إنا لله وإنا إليه راجعون

الخطبة الأولى: إنا لله وإنا إليه راجعون

الْحَمْدُ لِلَّـهِ الـْخَلَّاقِ الْعَلِيمِ؛ خَلَقَ عِبَادَهُ مِنَ الْعَدَمِ، وَابْتَلَاهُمْ بِالسَّرَّاءِ لِيَشْكُرُوا، وَبِالضَّرَّاءِ لِيَصْبِرُوا، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّـهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ لَا يَقْضِي عَلَى مُؤْمِنٍ قَضَاءً إِلَّا كَانَ خَيْرًا لَهُ؛ فَمَنْ رَضِيَ فَلَهُ الرِّضَا، وَمَنْ سَخِطَ فَعَلَيْهِ السَّخَطُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، كَانَ قُدْوَةً فِي الصَّبْرِ لِلْمَفْجُوعِينَ الْـمَوْجُوعِينَ، e وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.          أَمَّا بَعْدُ: فأوصيكم ..

عن أُمِّ سَلَمَةَ t أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّـهِ e يَقُولُ: (مَا مِنْ مُسْلِمٍ تُصِيبُهُ مُصِيبَةٌ، فَيَقُولُ مَا أَمَرَهُ اللَّـهُ: (إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي، وَأَخْلِفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا، إِلَّا أَخْلَفَ اللَّـهُ لَهُ خَيْرًا مِنْهَا، قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ، قُلْتُ: أَيُّ الـْمُسْلِمِينَ خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ؟ أَوَّلُ بَيْتٍ هَاجَرَ إِلَى رَسُولِ اللَّـهِ e ثُمَّ إِنِّي قُلْتُهَا، فَأَخْلَفَ اللَّـهُ لِي رَسُولَ اللَّـهِ e). م.

عباد الله: كَلِمَةٌ مُبارَكَةٌ، عَظِيمَةٌ خَيْرَاتُهَا، كَثِيرَةٌ عَوَائِدُهَا وَفَوَائِدُهَا عَلَى عَبْدِاللَّـهِ المُؤْمِنِ فِي دُنْيَاهُ وَآخِرَاهُ، جَعَلَهَا اللَّـهُ تَعَالَى مَلْجَأً لِلْمُبْتَلَيْنَ، وَمُعْتَصَمًا لِذَوِي الْـمَصَائِبِ مِنْ عِبَادِ اللَّـهِ المُؤْمِنِينَ؛ إِنَّهَا كَلِمَةُ "إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ".

إِنَّ الْـمُؤْمِنَ إِذَا أَكْرَمَهُ اللَّـهُ تَعَالَى وَمَنَّ عَلَيْهِ عِندَ مُصَابِهِ وَبَلِيَّتِهِ بِالْفَزَعِ إِلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ الْـمُبَارَكَةِ الْعَظِيمَةِ مَعَ الاستحضارِ لِمَعَانِيهَا الْـمُبَارَكَةِ، وَدَلَالَاتِهَا الْعَظِيمَةِ، وَتَحْقِيقِ مَقَاصِدِهَا وَمَرَامِيهَا؛ سَكَنَ قَلْبٌهُ وَاطْمَأَنَّتْ نَفْسُهُ، وَهَدَأَ بَالُهُ وَعَوَّضَهُ اللَّـهُ جَلَّ وَعَلَا فِي مُصَابِهِ خَيْرًا.

