الزواج

يوسف العوض
1446/12/29 - 2025/06/25 14:02PM

الخُطْبَةُ الأُولَى

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: إِنَّ الزَّوَاجَ شَرِيعَةٌ مِنْ شَرَائِعِ اللَّهِ، وَنِعْمَةٌ عَظِيمَةٌ يَمُنُّ بِهَا عَلَى الْعِبَادِ، فِيهِ سَكَنٌ لِلرُّوحِ، وَطُمَأْنِينَةٌ لِلنَّفْسِ، وَحِفْظٌ لِلْفَرْجِ، وَبِهِ تَكُونُ الأُسَرُ وَتَسْتَقِرُّ الحَيَاةُ.

قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا، وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً، إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾.

وَقَدْ حَثَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ عَلَى الزَّوَاجِ، وَبَيَّنَ فَضْلَهُ، فَقَالَ:"يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ» .

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: الزَّوَاجُ لَيْسَ تَرَفًا، وَلَا عَادَةً مِنَ العَادَاتِ، بَلْ هُوَ مِيثَاقٌ غَلِيظٌ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:﴿ وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا ﴾.

وَهُوَ سَبِيلٌ لِتَكْثِيرِ الأُمَّةِ، وَإِعْمَارِ الأَرْضِ بِالطَّاهِرِينَ وَالطَّاهِرَاتِ، وَيُحَقِّقُ العَفَافَ، وَيُغْلِقُ أَبْوَابَ الزِّنَا وَالْفَسَادِ.

وَإِنَّ مِنْ سُوءِ مَا أَصَابَ أُمَّتَنَا الْيَوْمَ تَعْسِيرُ أَمْرِ الزَّوَاجِ، وَتَكْلِيفَ الشُّبَّانِ فَوْقَ طَاقَتِهِم، فَكَثُرَتِ العَزُوبَةُ، وَفَسَدَتِ الأَخْلَاقُ، وَقَلَّتِ العَفَافُ.

فَاتَّقُوا اللَّهَ يَا أَوْلِيَاءَ الأُمُورِ، وَيَسِّرُوا الزَّوَاجَ عَلَى الشَّبَابِ، وَتَرَكُوا الرِّيَاءِ وَالإِسْرَافَ فِي الْمَهْرِ وَالحَفَلَاتِ، فَإِنَّ أَعْظَمَ النِّسَاءِ بَرَكَةً أَيْسَرُهُنَّ مَؤُونَةً.

وَاعْلَمُوا أَنَّ الْحَيَاةَ الزَّوْجِيَّةَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الرَّحْمَةِ وَالصَّبْرِ وَالحِكْمَةِ، وَلَا يَسْتَقِيمُ بَيْتٌ دُونَ تَغَافُلٍ وَتَفَاهُمٍ وَتَوَاصٍ بِالحَقِّ.

اللَّهُمَّ بَارِكْ لِلزَّوْجَيْنِ، وَاجْمَعْ بَيْنَهُمَا فِي خَيْرٍ، وَارْزُقْهُمُ الذُّرِّيَّةَ الصَّالِحَةَ، وَاجْعَلْ بُيُوتَ الْمُسْلِمِينَ مَلِيئَةً بِالْمَوَدَّةِ وَالسَّكِينَةِ.

الخُطْبَةُ الثَّانِيَة

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: نذَكِّرُ الزَّوْجَيْنِ بِبَعْضِ الوَصَايَا النَّبَوِيَّةِ:

أولاً : عَلَى الزَّوْجِ أَنْ يُعَاشِرَ زَوْجَتَهُ بِالمَعْرُوفِ، قَالَ تَعَالَى:﴿ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ ﴾.

« ثانياً: وَعَلَى الزَّوْجَةِ أَنْ تُطِيعَ زَوْجَهَا فِي غَيْرِ مَعْصِيَةٍ، وَتَحْفَظَ بَيْتَهَا وَعِرْضَهَا، وَقَالَ ﷺ:"إِذَا صَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَمْسَهَا، وَصَامَتْ شَهْرَهَا، وَأَطَاعَتْ زَوْجَهَا، دَخَلَتِ الجَنَّةَ".

ثالثاً : وَعَلَيْهِمَا جَمِيعًا التَّغَافُلُ وَالصَّفْحُ وَالتَّعَاوُنُ عَلَى الطَّاعَةِ، وَالدُّعَاءُ لِبَعْضِهِمَا، وَالسَّتْرُ عَلَى الزَّلَّاتِ، فَلَيْسَ فِي الدُّنْيَا كَامِلٌ.

اللَّهُمَّ بَارِكْ لِلزَّوْجَيْنِ، وَجَمِّلْ بُيُوتَهُمَا بِالطَّاعَةِ وَالتَّقْوَى، وَاجْعَلْ نِتَاجَ ذُرِّيَّتِهِمْ خَيْرًا وَصَلَاحًا.

المرفقات

1750849328_زواج.docx

المشاهدات 141 | التعليقات 0