إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً
عبدالعزيز أبو يوسف
الخطبة الأولى
الحمد لله رب العالمين، الرحمان الرحيم، أحمده جل وعلا وأشكره، وأُثني عليه الخير كله، هو رب كُل شيء ومليكه، أشهد أنه الإله الحق المبين، وأُصلي وأُسلم على خير البرية وأزكى البشرية نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد: فأوصيكم عباد الله ونفسي بتقوى الله في السر والعلن، فقد فاز وأفلح المتقون، لتحقيقهم مُراد ربهم عز وجل والقيام بوصيته سبحانه للأولين والآخرين: (ولقد وصينا الذين أُوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله ).
عباد الله: منكر كبير وإثم عظيم، بسببه تحُل المصائب، وتعُم النقم والبلايا، وتضيع بسببه الحقوق، به يضيع العدل وتضطرب حياة الناس، وتنفجر النفوس منه غيظاً وكمداً، مُذهب للدين والدنيا، موجب لغضب الله ومقته، ذلكم هو الظلم، وهو وضع الشيء في غير موضعه.
ولأجلِ كثرةِ مضارّ الظّلم وعظيم خطرِه وتنوُّع مفاسدِه وكثير شرِّه، وسوء عاقبته حرّمه الله على نفسه وحرمه بين عباده، فقال تعالى في الحديث القدسيّ ":يا عبادي: إني حرّمت الظلمَ على نفسي، وجعلته بينكم محرَّمًا، فلا تظالموا" ، حرمه على نفسه جل وعلا لأنه العدل، وأحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين، وحرّمه على عباده ليحفَظوا بذلك دينَهم ويحفظوا دنياهم، وليُصلِحوا آخرَتهم، وحرمه فيما بينهم ليتمَّ بينهم التعاوُن والتراحمُ ويحفظ كل منهم حق الآخر، ويعيشوا بسلام.
والظلم درجات، فأعظَمُه وأخطره الشركُ بالله تعالى، وذلك بأن يجعل العبد لله عز وجل نداً وهو خلقه، أو ينسب الخلق والرزق لغيره، أو يزعم مشاركة غيره سبحانه له في الرزق والعبادة والفضل وغير ذلك من أفعال الله تعالى، فالإشراك به جل وعلا في كل ما هو من خصائصه ولا يُصرف له إلا هو جل وعلا ظلم عظيم، وهو الذنب الذي لا يغفره الله عز وجل لصاحبه إن مات عليه من غير توبة، كما قال سبحانه: (إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثماً عظيماً).
لما نزل قول الله تعالى: ﴿ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ﴾ شقَّ ذلك على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وقالوا: أيُّنا لم يَظلِمْ نفسَه؟! فقال صلى الله عليه وسلم: ليس كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه: ﴿ يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ ﴾ رواه البخاري، فمن أشرك بربه عز وجل فقد ظلم وأساء لصرفه ما يستحقه ربه عز وجل وحده من العبادة لمخلوق لا يملك نفسه نفعاً ولا ضراً، وساواه بالخالق العظيم سبحانه.
أيها المسلمون: لما كان كثير من الناس أَسْرى ظلمِ أنفسهم بالمعاصي، حذرهم سبحانه من ذلك، فقال في الأشهر الحرم: ﴿ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ ﴾، فهو نهي عن ظلم النفس عموماً لكنه في الأشهر الحُرم أشد حُرمة، وظلم النفس يكون بارتكاب ما حرم الله تعالى، فإن بني آدم إذا عصى ربه بكفر أو شرك ومات عليه فقد ظلم نفسه وأضاع حقها من رضى الله تعالى ودخول جنته في الآخرة، واستحق بذلك غضب الله وناره مخلداً فيها يوم الدين، والعاصي من المسلمين بفعله ما حرم الله تعالى يظلم نفسه باستجلاب غضب الله تعالى وعقوبته له في الدنيا والآخرة إن شاء، أو عفى عنه سبحانه بكرمه، مع نقص درجته في الجنة؛ ذلك أن درجات أهل الجنة متفاوته بأعمالهم، وهذا من عدل الله تعالى، وقد ختم سبحانه بعض نواهيَه في كتابه العزيز بالتحذير من ظلم النفس، فقال عن التعدي على حدوده سبحانه، وهي محارمه التي حرَّمها على عباده: ﴿ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ﴾، وقال سبحانه في ظلم الزوجات : ( ولا تمسكوهن ضراراً لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه)، وغيرهم من الآيات في هذا الباب، ومن ظلم نفسه بعصيان ربه جل وعلا بأي أمر فقد جلب لها الشقاء والعقوبة العاجلة والآجلة إن لم يتب ويستغفر.
