حق الوالدين ووجوب برهما والإحسان إليهما

الشيخ فهد بن حمد الحوشان
1447/02/19 - 2025/08/13 15:35PM

إنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْـدَقُ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَخَيْرَ الهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ عِبَادَ اللهِ جُبِلَتْ النُّفُوسُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيهَا وَلَا أَحَدَ أَعْظَمُ إِحْسَانًا بَعْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ مِنْ الوَالِدَينِ وَقَدْ أَوْصَى اللهُ بِالوَالِدَيْنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى (( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا )) ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ) قَالَ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ أَيْ : وَصَّاهُ فِيهِمَا بَجَمِيعِ مَعَانِي الحُسْنِ وَأَمَرَ فِي سَائِرِ النَّاسِ بِبَعضِ الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ فِي وَالِدَيْهِ فَقَالَ جَلَّ وَعَلَا (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) يَعْنِي بِذَلِكَ بَعْضَ مَعَانِي الحُسْن. ا.هـ . رَحِمَهُ اللهُ
وَقَرَنَ سُبْحَانَهُ تَوْحِيدَهُ وَعِبَادَتَهُ بِالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَينِ قَالَ تَعَالَى (( واعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيِّئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )) عِبَادَ اللهِ فَضْلُ الوَالِدَيْنِ عَظِيمٌ وَحَقُهُمَا الشُّكْرُ بَعْدَ شُكْرِ اللهِ (( أَن اِشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيكَ )) وَمِنْ ذَلِكَ طَاعَتُهُمَا بِالمَعْرُوفِ والدُّعَاءُ لَهُمَا بِالرَّحْمَةِ (( وَقُلْ رَبِّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ وَالإِحْسَانُ إِلَيهِمَا مِنْ أَعْظَمِ القُرُبَاتِ عِنْدَ الله عَنْ اِبْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ قَالَ ﷺ ( الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا ) قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ ﷺ ( ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ) وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ يَزِيدُ الْإِنْسَانِ فِي عُمُرِ الْإِنْسَانِ وَيُبَارَكُ لَهُ فِي رِزْقِهِ فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُمَا اللهُ وَصُوَرُ الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ مُتَنَوِّعَةٌ فَمِنْ ذَلِكَ إِسْعَادُهُمَا وَإِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَيْهِمَا وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِمَا وَاحْتِرَامُهُمَا وَأَخْذُ الإِذْنِ مِنْهُمَا أَعُوْذُ بِاللهِ مِن الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) اللهم ارزُقنا برَّ آبائِنا وأمَّهاتِنا أمواتًا وأحياءً وَارْحَمْهُم كَما رَبَونَا صِغَارًا بارَك اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ وَنفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوْبُوا إِلَيهِ إِنَّ رَبِي غَفُورٌ رَحِيمٌ
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّاْ بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَنْ يَجِبُ عَلَينَا إِكْرَامُهُمْ وَالإِحْسَانُ إِلَيهِمْ هُمَا الوَالِدَانِ اُمُكُ وَأَبُوْكَ لَاسِيمَا عِنْدَ الكِبَرِ قَالَ تَعَالَى (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ))
قَالَ الشَّيخُ العَلَّامَةُ مُحَمَدُ اِبْنُ عُثَيمِينَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ يَكُونُ بِبَذْلِ المَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إِلَيهِمَا بِالقَولِ وَالفِعْلِ وَالمَالِ أَمَّا الإِحْسَانُ إِلَيهِمَا بِالقَوْلِ بِأَنْ يُخَاطَبَا بِاللِّينِ وَاللُّطْفِ مُسْتَصْحِباً كُلَّ لَفْظٍ يَدُلُ عَلَى اللِّينِ وَالتَّكْرِيمِ وَأَمَّا الإِحْسَانُ بِالفِعْلِ بِأَنْ تَخْدِمْهُمَا بِبَدَنِكَ مَا اسْتَطَعْتَ مِنْ قَضَاءِ الحَوَائِجِ وَالمُسَاعَدَةِ عَلَى شُؤُونِهِمَا وَتَيْسِيرِ أُمُوْرِهِمَا وَطَاعَتِهِمَا فِي غَيْرِ مَا يَضُرُكَ فِي دِينِكَ أَوْ دُنْيَاكَ ثُمَّ الإِحْسَانُ بِالمَالِ بِأَنْ تَبْذُلَ لَهُمَا مِنْ مَالِكَ كُلَّ مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيهِ طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُكَ مُنْشَرِحاً بِهِ صَدْرُكَ غَيرَ مُتْبِعٍ لَهُ بِمِنَةٍ بَلْ تَبْذُلُهُ وَأَنْتَ تَرَى أَنَّ المِنَّةَ لَهُمَا فِي قَبُولُهُ وَالِانْتِفَاعُ بِهِ . ا.هـ
صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ ﷺ اِمْتِثَالاً لِأَمْرِ رَبِّكُمْ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عبدك ورسولك نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ بَقِيَةِ الصحابة أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءٍ سَخَاءٍ وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وأَلْبِسْه لباسَ الصِّحَةِ والعافِيَةِ ووفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِكُلِّ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَأَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِم اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ اللهم سقيا رحمة بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(( فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))

