حَقُّ الوَالِدَيْنِ مِنْ أَوْجَبِ الحُقُوقِ
مبارك العشوان 1
الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.
أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ تَعَالَى - أَيُّهَا النَّاسُ - حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ.
عِبَادَ اللهِ: سُْئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَفْضَلِ الأَعْمَالِ؛ فَذَكَرَ بِرَّ الوَالِدَينِ وَقَرَنَهُ بِأَفْضَلِ العِبَادَاتِ، وَسُئِلَ عَنْ الكَبَائِرِ؛ فَذَكَرَ عُقُوقَ الوَالِدَينِ وَقَرَنَهُ بِعَظَائِمِ الذُّنوُبِ.
يَقُولُ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (سَأَلْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: أَيُّ العَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الوَالِدَيْنِ، قَالَ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: الجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ، وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
وَيَقُولُ أَنَسٌ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: (سُئِلَ النَّبِيُّ صَلى الله عَلَيهِ وسَلمَ عَنِ الكَبَائِرِ، قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، وَعُقُوقُ الوَالِدَيْنِ، وَقَتْلُ النَّفْسِ، وَشَهَادَةُ الزُّورِ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
وَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِنَّ مِنْ أَكْبَرِ الكَبَائِرِ أَنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ، قِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَكَيْفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ وَالِدَيْهِ؟ قَالَ: يَسُبُّ الرَّجُلُ أَبَا الرَّجُلِ، فَيَسُبُّ أَبَاهُ، وَيَسُبُّ أُمَّهُ، فَيَسُبُّ أُمَّهُ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
حَقُّ الوَالِدَيْنِ مِنْ أَوْجَبِ الحُقُوقِ بَعْدَ حَقِّ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ؛ وَقَدْ قَرَنَ اللهُ جَلَّ وَعَلا حَقَّهُمَا بِتَوْحِيدِهِ وَعِبَادَتِهِ؛ فَقَالَ: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}[الإسراء 23] وَقَالَ: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً}[النساء 36] وَقَالَ: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ}[لقمان 14]
وَقَدْ وَصَّى اللهُ تَعَالَى بِالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَيْنِ ، فَقَالَ: {وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً}[العنكبوت8] وَقَالَ: {وَوَصَّيْنَا الإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً}[الأحقاف 15]
بَلْ قَالَ تَعَالَى عَنِ الأَبَوَينِ الكَافِرَينِ: { وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا...}[لقمان 15] قَالَ ابنُ كَثيرٍ رَحِمَهُ اللهُ: [أَيْ: إِنْ حَرَصَا عَلَيْكَ كُلَّ الْحِرْصِ عَلَى أَنْ تُتَابِعَهُمَا عَلَى دِينِهِمَا، فَلَا تَقْبَلْ مِنْهُمَا ذَلِكَ، وَلَا يَمْنَعَنَّكَ ذَلِكَ مِنْ أَنْ تُصَاحِبَهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا، أَيْ: مُحْسِنًا إِلَيْهِمَا]اهـ
عِبَادَ اللهِ: إِذَا كَانَ هَذَا مَعَ أَبَوَينِ كَافِرَينِ حَرِيصَينِ كُلَّ الحِرْصِ عَلَى كُفْرِ وَلَدِهِمَا؛ فَمَاذَا عَنْ أَبَوَينِ مُؤْمِنَيْنِ تَقِيَّيْنِ حَرِيْصَينِ كُلَّ الحَرِصِ عَلَى صَلاحِ وَلَدِهِمَا.
