الرؤَى والأحلامِ والتحذير من مدعي التعبير

محمد بن خالد الخضير
1446/07/22 - 2025/01/22 14:21PM

الخُطْبَةُ الأُولَى

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ" أَمَّا بَعْدُ: عِبَادِ اللَّهِ، أوْلَتْ الشريعةُ الإسلاميةُ الرؤى والمناماتِ مكانةً مُعتَبرةً، واختصَّتها بأحكامٍ وضوابطَ، أبانتْ صادِقَها مِنْ كاذِبها، وما يُعْتَبرُ منها ومالا يُعتَبَرُ، وهذا إنما هو برهانٌ مِنْ براهينِ كمالِ الشريعةِ المحمَّديةِ وشمولِها؛ على صاحبِها أفضلُ الصلاةِ والسلامِ.

 أَن الرؤَى وَالْأَحْلَام تَشْغَل كَثِيرًا مِنْ النَّاسِ ؛ لِأَنَّهُ مَا مِنْ يَوْمِ إلَّا وَيَحْصُلُ لَهُمْ فِيهِ رَؤى أَوْ أَحْلَامًا، وَلِأَجْلِ أَنَّ نَقِفَ جَمِيعًا عَلَى صُورَةِ مُثْلى لِلتَّعامُلِ مَعَ الرؤَى الْمُتَكَاثِرَة فلنستمع إلَى جُمْلَةِ مِنْ الْآدَابِ الْمَرْعِيَّةِ تُجَاه هَذِه الظَّاهِرَة، فَقَدْ رَوَى مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ إنْ أَبَا سَلَمَةَ قَالَ : كُنْتُ أَرَى الرُّؤْيَا أُعرَى مِنْهَا ـ أَي : أَمْرَض مِنْهَا ـ حَتَّى لقيتُ أَبَا قَتَادَةَ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ : ((الرؤيا مِنْ اللَّهِ ، وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ ، فَإِذَا حَلَم أَحَدُكُم حلماً يَكْرَهُه فلينفث عَنْ يَسَارِهِ ثلاثاً وليتعوّذ بِاَللَّهِ مِنْ شَرِّهَا، فَإِنَّهَا لَن تضرّه))، وَفِي رِوَايَةٍ عِنْدَ مُسْلِمٍ أيضاً قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : إنْ كُنْت لَأَرَى الرُّؤْيَا أَثْقَل عليَّ مِنْ جَبَلٍ ، فَمَا هُوَ إلَّا أَنْ سَمِعْت بِهَذَا الْحَدِيثِ ، فَمَا أباليها .

وَمِنْ هُنَا ـ عِبَادِ اللَّهِ ـ فَمَا كُلُّ مَا يَرَاهُ النَّائِمُ يُعد مِن الرؤَى الَّتِي لَهَا مَعْنًى تفسَّر بِه ؛ إذْ أَنَّ مَا يَرَاهُ النَّائِمُ فِي مَنَامِهِ يتنوّع إلَى ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ لَا رَابِعَ لَهَا ، كَمَا عِنْدَ ابْنِ مَاجَهْ وَصَحَّحَهُ الْأَلْبَانِيّ مِنْ حَدِيثِ عَوْفٍ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ قَالَ : ((إن الرُّؤْيَا ثَلَاث : مِنْهَا أهاويل مِنْ الشَّيْطَانِ ليحزن بِهَا ابْنُ آدَمَ ، وَمِنْهَا مَا يَهُمَّ بِهِ الرَّجُلُ فِي يَقَظَتُه فَيَرَاه فِي مَنَامِهِ ، وَمِنْهَا جُزْءٍ مِنْ سِتَّةِ وَأَرْبَعِينَ جزءاً مِن النبوة)) .

يَقُول الْبَغَوِي رَحِمَهُ اللَّهُ: "في هَذَا الْحَدِيثِ بَيَانُ أَنَّهُ لَيْسَ كُلُّ مَا يَرَاهُ الْإِنْسَانُ فِي مَنَامِهِ يَكُون صحيحاً وَيَجُوز تَعْبِيرِه، إنَّمَا الصَّحِيحُ مِنْهَا مَا كَانَ مِنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، وَمَا سِوَى ذَلِكَ أَضْغاثُ أَحْلامٍ لَا تَأْوِيل لها"  وَمِثَالُ هَذِهِ الْأَضْغَاث ـ عِبَادِ اللَّهِ ـ مَا رَوَاهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ إنْ أعرابياً جَاءَ إلَى النَّبِيِّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، رَأَيْت فِي الْمَنَامِ كَأَنَّ رَأْسِي ضُرب فَتَدَحْرَج فاشتددتُ عَلَى أَثَرِهِ!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ لِلْأَعْرَابِيّ: ((لا تَحَدَّثَ النَّاسُ بتلعّب الشَّيْطَان بِك فِي منامك)) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

