الشتاء عِبر وأحكام

حسين بن حمزة حسين
1446/06/18 - 2024/12/20 19:01PM
 إخوة الإيمان : فصل الشتاء الغنيمة الباردة  زمانٌ لا يليق بالمؤمن الغفلةِ عنه، يقول عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "الشتاء غنيمة العابدين"، وفِي الْحَدِيثِ قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ”(رَوَاهُ أَحْمَدُ وَحَسَّنَهُ الْأَلْبَانِيُّ). وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ: ( نِعْمَ زَمَانُ الْمُؤْمِنِ الشِّتَاءُ؛ لَيْلُهُ طَوِيلٌ يَقُومُهُ، وَنَهَارُهُ قَصِيرٌ يَصُومُهُ”)، فيا سعادة من كان له حظ من الليل فقامه، ومن النهار فصامه، وجعل ذلك زاداً له في آخرته، وقوة له في حياته. إخوة الإيمان : ممّا يحسن التنبيه عليه، ما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: (ألا أدُلُّكم على ما يمحُو الله به الخطايا، ويرفعُ به الدرجات؟". قالوا: بلى يا رسول الله. قال: "إسباغُ الوضوء على المكارِه، وكثرةُ الخُطا إلى المساجِد، وانتِظارُ الصلاة بعد الصلاة، فذلكمُ الرِّباط، فذلكمُ الرِّباط) رواه مسلم. والمكارِه: كل ما يكرهه الإنسان ويشق معه استعمال الماء من شدَّة البرد، أو برودة الماء، أو ألم في البدن، وفي لفظ آخر: "إسباغ الوضوء في السّبرات"، والسَّبِرات: شدَّةُ البرد، وإسباغُ الوضوء: تكميلُه ووصول الماء لكل العضو من غير نقص، وهذا لا يمنع التمتع بنعم الله بتدفئة الماء، وتنشيف الأعضاء. بل لو خاف المسلم وغلب على ظنه الضرر على بدنه فإن الواجب عليه التيمم بدل الماء. عِبَادَ اللَّهِ: مَعَ فَصْلِ الشِّتَاءِ  مع الْبَرْدُ -غَالِبًا- يَلْبَسَ الشَّخْصُ عَلَى قَدَمَيْهِ جَوَارِبَ أَوْ شَرَابًا،  فَرَخَّصَ الْإِسْلَامُ الْمَسْحَ عَلَيْهَا إِذَا كَانَ أَدْخَلَهُمَا عَلَى طِهَارَةٍ، وَلِمُدَّةِ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ لِلْمُقِيمِ، وَلِلْمُسَافِرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ بِلَيَالِيهِنَّ؛ فَعَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: “رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- تَوَضَّأَ فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، تَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْكَ؟ قَالَ: إِنِّي أَدْخَلْتُ رِجْلَيَّ وَهُمَا طَاهِرَتَانِ”.قُلْتُ مَا سَمِعْتُمْ، وَأَسْتَغْفِرُ اللَّهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ وَعِصْيَانٍ، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.الخطبة الثانيةمعاشر الإخوة: حينما يشتد البرد ويمسّك شيء من زمهريره تذكر قول النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (قالت النار: ربِّ أكلَ بعضِي بعضًا، فأذَن لي أتنفَّس، فأذِنَ لها بنفَسَيْن: نفسٍ في الشتاء، ونفسٍ في الصيف، قال -صلى الله عليه وسلم- فما وجدتُم من بردٍ أو زمهَريرٍ من نفَس جهنَّم، وما وجدتُم من حرٍّ أو حرورٍ من نفَس جهنَّم). فشدَّةُ برد الدنيا -رحمنا الله وإياكم- هو من زمهَرير جهنَّم، نعوذ بالله من جهنم حرها وبردها.
المشاهدات 289 | التعليقات 0