توجيهات وإرشادات في التعامل مع برامج الذكاء والتطبيقات
عبدالرحمن اللهيبي
الْحَمْدُ لِلَّهِ الذي عَلَّمَ الإنسان ما لم يعلم، نَحْمَدُهُ عَلَى نِعَمِهِ الْكَثِيرَةِ، وَآلاَئِهِ الْجَسِيمَةِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحَدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ؛ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ؛ بَلَّغَ الرِّسَالَةَ، وَأَدَّى الْأَمَانَةَ، وَنَصَحَ الْأُمَّةَ، وَبَلَّغَ الْبَلَاغَ المُبِينَ؛ حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ، صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَأَتْبَاعِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
أَمَّا بَعْدَ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى وَأَطِيعُوهُ، وَرَاقِبُوهُ ولا تعصوه؛ فَإِنَّ أَعْمَالَكُمْ مُحْصَاةٌ عَلَيكُمْ، وَإِنَّ أَلْفَاظَكُمْ مُدَوَّنَةٌ فِي كِتَابِكُمْ: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إلّا لَدَيه رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ، وَإِنَّكُمْ سوف تُسْأَلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَمَّا نظرتم إليه بأعينكم ، وما قلتموه بألسنتكم، وَمَا عَمِلْتموه بجوارحكم، وعما أنفقتموه من أموالكم ، وما قضيتم فيه من أوقاتكم وأعماركم، وإن جوارحكم يوم القيامة ستشهد عليكم: (الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)
أَيُّهَا المسلمون: نعيش في هذه الأيام ثَوْرَةً تقنية رهيبة فِي صور وأنماط ترفيهية عديدة منها: الألعاب الإلكترونية، والبرامج المرئية، وسائل التَّوَاصُلِ المجتمعية، والتطبيقات المتنوعة عبر الجوالات الذكية ، قَدْ غَيَّرَتِ كثيرا في أَنْمَاط التعايش بَيْنَ النَّاسِ، فقلبتْ حَيَاةَ كثير منهم رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ؛ فَالْبُيُوتُ التي كانت حَيَّةً بِحَدِيثِ أَهْلِهَا، ولعب صبيانها، صَمَتَتْ اليوم وكَأَنَّهَا من الناس خَالِيَةٌ، يَعِيشُ الولد بِجَسَدِهِ مَعَ أهْلِهِ، وَأَمَّا رَوْحُهُ وَعَقْلُهُ فَمَعَ جِهَازِهِ ينظر إليه يحادثه ويضاحكه ويشاهده ويلاعبه ..
وربما أَدَّتْ هذه الألعاب والوسائل والتطبيقات فِي كَثِيرٍ مِنْ الأَحْيَانِ إِلَى عُقُوقِ الأولاء بالآباء والأمهات ؛ فالأم تَسْأَلُ وَلَا أَحَدَ يُجِيب، ويُدعى أحدهم إِلَى طعام فلا يستجيب.. وَيتَحَدَّثُ الوالد وَلَا أَحَدَ منهم يستفيد، قد استغنوا بأجهزتهم، فبها يعبثون، ومعها يتفاعلون، ومنها يتلقون، وبمن فيها يقتدون
وَيَكُونُ الْوَلَدُ مَعَ أَبِيهِ حَتَّى إِذَا مَضَى وَقْتٌ قَلِيلٌ عَلَى جُلُوسِهِ أَخْرَجَ الوالد جِهَازَهُ فيتحدث تَارَةً مَعَ والده خوفا منه، وَتارة يَنْظُرُ فِي شاشة جواله ، حَتَّى إِذَا أَعْيَاهُ التَّرْكِيزُ اِخْتَارَ الْبَرَّ فَأَقْفَلَ جِهَازَهُ، أَوْ اِخْتَارَ الْعُقُوقَ فَتَرَكَ حَدِيثَ أَبِيهِ وأُمِّهِ.