إنَّ هذه الكلمةَ العظيمةَ المبارَكةَ -إنا للـه وإنا إليه راجعون- لا بدَّ عندَ قولِها من استحضارِ مدلولِها ومعرفةِ مقصودِها، وتحقيقِ غايتِها ؛ لا أنْ تجريَ على لسانِ الإنسانِ دونَ فَهمٍ للمعنى أو تحقيقٍ للمقصدِ، ومن يتأملُ في دلالةِ هذه الكلمةِ المبارَكةِ يجدُ أنها اشتملتْ على أصلين عظيمينِ وأساسينِ متينينِ؛ إذا استحضرهُما العبدُ حالَ مُصابِه سلا قلبُه واطمأنتْ نفسُه: الأصلُ الأولُ: أنْ يستحضرَ أنه عبدٌ للـهِ طوعَ تدبيرِه وتسخيرِه، وأنَّه مملوكٌ للـهِ يتصرفُ فيه رَبُّه وخالقُه وسيدُه كما يشاءُ ويريدُ، يقضي فيه بما يشاءُ ويحكمُ فيه بما يريدُ، لا معقبَ لحكمِه ولا رادَّ لقضائِه، وهذا مستفادٌ من قَولِه: (إنَّا للـهِ) أي نحنُ مماليكُ للـهِ طوعَ تدبيرِه وتسخيرِه تعالى. الأصلُ الثَّاني: أنْ يَتَذَكَّرَ العَبْدُ حالَ مُصابِهِ أنّهُ إلى اللـهِ راجِعٌ وأنَّهُ سَيَقُفُ يَوْمًا بَيْنَ يَدَيْ اللـهِ، وأنَّ اللـهَ سَيُحاسِبُهُ وَيَسْأَلُهُ عَمَّا قالَ وَقَدَّمَ في هَذِهِ الحَياةِ، وَهذا مُسْتَفَادٌ مِنْ قَوْلِهِ: (وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، وَالعاقِلُ إذا تَذَكَّرَ رُجُوعَهُ إلى اللـهِ أَحْسَنَ القَوْلَ وأَحْسَنَ العَمَلَ وَابْتَعَدَ تَمَامَ الِابتِعادِ عنِ الإِسَاءةِ في أَقْوالِهِ أوْ أَعْمَالِهِ.

لقي الفضيلُ بنُ عَيَّاضٍ رَجُلاً فَقالَ لَهُ: كَمْ أَتَتْ عَلَيْكَ مِنَ السِّنِينَ؟ قالَ: سِتُّونَ سَنَةً، قالَ: أَوَ ما عَلِمْتَ أنَّكَ في طَرِيقٍ إلى اللـهِ تَعَالَى وأنَّكَ قَدْ أَوْشَكْتَ أنْ تَبْلُغَ نِهَايَتَهُ، فَقالَ الرَّجُلُ: إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، فَقالَ الفُضَيْلُ: أَوْ تَعْلَمُ مَا تَقُولُ؟ قالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ، قالَ الفُضَيْلُ: أَوْ تَعْرِفُ تَفْسِيرَهُ؟ قالَ الرَّجُلُ: وَمَا تَفْسِيرُهُ؟

فقَالَ الفضيلُ: قَوْلُكَ: إِنَّا لِلَّـهُ، تَقُولُ: أَنَا لِلَّـهِ عَبْدٌ، وَأَنَا إِلَى اللَّـهِ رَاجِعٌ، فَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ عَبْدُ اللَّـهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ رَاجِعٌ، فَلْيَعْلَمْ بِأَنَّهُ مَوْقُوفٌ، وَمَنْ عَلِمَ بِأَنَّهُ مَوْقُوفٌ، فَلْيَعْلَمْ بِأَنَّهُ مَسْئُولٌ، وَمَنْ عَلِمَ أَنَّهُ مَسْئُولٌ، فَلْيُعِدَّ لِلسُّؤَالِ جَوَابًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: فَمَا الْحِيلَةُ؟ قَالَ: يَسِيرَةٌ، قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: تُحْسِنُ فِيمَا بَقِيَ يُغْفَرُ لَكَ مَا مَضَى وَمَا بَقِيَ، فَإِنَّكَ إِنْ أَسَأْتَ فِيمَا بَقِيَ أُخِذْتَ بِمَا مَضَى وَمَا بَقِيَ).

عِبادَ اللهِ: إنَّ هذهِ الكَلِمَةَ العَظِيمَةَ المُبارَكَةَ "إنّا للهِ وإنّا إلَيْهِ راجِعُونَ"  يَقُولُها المُسلمُ حالَ المُصابِ، ويَقُولُها كَذَلِكَ إذا تَجَدَّدَ في قَلْبِهِ ذِكرُ المُصابِ. قالَ e: "ما من مُسلمٍ ولا مُسلمةٍ يُصابُ بمُصِيبَةٍ فيذْكُرُها وإن طالَ عَهْدُها فيُحْدِثُ لذلكَ استرجاعًا إلا جَدَّدَ اللـهُ له عندَ ذَلكَ فَأَعطَاهُ مِثلَ أَجْرِها يَوْمَ أُصِيبَ بِهَا". أحمد وغيره .

