أهمية العلم ومسؤولية الجميع مع بدء العام

خالد الشايع
1447/02/27 - 2025/08/21 17:57PM

        

 

 

 

الخطبة الأولى ( أهمية العلم مع بداية العام ومسؤولية الجميع) 28/2/1447

 

 

 

 


الحمد لله الذي علَّم بالقلم، علَّم الإنسان ما لم يعلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

 

 

 


أما بعد: فيا عباد الله، حديثنا اليوم عن قضية عظيمة، وعن نعمة جليلة، تتحدث عنها جوامع المملكة كلها في هذه الجمعة ألا وهي أهمية العلم مع بداية العام ، ومسؤولية الجميع تجاه هذه النعمة .

 


ليكون منطلقاً واسعاً للجد والاجتهاد في ميادين العلم النافع.

 


لا يخفى على الجميع فضل العلم أيا كان هذا العلم والتخصص ، فالعلم شرف ومكانة وزينة ، وإن كان أشرفها هو العلم الشرعي الذي به تقوم عبادة الله تعالى .

 


أيها الأحبة، لقد رفع الله مكانة العلم وأهله، فقال جل شأنه:

 


﴿يَرْفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا۟ مِنكُمْ وَٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْعِلْمَ دَرَجَٰتٍ﴾ [المجادلة: 11].

 


فالمؤمن مرفوع بإيمانه ، وأهل العلم يرفعون فوقهم لعلمهم .

 


وقال سبحانه: ﴿قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَٱلَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الزمر: 9].

 


وأخرج البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «مَن يُرِدِ اللهُ به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدِّينِ»

 


فمن لم يفقه في الدين فلم يرد الله به خيرا ، وكفى بذلك حث على العلم .

 


وروى الدارمي في مسنده من قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: اغدُ عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالث فتهلك .

 


فالواجب على الطلاب في بداية عامهم الدراسي أن يعقدوا نيةً صالحة، ويستحضروا عِظم شأن العلم.

 


أيها الطلاب والطالبات : إن العام الدراسي الجديد فرصة لفتح صفحة بيضاء، فجدّدوا العزم على الجد والاجتهاد، فإن العلم لا يُنال براحة الجسد، وإنما بالصبر والمثابرة.

 

 

 

 


أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة قال النبي ﷺ: «احرِص على ما ينفَعُك، واستَعِن باللهِ ولا تَعجِز»

 

 

 

 


وكان ابن شهاب الزهري يقول: العلم خزائن ومفتاحه السؤال.

 

 

 

 


فلا تبدأوا أعوامكم بالتساهل والكسل، فإن أول العام هو أساس العام كله.

 


أخي الطالب أختي الطالبة لتكن لك نظرة بعيدة ، ماذا ستكون بعد التخرج ، ما نفعك للبلد وللناس وللمسلمين ، وعلى أساس ذلك تسير في العلم ، ولا يكن همك الوظيفة وجمع المال ، فرزقك مكتوب لك وأنت في بطن أمك ولن تموت حتى تستكمله .

 


إن طلب العلم عبادة، والعبادة لا تُقبل إلا بالإخلاص. أخرج أبو داود في سننه من حديث أبي هريرة قال النبي ﷺ:

 


«مَن تعلَّم علمًا مما يُبتغى به وجه الله، لا يتعلّمه إلا ليصيب به عرضًا من الدنيا، لم يجد عَرف الجنة يوم القيامة» .

 

 

 

 


وقال الإمام أحمد: العلم لا يعدله شيء لمن صحت نيته، قالوا: وكيف تصح النية؟ قال: ينوي رفع الجهل عن نفسه وعن غيره .

 

 

 

 

 

 

 


اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا وزدنا علما يا كريم

 


أقول قولي هذا ............

 


الخطبة الثانية

 


أما بعد فيا أيها المعلمون الأفاضل، أنتم ورثة الأنبياء تؤدون أعظم رسالة،

 


أخرج أصحاب السنن من حديث أبي الدرداء قال النبي ﷺ:

 


«إن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنما ورّثوا العلم»

 


فأنتم يامن تعلمون الناس العلم ، أنتم ورثتم وظيفة النبوة ، وهذا شرف عظيم لكم ، فخذوه ، تأخذون بحظ وافر .

 


ولا تتخذوا التعليم مهنة لجمع المال ، فبئس المعلمين أنتم إذا

 


وقال عبد الله بن المبارك:

 


وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء و رهبانها

 

 

 

 


فالمعلم أمين على عقول الطلاب وقلوبهم، يجب عليه أن يتقي الله في تعليمهم، وأن يغرس فيهم حب الدين والجد والاجتهاد.

 

 

 

 


عباد الله، إن التعليم مسؤولية عظيمة، ونعمة تستوجب الشكر.

 


فالطلاب عليهم الجد والاجتهاد، والمعلمون عليهم الأمانة، وأولياء الأمور عليهم المتابعة والدعم.

 


معاشر المؤمنين : إن الدولة بجميع مؤسساتها تستنفر جهودها لبدء العام الدراسي ، وإن الدولة متمثلة في وزارة التربية والتعليم لتنفق الأموال الطائلة ، لتسهيل عملية التعليم للطلاب ، فاقدروا قدر هذه النعمة ، واستغلوها فقد حرمها الكثير من أجل الفقر والحروب والتشريد .

 


أخي المعلم ، هل تحتسب من بين يديك من الطلاب ، ماذا سيكونون غدا ، فالملك حفظه الله ، هو عمل صالح لمعلمه الأول ، والمعلم عمل صالح لمعلمه الأول ، والمفتي والعالم والطبيب والمهندس والكاتب والشاعر وغيرهم هم أعمال صالحة لمعلميهم الأُوَل ، فاستصحب النية في عملك ، يكن عملك عبادة وتفوز بالأوقاف التي لا تنتهي إلا بقيام الساعة .

 


اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً وعملاً صالحاً.

 

 

 

 


اللهم بارك في طلابنا ومعلمينا، وأعنهم على أداء الأمانة، ووفّق ولاة أمرنا لما تحب وترضى.

 

 

 

    

المرفقات

1755788231_أهمية العلم ومسؤولية الجميع مع بدء العلم.docx

المشاهدات 488 | التعليقات 0