اَلْجُمْعَةُ سَيِّدُ اَلْأَيَّامِ
عبدالرحمن سليمان المصري
اَلْجُمْعَةُ سَيِّدُ اَلْأَيَّامِ
اَلْخُطْبَةُ اَلْأُولَى
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ اَلَّذِي جَعَلَ طَاعَتَهُ سَبِيلاً لِمَرْضَاتِهِ ، وَجَعْلَ رِضَاهُ وَسِيلَةً لِلْفَوْزِ بِجَنَّاتِهِ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهْ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أُمًّا بَعْد:
أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اَللَّهِ تَعَالَى فَهِيَ وَصِيَّةُ اَللَّهِ لِلْأَوَّلِينَ وَالْآخَرِينَ، قَالَ تَعَالَى.﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ ﴾ النساء : 131.
عِبَادَ اَللَّهِ: لَقَدْ أَمْتَن اَللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى أُمَّةِ اَلْإِسْلَامِ بِعَطَايَا، وَخَصَّهَا بِمَنْحٍ وَمَزَايَا، تَكْرِيمًا وَرِفْعَةً لِشَأْنِهَا، وَمِنْ تِلْكَ اَلنِّعَمِ: مَا اِخْتَصَّهَا اَللهُ تَعَالَى بِيَوْمِ اَلْجُمْعَةِ ، وَقَدْ فَرَضَ اَللَّهُ عَلَى اَلْأُمَمِ اَلسَّابِقَةِ تَعْظِيمَ يَوْمِ اَلْجُمْعَةِ، فَضَّلَ عَنْهُ اَلْيَهُودُ ، فَعَظُمُوا يَوْمَ اَلسَّبْتِ ، وَضَلَّ عَنْهُ اَلنَّصَارَى، فَعَظُمُوا يَوْمَ اَلْأَحَدِ، وَهَدَى اَللهُ أُمَّةَ اَلْإِسْلَامِ إِلَيْهِ ، وَلِهَذَا حَسَدْنَا أَهْلُ اَلْكِتَابِ عَلَى هَذَا اَلِاخْتِيَارِ وَالْهِدَايَةِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم : " نَحْنُ الْآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمُ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ ، فَهَدَانَا اللهُ فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ ؛ الْيَهُودُ غَدًا ، وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ" رواه البخاري .
وَجَاءَ فِي فَضْلِ اَلْجُمْعَةِ، قَوْلُهُ صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ؛ سَيِّدُ الْأَيَّامِ وَأَعْظَمُهَا عِنْدَ اللَّهِ ، وَهُوَ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ يَوْمِ الْأَضْحَى وَيَوْمِ الْفِطْرِ " رواه ابن ماجة وحسنه الألباني.
فَمَنْزِلُهُ اَلْجُمْعَةِ بَيْنَ سَائِرِ أَيَّامِ اَلْأُسْبُوعِ ؛ كَمَنْزِلَةِ رَمَضَانْ بَيْنَ سَائِرِ اَلشُّهُورِ، وَسَاعَةُ اَلْإِجَابَةِ فِيهِ ؛ كَلِيلَةِ اَلْقَدَرِ فِي رَمَضَانْ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم : " خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ أُهْبِطَ ، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ ، وَفِيهِ مَاتَ ، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ ، وَمَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَاّ وَهِيَ مُصِيخَةٌ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، مِنْ حِينِ تُصْبِحُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ ، شَفَقاً مِنَ السَّاعَةِ ، إِلَاّ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ ، وَفِيهَا سَاعَةٌ لَا يُصَادِفُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهُوَ يُصَلِّي ، يَسْأَلُ اللهَ شَيْئاً إِلَاّ أَعْطَاهُ اللهُ إِيَّاهُ " رواه مالك بسند صحيح.
عِبَادَ اَللَّهِ: وَصَلَاةُ اَلْجُمْعَةِ مِنْ آكَدِ فُرُوض ِاَلْإِسْلَامِ ، وَمِنْ أَعْظَمِ مَجَامِعِ اَلْمُسْلِمِينَ، سِوَى مَجْمَعِ عَرَفَة ، وَهِيَ صَلَاةٌ مُسْتَقِلَّةٌ بِنَفْسِهَا، تُخَالِفَ صَلَاةَ اَلظُّهْرِ، فِي اَلْجَهْرِ، وَالْعَدَدِ ، وَالْخُطْبَةِ ، وَالشُّرُوطِ اَلْمُعْتَبَرَةِ لَهَا ، وَهِيَ فَرْضُ عَيْنٍ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ بَالِغٍ عَاقِلٍ، حُرٍّ ذَكَرٍ، صَحِيحٍ ، مُقِيمٍ قَالَ تَعَالَى:﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ﴾ ،
وَقَالَ صلى الله عليه وسلم : " لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمُ الْجُمُعَاتِ، أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكُونُنَّ مِنَ الْغَافِلِينَ" رواه مسلم .
