

ومَنْ آذَى النَّاسَ بِلِسَانِهِ؛ وجعله سيفًا مُصْلتًا على خلق الله، فَإِنَّ خَطَرَ لِسَانِهِ قَدْ يُلْقِي بِهِ فِي النَّارِ، قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ فُلَانَةً تُكْثِرُ مِنْ صَلَاتِهَا وَصَدَقَتِهَا وَصِيَامِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا. قَالَ: "هِيَ فِي النَّارِ".  وقَدْ يَسْتَهِيْنُ الإِنْسَانُ بِكَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ، لَكِنَّهَا تُهْلِكُهُ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَتِهِ، قال رسول الله ﷺ: "قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله: من ذا الذي يتألى عليَّ أن لا أغفر لفلان؟ إني قد غفرت له، وأحبطت عملك". وفي حديث أبي هريرة: أن القائل رجل عابد. قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.

ومن أمارات الإيمان حفظُ اللسان من اللعن والسب والشتم وقول الفُحش، عن عبد الله بن مسعود أن رسول الله ﷺ قال: "ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش، ولا البذيء"، وعن أبي الدرداء قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: "إن اللعانين لا يكونون شهداءَ ولا شفعاءَ يوم القيامة".

ومن آفات هذا اللسان نشر الشائعات، وعدم التثبت في الأخبار، قال نبينا ﷺ: " كفى بالمرء كذِبًا أن يُحدّث بكل ما سمع". فليحذر المسلم من هذه الشائعات ولا ينساقُ خلفها. وليتأدّب بهذا الأدب القرآني العظيم: ﵟيَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِن جَآءَكُمۡ فَاسِقُۢ بِنَبَإٖ فَتَبَيَّنُوٓاْ أَن تُصِيبُواْ قَوۡمَۢا بِجَهَٰلَةٖ فَتُصۡبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلۡتُمۡ نَٰدِمِينَ 6ﵞ   

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بهدي سيّد المرسلين، أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الحَمْدُ للهِ وَكَفَى، وَالصَّلَاةُ والسَّلَامُ عَلَى رَسُوْلِهِ المُصْطَفَى، وَعَلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ سَارَ عَلى نَهْجِهِ وَاقْتَفَى.

أَمَّا بَعْدُ:

عباد الله: تقول أمُّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها : "لم يكن النبي ﷺ فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في الأسواق" . هكذا كان خلق النبي ﷺ، وهديه نبراسًا للأمة في التخلق بالأخلاق الحسنة، فهلا اتخذنا من رسولنا ﷺ قدوة وأسوة، ورطبنا ألسِنَتِنَا بذكر الله وتلاوة كتابه، وحفظناها من آفات الألسن.

فَيَا أخا الإِيْمَانِ: إذا أردت صلاح عملك فاحرص على ضبط لسانك، فإن صلاح العمل لا يكون إلا بسداد القول قال الله: ﵟ يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَقُولُواْ قَوۡلٗا سَدِيدٗا 70 يُصۡلِحۡ لَكُمۡ أَعۡمَٰلَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡ ذُنُوبَكُمۡۗ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَقَدۡ فَازَ فَوۡزًا عَظِيمًا 71ﵞ وقال يونس بن عبيد: "ما رأيت أحدًا لسانه منه على بال إلا رأيت ذلك في سائر عمله".  وقال ابن رجب: " كف اللسان وضبطه وحبسه أصل كل خير".   وجرت سنة الله أن مَنْ تَكَلَّمَ فِي النَّاسِ تَكَلَّمُوا بِهِ؛ فَالجَزَاءُ مِنْ جِنْسِ العَمَلِ، وَكَمَا تَدِيْنُ تُدَانُ، قَالَ الإِمَامُ مَالِكٌ -رَحِمَهُ اللهُ-: "أَدْرَكْتُ بِالمَدِينَةِ أَقْوَامًا لَيْسَ لَهُمْ عُيُوبٌ، فَعَابُوا النَّاسَ فَصَارَتْ لَهُم عُيُوبٌ، وَأَدْرَكْتُ بِالمَدِينَةِ أَقْوَامًا كَانَتْ لَهُم عُيُوبٌ، فَسَكَتُوا عَنْ عُيُوبِ النَّاسِ، فَنُسِيَتْ عُيُوبُهُم". قَالَ عبدُ اللهِ بنُ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-: "وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَا هُوَ، مَا عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ شَيْءٌ أَحْوَجَ إِلَى طُولِ سِجْنٍ مِنْ لِسَانٍ".

إخوة الإيمان: هذا اللسان بلغ به أقوام الجنة، قال سبحانه: ﵟفَأَثَٰبَهُمُ ٱللَّهُ بِمَا قَالُواْ جَنَّٰتٖ تَجۡرِي مِن تَحۡتِهَا ٱلۡأَنۡهَٰرُ خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ 85ﵞ، وآخرون استجلبوا بسببه اللعنة قال سبحانه: ﵟوَلُعِنُواْ بِمَا قَالُواْۘﵞ 

لماذا لا تجعل لسانك سببًا لرضوان الله عليك. ولماذ لا تستثمر وتضارب به في سوق الحسنات.

لقد جعل الله اللسان أداةً للخير، ومنبرًا للذكر، وميدانًا للمسابقة إلى الخيرات، أما بلغك قول نبيك ﷺ:  "كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن، سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم". أما سمعت قول حبيبك ﷺ: "من قال سبحان الله وبحمده غرست له نخلة في الجنة".  أما علمت أن سبحان الله تملأ الميزان، وأن سبحان الله والحمد لله تملأ ما بين السماء والأرض. وأن أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده، وأفضل الذكر لا إله إلا الله. ولا حول ولا قوة إلا بالله كنز من كنوز الجنة.  أتريد ذكرًا يسيرًا خير لك مما طلعت عليه الشمس اسمع إلى قول نبينا ﷺ حين قال: " لأن أقول سبحان الله والحمدلله ولا إله إلا الله والله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس".

رضا الله على العبد هي أعلى الغايات وأسمى الأمنيات، وتستطيع أن تنالها بهذا اللسان، وأن تقول الحمد لله بعد طعامك وشرابك، قال ﷺ: " إن الله ليرضى عن العبد يأكلُ الأكلةَ فيحمدُهُ عليها، ويشربُ الشربة فيحمدُه عليها" . 

أرأيت ذنوبك التي أنقضت ظهرك؟ هناك ذكر عظيم يأتي عليها كلَّها، قال رسول الله ﷺ "من قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر".  نعم هذا كله باللسان، والموفّق من وفّقه الله.

ألا وإن من أعظم أذكار اللسان عباد الله ذكر يتأكد في هذا اليوم يوم الجمعة ألا وهو الصلاة على النبي ﷺ فمن صلى على النبي صلاة واحد صلى الله عليه بها عشرًا، وصلاتكم عليه معروضة فهذا اليوم فاستكثروا منها ما استطعتم، اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.  اللهم طهّر ألسنتنا، وأصلح لنا قلوبنا وأعمالنا، واجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين...

 

المرفقات

1752159833_��أمسك عليك لسانك�.docx

1752159834_��أمسك عليك لسانك�.pdf

المشاهدات 755 | التعليقات 0