حرّ الصيف عبرٌ وعظات
عبدالله محمد الطوالة
الحمدُ للهِ، الحمدُ للهِ الواقِي من اتَّقاه، الهادي لمن استَهداه، المستجيبُ لمن دعاه، لا مُعطيَ لما منعَ, ولا مانعَ لما أعطاه.. ولا هاديَ لمن أضل، ولا مُضِلَّ لمنْ هَداه.. سبحانه وبحمده، {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ} [النحل:53].. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له.. الشمـسُ والقمـرُ مـن أنـوار حكمتـه، والبـرُّ والبحـرُ فـيـضٌ مــن عطـايـاهُ.. الطـيـرُ سبـّحـهُ، والـوحــشُ مـجّــدهُ، والـمــوجُ كـبَّــرهُ، والـحــوتُ نـاجــاهُ.. والنّمـلُ تحـت الصّخـور الصُّـم قدَّسـهُ، والنّحـلُ يهتـفُ حمـداً فــي خـلايـاهُ.. والنـاسُ يعصونـهُ جهـراً فيسترهـم، والعـبـدُ ينـسـى وربــي لـيـس ينـسـاهُ ... وأشهدُ أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه ومصطفاه، وخليلهُ ومجتباه، أدَّبهُ ربهُ فاحسنَ تأديبهُ وزكاه, وشرحَ صدرهُ, ورفع ذكره وأرضاه.. ﷺ وعلى آله وصحبه ومن والاه، وسلم تسليماً ...
أما بعد: فاتقوا الله عباد الله، {فمَنِ ٱتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} [الأعراف:35]..{وَإِنَّ لِلْمُتَّقِينَ لَحُسْنَ مَآبٍ * جَنَّاتِ عَدْنٍ مُفَتَّحَةً لَهُمُ الْأَبْوَابُ} [ص:49].. و{إِنَّ ٱلْمُتَّقِينَ فِى ظِلَـٰلٍ وَعُيُونٍ * وَفَوٰكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ * كُلُواْ وَٱشْرَبُواْ هَنِيـئاً بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ} [المرسلات:41]..
معاشر المؤمنين الكرام: من حكمة الله جل وعلا أنه جعل هذه الدنيا دارَ ابتلاءٍ وامتحان، لا تصفو لأحد، ولا تدوم على حال، فجبلها سبحانه على كدرٍ وتعب، وكتبَ على أهلها ما شاءَ من اللأواء والنَّصَب، رحمةً بهم وذكرى، وتمييزاً لأهل الجزع والسُّخطِ من أهل الصبرِ والرضى.. قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاء وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ مَا خَلَقَ اللّهُ ذَلِكَ إِلاَّ بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون} [يونس:5]..
وما كان الله ليجعل فيها شدةً إلا لحكمة، ولا وضع فيها مشقةً إلا ومعها رحمة.. فمن تأمل ما في هذا الحرّ من الحكمة والرحمة، عَلِم أنهُ تذكيرٌ بالآخرة، وإيقاظٌ للقلوب الغافلة، وتنبيهٌ على أن الدنيا ليست موضعَ استقرارٍ ولا راحةٍ.. وليعرف الناسُ قدرَ أنفسهم، وضعفَ حيلتهم، فيلجؤوا إلى خالقهم، ويتفكروا في آياته ومرادهِ منهم، ويستعدوا ليومٍ لا ينفعُ فيه ظلّ ولا تكييف، وإنما ينجو فيه من أظلّه الله في ظلّه، يوم لا ظلّ إلا ظلّه، نسأل الله من واسع فضله..