وَلَوْ أَنَّهُ على الأقل شارك أُمَّهُ وَأَبَاهُ فِيمَا يَرَى وَيَقْرَأُ من شاشة جواله لَسَرَّهُمَا ذَلِكَ
فالْوَاجِبُ عَلَى الْوَلَدِ إِنْ كَانَ بِحَضْرَةِ أَبَوَيهِ أَنْ يُقْفِلَ جِهَازَهُ، وَيُقْبِلَ عَلَيهِما، وَيُصْغِيَ إِلَيهِما، وَلَا يَنْشَغِلَ أبدا عَنْهما.
ولكن لا تسل عما أحدثته هذه الأجهزة من تباعدٍ بين الأسر بل وبين الأزواج خصوصا حتى أنها أَوْصْلَتْ كَثِيرًا مِنَ الْأَزْوَاجِ وَالزَّوْجَاتِ إلى عَتَبَة الطَّلاَقِ بَعْدَ الْخِصَامِ ، وَفِي عَدَدٍ مِنَ الْإِحْصَاءَاتِ أَنَّ نِسَبَ الطَّلاَقِ بَيْنَ الزَّوْجَيْنِ قَدْ ارْتَفَعَتْ اِرْتِفَاعًا مُخِيفًا بَعْدَ ثَوْرَةِ تطبيقات التَّوَاصُلِ مما يسمى بالسناب واليوتيوب والتيك توك وغيرها من التطبيقات والبرامج التي تُستحدث علينا يوما بعد يوم.
هذا وكم أشغلت هذه الأجهزة أصحابها عن ذكر الله حتى أن الْوَاحِد منا ليخلد إِلَى فِرَاشِهِ ، وَلَرُبَّما تَكَاسَلَ عَنِ صلاة الوِتْرِ ، ثم يعكف على جِهَازِهِ قَبْلَ نومه ، فإذا به يَظَلُّ يشاهده حَتَّى مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ أَوْ بُزُوغِ الْفَجْرِ ، وَقَدْ بَخِلَ عَلَى رَبِّهِ بِرَكْعَةٍ أَوْ ثَلَاثِ رَكَعَاتٍ ، وغَفَل عن أذكار وتسابيح لا تأخذ من وقته دقائق قبل النوم
وترى النَّائِمَ حِينَ يَصْحُو وَأَوَّلُ حَرَكَةٍ يَقُومُ بِهَا هي التقاط جِهَازه لِيَنْظُرَ إليه قَبْلَ أَنْ يَذْكُرَ اللهَ ، وَقَبْلَ أَنْ يَقُولُ الحَمْدُ لِلَّهِ الذي أحْيَانَا بَعْدَ ما أمَاتَنَا، وإلَيْهِ النُّشُورُ.
بَلْ إِنَّ مِنَ النَّاسِ مِنْ إذا سَلِّم مِنَ الصَّلاَةِ ترك الأَذْكَارَ وأقبل على جِهَازه لِيَنْظُرَ مَنْ حَادَثَهُ أو اتصل به أَثْنَاءَ صَلَاتِهِ، وَكَمْ مِنْ قَارِئٍ لِلْقُرْآنِ أَمْسَكَ عَنِ الْقِرَاءَةِ وَاَشْتَغَلَ بجواله وَمُصْحَفُهُ فِي حِجْرِه!! وَقَدْ يُؤَذِّنُ المُؤَذِّنُ وَهُوَ فِي متابعة لهذه البرامج والتطبيقات، فتُقَامُ الصَّلاَةُ وَهُوَ لَا زَالَ فِي متابعتها حتى تَفُوتُهُ الصَلاَةُ ..
