الرؤى والمنامات وقفات وعظات
أسامة بن سعود عبد الله التميمي
1446/07/23 - 2025/01/23 16:50PM
الرؤى والمنامات وقفات وعظات
- خطبة الجمعة.
الخطبة الأولى.
الحمد لله، تفرَّد بالخلق والقضاء تدبيرًا وإحكامًا، أحمدُه - سبحانه - أظهرَ بديعَ آياته في عباده يقظَةً ومنامًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له توحيدًا للباري وإعظامًا، وأشهد أن نبيَّنا محمدًا عبدُ الله ورسوله أصدقِ البريَّةِ مرائيَ وأحلامًا، وعلى آله الطيبين وصحبِهِ الغُرِّ الميامين ومن تبِعهم بإحسانٍ ، وسلِّم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أما بعد: فاتقوا الله أيها المسلمون: واحفظوا حدوده يَحْفَظكم، واذكروه يذكركم، وأوفوا بعهده يوفِ بعهدكم، واستقيموا على طاعته يسعدكم؛ فإن الفلاح والنجاة مرهونٌ بتقوى الله وطاعته، ومراقبته ومحبته، ولا سبيل إلى ذلك إلا بالاقتداء بالرسول محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- ولزوم سنته.
أيها المسلمون: فُطرتِ النفوسُ على حب الاستطلاع ومحاولةِ معرفةِ الغيبِ المنتظر والغد المؤمَّل؛ ولهذا فُتن البعض بالذهاب إلى الكهان والمنجمين يلتمسون منهم كشفَ ما غُيّب، وإظهار ما حُجب، وهيهات أن يستطيعوا ذلك! فالغيب لله وحده: (عَالِمُ الغيْبِ فلا يُظهِرُ علَى غَيْبِهِ أَحَدَاً * إلَّا مَن ارْتَضَى مِن رَّسُولٍ) [الجن:26-27]، وقال - تعالى -: (قُلْ لا يَعْلمُ مَن فِي السَّمَاواتِ والأرضِ الغيبَ إلا اللهُ) [النمل:65]، ولا يُحَصَّل من يذهبون إليهم إلا بهتاناً وإثماً مبيناً.
وأحياناً قد يَعْلَم الإنسان عن أمور ستجري أو بشاراتٍ ستحصل بطريق الرؤيا التي هي أمثالٌ مضروبةٌ، يضربها الملك الذي قد وكله الله بالرؤيا ليستدل الرائي بما ضُرب له من المثل على نظيره وَيَعْبرَ منه إلى شبهه، وهذا طريق شرعي مهم.
حسبك من أهمية الرؤيا أن عبادة بن الصامت -رضي الله عنه- قال: سألت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن قول الله- تبارك وتعالى -: (لَهُمُ البُشْرَى فِي الحَياة الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ)، وقال: "هي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له" رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.
وهذا إبراهيمُ الخليل -عليه السلام- عزم على ذبح ابنه من أجل رؤيا رآها، وينقادُ إسماعيل -عليه السلام-: (قَال يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرى في المنامِ أَنِّي أذْبَحُكَ فانْظُرْ ماذَا ترى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُني إنْ شَاءَ اللهُ مِن الصَّابِرِينَ) [الصافات:102]. ورؤيا الأنبياء وحي.
رؤيا يوسف -عليه السلام- رؤيا عجيبة، وما رآه ملك مصر وعبّره يوسف من سني القحط والرخاء فيها عبرة وعظه أيضاً.
أيها المسلمون: الرؤيا المنامية لها مكانةٌ شرعية وهي أنواع ثلاثة، الناس فيها بين إفراط وتفريط، والمعبّرون كذلك، منهم المتعجّل، ومنهم المتأني، والعالم والجاهل، ومن الناس من طغى عليه جانب الرؤيا فصار كلما رأي في منامه شيئاً ذهب يسأل عنه حتى إذا كان أضغاث أحلام، ولربما سأل عن الرؤى أكثر من سؤاله عن أحكامٍ شرعية عليها مدارُ صحةِ العبادة من فسادها، وكل هذا من الجهل وتلاعب الشيطان.