 

المرفقات

1755088494_خطبة الجمعة 21 من شهر صفر 1447هـ عن حق الوالدين.pdf

1755088502_خطبة الجمعة 21 من شهر صفر 1447هـ عن حق الوالدين.docx

المشاهدات 1039 | التعليقات 1

خطبة الجمعة الموافق 21 من شهر صفر لهذا العام 1447هـ عن حق الوالدين ووجوب البربهما والإحسان إليهما حسب التعميم 

إنَّ الحَمْدَ للهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ وَنَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا مَنْ يَهْدِهِ اللهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ﷺ ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ) ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا )( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ) أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ أَصْـدَقُ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَخَيْرَ الهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ ﷺ وشرَّ الأمورِ محدثاتُها وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ عِبَادَ اللهِ جُبِلَتْ النُّفُوسُ عَلَى حُبِّ مَنْ أَحْسَنَ إِلَيهَا وَلَا أَحَدَ أَعْظَمُ إِحْسَانًا بَعْدَ اللهِ سُبْحَانَهُ مِنْ الوَالِدَينِ وَقَدْ أَوْصَى اللهُ بِالوَالِدَيْنِ كَمَا قَالَ تَعَالَى (( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا )) ( وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا ) قَالَ الطَّبَرِيُّ رَحِمَهُ اللهُ أَيْ : وَصَّاهُ فِيهِمَا بَجَمِيعِ مَعَانِي الحُسْنِ وَأَمَرَ فِي سَائِرِ النَّاسِ بِبَعضِ الَّذِي أَمَرَهُ بِهِ فِي وَالِدَيْهِ فَقَالَ جَلَّ وَعَلَا (وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ) يَعْنِي بِذَلِكَ بَعْضَ مَعَانِي الحُسْن. ا.هـ . رَحِمَهُ اللهُ
وَقَرَنَ سُبْحَانَهُ تَوْحِيدَهُ وَعِبَادَتَهُ بِالإِحْسَانِ إِلَى الوَالِدَينِ قَالَ تَعَالَى (( واعْبُدُوا اللهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيِّئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا )) عِبَادَ اللهِ فَضْلُ الوَالِدَيْنِ عَظِيمٌ وَحَقُهُمَا الشُّكْرُ بَعْدَ شُكْرِ اللهِ (( أَن اِشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيكَ )) وَمِنْ ذَلِكَ طَاعَتُهُمَا بِالمَعْرُوفِ والدُّعَاءُ لَهُمَا بِالرَّحْمَةِ (( وَقُلْ رَبِّ اِرْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ وَالإِحْسَانُ إِلَيهِمَا مِنْ أَعْظَمِ القُرُبَاتِ عِنْدَ الله عَنْ اِبْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ قَالَ ﷺ ( الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا ) قُلْتُ ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ ﷺ ( ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ ) وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ يَزِيدُ فِي عُمُرِ الْإِنْسَانِ وَيُبَارَكُ لَهُ فِي رِزْقِهِ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ : ( مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمُرِهِ وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ ) أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ رَحِمَهُمَا اللهُ وَصُوَرُ الْبِرِّ بِالْوَالِدَيْنِ مُتَنَوِّعَةٌ فَمِنْ ذَلِكَ إِسْعَادُهُمَا وَإِدْخَالُ السُّرُورِ عَلَيْهِمَا وَالثَّنَاءُ عَلَيْهِمَا وَاحْتِرَامُهُمَا وَأَخْذُ الإِذْنِ مِنْهُمَا أَعُوْذُ بِاللهِ مِن الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا ) اللهم ارزُقنا برَّ آبائِنا وأمَّهاتِنا أمواتًا وأحياءً وَارْحَمْهُم كَما رَبَونَا صِغَارًا بارَك اللهُ لِي وَلَكُمْ فِي القُرْآنِ العَظِيمِ وَنفَعَنِي وَإِيَّاكُمْ بِمَا فِيهِ مِنْ الآيَاتِ وَالذِّكْرِ الحَكِيمِ أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوْبُوا إِلَيهِ إِنَّ رَبِي غَفُورٌ رَحِيمٌ
