اللهم إني أعوذ بك ‌من ‌الجبن ‌والبخل 1447/4/25هـ

اللهم إني أعوذ بك ‌من ‌الجبن ‌والبخل 1447/4/25هـ

الحمدُ للهِ على نعمائِه، والشكرُ له على توفيقِه وعطائِه، وأشهدُ ألا إله إلا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له المتفردُ بكبريائِه، وأشهدُ أنَّ محمداً عبدُ الله ورسولُه، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً، (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ) [آل عمران:102].. أَمَا بَعْدُ أيها الإخوة: فَقَدْ حَدَّثَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- خَادِمُ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- أَنَّهُ كَانَ يَسْمَعُ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- كَثِيرًا يَقُولُ: «اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الهَمِّ وَالحَزَنِ، وَالعَجْزِ وَالكَسَلِ، وَالبُخْلِ وَالجُبْنِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ» رواه البخاري..

وَكَانَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مِنْ أقربِ الناسِ إليه؛ لـِمُرَافَقَتِهِ إِيَاهُ بمعظمِ أحوالِهِ، ووَصَفَ استعاذَتهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- مِنْ هذه الآفاتِ بأنَّها كثيرةٌ.. والملاحظُ أَنَّ كُلَ آَفَتَيْنِ مِنْها قَرِيْنَتانِ، وسبق الحديث عن أربع منها.. وَحَدِيْثِي اليَوْمَ عَنْ الآفَةِ الخَامِسةِ والسَادِسةِ وَهُمَا البُخْلُ وَالجُبْنُ.. والمرادُ بِالبخلِ تركُ الإحسانِ بالمالِ، وَالمرادُ بالجبنِ تركُ الإحسانِ بالبدنِ.. وَالبُخْلُ وَالجُبْنُ قرينان، ولقد ذمَّ اللهُ البُخْلَ والبُخَلَاءَ، فَقَالَ: (وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [آل عمران:180] والبخل المحرم البخل بالواجب. قال الشيخ السعدي أي: "ولا يظن الذين يبخلون، أي: يمنعون ما عندهم مما آتاهم الله من فضله، من المال والجاه والعلم، وغير ذلك مما منحهم الله، وأحسن إليهم به، وأمرهم ببذل ما لا يضرُهم منه لعباده، فبخلوا بذلك، وأمسكوه، وضنوا به على عباد الله، وظنوا أنه خيرٌ لهم، بل هو شر لهم، في دينهم ودنياهم، وعاجلهم وآجلهم.. ثم قال: فهؤلاء حَسِبُوا أن بخلَهم نافعُهم، وَمُجْدٍ عليهم، فانقلب عليهم الأمر، وصار من أعظم مضارهم، وسببِ عقابهم". أهـ

وذم رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- البخلَ وجعلَهُ من الخصالِ التي لا ينبغي للمؤمن أنْ يتصفَ بها فقال: «خَصْلَتَانِ لَا تَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ؛ ‌الْبُخْلُ، ‌وَسُوءُ ‌الْخُلُقِ». رواه الترمذي عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وقال الألباني صحيح لغيره.. والمراد: اجتماعُ الخصلتين في إنسانٍ وعدم إنفكاكِهِ عنهما مع الرضا بهما.. فأما الذي يبخلُ حينًا ويسوءُ خلقُه في وقت، أو في أمر دون أمر ويندرُ منه فيندَم ويلُومُ نفسَهُ، أو تدعوه النفسُ إلى ذلك فينازعها فإنه بمعزل عن ذلك.. والشُّحُّ أشدُ من البخلِ وقد بالغَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- في ذمه وأخبرَ أنه لا يجتمع مع الإيمانِ أبدًا فَقَالَ: «‌لَا ‌يَجْتَمِعُ ‌الشُّحُّ وَالْإِيمَانُ جَمِيعًا فِي قَلْبِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ أَبَدًا» روَاه النسائي وصححه الألباني ورواه أحمد عَنْ أَبِي هُرَيْرَة -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- وقال الأرنؤوط صحيح بطرقه وشواهده.. والشُّحُّ أبلغُ في المَنعِ من البخلِ، فالبخلُ يُستعملُ في الضِّنَّة بالمال، والشحُّ في كل ما يَمنعُ النفسَ عن الاسترسالِ فيه، من بَذْلِ مالٍ، أو معروفٍ، أو طاعةٍ..

