أيامُ عَشر ذي الحجة 25 ـ 11 ـ 1446هـ

عبدالعزيز بن محمد
1446/11/24 - 2025/05/22 14:18PM

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ:

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ)
(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا* يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا)
أَيها المُسْلِمون: قَلْبٌ يُقْبِلُ وقَلْبٌ يَتَقَلَّب، قَلْبٌ تَعَصِفُ بِهِ الأَهواءُ وقَلْبٌ على الهَوَى يَتَغَلَّبْ، ومَنْ قَوِيَ إيْمانُهُ اطْمأَنَ فُؤَادُه، ومَنْ صَلُحَ قَلْبُهُ اسْتَقَامَتْ جَوارِحُه، ومَنْ عَلَتْ هِمَّتُهُ جَدَّ سَعْيُه، ومَنْ طَلَبَ النَجاةَ أَخَذَ بأَسْبابِها، ولا يُدْرِكُ الفَوزَ إِلا مَنْ صَدَق.   وحَياةُ المُسْلِمِ أَغْلَى مِنْ كُلِّ ثَمَن، ودَقائِقُ العُمْرِ تَمْضِيْ سَرِيْعاً، وما مَضَى مِنْ الحَياةِ فإِنَّهُ أَبَداً لا يَعُود، وأَعْقَلُ النَّاسِ مَنْ تَفَطَنَ فَوَعَى، وتَفَكَرَ فأَبْصَر، وَبادَرَ الأَيامَ قَبْلَ انْصِرامِها، وأَصْلَحَ الحَالَ قَبْلَ الرَّحِيْل.

وعَنْدَ ساعَةِ الاحْتِضارِ يُدْرِكُ الإِنْسانُ قِيْمَةَ ما مَضَى مِنْ العُمُرِ، ويُدْرِكُ كَمْ ساحَةٍ مِنْ الفَراغِ كَانَ بِها مُفَرِّط، وكَمْ فُرْصَةٍ للفَوزِ كَانَ لَها مُضَيِّع، وكَمْ طَرِيْقٍ لَيالٍ مِنَ الرَخَاءِ كَانَ بِها غَافِل. وإِدْراكُ المَرءِ بَعْدَ الفَواتِ لا يُجْدِيْ نَفْعاً. صَحائِفُ الأَعْمالِ تُطْوَى إذا نَزَلَ الأَجَل.

أَكْرَمُ لَحْظَةٍ يَقْضِيْها المَرْءُ في حَياتِهِ، لَحْظَةٌ قَدَّمَ فيها للهِ قُرْبَةً، وعَمِلَ فيها صَالحاً. وأَعْسَرُ لَحْظَةٍ يُمْضِيْها المَرْءُ في حَياتِه، لَحْظَةٌ اكْتَسَبَ فيها خَطِيئَةً، وعَمِلَ فيها إِثْماً.

والليلُ والنَّهارُ خِزانَتَانِ، فَمْنْ ملأَ خِزانَتَهُ بالثَمِيْنِ رَبِح، ومَنْ ملأَها بالرَّدِيْءِ نَدِم {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا}

مَنْ أَساءَ فِيْ لَيْلِهِ فَلْيَتَدارَكَ في نِهارِه، ومَنْ أَساءَ في نَهارِهِ فَلْيَتَدَارَكْ في لَيْلِه، فَما زَالَ بابُ التَدارُكِ لِمَنْ قَصَدَهُ مَفْتُوحٌ، عَنْ أَبِيْ مُوسَى الأَشْعَرِي رضي الله عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى اللهُ عليه وسلم قَالَ: «إنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَبْسُطُ يَدَهُ باللَّيْلِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ النَّهَارِ، وَيَبْسُطُ يَدَهُ بالنَّهَارِ لِيَتُوبَ مُسِيءُ اللَّيْلِ، حتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِن مَغْرِبِهَا» رواه مسلم

وَلِئِنْ كَانَت الدُنْيا مَزْرَعَةً للآخِرَةِ، فَإِنَّ لِكُلِّ زارِعٍ ما زَرَع، فَمَنْ عَمِلَ الخَيْرَ في دُنْياهُ حَصَدَ في الآخِرَةِ ثَوابَه، ومَنْ زَرَعَ السُّوءَ في دُنْياهُ لَقِيَ في الآخِرَة ِعِقابَه {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَىٰ * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَىٰ * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَىٰ}