الوَالِدَانِ - رَحِمَكُمُ اللهُ - أَحَقُّ النَّاسِ بِالصُّحْبَةِ، وَأَوْلَاهُمْ بِالْإِحْسَانِ وَالبِرِّ وَالصِّلَةِ؛ وَقَدْ أَقْبَلَ رَجُلٌ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أُبَايِعُكَ عَلَى الْهِجْرَةِ وَالْجِهَادِ، أَبْتَغِي الأَجْرَ مِنَ اللهِ؛ قَالَ: (فَهَلْ مِنْ وَالِدَيْكَ أَحَدٌ حَيٌّ؟ قَالَ: نَعَمْ، بَلْ كِلَاهُمَا، قَالَ: فَتَبْتَغِي الأَجْرَ مِنَ اللهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَارْجِعْ إِلَى وَالِدَيْكَ فَأَحْسِنْ صُحْبَتَهُمَا) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
وَقَالَ لَهُ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ أَحَقُّ بِحُسْنِ صَحَابَتِي؟ قَالَ: (أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ، قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: أُمُّكَ قَالَ: ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ: ثُمَّ أَبُوكَ) [رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ]
عِبَادَ اللهِ: وَحَقُّ الوَالِدَيْنِ فِي كِبَرِهِمَا أَوْ فِي شَبَابِهِمَا، وَاجِبٌ عَلَى الأوْلاَدِ؛ وَيَعْظُمُ حَقُّهُمَا وَيَتَأَكَّدُ عِنْدَ كِبَرِهِمَا وَاشْتِعَالِ رُؤُوسِهِمَا بِالشَّيْبِ، عِنْدَ وَهَنِ العَظْمِ، وَثِقَلِ السَّمْعِ، وَضَعْفِ البَصَرِ.
عِنْدَ ذَلِكَ تَزْدَادُ حَاجَتُهُمَا إِلَى الأَوْلاَدِ البَرَرَةِ؛ الَّذِينَ يَتَلَمَّسُونَ حَوَائِجَهُمَا، وَيَتَسَابَقُونَ فِي خِدْمَتِهِمَا، دُونَ كَلَلٍ أَوْ مَلَلٍ، أَْوْ إِشْعَارٍ بِكَلَمِةٍ فِيهَا أَذَىً أَوْ تَأَفُّفٍ أَوْ ضَجَر.
يَقُولُ اللهُ تَعَالَى: {إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} [الإسراء 23 - 24]
وَيَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، ثُمَّ رَغِمَ أَنْفُ، قِيلَ: مَنْ؟ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: مَنْ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ عِنْدَ الْكِبَرِ، أَحَدَهُمَا، أَوْ كِلَيْهِمَا فَلَمْ يَدْخُلِ الْجَنَّةَ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ]
وَفِي هَذَا الحَدِيثِ بِشَارَةٌ لأَهْلِ البِرِّ وَالإِحْسَانِ، وَأَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ دُخُولِ الجَنَّةِ؛ وَفِيهِ نِذَارَةٌ لأَهْلِ العُقُوقِ؛ وَأَنَّهُ مِنْ أَسْبَابِ الحِرْمَانِ مِنَ الجَنَّةِ.
جَعَلَنِي اللهُ وَإِيَّاكُمْ مِنْ أَهْلِ البِرِّ وَالإِحْسَانِ، وَرَزَقَنَا وَوَالِدَيْنَا عَالِيَ الجِنَانِ.
وَبَارَكَ اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي الْقُرْآنِ الْعَظِيمِ وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِ مِنَ الْآيِ وَالذَّكَرِ الْحَكِيمِ وَأَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ الْعَظِيمَ الْجَلِيلَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلُّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحَمْدُ لِلهِ وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللهِ.
أمَّا بَعدُ: فَاعْلَمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - أَنَّ البِرَّ وَالإِحْسَانَ كَلِمَةٌ شَامِلَةٌ؛ يَدْخُلُ فِيْهَا الإِحْسَانُ بِالقَوْلِ وَبِالفِعْلِ وَبِالتَّعَامُلِ؛ فَيَتَأَدَّبُ الوَلَدُ مَعَ وَالِدَيْهِ بِآدَابِ الْحَدِيثِ؛ مِنَ الإِنْصَاتِ لَهُمَا، وَعَدَمِ الانْشِغَالِ عِنْهُمَا، وَيَخَفْضُ صَوْتَهُ لَهُمَا؛ وَيَخْتَارُ فِي مُخَاطَبَتِهِمَا أَحْسَنَ العِبَارَاتِ وَأَلْطَفَهَا وَأَكْرَمَهَا، وَيَتَحَدَّثُ لَهُمَا فِيمَا يَشْرَحُ صُدُورَهُمَا، وَيُزِيلُ الْهُمُومَ عَنْهُمَا، وَيَتَجَنُّبُ مَا يُكَدِّرُ عَلَيْهِمَا وَيُوغِرُ صُدُورَهَمَا.