والظلم من المعاصي التي يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا قبل الآخرة، قال صلى الله عليه وسلم ": ما من ذنبٍ أجدر أن يعجّل الله لصاحبه العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من البغي وقطيعة الرحم "رواه أبو داود، وعاقبته في الآخرة أليمه ظُلمه يوم البعث وظُلمة على الصراط ، يقول عليه الصلاة والسلام: " اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة" رواه مسلم.
ولقد حذّرنا الله عز وجل من ظلم النفس بالكفر والمعاصي غايةَ التحذير، وأخبر بأنَّ هلاكَ القرون الماضية إنما كان بظلمِهِم لأنفسهم، فقال تعالى): وَلَقَدْ أَهْلَكْنَا الْقُرُونَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ وَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا كَذَلِكَ نَجْزِي الْقَوْمَ الْمُجْرِمِينَ)، وقال سبحانه: (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا)، فمن اتقى الكفر والمعاصي ووقاه الله عز وجل من ذلك فقد أفلح ونجا.
والنوع الثالث من الظلم أيها الفضلاء: المظالم بين الخَلق في حقوقٍ لبعضهم من بعض؛ وصورها كثيرة: فمن أعظمِها التعدي على أموالِ اليتامى والضعفاء الذين لا يستطيعون حيلة لاسترداد حقوقهم بأي طريقة وأسلوب، وقد حذر الله تعالى من هذا الظلم العظيم وبين عاقبته فقال: ( إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْمًا إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَارًا وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيرًا(.
ومن صور ظلم الخلق الاعتداء على المال العام والمنافع المشتركة بين أفراد المجتمع، ومنع كل صاحب حقٍ حقه أو تأخيره عنه، أو عدم القيام بالوظيفة المسندة إليه على الوجه المطلوب، أو استغلها لتحقيق بعض مقاصده بما هو محرم، أو اختلس من المال العام وبيت مال المسلمين بأي وسيلة أو مبرر والتساهل في ذلك، قال صلى الله عليه وسلم: " من اقتطع شبراً من الأرض ظلماً طوقه الله إياه يوم القيامة من سبع أرضين" رواه مسلم.
فيا مَن جعَل اللهُ حَاجاتِ الخلقِ عِندهم احذَروا أن تَضطرّوا عباد الله لما لا يُحمَد شرعاً ولا يُرتَضَى طبعاً، من كثرة الترداد والإلحاح والاستجداء، أو التنازل عن العزة والكرامة، أو دفع الرشاوى المحرمة للوصول لحقوقهم المشروعة، فتبوؤوا بالإثم والغضب من الله جل وعلا، قال عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه ":إنما أهلك من كان قبلكم أنهم منَعوا الحقَّ حتى اشتُرِي، وبَسَطوا الجورَ حتى افتُدِي".
ومِن الظّلمِ الظاهر الذي يَقَع فيه بَعضُ الناسِ ظلمُ الأُجَرَاء والمستَخدَمين من عمّالٍ وخدم ونحوِهم ببخسِهِم حقوقَهم، أو تأخيرها عن أوقاتها، أو إِهانَتِهم بقولٍ أو فعل، أو تحميلهم ما يشق عليهم ولا يطيقوه، ففي صحيحِ البخاريّ أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال ":ثلاثةٌ أنا خَصمُهُم يَومَ القيامة"، وذكر مِنهم: "ورجلٌ استأجَرَ أجيرًا فاستَوفى مِنه ولم يعطِهِ أجرَه".