وَمَا أَنْعَمَ اللهُ على عَبْدٍ نِعْمَةً أَعْظَمَ مِنْ هِدَايَتِهِ للإِسْلامِ، وَمَا وهَبَ اللهُ العِبادَ فَضْلاً، أَجْزَلَ مِنْ مُضاعَفَةِ الثَوابِ لَهُم. فَكُلُّ حَسَنَةٍ يَعْمَلُها العَبْدُ فَهِيَ عِنْدَ اللهِ مُضَاعَفَةٌ {مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَىٰ إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ}

تِلْكَ أَقَلُّ المُضاعَفَةِ، ولا حَدَّ لأَعْلاها {..كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}  عَنْ أَبِيْ هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم  قَالَ: «مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ ــ أَيْ بِما يُعادِلُ ثَمَنَ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ حَلالٍ ـــ وَلا يَقْبَلُ اللهُ إِلا الطَيِّبِ، فَإِنَّ اللهَ يَقْبَلُهَا بِيَمِيْنِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيها لِصَاحِبِهَا ــ أَيْ يُنَمِيِ الصَدَقَةَ اليَسِيْرَةَ لِصاحِبِها حَتَى تَكْبُر ــ كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ، حَتَّى تَكُوْنَ مِثْلَ الجَبَلِ» متفق عليه

كَرَمُ رَبِنا لا حُدُودَ لَه، وفَضْلُهُ لا نِهايَةَ لَه {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا}

ومِنْ فَضْلِ اللهِ عَلى عِبَادِهِ أَنْ وَهَبَهُم مَوَاسِمَ يُضَاعِفُ لَهُم فِيْهَا الحَسَنَاتِ. وأَزْمِنَةً فاضِلَةً، تُرْفَعُ لِلعَامِلِ فيها عِنْدَ رَبِه الدَّرَجات. هِبَةٌ مِنْ أَكْرَمِ واهِبٍ، وعَطاءٌ مِنْ أَكْرَمِ مُنْعِم.

ولَئِنَ سأَلَتَ عَنْ أَفْضَلِ الأَزْمَنَةِ وأَكْرَمِها، ولَئِنْ سأَلَتَ عَنْ جَلِّ الأَوْقَاتِ وعْظَمِها، ولَئِنْ سأَلَتَ أَشْرَفِ الأَيامِ للعَمَلِ الصَّالحِ وأَحَبِها إِلى اللهِ، فَلَنْ يُنَبِئُكَ مِثْل خَبِيْر. إِنَّها الأَيامُ العَشْرِ الأُولَى مِنْ ذِيْ الحِجَّةِ، جَاءَ الخَبَرُ في ذَلِكَ عَن الصَّادِقِ المَصْدُوقِ صلى الله عليه وسلم فَعَنْ عبدِ اللهِ بنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «ما العَمَلُ في أيَّامٍ أفْضَلَ مِنْهَا في هَذِهِ» ــ يَعْنِيْ أَيامَ العَشْر الأُولى مِنْ ذِيْ الحِجَّةِ ــ قَالُوا: وَلا الجِهادُ؟ قَالَ: «ولا الجِهَادُ، إلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخاطِرُ بنَفْسِه وَمَالِه، فلَمْ يَرْجِعْ بشَيءٍ» رواه البخاري

(مَا مِنْ أَيَّامٍ العَمَلُ الصَّالحُ فِيْهِنَّ أَحَبُّ إِلى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ) أَيامٌ يُحِبُّ اللهُ أَنْ يَتَقَرَّبَ العِبَادُ إِليهِ فيها بِمَزِيْدٍ مِنْ عَمَلِ الصَّالحَات. وإِذا أَحَبَّ اللهُ عَمَلاً أَحَبَّ عامِلَهُ، وَإِذَا رَضِيَ عَنْ عَامِلٍ ضَاعَفَ لَهُ بِه الأَجْرَ والثَواب.

أَيامُ العَشْرِ الأُولى مِنْ شَهْرِ ذِيْ الحِجَّةِ، أَيَامٌ يَتَرَقَّبُ حُلُولَها مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقاءَ رَبِه، يَتَرَقَّبُ حُلُولَها مَنْ تَاقَتْ نَفْسُهُ إِلى السَّبْقِ إِلى أَعالِيْ الدَّرَجَات. كُلُّ عَمَلٍ صَالحٍ فِيْ أَيامِ العَشْرِ فَهُوَ عِنْدَ اللهِ مُضَاعَفٌ، وكُلُّ حَسَنَةٍ تْعَملُ فيها فَهِيَ لَصَاحِبِها مُرَبَّيَةٌ.