ولنا -عباد الله- مع هذا الموضوع المهم عدةُ وقفات:
الوقفة الأولى:
الوقفة الأولى : صح في الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال " الرؤيا الصالحة جزءٌ من ستةٍ وأربعين جزءا من النبوة " فإذا الرؤيا الصالحة رحمة من الرحمن الرحيم وحكمةٌ من لدن الحكيم العليم!
الوقفة الثانية : قسّم العلماء رحمهم الله تعالى فيما يراه النائم في منامه إلى ثلاثةِ أنواع وأقسام :
أولا : الرؤى الصالحة وهي بُشرى وفرح وتطمين وتثبيت وهي من عند الله تعالى ، وهذه الرؤيا الصالحة لا تعدوا أن تكون من جنسِ المبشرات بإذن الله تعالى ، فينبغي حمد الله تعالى على هذه الرؤيا والثناء عليه بما هو أهله ، لأنها نعمة تفضَل الله عز وجل بها على العبد الصالح ، ولا يحدّث بها إلا من يحب ويتمنى له الخير في دينه ودنياه حتى لا يُحسد عليها ، ولا يعرضها أيضا إلا على لبيب عالم ناصح موسوم بالصدق والأمانة وليحذر كل الحذر من أهل الهوى والتعالُم والدعاية والتعبير الذين لم يُعرفوا بعلم ولا دين ولا صلاح ولا تقى، ويستغلون البسطاء من الناس في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بقصد الشهرة وأكل الأموال بالباطل، وهؤلاء لهم خطرهم الكبير على الفرد والمجتمع؛ وكم ضاقت بسببهم صدورا وأفزعوا قلوبا، وهم والله في جهل مطبق مركب؛ يظنون أنهم على علم وفراسة وهم في غباء وسذاجه؛ وعلامة هؤلاء أنهم ليس لديهم فقه في التأويل وكيفية تنزيله ويفسرون الرؤى بغير تمييز لها عن ما يشابهها من الأحلام وأحاديث النفس؛ ومن علامات أولئك الجهلة جُرأتهم على تأويل الرؤى مع عدم علهم دون تورع ولا تردد نسأل الله العافية.
ولا شك أن ذلك ذنب عظيم خطير وقد قيل للإمام مالك بن أنس -رحمه الله-: أيعبّر الرؤيا كل أحد؟ قال: أيُلعب بالنبوة؟"
والرؤيا الصالحة قد تكون كذلك محذرة منذرة للعبد عما يضره من أمور الدنيا والآخرة..
والرؤيا الصالحة لها حِكم عظيمة فهي بشارة وتطمين ومواساة واستبشار وتفاؤل..
نسأل الله العظيم من واسع فضله.
ثانيا : مما قد يراه المرء في منامه الحُلُم ويكون من الشيطان وهو تحزين وتخويف وأذى ، فعلينا أن لا نحزن إذا رأى الواحد منا مثل ذلك؛ ويجب مُراعاة التعامل مع هذا الحلم وفق الضوابط الشرعية المحمدية المنصوص عليها في السنة النبوية ، فقد كان الرجل قبل وقت النبي إذا رأى الحلم المفزع مرض وتعب وقلق بسبب ما يراه في منامه فلما جاء النبي ﷺ علق العباد برب العباد؛ وربطهم بعبادة التوكل والرجاء، وطمأنهم بأن الله هو النافع الضار وأن من توكل عليه كفاه، فلا خوفٌ ولا قلق ولا حزن يدوم ولا عسْرٌ.. وقد أرشد حبيبنا ﷺ لضوابط عظيمة مباركة لكل من يرى ما يزعجه في منامه :
أولا : قراءة أذكار النوم؛ التي تقال قبل النوم فله أثر عظيم في حفظ العبد في منامه ونزول البركة في نومه وراحته فيه؛ فقد كان النبي ﷺ يجمع كفيه ثم ينفث فيهما فيقرأ ( قل هو الله أحد) ( قل أعوذ برب الفلق) ( قل أعوذ برب الناس) ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده يبدأ بهما على رأسه ووجهه وما أقبل من جسده يفعل ذلك ثلاث مرات. رواه البخاري
وكان ﷺ يوصي أبو هريرة رضي الله عنه بهذه الوصية فيقول : "دَعْنِي أُعَلِّمْكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللَّهُ بِهَا. قُلْتُ: مَا هي؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ إِلَى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ «اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ» حَتَّى تَخْتِمَ الْآيَةَ، فَإِنَّكَ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنْ اللَّهِ حَافِظٌ، وَلَا يَقْرَبَنَّكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ.