يَسْعَى الوَلَدُ فِي خِدْمَةِ وَالِدَيْهِ، وَيَتَحَمُّلُ الأَعْبَاءَ عَنْهُمَا.
يُحْسِنُ إِلَيْهِمَا بِالجَاهِ، وَبِالمَالِ مِنْ نَفَقَةٍ أَوْ هَدِيَّةٍ أَوْ سَدَادِ دَينٍ أَوْ غَيْرِهَا.
وَمِنْ أَعْظَمِ أَنْوَاعِ البِرِّ بِالوَالِدَينِ: السَّعْيُ وَالجِدُّ فِي فَوْزِهِمَا وَسَعَادَتِهِمَا وَنَجَاتِهِمَا مِنَ النَّارِ.
السَّعْيُ فِي دِلَالَتِهِمَا عَلَى الخَيْرِ وَالطَّاعَةِ، وَتَحْذِيرِهِمَا مِنَ الشَّرِّ وَالمَعْصِيَةِ، بِالحِكْمَةِ، وَالكَلِمَةِ الطَّيِّبَةِ، وَالمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ.
وَمِنْ بِرِّ الوَالِدَيْنِ: بِرُّ أَقَارِبِهِمَا وَأَصْحَابِهِمَا؛ سَوَاءً فِي حَيَاتِهِمَا أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِمَا؛ وَقَدْ جَاءَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا؛ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الأَعْرَابِ لَقِيَهُ بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ، وَحَمَلَهُ عَلَى حِمَارٍ كَانَ يَرْكَبُهُ، وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً كَانَتْ عَلَى رَأْسِهِ؛ يَقُولُ ابْنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا لَهُ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ؛ إِنَّهُمُ الأَعْرَابُ وَإِنَّهُمْ يَرْضَوْنَ بِالْيَسِيرِ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: إِنَّ أَبَا هَذَا كَانَ وُدًّا لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: ( إِنَّ أَبَرَّ الْبِرِّ صِلَةُ الْوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
وَمِنْ بِرِّ الوَالِدَيْنِ: الدُّعَاءُ لَهُمَا فِي حَيَاتِهِمَا وَبَعْدَ مَوتِهِمَا إِذَا كَانَا مُسْلِمَينِ.
وَهُوَ دَالٌّ عَلَى إِخْلَاصِ الوَلَدِ وَمَحَبَّتِهِ الْخَيرَ لِوَالِدَيِهِ؛ حَيْثُ يُحْسِنُ إِلَيْهِمَا بِمَا يَعْلَمَانِ بِهِ؛ وَبِمَا يَخْفَى عَلَيْهِمَا.
وَهُوَ اِسْتِمْرَارٌ لِعَمَلِهِمَا حَتَّى بَعْدَ مَوْتِهِمَا؛ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَنْهُ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ إِلَّا مِنْ صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو لَهُ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
عِبَادَ اللهِ: لِيُحَاسِبْ كُلٌّ مِنَّا نَفْسَهُ؛ كَيْفَ هُوَ مَعَ وَالِدَيْهِ؟!