والبخيلُ ليس كُفْأً لسيادةِ قومِهِ وقيادتِهم فمِنْ أَهَمِ صفات السادةِ الكَرَم.. فَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهمَاُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ-: «‌مَنْ ‌سَيِّدُكُمْ يَا بَنِي سَلِمَةَ؟» قُلْنَا: جُدُّ بْنُ قَيْسٍ، عَلَى أَنَّا نُبَخِّلُهُ، قَالَ: «وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ؟ بَلْ سَيِّدُكُمْ عَمْرُو بْنُ الْجَمُوحِ» وَكَانَ عَمْرٌو عَلَى أَصْنَامِهِمْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ، وَكَانَ يُولِمُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- إِذَا تَزَوَّجَ. رواه البخاري بالأدب المفرد وصححه الألباني.. قال ابن بطال رحمه الله: "ومعنى ذلك ‌أَنَّ ‌البخيلَ يمنعُ حقوقَ اللهِ، وحقوقَ الآدميين، ويمنعُ معروفَهُ ورِفْدَهُ، ويُسِئُ عِشْرَةَ أهلِهِ وأقارِبِهِ." نعوذ بالله من البخل..

ومن شدة سوء الشح خافه رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- على أمته فَقَالَ: «مَا أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي إِلَّا ثَلَاثا: ‌شُحٌّ ‌مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِمَامٌ ضَالٌّ» رواه البزار. وفي رواية: «وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ». رواه البزار عَنْ عمرو بن سفيان السلمي رضي الله عنه وحسنه الألباني.     

أيها الإخوة: اعلموا أَنَّ الكرم والسخاء من أشرفِ الصفات؛ لأن الله تعالى سمى نفسه بالكريم الوهاب، وأما البُخل فليس من صفات الأنبياء ولا الجُلْةِ الفُضلاء، ألا ترى قَوْلَ الرَسُوْلِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- لَمَّا انْصَرَفَ مِنْ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ، وَكَانَ بِبَعْضِ الطَّرِيقِ، سَأَلَهُ النَّاسُ، وَرَهَقُوهُ، فَخَافَتْ نَاقَتُهُ، فَأَخَذَتْ سَمُرَةٌ بِرِدَائِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ-: «رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، أَتَخَافُونَ عَلَيَّ الْبُخْلَ؟ فَوَاللَّهِ لَوْ أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ مِثْلَ ‌عَدَدِ ‌سَمُرِ ‌تِهَامَةَ نَعَمًا لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونِي بَخِيلًا، وَلَا جَبَانًا، وَلَا كَذَّابًا» رواه الطبراني في الأوسط عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ جَدِّهِ. وروى البخاري نحوه عن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه-. قال ابن بطال -رَحِمَهُ اللهُ-: فيه أن البخل والجبن والكذب من الخلال المذمومة التي لا تصلح أن تكون في رؤساء الناس، وأنَّ من كانت فيه خُلْةٌ منها لم يتخذْه المسلمون إمامًا ولا خليفة، وكان أبو حنيفة -رَحِمَهُ اللهُ- لا يجيز شهادة البخيل، فقيل له في ذلك فقالَ: "إنه يتقصى ويحملُهُ التقصي على أَنْ يأخذَ فوق حقه"..

أحبتي: "إِكْرَامُ الضَّيْفِ يَكُوْنُ بِطَلَاقَةِ الْوَجْهِ، وَطِيبِ الْكَلَامِ، وَالْإِطْعَامِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ." تحفة الأحوذي شرح سنن الترمذي. قَالَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ جَائِزَتَهُ» فَقَالُوا: وَمَا جَائِزَتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ.؟  قَالَ: «يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ، وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ فَمَا كَانَ وَرَاءَ ذَلِكَ، فَهُوَ صَدَقَةٌ عَلَيْهِ وَلَا يَحِلُّ لِرَجُلٍ مُسْلِمٍ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَ أَخِيهِ حَتَّى يُؤْثِمَهُ» وفي رواية: «حَتَّى يُحْرِجَهُ» فَقَالُوا: وَكَيْفَ يُؤْثِمُهُ يَا رَسُولَ اللهِ؟، قَالَ: «يُقِيمُ عِنْدَهُ وَلَا يَجِدُ شَيْئًا يَقُوتُهُ» رواه البخاري ومسلم وأحمد عَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْخُزَاعِيَّ رضي الله عنه.