ثانيا: إذا رأينا ما نكره فعلينا بالتعوذ بالله من الشيطان الرجيم ثلاثا في الجهة اليسرى لأنه سبب التحزين والخوف والهلع ون
الثانية : التعوذ بالله من شر الرؤيا التي تُفزع ولا يلتفت لها؛
وأنقل لكم نقلا عن سؤالا لأحد الأخوات للإمام ابن باز رحمه الله؛ فقد قالت أنها رأت والدها المتوفى في المنام وأنها وجميع أسرتها في بيت، وجاء إليهم والدها وتقول: فرحت به، وقلت له: لا تذهب عنا، وفي فكرها أنه حي في مكان ثان، وتقول: إنها لمسته، وقال لها: لا تلمسيني إني نجس؟
هذه كانت رؤياها التي أزعجتها وأحزنتها أنظروا للعالم الرباني ماذا قال لها :
قال رحمه الله :
" هذه الرؤيا، وأشباهها من الشياطين، يقول النبي ﷺ: الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا رأى أحدكم ما يكره؛ فلينفث عن يساره ثلاث مرات، وليتعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ومما رأى ثلاث مرات، ثم لينقلب على جنبه الآخر؛ فإنها لا تضره، ولا يخبر بها أحدًا الذي يرى أنه يقتل، أو أنه نجس، أو صب عليه البول، أو أحدًا يهدده بالقتل، أو يضربه، أو أنه مكشوف العورة، أو ما أشبه ذلك، كل هذا من الشياطين، فإذا استيقظ؛ فليتفل عن يساره ثلاث مرات، وليقل: أعوذ بالله من الشيطان، ومن شر ما رأيت، ثلاث مرات، ثم ينقلب على جنبه الآخر، ولا يخبر بها أحدًا، ولا تضره، إن شاء الله." انتهى كلامه رحمه الله.
تخيلوا لو كانت هذه الرؤيا لأحد أولئك المعبرين الجهلة في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لربما زاد خوفها خوفا وقلقها قلقا وقال لها والدك المتوفى يعاني وعليكم بالصدقة عنه ونحو ذلك وهو يظن أنه بذلك يحسن وهو والله يسيئ ويظلم ويفتري كيف لا وهو يعبر الرؤى والمنامات عن جهل وتسرع وبلا فقه ولا حكمة.. عافانا الله وإياكم من كل رؤيا تضر ورزقنا وإياكم الرؤيا الصالحة المبشرة عاجلا وآجلا.. أقول ما سمعتم وأستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
الخطبة الثانية.
الحمد لله، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله، صلى الله عليه وسلم تسليماً وعلى آله وأصحابه ومن اقتدى بهم واتبع هديهم.
وبعد: فما كلُ ما يراه الإنسان في منامه يَسْأَلُ عنه ليعبَر له، ولا كلُ ما يُرى يكون حقاً، فإن من الرؤى أضغاث أحلام، وحديث نفس لا يُلتفت له، وربما تلاعب وتحزين من الشيطان كما سبق آنفاً، وعليه؛ فليعلم بأن الرؤيا لا تصلح بأن تشرِّع حكماً أو تحل حراماً أو توجب شيئاً أو يسيء أحدٌ الظنَ بمسلم ظاهره العدالة، أو يعتدي عليه لمجرد ما رأى في النوم.
ذكر الشاطبي في الاعتصام: "أن الخليفة المهدي أراد قتل شَرِيك بن عبد الله القاضي، فقال شريك: ولم ذلك يا أمير المؤمنين ودمي عليك حرام؟ قال: لأني رأيتُ في المنام كأني مقبلٌ عليك أكلِّمك وأنتَ تكلمني من قفاك فأرسلت إلى المعبّر فسألته عنها، فقال: هذا رجلٌ يطأُ بساطك وهو يسر خلافك، فقال شريك: يا أمير المؤمنين: إن رؤياك ليست رؤيا يوسف بن يعقوب، وإن دماء المسلمين لا تسفك بالأحلام، فنكّس المهدي رأسه وأشار إليه بيده أن اخرج؛ فانصرف".