وشدة الحرّ يا عباد الله كما جاء في الحديث المتفق عليه من فيح جهنم، قال ﷺ: "إنّ شدة الحرِّ من فيح جهنم".. فشدة الحرِّ ولهيب الجو موعظةٌ وذكرى، يقول الله جلّ وعلا عن نار الدنيا: {أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِئُونَ * نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً ومتاعا للمقوين} [الواقعة:72].. أي: تذكرةً بما سيكون في الآخرة.. فإذا لفحتك الشمس، وأحرقتك الهاجرة، وتصبّب منك العرق غزيرا، واشتدت المعاناة، فتذكر معاناة الآخرة.. واذكر قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم:6].. وأنها نارٌ لا تُطفَأُ ولا تَهدأُ شدتها، نارٌ مهولةٌ {عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَ يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون} [التحريم:6].. وفي صحيح مسلم، قال ﷺ: "تدنو الشمسُ يومَ القيامةِ من الخلقِ، حتى تكونَ منهم كمقدارِ مَيلٍ، فيكونُ الناسُ على قدرِ أعمالهم في العَرقِ، فمنهم من يكونُ إلى كعبَيه، ومنهم من يكونُ إلى ركبتَيه، ومنهم من يكونُ إلى حِقْوَيه، ومنهم من يُلجِمهُ العرقُ إلجامًا".. وجاء في حديثٍ صحيح: قال ﷺ: "تُعطى الشمسُ يومَ القيامةِ حرَّ عشرَ سنين ثم تُدنى من جماجم الناس"، وفي صحيح البخاري: قال ﷺ: "يَعْرَقُ النَّاسُ يَومَ القِيامَةِ حتَّى يَذْهَبَ عَرَقُهُمْ في الأرْضِ سَبْعِينَ ذِراعًا، ويُلْجِمُهُمْ حتَّى يَبْلُغَ آذانَهُمْ".. فلا إله إلا اللهُ: ما اشد الموقف وما أعظم الكرب، وقوفٌ طويلٌ جداً، وأرضٌ صلبةٌ ملساء، وأجسادٌ عاريةٌ مُتلاصِقة، وشمسٌ قريبةٌ قويةٌ حارقة، وعرقٌ يبلغُ الآذان ويلجِم الناس إلجاماً، ويخنقهم برائحته النتنة، ويجعلُهم يعانونَ آلاماً لا تُطاق، تأمل: {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا} [المزمل:17]، وسماه الله تعالى: {يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا} [الإنسان:10]، {وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا} [الفرقان:26]، وسماه كذلك: {يَوْمًا ثَقِيلًا} [الإنسان:27]، و{يَوْمًا كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا} [الإنسان:7].. فإذا أمكن لنا أن نفرّ من حرّ الدنيا، فكيف لنا أن نفر من حرّ الآخرة؟.. يقول أحد الشعراء:
تفِرُّ من الهجيرِ وتتقيهِ .. فهلّا من جهنّم قد فررتا؟..
وتشفِقُ للمصّرِ على الخطايا .. وترحمَهُ ونَفْسَك ما رحمتا..
فلا تغفل فإنّ الأمر جِدُّ .. وليس كما ظننتَ ولا حسِبتَا
الحرُّ يا عباد الله: آيةٌ من آيات الله، والشمسُ مصدرُ هذا الحرّ، وهي آيةٌ من أعظم الآيات، وسيرُها وتقديرُها آيةٌ من أجلّ الآيات.. فلو اقتربت هذه الشمسُ منا قليلاً لاحترقتنا، ولو ابتعدت عنا قليلاً لتجمدنا.. فما أعظمَ رحمة الله وما أبلغ حكمته.. فهو الذي خلقها وسخّرها، وقدّر مدارها وسيّرها، قال الله جلّ وعلا: {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ} [إبراهيم:33].. فكم فيها من العظات والعبر..
من كان حين تُصِيبُ الشمسُ وجنته.. وقت الهجيرِ يخافُ الحرَّ والشعثا.. ويألفُ الظلّ كي تبقي بشاشَتهُ.. فسوف يسكُنُ راغماً جدثا.. في ظلِّ مُقفرةٍ غَبراءَ مُظلمةٍ .. يُطيلُ تحت الثرى في غمّها اللبثا.. تجهزي يا نفسُ فالكُلُّ مرتهنٌ .. يا نفسُ فاعلمي لم تُخلقي عبثا..