عِبَادَ اَللَّهِ: صَلَاةُ اَلْجُمْعَةِ لَهَا مَقَامٌ عَظِيمٌ ، تَحْضُرُهَا اَلْمَلَائِكَةُ ، يَقِفُونَ عَلَى كُلِّ بَابِ مِنْ أَبْوَابِ اَلْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ ، فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوْا الصُّحُفَ ، وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ .
وَأَعْظَمُ اَلنَّاسِ فِي اَلْجُمْعَةِ أَجْرًا، أَسْبِقُهُمْ إِلَيْهَا مَجِيئًا، وَأَحْسَنَهُمْ فِيهَا أَدَبًا، وَأُوَفقُهُمْ فِيهَا لِلسَّنَةِ ، وَمِنْ اَلْآدَابِ اَلْمَشْرُوعَةِ لَهَا: اَلِاغْتِسَالُ وَالتَّنَظَفُ ، وَالتُّسُوكُ وَالتَّطَيُّبُ ، وَلُبْسُ أَجْمَلِ اَلثِّيَابِ، وَيَتَأَكَّدُ اَلِاغْتِسَالُ فِي حَقِّ مِنْ بِهِ رَائِحَةٌ يَحْتَاجُ إِلَى إِزَالَتِهَا.
قَالَ صلى الله عليه وسلم : "مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ إِنْ كَانَ عِنْدَهُ ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ ، فَلَمْ يَتَخَطَّ أَعْنَاقَ النَّاسِ، ثُمَّ صَلَّى مَا كَتَبَ اللَّهُ لَهُ ، ثُمَّ أَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ صَلَاتِهِ: كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ جُمُعَتِهِ الَّتِي قَبْلَهَا " قَالَ: أَبُو هُرَيْرَةَ:" وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ " وقال:" إِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا " رواه أبوداود وحسنه الألباني.
عِبَادَ اَللَّهِ: وَيَسُنُّ اَلتَّبْكِيرُ إِلَى اَلْجُمْعَةِ ، وَأَنْ يَأْتِيَ إِلَيْهَا فِي سَكِيْنَةٍ وَوَقَارٍ مَاشِيًا ، وَيَغُضَّ بَصَرَهُ ، وَيَخْفِضَ صَوْتَهُ ، قَالَ صلى الله عليه وسلم :" مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ، ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَة ً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الْإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلَائِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ " رواه البخاري .
عِبَادَ اَللَّهِ: وَمِنْ أَعْظَمِ مَا وَرَدَ فِي فَضْلِهَا ، أَنَّ لِلْمَاشِي إِلَى الْجُمُعَةِ بِكُلِّ خُطْوَةٍ أَجْرَ سَنَةٍ صِيَامَهَا وَقِيَامَهَا، قَالَ صلى الله عليه وسلم : " مَنْ غَسَّلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ ، ثُمَّ بَكَّرَ وَابْتَكَرَ ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ ، وَدَنَا مِنَ الْإِمَامِ ، فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ ، عَمَلُ سَنَةٍ ، أَجْرُ صِيَامِهَا وَقِيَامِهَا " رواه أبوداود وصححه الألباني.
قَالَ بَعْضُ الْأَئِمَّةِ: لَمْ نَسْمَعْ مِنَ الشَّرِيعَةِ حَدِيثًا صَحِيحًا مُشْتَمِلًا عَلَى مِثْلِ هَذَا الثَّوَابِ .أ.هـ.
نَسْأَلُ اَللَّهُ مِنْ وَاسِعِ فَضْلِهِ.
بَارَكَ اَللّهُ لِي وَلَكُمْ بِالْقُرْآنِ اَلْعَظِيمِ، وَنَفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ اَلْآيَاتِ وَالذَّكَرِ اَلْحَكِيمِ ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اَللَّهَ اَلْعَظِيمَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ اَلْمُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ، فَاسْتَغْفَرُوهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورْ اَلرَّحِيمِ.