فَأَمَّا مَوْقِفٌ الْمَرْءُ مِنْ هَذَا النَّوْعِ مِنْ الرؤَى وَهُوَ الْغَالِبُ عَلَى حَالٍ الْكَثِيرِين فَإِنَّهُ قَدْ جَاءَ فِي السَّنَةِ آدَاب خَاصَّةٌ بِهِ فِي أَحَادِيثِ صَحِيحَةٍ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا، وَهِي التَّعَوُّذُ بِاللهِ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الرُّؤْيَا وَمِنْ شَرِّ الشَّيْطَانِ، وَإِن يَتْفُل الرَّائِي حِين يهُبّ مِنْ نَوْمِهِ ثلاثاً عَنْ يَسَارِهِ، وَأَنْ لَا يذكرَها لِأَحَدٍ أَصْلًا، وَأَنْ يُصَلِّيَ مَا كُتب لَه، وَإِن يتحوّل مِنْ جَنْبِهِ الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ. وَزَادَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ قراءةَ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَمَا صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ أَنْ مَنْ قَرَأَهَا لَا يقربهُ شَيْطَانٌ، وَهَذَا النَّوْعُ مِنْ الرؤَى إنَّمَا هُوَ مِنْ الشَّيْطَانِ.

وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّانِي مِنْ الرؤَى فَهُوَ مَا يحدِّث بِهِ الْمَرْءُ نفسَه فِي يَقَظَتُه، كَمَن يَكُونَ مَشْغُولًا بِسَفَرٍ أَوْ تِجَارَةٍ أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ، فَيَنَام فَيَرَى فِي مَنَامِهِ مَا كَانَ يفكّر فِيهِ فِي يَقَظَتُه، وَهَذَا مِنْ أَضْغَاث الْأَحْلَام الَّتِي لَا تَعْبِير لَهَا

وَأَمَّا النَّوْعُ الثَّالِثُ فَهُوَ الرُّؤْيَا الصَّادِقَةُ الصَّالِحَةُ الَّتِي تَكُونُ مِنْ اللَّهِ ، قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ((إذا رَأَى أَحَدُكُمْ رُؤْيَا يُحِبُّهَا فَإِنَّمَا هِيَ مِنْ اللَّهِ ، فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ عَلَيْهَا وليحدث بها)) أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ ، وَعِنْدَ مُسْلِمٍ : ((ولا يُخْبَرُ بِهَا إلَّا مِنْ يحب)) ، وَلِذَلِكَ أَسْبَابٌ ، مِنْهَا : مَنَع بَاب التَّحَاسُد وَمَا يَنْتُجُ عَنْهُ مِنْ تَدابُر ، وَلِهَذَا قَالَ يَعْقُوبُ لِابْنِه _عليهما السلام_ : " لَا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً "(يوسف : مِن الآية5) ، فَلَمَّا لَاحَظ يَعْقُوب مِنْ تَصَرُّفَاتِ بِنِيَّةِ مَا اِسْتَشْرَف مِنْهُ عَدَمُ رِضَاهُم عَن أَخِيهِم أَوْصَاه بِذَلِك ، فَإِذَا لَمْ تَأْمَنْ جَانِبٍ قَرِيبٍ فَلَا تَقَصَّص رُؤْيَاك عَلَيْهِ حَتَّى وإن كان ممن تحب.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

الْخُطْبَةِ الثَّانِيَةِ

الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَلاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تَعْظِيمًا لِشَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ الدَّاعِي إِلَى رِضْوانِهِ، صَلَّى اللهُ عَليْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَعْوَانِهِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ مِمَّا يُلاَحَظُ فِي هَذَا الزَّمَنِ كَثْرَةَ الْمُعَبِّرِينَ لِلرُّؤَى عَبْرَ وَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الْمُخْتَلِفَةِ، الَّذِينَ يَجْهَلُونَ مَبَادِئَ التَّعْبِيرِ لَهَا لِقِلَّةِ عِلْمِهِمْ، وَعَدَمِ إِدْرَاكِهِمْ لِلتَّعْبِيرِ، وَأَنَّ التَّعْبِيرَ فَتْوَى؛ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ﴾ [يوسف: 43].

وَمَعْلُومٌ أَنَّ الْفَتْوَى بَابُهَا الْعِلْمُ، لاَ الظَّنُّ وَالتَّخَرُّصُ، وَلَعَلَّ مِنْ أَبْرَزِ الأَسْبَابِ الَّتِي دَفَعَتْهُمْ لِلْوُقُوعِ فِي هَذَا الأَمْرِ الْعَظِيمِ: أَكْلَ أَمْوَالِ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ، أَوِ التَّسَلُّقَ عَلَى مَنَامَاتِهِمْ لِبُلُوغِ الشُّهْرَةِ وَانْتِشَارِ الصِّيتِ.