هَلْ أَنْتَ يَا عَبْدَ اللهِ بَارٌّ بِوَالِدَيْكَ أَمْ عَاقٌّ لَهُمَا؟ هَلْ أَنْتَ مُحْسِنٌ أَمْ مُسِيٌ؟ هَلْ تَسْعَى فِي رِضَا وَالِدَيْكَ وَإسْعَادِهِمَا وَسُرُورِهِمَا أَمْ فِي غَمِّهِمَا وَغَيْظِهِمَا وَحُزْنِهِمَا؟
فَيَا أَيُّهَا البَارُّ بِوَالِدَيْهِ؛ اِحْمَدِ اللهِ عَلَى تَوْفِيقِهِ، وَأَبْشِرْ بِجَزِيلِ عَطَائِهِ، وَاسْتَمِرَّ عَلَى إِحْسَانِكَ، وَابْذُلِ المَزِيدَ؛ وَلاَ تَسْتَكْثِرْ شَيْئًا تُقَدِّمُهُ؛ فَقَدْ صَحَّ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ: (لا يَجْزِي وَلَدٌ وَالِدًا، إِلَّا أَنْ يَجِدَهُ مَمْلُوكًا فَيَشْتَرِيَهُ فَيُعْتِقَهُ) [رَوَاهُ مُسْلِمٌ ]
وَيَا أَيُّهَا العَاقُّ لِوَالِدَيهِ؛ يَا مَنْ فَرَّطتَ فِي حَقِّ وَالِدَيْكَ وَأَسَأَتَ؛ تُبْ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الكَبِيرَةِ.
أَيُّهَا العَاقُّ لِوَالِدَيهِ؛ اتَّقِ اللهَ رَبَّكَ؛ اتَّقِ اللهَ وَتَدَارَكْ بِالبِرِّ وَالِدَيْكَ، أَرِهِمَا فِي حَيَاتِهِمَا بِرَّكَ وَإِحْسَانَكَ.
تَدَارَكْ نَفْسَكَ قَبْلَ الفَوَاتِ، قَبْلَ أَنْ تَعُضَّ أَصَابِعَ النَّدَمِ حِينَ لا يَنْفَعُكَ البُكَاءُ وَ لَا النَّدَمْ.
نَسْأَلُ اللهَ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْنَا، وَيَعْفُوَ عَنَّا تَقْصِيرَنَا.
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا وَلِوَلِدَينَا، اللَّهُمَّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّوْنَا صِغَارًا.
ثُمَّ صَلُّوا وَسَلِّمُوا - رَحِمَكُمُ اللهُ - عَلَى مَنْ أَمَرَكُمُ اللهُ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيهِ؛ فَقَالَ سُبْحَانَهُ: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ، اللهُمَّ بَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ، كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ، وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ، إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيدٌ؛ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإسْلَامَ وَالمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ وَانْصُرْ عِبَادَكَ المُوَحِّدِينَ، اللَّهُمَّ وَعَلَيكَ بِأَعْدَئِكَ يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
اللَّهُمَّ أصْلِحْ أئِمَّتَنَا وَوُلَاةَ أُمُورِنَا، اللَّهُمَّ وَفِّقْ وُلَاةَ أمْرِنَا لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، اللَّهُمَّ خُذْ بِنَوَاصِيهِمْ لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى اللَّهُمَّ وَفِّقْنَا وَإِيَّاهُمْ لِهُدَاكَ، واجْعَلْ عَمَلَنَا فِي رِضَاكَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَدِينَنَا وَبِلَادَنَا بِسُوءٍ فَرُدَّ كَيْدَهُ إِلَيهِ وَاجْعَلْ تَدْبِيرَهُ تَدْمِيرًا عَلَيهِ، يَا قَوِيُّ يَا عَزِيزُ.
عِبَادَ اللهِ: اُذْكُرُوا اللهَ العَلِيَّ الْعَظِيْمَ يَذْكُرْكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ وَلَذِكْرُ اللهِ أكْبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وتجدون هذه الخطبة وغيرها على قناة التليجرام (احرص على ما ينفعك)
https://t.me/benefits11111/2795
المرفقات
1755118574_حَقُّ الوَالِدَيْنِ مِنْ أَوْجَبِ الحُقُوقِ.pdf
1755118592_حَقُّ الوَالِدَيْنِ مِنْ أَوْجَبِ الحُقُوقِ.doc