حقوق كبار السِّنِّ

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1447/03/12 - 2025/09/04 15:15PM
إنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْـدَقَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَخَيْرَ الهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ الآدَابِ العَظِيمَةِ وَالخِصَالِ الكَرِيمَةِ الَّتِي دَعَا إِلَيهَا دِيْنُ الإِسْلَامِ وَرَغَّبَ فِيهَا مُرَاعَاةُ كِبَارِ السِّنِّ وَالتَّأدُّبُ مَعَهُمْ وَمَعْرِفَةُ حَقِّهِمْ وَمَا لَهم مِن حُقُوقٍ ووَاجِبَاتٍ وَوَاجِبُنَا نَحْوَهُمْ فَنَّبِيُنَا ﷺ حَثَّنَا عَلَى احْتِرَامِ كَبِيرِ السِّنِّ وَتَوْقِيرِهِ كَمَا فِي الحَدِيثِ قَالَ ﷺ ( لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ حَقَّ كَبِيرِنَا ) كَمَا أَنَّ فِي إِكْرَامِ كَبِيرِ السِّنِّ إِجْلَالٌ للهِ تَعَالَى قَالَ ﷺ ( إِنَّ مِنْ إجْلَالِ اللهِ إِكْرَامِ ذِي الشَّيْبَةِ المُسْلِمِ وَحَامِلِ القُرْآنِ غَيْرَ الغَالِي فِيهِ وَلَا الجَافِي عَنْهُ وَإِكْرَامِ ذِي السُلْطَانِ المُقْسِطِ ) وإذَا احتَرَمْنَا الكَبيرَ ورَعَينَا حَقَّهُ يَسَّرَ اللهُ لَنَا فِي كِبَرِنَا مَنْ يَرعَى حُقُوقَنَا فَعَنْ أَنَسِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ ( مَا أَكْرَمَ شَابٌّ شَيْخًا لِسِنِّهِ إِلَّا قَيَّضَ اللهُ لَهُ مَنْ يُكْرِمْهُ عِنْدِ سِنِّهِ ) وَفِي بَذْلِ الْإِحْسَانِ لِلشَّيخِ الكَبِيرِ ثَوَابٌ مُعَجَّلٌ للِعَبْدِ فِي الدُّنْيَا إِحْسَانًا مِنَ اللَّهِ تَعَالَى لِلْعَبْدِ غَيْرَ الثَّوَابِ الْمُدَّخَرِ لَهُ فِي الْآخِرَةِ وَهَذِهِ سُنَّةِ اللَّهِ تَعَالَى أَنَّهُ يَجْزِي بِالْإِحْسَانِ إِحْسَاناً قَالَ تَعَالَى (( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ )) بَارَكَ اللهُ لِي وَلَكمْ فِي الكِتَابِ وَالسُّنَةِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الآيَاتِ وَالحِكْمَةِ أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيهِ إنَّه هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ
الْحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لاَّ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيَكَ لَهُ تَعْظِيماً لِشَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيراً أَمَّا بَعْدُ فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ دِيْنَ الإِسْلَامِ حِرْصَ عَلَى كِبَارِ السِّنِّ وَأَمْرَ بِرِعَايَتِهِمْ وَالقِيَامِ بِحُقُوقِهِمْ وَمِنْ حَقِّ الكَبِيْرِ بَدْؤُهُ بِالْسَّلَامِ وَتَقْدِيْمُهُ وَالدُّعَاءُ لَهُ بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةِ وَبِطُوْلِ الْعُمُرِ عَلَى طَّاعَةِ اللهِ وَمِنْ حَقِّ كَبِيرِ السِّنِّ تَوْعِيَتُهُ بِمَا يَحْفَظُ عَلَيهِ صِحَّتَهُ وَتَعْرِيفُهُ بِالْأَحْكَامِ الشَّرْعِيَّةِ الَّتِي يَحْتَاجُ إِلَيهَا فِي عِبَادَتِهِ وَشُؤونِ حَيَاتِهِ وتَوْفِيرُ حَاجَاتِهِ الضَّرُوْرِيَةِ مِنْ مَلْبَسٍ وَدَوَاءٍ وَطَعَامٍ وَشَرَابٍ وَمِنْ حَقِّ الكَبِيرِ أَنْ يَعِيْشَ مَعَ أُسْرَتِهِ وَيُحْسِنُ إِلَيْهِ أَبْنَاؤُهُ وَأَحْفَادُهُ وَمِنْ أَعْظَمِ مَنْ يَجِبُ عَلَينَا إِكْرَامُهُمْ وَالإِحْسَانُ إِلَيْهِمْ الوَالِدَانِ لَاسِيمَا عِنْدَ الكِبَرِ قَالَ تَعَالَى (( إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ))
أَلَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ مُحَمَّدٍ ﷺ فَقَدْ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ رَبُّكُمْ قَالَ تَعَالَى (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَتَابِعِيهِمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِفضلك وإحسانك ورَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءً سَخَاءً وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ ووفِّقْهُمَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى ولِمَا فِيهِ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ اللهم سقيا رحمة بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين ( رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّار ) عِبَادَ اللهِ اذْكُرُوا اللهَ العَظِيمَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ))
المرفقات

1756988045_خطبة الجمعة 13 ربيع الأول 1447هـ حقوق كبار السن.pdf

1756988066_خطبة الجمعة 13 ربيع الأول 1447هـ حقوق كبار السن.docx

المشاهدات 915 | التعليقات 0