عِبَادَ اَللَّهِ ؛ إِنَّ مِنَ المُعَبِّرِيْنَ مَنْ أَفْسَدَ حَيَاةَ اَلنَّاسِ ، وَدَمَّرَ الْبُيُوتَ ، كَانَتْ حَيَاتُهُمْ هَنِيئَةً سَعِيدَةً ، وَمَا هِيَ إِلَّا رُؤْيَا مَنَامِيَّةَ، وَيَتَّصِلُونَ بِهَا بِمُعَبِرٍ لَا يَخْشَى اَللَّهَ، وَلَا يَتَّقِيهِ،  فَيُخْبِرُهُمْ بِتَأْوِيلٍ لَهَا فَاسِدٍ ضَالٍ فَتَتَكَدَّرُ حَيَاتهُمْ بَعْدَهَا، وَتَتَقَطَّعَ عِلَاقَاتِهِمْ، وَتَتَحَوَّلُ مِنْ مَحَبَّةٍ إِلَى عَدَاوَةٍ، فَيَقُولُ فِي تَعْبِيرِهِ لَقَدْ صَنَعَ قَرِيبٌ لَكُمْ سِحْرٌ، أَوْ أُصِبْتَ بِعَيْنٍ شَدِيدَةٍ، أَوْ سَتُصِيبُ أَمْوَالكُمْ جَائِحَةً، أَوْ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، فَيُكَدِّرُ صَفْوَ حَيَاتِهِمْ.

فَاتَّقُوا اللهَ -عِبَادَ اللهِ-، وَاحْرِصُوا عَلَى الْعَمَلِ بِالآدَابِ النَّبَوِيَّةِ فِي يَقَظَتِكُمْ وَنَوْمِكُمْ لِتَنْعَمُوا بِالْخَيْرِ الَّذِي دَلَّكُمْ إِلَيْهِ نَبِيُّكُمْ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

هَذَا، وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم كَمَا أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ، فَقَالَ: ﴿إِنَّ اللهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾ [الأحزاب: 56]

اللهمّ صلِّ وسلِّم وَبَارِكْ عَلَى عبدِك وَرَسُولُك محمّد، وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ وَصَحَابَتِه الْمَيَامِين وَأَزْوَاجِه أمّهات الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الدِّينِ، وسلّم تسليمًا كثيرًا.

اللهمّ أعزَّ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ، وأذلَّ الشِّرْك وَالْمُشْرِكِين، ودمر أَعْدَاءَ الدِّينِ، وَاجْعَل هَذَا الْبَلَدِ آمناً مطمئناً وَسَائِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ.

اللَّهُمَّ آمِنَّا فِي أوطاننا، وَأَصْلَح أَئِمَّتِنَا وَوُلَاة أُمُورِنَا، لِلْهَمّ وفِّق وليَّ أَمَرَنَا خادمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ لِمَا تحبُّ وترضَى، وخُذ بِه للبرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمّ وفِّقه ووليَّ الْعَهْد لِمَا فِيهِ صَلَاحُ الْبِلَاد وَالْعِبَاد.

اللَّهُمَّ طَهِّرْ قُلُوبِنَا مِنْ النِّفَاقِ وَأَعْمَالِنَا مِنْ الرِّيَاءِ وألسنتنا مِنْ الْكَذِبِ وأعيننا مِنْ الْخِيَانَةِ فَإِنَّك تَعْلَم خَائِنَةُ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ

اللَّهُمّ فرِّج همَّ المهمومين مِن المُسلمين، ونفِّس كربَ المكروبين، واقضِ الدَّيْن عَن الْمَدِينَيْن، واشفِ مَرْضَانَا ومرضَى المُسلمين بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ.

اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذُنُوبَنَا، واستُر عيوبَنا، ويسِّر أُمُورِنَا، وبلِّغنا فِيمَا يُرضِيك آمَالِنَا.

سُبْحَان ربِّك ربِّ الْعِزَّة عمّا يَصِفُون، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ربِّ الْعَالَمِين.

المرفقات

1737544827_الرؤَى والأحلامِ والتحذيؤ من مدعي التعبير 24-7-1446.doc

1737544832_الرؤَى والأحلامِ والتحذيؤ من مدعي التعبير 24-7-1446.pdf

1737544835_الرؤَى والأحلامِ والتحذيؤ من مدعي التعبير 24-7-1446نسخة الجوال.pdf

المشاهدات 1153 | التعليقات 0