ومن مصائب هذه الأجهزة والتطبيقات أنَّهَا قَرَّبَتِ الشَّبَابَ مِنْ الْفَتَيَّاتِ، فكَمْ مِنْ فَتَاةٍ غُرِّرَ بِهَا وهي لم تكن تَعْرِفُ لِلْشَرِّ طَرِيقًا، وَلَا لِلْإِثْمِ سَبِيلًا ، فلقَدْ هَيَأَتْ لهم البَرامِجُ سهولة التواصل بَيْنَ الْجِنْسَيْنِ لِلْحَدِيثِ وَالمُؤَانَسَةِ ؛ فيَضْحَكُ عَلَيهَا بمعسول الْكَلاَمِ، وَإِظْهَارِ الْحَفَاوَةِ وَالْاِهْتِمَامِ، ثم تُرِيه صُوَرَهَا ثقة به فِيَنْحَرَهَا بِهَا بَعْدَ أَنْ يَبْتَزَّهَا ، وَفِي الْبُيُوتِ من ذلك مَآسٍ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا اللهُ
عباد الله إن الْإِدْمَانِ عَلَى هَذِهِ الْأَجْهِزَةِ والشاشات، قد أعاد تَشْكِيلُ أفكار الشَّبَابِ وَالْفَتَيَاتِ ، لمَا فِيهَا مِنْ سَيلٍ مُتَدَفِّقٍ مِنَ المشاهد والمُعْلُومَاتِ وَالمَقَاطِعِ ، حتى غَلَبَ على كثير من الفِتيان والفتيات التسَّخَط والتَّمَرُّدُ ، والضجر وَالتَّفَرُّدُ ، وَالْاِنْطِوَاءُ وَالْاِنْعِزَالِيَّةُ ، والاضطراب والعصبية ، وَسَادَتْ لدي الأبناء والبنات أفكارٌ لَيْسَتْ بسَوِيَّةً، وأخلاقٌ غَيْرُ مَرْضِيَّةٍ، جراء تلك المقاطع الفاسدة ، والبثوث المحرمة لمشاهير من التافهين والتافهات
بل إن من هؤلاء المشهورات من تتكسب لجَلْبِ أَكْبَرِ عَدَدٍ مِنَ الْمُشَاهِدِينَ وَالْمُتَابِعِينَ ؛ من خلال عَرْضها لجسدها، وَبَثِّ مَفَاتِنِهِا؛ وَهَذَا مِنَ الْإِثْمِ الْعَظِيمِ، وَالْفَسَادِ الْكَبِيرِ؛ فإن اللَّهَ تَعَالَى قد أَمَرَ الْمَرْأَةَ بِسَتْرِ زِينَتِهَا ؛ فَكَيْفَ بِمَنْ تَعْرِضُ مَفَاتِنَهَا، وَتُجَاهِرُ بِذَلِكَ؛ لِيُشَاهِدَهَا الْمَلَايِينُ؟! وَاللَّهُ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ﴾ ، ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: ثم قال: وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ، لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا » رَوَاهُ مُسْلِمٌ
أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: وَإن الَّذِينَ يُشَاهِدُونَ هَذِهِ المقاطع والصور والبثوث الْمَمْلُوءَةَ بِمُنْكَرَاتِ النَّظَرِ وَالْقَوْلِ وَالْفِعْلِ؛ ليُفْسِدُونَ قُلُوبَهُمْ بِمُشَاهَدَتِهَا، فتضعف إيمانهم ، وتبعدهم عن ربهم، ثم إن إثمهم يزداد بتكثير سَوَادَ المتابعين لهؤلاء السفهاء الساقطين، فيزيدون بذلك أموالهم وأرصدهم، ويُعِينُونَهُمْ عَلَى مُنْكَرِهِمْ وإفسادهم، والله تعالى يقول: ﴿ولا تعاونوا على الإثم والعدوان﴾
فَالْحَذَرَ الْحَذَرَ مِنِ اِكْتِسَابِ الذنوب والآثام، من تقليب المقاطع المتضمنة للصور المحرمة أو متابعة أمثال هؤلاء السفهاء ومشاهدة بثوثهم فَإِنَّهم مَوْرِدٌ لكثير مِنَ الْأَوْزَارِ والخطيئات ، ونقص في العقول والمروءات، وسخف وضياع للأوقات ، وبعد عن رب البريات ، ومجلبة للمصائب والعقوبات (يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللهُ وَنَسُوهُ وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ) أقول قولي هذا ...