أيها المباركون: ظلم ذوي القرابة أشد مضاضةً وثُقلاً على النفس، وأقرب الناس إلى الإنسان والديه اللذين أمر الله تعالى ببرهما والإحسان إليهما فقال: ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه وبالوالدين إحساناً) ، فمن لم يُحسن لوالديه ويبرهما فقد ظلم وأساء، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، فكل من عق والديه وأدخل عليهما الحزن والهم فقد أتى منكراً عظيماً وظلماً كبيراً، والعاق مُتوعد بالعقوبة العاجل في الدنيا قبل الآخرة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما ذَنْبٌ أَحْرَى أنْ يُعَجِّلَ اللهُ لِصاحِبِه العُقُوبَةَ في الدنيا ، مع ما يَدَّخِرُ لهُ في الآخرةِ من قَطِيعَةِ الرَّحِمِ والبَغْيِ" رواه الترمذي، والوالدين أعظم ذي الرحم حقاً، ومن ظلم أُولي القُربى من ظلم زوجه وأم ولده، بالتقتير عليها، أو سوء معاملتها أو إهانتها أو هجرانها أو تهديدها بالطلاق وغيره مما تكره، أو عدم إحسان الخُلق معها، ومن لا خير فيه لأهله لا خير فيه لأمته؛ قال صلى الله عليه وسلم ":خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله" ، ومن ظلم زوجته فقد خالف أمر الله تعالى القائل بشأن الزوجات: ( وعاشروهون بالمعروف)، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم القائل: " استوصوا بالنساء خيراً" رواه البخاري.
ومن صور ظلم ذوي القُربى ظلم الأولاد بإهمال تربيتهم أو سوء معاملتهم أو تفضيل بعضهم على بعض، وعدم توجيههم وتعاهد أخلاقهم وإحسان تنشئتهم كما أمر الله تعالى، أو العناية بأمر دنياهم وإهمال أمر دينهم، فكل هذه صور من صور ظلمهم ولو كانوا راضين بذلك، وكذا عضل البنات وعدم تزوجيهم طمعاً في مصلحة مالية أو غيرها، أو تزويجهن بغير من يُرضى خُلقه ودينه، فكل ذلك من ظلمهم فهم من الرعية التي أمر الله برعايتها حق الرعاية وأنها موطن السؤال يوم الدين أحُفظت أم ضُيعت؟ قال صلى الله عليه وسلم: " والرجل راعٍ على أهل بيته وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وهي مسؤولة عنهم" رواه البخاري، وصور الظلم كثيرة جداً، فكل من بخس حقاً، أو تعدى على ما ليس له، أو استغل ما أُعطي من نعمه لتحقيق مصالح له بغير وجه حق أو غير ذلك فهو ظالم لنفسه مبين.
أيّها المباركون: لا فلاحَ مع الظلمِ، ولا بقاءَ للظالم، ولا استقرارَ للمعتَدِي، مهمَا طالَ الزمان، ومهما بلَغ به الشأن، يقولُ ربنا جلّ وعَلا: (إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ)، ويَقول عزّ شأنُه ) : هَلْ يُهْلَكُ إِلاَّ الْقَوْمُ الظَّالِمُونَ(.
وقد تتأخر عقوبة الظلم إلى حين وأجل يعلمه الله تعالى، قال عليه الصلاة والسلام ":إن الله ليملي للظالم، حتى إذا أخذه لم يفلته"، ثم قرأ ):وَكَذلِكَ أَخْذُ رَبّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِىَ ظَـالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ).
أيها المؤمنون: التوبة من مظالِمُ العباد لا بدَّ من التحلّل من أصحابها ورد حقوقهم إليهم في الدنيا ليسلم الظالم من سوء العاقبة في الآخرة والقصاص العدل منه يوم الدين، قال صلى الله عليه وسلم:"إذا خَلَصَ المؤمِنون منَ النّار حُبِسوا بقنطرةٍ بين الجنّة والنّار، فيتقاصّون مظالِمَ كانت بَينهم، حتى إذا نُقُّوا وهُذِّبوا أُذِن لهم بِدخولِ الجنّة" رواه البخاريّ، وقال صلى الله عليه وسلم":مَن كانَت له مَظلَمةٌ لأخيهِ مِن عِرضِه أو شَيءٍ فليتحلّله منه اليومَ قبل أن لا يكونَ دِرهمٌ ولا دِينار، إن كان له عَمَلٌ صالح أُخِذ منه بقدرِ مظلمته، وإن لم تَكن له حسنات أخِذَ من سيّئات صاحبه فحُمِل عليه" رواه البخاري.