ومن تدبّر تغيُّرَ الأجواءِ وتقلُّبَ الفصولِ من حرٍّ وبرد، وصيفٍ وشتاء، علم أنّ ذلك دليلٌ من أعظم دلائلِ قدرةِ الله وعجيبِ حكمته.. وتذكيرٌ للعباد أن الدنيا لا قرارَ لها ولا ثبات، وأنّ الذي قلّبَ فُصولها قادرٌ أن يقلِّبَ القلوبَ وأن يُبدّلَ الأحوال..
والنبي ﷺ لما خرجَ بأصحابه في غزوة تبوك كان في حرِّ شديد، وتخلّفَ عنه المنافقون، وقال بعضهم: (لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ)، فردَّ الله عليهم: (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا).. فالحرُّ لا يمنعُ من طاعة الله، وإنما هو تمحيصٌ وابتلاء، وامتحانٌ للعباد واختبار، ليظهرَ الطائعُ لله في كل الأحوال والأوقات، من المتخلف عن الطاعات بسبب الظروف الصعبة التي يمكن تحملها والتغلب عليها، فالخروج في الحر في سبيل الله إلى جمعةٍ أو جماعة، واحتسابُ الأجر في هذه المشقة، شأنهُ عظيم، وأجره كبير.. ومن احتمل مشقة الطاعة في الحر؛ فجزاءه بإذن الله من جنس طاعته، أن يظلّه الله في يوم الحر الأكبر يوم لا ظل إلا ظلّه..
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي ظِلاَلٍ وَعُيُون * وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُون * كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُون * إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنين} [المرسلات:41]..
أقول ما تسمعون ..
الحمد لله وكفى، وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى..
أما بعد فاتقوا الله عباد الله وكونوا مع الصادقين، وكونوا من {الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُوْلَئِكَ هُمْ أُوْلُوا الأَلْبَاب} [الزمر:18]..
معاشر المؤمنين الكرام: شدة الحرِّ ليست شرًّا محضًا.. فإن فيها من المنافع والمصالحِ ما يدلُ على حُسن تدبيرِ العليمِ الحكيم، وتقديرِ اللطيفِ الخبير سبحانه.. فالحرّ يقتلُ كثيرًا من الجراثيم والفيروسات، ويطهّرُ الأجواء من الأحياء الضارةِ والميكروبات، وفي ذلك من الرحمة والحكمةِ ما لا يخفى.. كما أنّ في شدة الحرّ إنضاجٌ للتمور والفواكه، ولولا الحرّ لما طابَ زرعٌ، ولما اكتملَ ثمرٌ، ولا أينعَ نخلٌ ولا عِنب.. وفي شدة الحرِّ يكثرُ العرقُ فيخرجُ معه كثيرٌ من السموم والأدران، وتخفُّ به الأجسامُ وتقِلُ الأوزان، وتنشَطُ الدورةُ الدموية، وتصفو الأبدان.. فحرارة الشمس عنصرٌ أساسيٌ في حفظ الحياة واستمرارها، فسبحان الذي خلق الحرّ لحكمه، وسخّرهُ منفعةً ورحمه.. سبحانَ من خلقَ فسوى، وقدَّرَ فهدى.. كما أن شدة الحرِّ مدرسةٌ من مدارس الصبرِ والاحتساب، وإنما يكون الجزاُء على قدرِ المشقةِ.. فكُلَّمَا اشْتَدَّ الْحَرُّ زَادَ الأَجْرُ، و{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر:10]..