اَلْخُطْبَةُ اَلثَّانِيَةُ
اَلْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهْ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْد:
عِبَادَ اَللَّهِ: الْجُمُعَةُ يَجْتَمِعُ لَهَا اَلْمُسْلِمُونَ ، تَزْكُو نُفُوسُهُمْ ، وَتَتَآلَفَ جُمُوعَهُمْ ، وَتَتَصَافَى قُلُوبَهُمْ ، وَالْمَشْرُوعُ لِلْمَأْمُومِ إِذَا حَضَرَ اَلْمَسْجِدَ ؛ أَنْ يَتَقَدَّمَ إِلَى اَلصُّفُوفِ اَلْأُولَى ، وَيَشْتَغِلَ بِالصَّلَاةِ وَالذَّكَرِ وَقِرَاءَةِ اَلْقُرْآنِ، لَاسِيَّمَا سُورَةُ اَلْكَهْفِ، فَإِذَا شَرَعَ اَلْإِمَامُ فِي اَلْخُطْبَةِ، وَجَبَ اَلْإِنْصَاتُ وَحَرُمَ اَلْكَلَامُ ، كَأَنَّ اَلْمَأْمُومُ فِي صَلَاةٍ ، فَلَا يُشَمِّتْ اَلْعَاطِسَ وَلَا يَبْتَدَأْ اَلسَّلَامَ وَلَا يَرُدَّ عَلَيْهِ، قَالَ ﷺ " مَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ: أَنْصِتْ، فَقَدْ لَغَا " رواه النسائي وصححه الألباني ، "وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا " رواه أحمد بسند صحيح. ، وَلِيَحْذَرِ اَلْمُسْلِمُ مِنْ اَلتَّحَدُّثِ مَعَ اَلْآخَرِينَ، أَوْ اَلْعَبَثِ بِالْجَوَّالِ أَثْنَاءَ اَلْخُطْبَةِ، فَهُوَ مِنْ اَللَّغْوِ اَلْمُحَرَّمِ.
وَمِنْ جَاءَ مُتَأَخِّرًا فَإِنَّهُ يَجْلِسُ حَيْثُ اِنْتَهَتْ اَلصُّفُوفُ ، وَلَا يَجُوزُ لَهُ تَخَطِّي رِقَابَ النَّاسِ ، وقَدْ رَأَى النَّبِيُّ ﷺ ، رَجُلًا يَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ ، يَوْمَ الجُمُعَةِ وَهُوَ يَخْطُبُ ، فَقَالَ لَهُ: "اجْلِسْ فَقَدْ آذَيْتَ " رواه أبوداود وصححه الألباني.
عِبَادَ اَللَّهِ: يَوْمُ اَلْجُمْعَةِ جَعَلَهُ اَللَّهُ عِيدًا لِأَهْلِ اَلْإِسْلَامِ ، يَتَنَافَسُ فِيهِ اَلْعِبَادُ ، بِمَا شَرَعَ اَللَّهُ فِيهِ مِنْ اَلْعِبَادَاتِ وَنَفَائِسِ اَلْقُرُبَاتِ ، وَاَلَّتِي رَتَّبَ عَلَيْهَا سُبْحَانَهُ ، تَكْفِيرَ اَلسَّيِّئَاتِ وَزِيَادَةِ اَلْحَسَنَاتِ، وَإِجَابَةِ اَلدَّعَوَاتِ، فَإِنَّ مِنْ خَصَائِصِ يَوْمِ اَلْجُمْعَةِ: أَنَّ فِيهِ سَاعَةٌ، لَا يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَدْعُو اَللَّهُ تَعَالَى مِنْ خَيْرِ اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، إِلَّا أَجَابَ اَللَّهُ دُعَاءَهُ، وَأَحْرَاهَا وَأَرْجَاهَا في موضعين : مَا بَيْنَ جُلُوسِ اَلْإِمَامِ عَلَى اَلْمِنْبَرِ إِلَى أَنْ تُقْضَى اَلصَّلَاة ، وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ اَلْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ اَلشَّمْسِ، لِثُبُوتِ اَلْأَحَادِيثِ اَلصَّحِيحَةِ بِذَلِكَ.
فَلْيَحْرِصِ اَلْمُسْلِمُ ، عَلَى اَلدُّعَاءِ بَيْنَ اَلْأَذَانِ وَالْخُطْبَةِ، وَبَيْنَ اَلْخُطْبَتَيْنِ ، وَالتَّأْمِينُ عَلَى دُعَاءِ اَلْإِمَامِ، وَفِي اَلسُّجُودِ أَثْنَاءَ اَلصَّلَاةِ ، وَبَعْدُ اَلتَّشَهُّدِ قَبْلَ اَلسَّلَامِ ، تَدْعُو اَللَّهَ بِمَا شِئْتُ مِنْ خَيْرِي اَلدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ.
وَمِنْ خَصَائِصِ هَذَا اليَوْمِ: أَنَّ الصَّلَاةَ عَلَى النَّبِيِّ ﷺ فِيهَا مَزِيدُ فَضْلٍ، قَالَ ﷺ:" إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ" فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ ، - يَعْنِي بَلِيتَ - فَقَالَ: "إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ" رواه ابن ماجة وصححه الألباني.
فَأَكْثِرُوا مِنَ الصَّلَاةِ والسَّلَامِ عَلَى نَبِيِّكُمْ ﷺ ، فِي كُلِّ وَقْتٍ وَحِينٍ ، لَاسِيَّمَا يَوْمُ اَلْجُمُعَةِ وَلَيْلَةِ اَلْجُمُعَةِ ، فَإِنَّهُ مِنْ صَلَّى عَلَيْهِ صَلَاةً وَاحِدَةً ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا ، اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدْ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.
المرفقات
1738843920_الجمعة سيد الأيام خطبة.docx
1738843920_الجمعة سيد الأيام خطبة.pdf