الحَمْدُ للهِ عَلَى إِحْسَانِهِ وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى تَوْفِيقِهِ وَامْتِنَانِهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صَلَى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا أَمَّاْ بَعْدُ فاتَّقوا اللهَ عِبَادَ اللهِ واعْلَمُوا أَنَّ مِنْ أَعْظَمِ مَنْ يَجِبُ عَلَينَا إِكْرَامُهُمْ وَالإِحْسَانُ إِلَيهِمْ هُمَا الوَالِدَانِ اُمُكُ وَأَبُوْكَ لَاسِيمَا عِنْدَ الكِبَرِ قَالَ تَعَالَى (( وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ))
قَالَ الشَّيخُ العَلَّامَةُ مُحَمَدُ اِبْنُ عُثَيمِينَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى : وَبِرُّ الوَالِدَيْنِ يَكُونُ بِبَذْلِ المَعْرُوفِ وَالإِحْسَانِ إِلَيهِمَا بِالقَولِ وَالفِعْلِ وَالمَالِ أَمَّا الإِحْسَانُ إِلَيهِمَا بِالقَوْلِ بِأَنْ يُخَاطَبَا بِاللِّينِ وَاللُّطْفِ مُسْتَصْحِباً كُلَّ لَفْظٍ يَدُلُ عَلَى اللِّينِ وَالتَّكْرِيمِ وَأَمَّا الإِحْسَانُ بِالفِعْلِ بِأَنْ تَخْدِمْهُمَا بِبَدَنِكَ مَا اسْتَطَعْتَ مِنْ قَضَاءِ الحَوَائِجِ وَالمُسَاعَدَةِ عَلَى شُؤُونِهِمَا وَتَيْسِيرِ أُمُوْرِهِمَا وَطَاعَتِهِمَا فِي غَيْرِ مَا يَضُرُكَ فِي دِينِكَ أَوْ دُنْيَاكَ ثُمَّ الإِحْسَانُ بِالمَالِ بِأَنْ تَبْذُلَ لَهُمَا مِنْ مَالِكَ كُلَّ مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيهِ طَيِّبَةً بِهِ نَفْسُكَ مُنْشَرِحاً بِهِ صَدْرُكَ غَيرَ مُتْبِعٍ لَهُ بِمِنَةٍ بَلْ تَبْذُلُهُ وَأَنْتَ تَرَى أَنَّ المِنَّةَ لَهُمَا فِي قَبُولُهُ وَالِانْتِفَاعُ بِهِ . ا.هـ
صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيّكُمْ ﷺ اِمْتِثَالاً لِأَمْرِ رَبِّكُمْ (( إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا )) وَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ ( مَنْ صَلَى عَلَيّ صَلَاةً صَلَى اللهُ عَلَيهِ بِهَا عَشْرًا ) اللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى عبدك ورسولك نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ ﷺ وَآلِ بَيْتِهِ الطَّيبِين الطَّاهِرِين وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِين الْأَئِمَّةِ الْمَهْدِيِّينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ وَعَنِ بَقِيَةِ الصحابة أَجْمَعِينَ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ وَعَنَّا مَعَهُمْ بِمَنِّكَ وَفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ أَعِزَّ الإِسْلَاْمَ وَانْصُرِ الْمُسْلِمِينَ وَاحْمِ حَوْزَةَ الدِّينَ وَاجْعَلْ بِلَادَنَا آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً رَخَاءٍ سَخَاءٍ وَسَاْئِرَ بِلَادِ الْمُسْلِمِينَ اللَّهُمَّ احْفَظْ وليَّ أَمْرَنَا خَادِمَ الْحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وأَلْبِسْه لباسَ الصِّحَةِ والعافِيَةِ ووفِّقْهُ وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِكُلِّ خَيرٍ للِبِلَادِ والعِبَادِ اللَّهُمَّ جَنِّبْنَا الْفِتَنَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ اللَّهُمَّ مَنْ أَرَادَنَا وَأَرَادَ بِلَادَنَا بِسُوءٍ فَاشْغَلْهُ بِنَفْسِهِ وَرُدَّ كَيْدَهُ فِي نَحْرِهِ اللَّهُمَّ إِنَّا نَدْرَأُ بِكَ فِي نُحُورِ أَعْدَائِنَا وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِم اللَّهُمَّ أَغِثْنَا غَيِّثًا مُبَارَكا تُغِيثُ بِهِ البِلَادَ والعِبَادَ وتَجْعَلُهُ بَلَاغًا للِحَاضِرِ والبَادِ اللهم سقيا رحمة بِرَحْمَتِكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِين رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ عِبَادَ اللهِ (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ(( فَاذْكُرُوا اللهَ الْعَظِيمَ الجَلِيلَ يَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ يَزِدْكُمْ (( وَلَذِكْرُ اللهِ أَكبَرُ وَاللهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُون ))

 

المرفقات

1755173790_خطبة الجمعة 21 من شهر صفر لعام 1447هـ حق الوالدين.pdf

1755173802_خطبة الجمعة 21 من شهر صفر لعام 1447هـ حق الوالدين.docx