وَالعَمَلُ الصَّالِحُ مَيْدَانٌ فَسِيْحٌ، وَسَاحَةٌ وَاسِعَةٌ.

العَمَلُ الصَّالِحُ: هوَ كُلُّ عَمَلٍ يَعْمَلُهُ العَبْدُ يَبْتَغِيْ بِهِ وجَهَ اللهِ، مُوافِقَاً بِهِ ما شَرَعَ الله {فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا}

يَدْخُلُ في العَمَلِ الصَّالحِ أَعْمالُ القُلُوبِ، كالإِيْمانِ باللهِ والإِخْلاصِ لَه، وكالحُبِّ للهِ وفي اللهِ، وكَالخَوفِ مِن اللهِ، وكالرَّجاءِ، والتَوَكُّلِ، وحُسْنِ الظَنِّ باللهِ، والخُشُوعِ، والإِخْباتِ والخَشْيَةِ، والمُراقَبَةِ للهِ، والصَّبْرِ على القَيامِ بأَوامِرِ اللهِ، والكَفِّ عَنْ نَواهِيْهِ، والصَّبْرِ على أَقْدارِه المُؤْلِمَةِ. وغَيْرها مِنْ أَعْمالِ القُلُوبِ. وتِلْكَ مِنْ أَعْظَمِ الأَعْمالِ الصَالحَةِ التِيْ عَلَيْها تَقُومُ سائِرُ أَعَمالِ الجَوارِحِ.

ويَدْخُلُ في العَمَلِ الصَّالحِ، قَيامُ العَبْدِ بِما افْتَرَضَهُ اللهُ عليهِ. كَالصَلاةِ على وقَتِها وبِرُّ الوالِدَيْنِ، وصِلَةُ الأَرْحامِ، وغَيْرِها من الواجِبات. ويَدْخُلُ فيها سائِرُ السُّنَنِ والمُسْتَحَبَّاتِ، وَلَيْسَ لِلعَمَلِ الصَّالِحِ حَصْرٌ، وهُوَ يَتَفَاضَلُ بِتَفَاضُلِ ما ورَدَ فيهِ مِنَ أَحادِيْثَ وآياتٍ و «الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبعُونَ أَوْ بِضعٌ وسِتُونَ شُعْبَةً: فَأفْضَلُهَا قَولُ: لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ، وَأَدْنَاهَا إمَاطَةُ الأذَى عَنِ الطَّريقِ، والحَياءُ شُعبَةٌ مِنَ الإيمان» مُتَّفَقٌ عَلَيه {الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ} بارك الله لي ولكم ...

 

الخطبة الثانية


الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمين، وأَشْهَدُ أَن لا إله إلا اللهُ ولي الصالحين، وأَشْهَدُ أَنَّ محمداً رسول رب العالمين، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ أَجْمَعِيْنَ، وَسَلَّمَ تَسْلِيْماً  أَمَّا بَعْدُ:  فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُوْنَ

أَيُّهَا المُسْلِمُوْن: مَنْ كَانَتْ لَهُ نَفْسٌ تَوَّاقَةٌ إِلى الفَوزِ بالحَياةِ الأَبَدِيَةِ، فَلْيَلزْمَ عَتَبَةَ العُبُودِيَةِ، فإِنَّها سِرُّ الفَوزِ، وسِرُّ النَجَاةِ، وإِنَّها الحِكْمَةُ التِيْ خَلَقَ اللهُ العِبادَ لأَجْلِها  {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ والإِنْسَ إِلا لِيَعْبُدُونِ}

والعُبوديَّةُ مَدارُها على قَاعِدَتينِ هُمَا أَصْلُها: حُبٌّ كامِلٌ للهِ، وذُلٌّ تامٌّ لَه. ومَبْعَثُ الحُبِّ: مُشاهَدَةُ مِنَنِ اللهِ عَلَى العَبْدِ، فَمَنْ شَاهَدَ النِعَمَ أَحَبَ المُنْعِمَ بِها.

ومَبْعَثُ الذُّلِ: مُشاهَدَةُ عُيُوبِ النَّفْسِ وعُيُوبِ العَمَل، فَمَنْ اعْتَرَفَ بالعَيْبِ وشاهَدَ التَقْصِيرَ مِنْ نَفْسِهِ ذَلَّ لِرَبِه.