عباد الله: فِي الِاسْتِرْجَاعِ فِي الْـمُصِيبَةِ رَبْطٌ عَلَى الْقُلُوبِ؛ لِئَلَّا تَمِيدَ إِلَى الِاعْتِرَاضِ وَالْـجُحُودِ، وَتَذْكِيرٌ لِلنُّفُوسِ بِأَنَّ الْـمَرْجِعَ إِلَى اللَّـهِ تَعَالَى فَتَهُونُ الْـمُصِيبَةُ وَلَوْ كَانَتْ عَظِيمَةً؛ لِعِلْمِ الْـمُؤْمِنِ الـْمُسْتَرْجِعِ أَنَّ الـْجَزَاءَ عِنْدَ اللَّـهِ تَعَالَى عَظِيمٌ، وَأَنَّ مَا يَنْتَظِرُهُ مِنْ ثَوَابٍ أَعْظَمُ مِمَّا فَقَدَ فِي مُصِيبَتِهِ (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْـجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ  الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ  أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْـمُهْتَدُونَ) وصلاةُ اللـهِ جلَّ وعلا،  أَيْ: يُثْنِي عَلَيْهِمْ، وَيُنَوِّهُ بِصَبْرِهِمْ وَاسْتِرْجَاعِهِمْ فِي الـْمَلَأِ الْأَعْلَى. فَأَهْلُ الْأَرْضِ يَرِقُّونَ لَهُمْ لِأَجْلِ مُصَابِهِمْ، وَمَلَائِكَةُ السَّمَاءِ يَغْبِطُونَهُمْ لِمَا يَرَوْنَ مِنْ ذِكْرِ اللَّـهِ تَعَالَى لَهُمْ، وَثَنَائِهِ سُبْحَانَهُ عَلَيْهِمْ، وَتَنْوِيهِهِ عَزَّ وَجَلَّ بِصَبْرِهِمْ وَاسْتِرْجَاعِهِمْ، فَمَا أَعْظَمَهُ مِنْ ذِكْرٍ فِي الْـمَلَأِ الْأَعْلَى!! مَعَ مَا يُدَّخَرُ لَـهُمْ مِنَ الْعِوَضِ، وَمِنْ عَظِيمِ الْأَجْرِ وَالثَّوَابِ.

وَيُضَافُ إِلَى صَلَاةِ اللَّـهِ تَعَالَى عَلَيْهِمْ: رَحْمَةٌ مِنْهُ سُبْحَانَهُ تَغْشَاهُمْ، وَمَنْ أَصَابَتْهُ رَحْمَةُ اللَّـهِ تَعَالَى فَلَنْ يَضِلَّ وَلَنْ يَشْقَى.

وَوَصَفَهُمْ سُبْحَانَهُ بِالِاهْتِدَاءِ، وَهَذِهِ تَزْكِيَةٌ مِنْهُ تَعَالَى لَـهُمْ، وَهِيَ أَعْظَمُ تَزْكِيَةٍ وَأَنْفَعُهَا لِصَاحِبِهَا (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّـهِ وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّـهِ يَهْدِ قَلْبَهُ) . وقالe: (مَنِ اسْتَرْجَعَ عِنْدَ الـْمُصِيبَةِ، جَبَرَ اللَّـهُ مُصِيبَتَهُ وَأَحْسَنَ عُقْبَاهُ، وَجَعَلَ لَهُ خَلَفًا صَالِحًا يَرْضَاه) الطبراني وغيره.

نسألُ اللـهَ -عز وجل- أن يجيرنَا أجمعين في مُصابِنا أياً كان، وأن يخلفنا خيراً، فإنَّا للـه وإنا إليه راجعون.  أقول قولي هذا ...

 

 

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله...: أمابعد:

فيا عباد الله: الـْمُصِيبَةُ فِي الدِّينِ هِيَ أَعْظَمُ الْـمَصَائِبِ وَأَشَدُّهَا ضَرَرًا عَلَى الْعَبْدِ، وفِي الدُّعَاءِ الْـمَأْثُورِ (وَلَا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا) الترمذي.

وَتَكُونُ الـْمُصِيبَةُ فِي الدِّينِ عَامَّةً وَخَاصَّةً، فمِنَ الْعَامَّةِ: شُيُوعُ الْكُفْرِ وَالْبِدْعَةِ وَالْـمَعْصِيَةِ، وَهَذَا مِنْ أَعْظَمِ مَصَائِبِ الدِّينِ؛ لِأَنَّهُ سَبَبٌ فِي إِضْلَالِ النَّاسِ، كَمَا أَنَّ فِيهِ اسْتِجْلَابًا لِلْعَذَابِ.

ومِنْ مَصَائِبِ الدِّينِ مَا يَكُونُ خَاصًّا بِالْعَبْدِ، فَمَنْ أُصِيبَ فِي شَيْءٍ مِنْ دِينِهِ بِتَفْرِيطِهِ فِي طَاعَةٍ، أَوْ وُقُوعِهِ فِي مَعْصِيَةٍ، أَوْ فَوَاتِ خَيْرٍ يَطْلُبُهُ؛ اسْتَرْجَعَ لِمُصِيبَتِهِ فِيهِ.