فهل يعي خطورة هذا الأمر من يتناقلون رؤى لم يتأكدوا من صحتها وعدالة ناقليها؟ وأخطر من هؤلاء من يتعمدون الكذب في الرؤيا بأن يقول أحدهم رأيت كذا وكذا وما رأى...
فعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((مَنْ تَحَلَّم بحُلمٍ لم يَرَه كُلِّفَ أن يَعْقِد بين شَعِيرَتَيْن، ولن يَفْعَلَ، ومن استَمَعَ إلى حديثِ قومٍ وهم له كارهون صُبَّ في أُذُنه الآنُكُ يوم القيامة، ومَنْ صَوَّرَ صُورَةً عُذِّبَ، وكُلِّفَ أن يَنْفُخَ فيها، ولَيْسَ بنافخٍ))؛ رواه البخاري
وفيه أيضاً من حديث ابن عمر الذي صححه الألباني أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إنَّ من أفْرَى الفِرَى أنْ يُرِيَ عَيْنَيْهِ في المنامِ ما لَمْ تَرَيا "
أيها المسلمون: وعلى مَنْ يرون الرؤى الحقيقية ويرغبون في تعبيرها أن يتخيرّوا من يحسن هذا العلم، وقد أخرج الحاكم من حديث أنس أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إن الرؤيا تقع على ما لعبّر به، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحاً أو عالماً" صححه الحاكم ووافقه الذهبي والألباني في الصحيحة.
أيُّها المسلمون:
الدِّينُ كَمُلَ بموتِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، والرُّؤيا لا يَثبتُ بها شيءٌ من الأحكامِ، قال الشَّاطبيُ رحمه الله: «فَائِدَتُهَا – أَيِ: الرُّؤْيَا – البِشَارَةُ أَوِ النِّذَارَةُ خَاصَّةً، وَأَمَّا اسْتِفَادَةُ الأَحْكَامِ فَلَا».
واللَّهُ حَفِظَ نبيَّنا مُحمَّداً صلى الله عليه وسلم من تَمَثُّلِ الشَّيطانِ به، فمَن رآه في المنامِ فقد رآه حقّاً، قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: «مَنْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَقَدْ رَآنِي؛ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لَا يَتَمَثَّلُ فِي صُورَتِي» (متفق عليه).
ومَن رأى النَّبيَّ في المنامِ لا يدلُّ على أنَّه خيرٌ من غيرِه، ومَن رآه على غيرِ صفتِه الواردةِ في السُّنَّةِ والسِّيرةِ، أو رآه يأمرهُ بباطلٍ؛ فهي أضغاثُ أحلامٍ، والخيرُ في اتباعِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.
ثم اعلموا أن الله أمرَكم بالصلاةِ والسلامِ على نبيِّه، فقال في مُحكَم التنزيل: ﴿ إِنَّ اللهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الذِيْنَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيْمًا ﴾ [الأحزاب: 56].
اللهم صلِّ وسلِّم على نبيِّنا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.
اللهم أعذنا من شر كل رؤيا ونسألك أن ترزقنا البشائر الطيبة والرؤى الصالحة، اللهم اجعلنا ممن بُشروا برضاك والفوز بجناتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اكفنا شر من يعبرون الرؤى بلا علم ولا فقه ولا دين اللهم اكفي المسلمين شرهم واصرف القلوب عنهم ؛ اللهمَّ ثبِّت قلوبَنا على التوحيدِ والسُّنةِ إلى المَمات، وجنِّبنا الشِّركَ والبدعةَ، وارفعِ الضُّرَ عن المُتضرِّرِينَ مِن المسلمينَ في كلِ مكان، اللهمَّ اهدِنا لأحسنِ الأخلاقِ والأعمالِ لا يَهدِي لأحسنِها إلا أنت، واصرْفْ عنَّا سيِّئَها فلا يَصرِفُها إلا أنت، اللهمَّ سدِّدِ ولي أمرنا وولي عهده، اللهم سددهم ونُوَّابَهم وجندَهم لِمرَاضِيكَ، وانصُرْ بِهم دِينَكَ، وأصلِحْ بِهِم عبادَكَ، واغفرْ لَنَا ولِجميعِ المسلمينَ، والحمد لله رب العالمين.
المرفقات
1737640253_الرؤى والمنامات وقفات وعظات.pdf