اللهم أجرنا من الظلم وأهله، ورد كيد الظالمين في نحورهم وردهم للحق رداً جميلاً، أقول ما سمعتم واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة فاستغفروه وتوبوا إليه أنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية
الحمد لله حق حمده، والشكر له حق شكره، والصلاة والسلام على رسوله وعبده محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد:
أيها المسلمون: الظلم شره مستطير وخطره عظيم فلا بد من مدافعته وتطهير أُسرنا ومجتمعاتنا منه بالوسائل الشرعية، ومن أعظم وسائل إزالة الظلم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الله تعالى الحكمة والموعظة الحسنة، وبيان خطر الظلم وعواقبه السيئة في الدارين لتنفير الناس منه.
ومن الوسائل: عدم الركون إلى الظالم؛ لأنه سبب في انتشار الظلم، قال الله تعالى ):وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ)، فالركون إلى الظالم ومحاباته سكوت عن ظلمه وتأييد له.
ومن الوسائل: هجر الظالم وعدم إعانته على ظلمه ومنعه من الوقوع فيه، ونصر المظلوم والسعي معه للوصول لحقه؛ قال صلى الله عليه وسلم ":انصُر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، قالوا: يا رسولَ الله: هذا ننصُرُه مظلومًا، فكيفَ ننصُره ظالمًا؟! قالَ: "تأخُذُ فوقَ يَدِه" متّفَق عليه، فهذ من حق المسلم على أخيه المسلم، ومن الواجبات الشرعية، فالله تعالى يقول: ( وَإِنْ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمْ النَّصْرُ)، وكلما كان الناس للمظلوم ناصرين ومؤيدين كان ذلك سبباً في ردع كل ظالم من الوقوع في الظلم لعلمه بسوء العاقبة وتكالب الناس عليه نُصرةً لمن ظلم.
والحذر الحذر أيها المباركون من تأييد الظالم بأي شكل كان، فإن من أتى ذلك فهو شريك له في ظلمه، فمن تسلط على الناس بسبب قوته أو ماله أو سلطانه: إذا غرتك قدرتُك على ظلمِ الناس فتذَكّر قدرةَ الله جلّ وعلا عليك، وأن الله يمهل ولا يهمل، وأن حلمه لحكمة بالغة، وأن نصره للمظلوم سُنّة باقية، وأن للظالم يوماً يعض على يديه، وأن الذي أهلك الظالمين السالفين قادر على الانتقام من اللاحقين.
وليحذر كل ظالم من دعوةِ المظلوم فإنّها ليسَ بَينها وبين الله حِجاب، قال عليه الصلاة والسلام لمُعاذٍ بن جبل رضي الله عنه حين أرسَلَه إلى اليَمَن نصارى ":واتَّق دعوةَ المظلومِ، فإنه ليس بينها وبين الله حِجاب" رواه البخاري ، ويقول عليه الصلاة والسلام: "ثلاثةٌ لا تردّ دعوتهم"، وذكَر منهم "ودَعوة المظلوم، يرفعها الله فوقَ الغَمامِ، ويَفتَح لها أَبوابَ السّماء، ويَقولُ الرّبّ -جلّ وعلا-: وعِزّتي، لأنصُرَنّك ولو بعدَ حين"، رواه الترمذي وابن ماجه.
عباد الله: صلوا وسلموا على من أمرنا المولى بالصلاة والسلام عليه فقال عز من قائل عليماً: (إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً) ، اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر وأرضى اللهم عن خلفائه الراشدين والأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر الصحب والآل ومن تبعهم بإحسان إلى يوم التناد، وعنا معهم بمنك وكرمك يا أكرم الأكرمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعدائك أعداء الدين ، وانصر عبادك الموحدين ، اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا وأجعل هذا البلد آمناً مطمئناً سخاءً رخاء، اللهم وفق ولي أمرنا خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال ، ومُدهما بنصرك وإعانتك وتوفيقك وتسديدك، اللهم أدم على هذه البلاد عزها وأمنها وأيمانها ورغد عيشها ، اللهم انصر جنودنا المرابطين على حدودنا على القوم الظالمين، وأحفظهم واشف مريضهم، وداوي جريحهم، وتقبل ميتهم في الشهداء، اللهم إنا نسألك من الخير كله، عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم، ونعوذ بك من الشر كله، عاجله وآجله ما علمنا منه وما لم نعلم ، اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات، اللهم أصلح نياتنا وذرياتنا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا ، وحرم على النار أجسادنا ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.
عباد الله : إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون ، فاذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.