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: إنه قد ابْتُلِيَ النَّاسُ فِي زَمَانِنَا هَذَا بِوَسَائِلِ التَّوَاصُلِ الِاجْتِمَاعِيِّ ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَسْتَخْدِمُهَا فِيمَا يَنْفَعُهُ؛ فَيَصِلُ بِهَا رَحِمًا، وَيُعَلِّمُ جَاهِلًا، وَيَنْشُرُ مَعْرُوفًا، وَيُنْكِرُ مُنْكَرًا، وَيَدْعُو إِلَى سُنَّةٍ مَهْجُورَةٍ، وَيُشِيعُ فَائِدَةً مَجْهُولَةً. قال ﷺ: (من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا) رواه مسلم.
وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَسْتَعْمِلُ هذه التطبيقات أو ما يُسمى بالذكاء الاصطناعي فِيمَا يَضُرُّهُ وَلَا يَنْفَعُهُ، فَيُرَوِّجُ إِشَاعَةً كاذبة، أو يزور مقطعا مزيفا ، أو فتوى لعالم مكذوبة ، أو ينشر حديثا ضعيفا أو باطلا، أَوْ يَدْعُو إِلَى بدعة أو مُنْكَرٍ ، ثم يُشِيعُها فَيُرْسِلُها إِلَى غَيْرِهِ فَلَا تلْبَثُ إِلَّا قَلِيلًا حَتَّى تصِلَ إِلَى مَلَايِينِ النَّاسِ، وَمُرْسِلُها لَا يُدْرِكُ حَجْمَ جِنَايَتِهِ عَلَى نَفْسِهِ دينه، وَيَجْهَلُ كِمِّيَّةَ الْآثَامِ الَّتِي قد يَكْتَسِبُهَا بِهَذِهِ الْفِعْلَةِ الشَّنِيعَةِ.
قال ﷺ: (ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا) رواه مسلم
والعاقلُ تكفيه ذنوبُه.. فكيف يرضى بحمل أوزار الآخرين، وبأعداد مهولة تزيدُ بمرورِ الأيامِ وتقدِّم الأعوام،
ألا فاتقوا الله عباد الله واعلموا أنَّه لَا سبيل لِمُوَاجَهَةِ هَذِهِ الْفِتْنَةِ العظيمة إلا بغرس مُرَاقَبَةِ الله تَعَالَى وَتَعْظِيمِهِ فِي نُفُوسِ الْأَبْنَاءِ وَالْبَنَاتِ ، وتقوية الوازع الدينيّ، وتعزيز الأخلاق والقيم، والتحذير الدائم المتكرر من نشر الإشاعات ، أو نشر الفضائح والمعايب ، أو هتك عورات الناس وأسرارهم، قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آَمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ﴾ قال ابن القيم رحمه الله: "هذا إذا أحبوا إشاعتها وإذاعتها.. فكيف إذا تولوا هم إشاعتها وإذاعتها" ،
وقال ﷺ: (لا تؤذوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم فإنه من تتبع عورة أخيه المسلم تتبع الله عورته ومن تتبع الله عورته يفضحه ولو في جوف رحله).
كما يجب منع هذه الشاشات من أن تكون في أيدي الصغار ، وتقنين استخدامها للكبار ، وَتَعَاهُدِهِمْ بِالمَوْعِظَةِ وَالتَّذْكِيرِ، وَبِأَسَالِيبَ مُتَنَوِّعَةٍ من الحوار والإرشاد والتأثير ، وَتَوْجِيهِهِمْ إِلَى اِسْتِخْدَامِ تطبيقات الذكاء والتَّوَاصُلِ فِيمَا يَنْفَعُ وَلَا يَضُرُّ، مَعَ مِلْءِ أَوْقَاتِهِمْ بِمَا يَنْفَعُهُمْ من البدائل ، ويقلل مِنْ عُكُوفِهِمْ عَلَى هَذِهِ الْوَسَائِلِ ..
نَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى الْهِدَايَةَ لَنَا وَلِجَمِيعِ أولادنا وأولاد الْمُسْلِمِينَ، وَنَسْأَلُهُ السَّتْرَ لِنِسَائِنَا وَنِسَاءِ الْمُسْلِمِينَ، إِنَّهُ سَمِيعٌ مُجِيبٌ.
هذا وَصَلُوا وَسَلَّمُوا عَلَى نَبِيِّكُمْ...