وَكَذَلِكَ مَصَائِبُ الدُّنْيَا يُسْتَرْجَعُ فِيهَا سَوَاءٌ كَانَتْ عَامَّةً؛ كَغَرَقٍ أَوْ هَدْمٍ، أَوْ كَانَتْ خَاصَّةً كَفَقْدِ حَبِيبٍ، أَوْ تَلَفِ مَالٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ، فَحَرِيٌّ بِمَنْ صَبَرَ وَاسْتَسْلَمَ لِقَدَرِ اللَّـهِ تَعَالَى وَبَادَرَ بِالِاسْتِرْجَاعِ أَنْ يُعَوِّضَهُ اللَّـهُ خَيْرًا مِمَّا فَقَدَ.

قَالَ e: (إِذَا مَاتَ وَلَدُ الْعَبْدِ قَالَ اللَّـهُ لِمَلَائِكَتِهِ: قَبَضْتُمْ وَلَدَ عَبْدِي، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: قَبَضْتُمْ ثَمَرَةَ فُؤَادِهِ، فَيَقُولُونَ: نَعَمْ، فَيَقُولُ: مَاذَا قَالَ عَبْدِي؟ فَيَقُولُونَ: حَمِدَكَ وَاسْتَرْجَعَ، فَيَقُولُ اللَّـهُ: ابْنُوا لِعَبْدِي بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ، وَسَمُّوهُ بَيْتَ الْـحَمْدِ) التِّرْمِذِيُّ .

وَكُلُّ مُصِيبَةٍ كَبُرَتْ أَمْ صَغُرَتْ، وَسَوَاءٌ كَانَتْ فِي الدِّينِ أَمْ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا؛ فَإِنَّهُ يُشْرَعُ لِلْمُؤْمِنِ أَنْ يَسْتَرْجِعَ فِيهَا قَالَe: «لِيَسْتَرْجِعْ أَحَدُكُمْ فِي كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى فِي شِسْعِ نَعْلِهِ، فَإِنَّهَا مِنَ الـْمَصَائِبِ» ابنُ السُّني

عباد الله : إن مما يجب الحذرُ منه والابتعادُ عنه عند نزول المصائب وحلول البلايا: النِياحةَ وشقَّ الجيوبِ ولطمَ الخدودِ فإن ذلك من أعمالِ الجاهليةِ قالe: لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْـخُدُودَ وَشَقَّ الْـجُيُوبَ وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ". وقال e: النَّائِحَةُ إِذَا لَمْ تَتُبْ قَبْلَ مَوْتِهَا تُقَامُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَعَلَيْهَا سِرْبَالٌ مِنْ قَطِرَانٍ وَدِرْعٌ مِنْ جَرَبٍ)

والبكاءُ على الميتِ دون جزعٍ ، لاشيء فيه ، فعن أسامة قال: أنَّ ابْنَةً للنَّبيِّ e أرْسَلَتْ إلَيْهِ، وهو مع النَّبيِّ e-نَحْسِبُ- أنَّ ابْنَتي قدْ حُضِرَتْ فاشْهَدْنا، فأرْسَلَ إلَيْها السَّلامَ، ويقولُ: إنَّ لِلَّـهِ ما أخَذَ وما أعْطَى، وكُلُّ شَيءٍ عِنْدَهُ مُسَمًّى، فَلْتَحْتَسِبْ ولْتَصْبِرْ. فأرْسَلَتْ تُقْسِمُ عليه، فَقامَ النَّبيُّ e وقُمْنا، فَرُفِعَ الصَّبِيُّ في حَجْرِ النَّبيِّ e ونَفْسُهُ تَقَعْقَعُ، فَفاضَتْ عَيْنا النَّبيِّ e، فقالَ له سَعْدٌ: ما هذا يا رَسولَ اللَّـهِ؟ قالَ: هذِه رَحْمَةٌ وضَعَها اللَّـهُ في قُلُوبِ مَن شاءَ مِن عِبادِهِ، ولا يَرْحَمُ اللَّـهُ مِن عِبادِهِ إلَّا الرُّحَماءَ .خ.                                     ثم وَصَلُّوا..

المرفقات

1763639412_خطبة إنا لله وإنا إليه راجعون-نواااف-1447.pdf

1763639412_خطبة إنا لله وإنا إليه راجعون-نواااف-1447.doc

المشاهدات 483 | التعليقات 0