ولئن تكاسل بعض الناس في الخروج إلى صلاة الظهرِ أو العصرِ لشدة الحر، وسَمومِ الجو، فإن المؤمنَ يقودُه إيمانُه لأمر ربهِ ومولاه.. فمن يمشي إلى الجمعة أو الجماعة في شدة الهجير والحر، ويحتسبُ ذلك، فله بإذن الله عظيمُ الأجر، ورفعةُ الدرجات.. وكذلك تحتسبُ المرأةُ تحمُّلَ حرَّ حجابها عند خروجها.. وهكذا العمالُ الذين يعملون في حرّ الشمس، سعياً وراء لقمة الحلال، فليبشروا إذا احتسبوا كدَّهم وتعبهم في سبيل الله فإنهم في جهاد.. فقد رأَى أصحابَ رسولِ اللهِ ﷺ رجلا يعمل بجدٍ ونشاطٍ فقالوا يا رسولَ اللهِ لو كان هذا في سبيلِ اللهِ، فقال ﷺ إن كان خرجَ يسعَى على ولَدِه صغارًا فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرجَ يسعَى على نفسِه يعَفُّها فهو في سبيلِ اللهِ وإن كان خرج يسعَى رياءً ومُفاخرةً فهو في سبيلِ الشَّيطانِ".. صححه الالباني..
ثم إن من كمال الإيمان وعظيم التوفيق، أن تستشعرَ نِعَمَ الله عليك، حين تكونُ في الظلّ والمكيف، وغيرك تحتَ لهيب الشمس يعاني.. فتحمد الله وتشكره، وتقول: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِين} [الأحقاف:15].. وليكن لك مبادرةٌ في تخفيف معاناة أصحاب العناء في هذا الحر الشديد، فمن غرس شجرًا يريد به ظلاً للمسلمين، أو بنى مظلةً لعابر السبيل، أو وضع براداً لأجل العمال أو المسافرين، أو سقا العطاشا ماءًا بارداً، فإنها أعمالٌ مُدخرٌ أُجورها، ليوم تَدنُو فيه الشمسُ من الرؤوس ويشتدّ لهيبها.. فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: (إنّ الصّدقة لَتطفئُ عن أهْلِها حرَّ القُبورِ، وإنّما يستظلُ المؤمنُ يومَ القيامةِ في ظلِّ صَدَقَتِه) والحديث صححه الألباني.. وفي صحيح البخاري، قال عليه الصلاة والسلام: (بيْنَما كَلْبٌ يُطِيفُ برَكِيَّةٍ، كادَ يَقْتُلُهُ العَطَشُ، إذْ رَأَتْهُ بَغِيٌّ مِن بَغايا بَنِي إسْرائِيلَ، فَنَزَعَتْ مُوقَها فَسَقَتْهُ فَغُفِرَ لها بهِ)..
ثم إنّ من سنن شدة الحر: الإبرادُ بصلاة الظهر، وتأخيرِ أدائها إلى أن ينكسر الحرُّ ويبردُ الوقت، لحديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا: “إذا اشتدَّ الحرُّ فأبردوا بالصلاة، فإن شدة الحرّ من فيح جهنم”.. البخاري ومسلم..
وهذه السنةُ عامةٌ تشمل صلاة الجماعة، وصلاة المنفرد، وحتى النساء، فإنه يُسن لهن الإبرادُ حين يشتدُ الحر.. والله يحب أن تؤتي رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه..
ألا فاتقوا الله عباد الله، واعتبروا بحرّ الدنيا، واغتنموا أوقاتكم في طاعة الله، والتزود لحر الآخرة.. أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءلُون * قَالُوا إِنَّا كُنَّا قَبْلُ فِي أَهْلِنَا مُشْفِقِين * فَمَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا وَوَقَانَا عَذَابَ السَّمُوم * إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلُ نَدْعُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْبَرُّ الرَّحِيم} [الطور:25]..
يا ابن آدم عش ما شئت فإنك ميت، واحبب من شئت فإنك مفرقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، البر لا يبلى، والذنب لا ينسى، والديان لا يموت، وكما تدين تدان..
اللهم صل على محمد....