"والمقصود بقوله: «وَالضِّيَافَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ» أَيْ: يُضَافُ ثَلَاثَةَ أَيَّام، فَيَتَكَلَّفُ لَهُ فِي الْيَوْمِ الْأَوَّل مَا اِتَّسَعَ لَهُ مِنْ بِرٍّ وَإِلْطَاٍف، وَيُقَدِّمُ لَهُ فِي الْيَوْمِ الثَّانِي وَالثَّالِثِ مَا حَضَرَ، وَلَا يَزِيدُ عَلَى عَادَتِهِ".. عون المعبود للخطابي. ومعنى «حَتَّى يُؤْثِمَهُ» أَيْ: لَا يَحِلُّ لِلضَّيْفِ أَنْ يُقِيمَ عِنْدَه بَعْدَ الثَّلَاثِ حَتَّى يُوقِعَهُ فِي الْإِثْم؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَغْتَابُهُ لِطُولِ مَقَامِهِ، أَوْ يُعَرِّضُ بِمَا يُؤْذِيهِ، أَوْ يَظُنُّ بِهِ مَا لَا يَجُوزُ، وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى: (اِجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنْ الظَّنِّ، إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ).. وَهَذَا كُلُّهُ مَحْمُولٌ عَلَى مَا إِذَا أَقَامَ بَعْد الثَّلَاثِ مِنْ غَيْرِ اِسْتِدْعَاءٍ مِنْ الْمُضِيفِ، أَمَّا إِذَا اِسْتَدْعَاهُ وَطَلَبَ زِيَادَةَ إِقَامَتِهِ، أَوْ عِلْمَ أَوْ ظَنَّ أَنَّهُ لَا يَكْرَهُ إِقَامَتَهُ، فَلَا بَأسَ بِالزِّيَادَةِ، لِأَنَّ النَّهْيَ إِنَّمَا كَانَ لِكَوْنِهِ يُؤْثِمُهُ، وَقَدْ زَالَ هَذَا الْمَعْنَى وَالْحَالَةُ هَذِهِ". شرح النووي على مسلم. اللهم اهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت وصلى الله وسلم على نبينا محمد...

الخطبة الثانية:

‌‌ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِ العَالَمِين وَأَشْهَدُ أَلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَلِيُّ الصَالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ إِمَامُ الْمُتَقِيْنَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ، وسَلَّمَ تَسْلِيماً كثيراً.. أَمَّا بَعْدُ أيها الإخوة: اتَّقُوا اللَّهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، واعلموا أن الجبن: من الصفات المذمومة التي ذمها اللهُ ورسولُه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- وهو: ضعف القلب عما يحق أن يَقْوَى فيه، وقد استعاذ منه النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- كما في الحديث الصحيح. ونحن نستعيذ بالله ممّا استعاذ منه سيّد الخلق -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- ويكفي في ذمّه أن يقال في وصف الجبان: إِنْ أحسّ بعصفور طار فؤاده، وإن طنّت بعوضة طال سُهاده، يفزع من صرير الباب، ويقلق من طنين الذّباب. إن نظرت إليه شزرا أغمي عليه شهرًا، يحسب خفوق الرّياح قعقعة الرّماح، قال أحدهم:

إذا صوّتَ العصفورٌ طارَ فؤادُه … وليثٌ حديدُ النّابِ عند الثَّرائِدِ.

وجعل النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- البُخْلَ وَالجُبْنَ شر ما في الرجل فَقَالَ: «‌شَرُّ ‌مَا ‌فِي ‌رَجُلٍ شُحٌّ هَالِعٌ [وَالْهَلَعُ: أَشَدُّ الْجَزَع وَالضَّجَر] وَجُبْنٌ خَالِعٌ». [وهو الذي يخلعُ الفؤاد من شدة الخوف] رواه أحمد في مسنده وأبو داود وصححه أحمد شاكر والألباني، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْه-.. وقال القاضي عياض -رَحِمَهُ اللهُ-: "استعاذته -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آَلِهِ وَسَلَّمَ- من الجبن والبخل لما فيهما من التقصير عن أداء الواجبات، والقيام في حقوق الله.. إلى أن قال: إذ بشجاعة النفس المعتدلة يقيم الحقوق، وينصر المظلوم، وبسخاء النفس يؤدى حقوق المال ‌ويواسى ‌منه، ‌ويَلُمُ ‌به ‌عند الضرورات شعث المساكين، ويؤدى واجب المضطرين." اللهم إنا نعوذ بك من البُخْلِ وَالجُبْنِ.. وصلوا وسلموا..

المشاهدات 631 | التعليقات 0