وكُلَّما كَانَ إِيْمانُ العَبْدِ باللهِ صْدَقُ، كَانَت اسْتِجابَتُهُ لأَمْرِ اللهِ أَتَمّ. وكُلَّما كَانَ إِيْمانُهُ بِمُوعُودِ اللهِ أَقْوَى، كَانَتْ مُسابَقَتُهُ إِلى الخَيْراتِ أَشَدّ. ومَنْ لَمْ يُسارِعِ إِلى الصَالحَاتِ في زَمَنِ مُضَاعَفَةِ الحَسَنَاتِ، فَمتَى عَسَاهُ أَنْ يُسَارِعَ إِليها. 

أَيامُ عَشْرِ ذِيْ الحِجَةِ قَدْ دَنَتْ، فَأَقَمْ لَها في النَّفْسِ أَشْرَفَ مَنْزِلٍ، هَيئْ لَها عَمَلاً، تَلْقَى الجَزاءَ جَزِيْلاً.

صَلِّ، أَنْفِق، بُرَّ، أَحْسِنْ، أَقْبِلنْ  ** حُجَّ، كَبِّر، أُتْلُو قُرآناً وصُمْ.

اطْرُقِ الإِحْسانَ مِنْ أَبُوابِهِ ** نَاجِ رَباً في الدُّجَى واسْجُدْ وقُم.

أَقْبَلتِ العَشْرُ، فَانْشُر مَشارِيْعَ الأَعْمالِ الصَالحَةِ بَيْنَ يَدَيْكَ، ثُمَّ ابْتَدِرْ في العَشْرِ أَفْضَلَها، وأَفْضَلُ الأَعْمالِ في العَشْرِ، حَجُّ بَيْتِ اللهِ الحَرامِ، فَهَنِيئاً لَمَنْ حَجَّ فَأَدْرَك (والحَجُّ المَبْرُورُ لَيْسَ لَهُ جَزاءٌ إِلا الجَنَّة) .

وَالأُضْحِيَةُ مِنْ أَعْظَمِ الأَعْمَالِ التي اخْتُصَّتْ بها الأيامُ العَشْر، فَمَن كانَ لَه قُدْرَةٌ عَلَى الأُضْحِيَةِ فَلا يُغلَبَنَّ عَلَيْها، هِيَ سُنةٌ سَنَّهَا رَسُوْلُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لأُمَّتِه، وَقَالَ فِيْمَا صَحَّ عَنْهُ: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّى، فَلاَ يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» رواه مسلم   وقَد اخْتَلَفَ العُلَماءُ فِيْ حُكِمْ الأَخذِ مِنَ الشَّعْرِ والبَشَرَةِ والأَظْفارِ، بَيْنَ التَحْرِيْمِ، والجَوازِ، والكَراهَةِ. ومِمن قَالَ مِنَ العُلَماءِ بالتَحْرِيْمِ، ابنُ بازٍ رَحِمَهُ اللهُ فَقَالَ في فَتْواهُ: (ولا يَحْرُمُ على أَهلِ بَيْتِهِ ـ أَيْ المضحيْ ـ شيءٌ من ذلكَ ــ أَيْ مِنْ هَذِهِ المَنْهِيَّاتِ ــ في أَصَحِّ قَوْلَي العُلَمَاءِ، وإِنَّمَا يَحْرُمُ ذَلِكَ عَلَى المُضَحِّيْ نَفْسِهِ، الذِيْ بَذَلَ المالَ، وَذَلِكَ مِنْ حِيْنِ أَرادَ الأُضْحِيةَ بَعْدَ دُخُولِ الشَّهْرْ، إِلى أَنْ يَذْبَحَها،  أَمَّا الوَكِيْلُ عَنْ غَيْرِهِ فَلا يَحْرُمُ عَلَيْهِ شَيءٌ مِنْ ذَلِكَ، كالوَصِي وَنَاظِرِ الوَقْفِ وَنَحْوِهِمَا ؛ لأَنَّ كُلاً مِنْ هَؤُلاءِ لَيْسَ بِمُضَحٍ وَإِنَّمَا هُوَ وَكِيْل) ا.هـ رحمه الله

اللهم اهدنا صراطك المستقيم..

 

المرفقات

1747912706_أيامُ عَشر ذي الحجة 25 ـ 11 ـ 1446هـ.docx

المشاهدات 1064 | التعليقات 2

الله يفتح عليك ويبارك فيك 

زادك الله من واسع فضله


آمين وإياكم

وتقبل منا ومنكم صالح العمل