خطبة : ( البر بالوالدين دِينٌ وَدَين )

عبدالله البصري
1447/02/19 - 2025/08/13 13:49PM

البر بالوالدين دِينٌ وَدَين   20/ 2/ 1447  

 

 

 

الخطبة الأولى :

 

أَمَّا بَعدُ ، فَأُوصِيكُم أَيُّهَا النَّاسُ وَنَفسِي بِتَقوَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللهَ يَجعَلْ لَكُم فُرقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُم سَيِّئَاتِكُم وَيَغفِرْ لَكُم وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ " أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِذَا ذُكِرَتِ الصِّفَاتُ الحَسَنَةُ ، كَانَ الوَفَاءُ مِنهَا في القِمَّةِ ، فَهُوَ مِن أَجمَلِ الشِّيَمِ وَأَعلَى القِيَمِ وَأَكرَمِ الخِصَالِ ، وَصَاحِبُهُ مِن أَكرَمِ النَّاسِ نَفسًا وَأَدنَاهُم إِلى الكَمَالِ . وَإِذَا كَانَ الوَفَاءُ مَطلُوبًا لِكُلِّ مَن أَحسَنَ أَو أَسدَى مَعرُوفًا ، فَإِنَّ أَعظَمَ مَن لَهُ مَعرُوفٌ وَحَقٌّ عَلَى آخَرَ يَجِبُ عَلَيهِ أَن يَفِيَ لَهُ بِهِ ، الأَبُ وَالأُمُّ ، أَعظَمُ النَّاسِ في الدُّنيَا بَذلاً وَعَطَاءً ، وَأَحَقُّهُم بِأَن يَنَالُوا بِرًّا وَوَفَاءً ، وَمِن ثَمَّ كَانَ حَقُّهُمَا عَلَى الأَولادِ عَظِيمًا ، وَبِرُّهُمَا وَاجِبًا ، وَالعُقُوقُ بِهِمَا مِن أَكبَرِ الكَبَائِرِ ، وَنِسيَانُ مَا قَدَّمَاهُ مِن أَسوَأِ الصِّفَاتِ وَأَقبَحِ الأَخلاقِ . وَإِذَا كَانَ النَّاسُ يَتَمَادَحُونَ بِالوَفَاءِ وَيَرفَعُونَ مَقَامَ الوَفِيِّ وَيُكرِمُونَهُ ، فَإِنَّ أَولى النَّاسِ بِأَن يُمدَحَ بِذَلِكَ هُمُ الأَبنَاءُ البَرَرَةُ ، وَمَا أَجمَلَهُ مِن أَدَبٍ حِينَ يَكُونُ الابنُ وَفِيًّا لِوَالِدَيهِ ، مُعتَرِفًا بِفَضلِهِمَا ، مُقِرًّا بِإِحسَانِهِمَا ، قَائِمًا بِحَقِّهِمَا ، قَرِيبًا مِنهُمَا ، لَطِيفًا بِهِمَا ، خَادِمًا لَهُمَا ، مُرَاعِيًا لِحَاجَاتِهِمَا ، مُتَلَمِّسًا رَاحَتَهُمَا ، مُبتَعِدًا عَمَّا يُغضِبُهُما وَيُحزِنُهُما ، مُتَحَرِّيًّا ما يُرضِيهِمَا وَيَسُرُّهُمَا ، لا يَأمُرَانِهِ إِلاَّ أَطَاعَ وَلَبَّى ، وَلا يَنهَيَانِهِ إِلاَّ انكَفَّ وَانتَهَى ، وَلا يَرَى أَمرًا يُعجِبُهُمَا إِلاَّ حَرِصَ عَلَيهِ وَجَعَلَهُ عَلَى بَالِهِ ، وَلا آخَرَ يَكرَهَانِهِ إِلاَّ تَجَنَّبَهُ وَكَانَ أَبعَدَ النَّاسِ عَنهُ ، بِهَذَا يَكُونُ الوَفَاءُ وَيَتَحَقَّقُ البِرُّ ، ويَطُيِع ُالمَرءُ رَبَّهُ وَيُؤَدِّي وَاجِبَهُ ، وَيَتَخَلَّصُ مِن مَعَرَّةِ العُقُوقِ وَيَتَرَفَّعَ عَن عَيبِ النِّسيَانِ لِلجَمِيلِ . أَيُّهَا الأَبنَاءُ ، إِنَّ في كُلِّ مَا يَطَّلِعُ عَلَيهِ الوَالِدَانِ مِن أُمُورِكُمَا وَشُؤُونِكُمَا ، فُرصَةً لِلبِرِّ لِمَن وَفَّقَهُ اللهُ ، وَإِنَّ كُلَّ مَا يُمكِنُ أَن يَكُونَ فِعلُهُ وَبَذلُهُ بِرًّا وَإِحسَانًا ، فَتَركُهُ وَالبُخلُ بِهِ عُقُوقٌ مِنَ المَخذُولِ وَإِسَاءَةٌ مِنَ الغَافِلِ اللاَّهِي ، فَالكَلامُ مَعَ الوَالِدَينِ بِرٌّ إِن كَانَ بِتَلَطُّفٍ وَخَفضِ صَوتٍ ، وَاختِيَارٍ لأَطيَبِ الكَلِمَاتِ وَانتِقَاءٍ لأَليَنِ العِبَارَاتِ ، وَهُوَ عُقُوقٌ إِذَا ارتَفَعَ الصَّوتُ وَخَشُنَ الكَلامُ وَغَلُظَتِ العِبَارَةُ ، وَصَعَّرَ الابنُ خَدَّهُ وَاحتَدَّ وَاشتَدَّ ، أَو لَوَى عُنُقَهُ وَوَلىَّ وَهُوَ يُتَمتِمُ ، أَوِ انصَرَفَ وَأَبُوهُ أَو أُمُّهُ يُكَلِّمَانِهِ ، أَو قَطَعَ كَلامَهُمَا وَرَدَّ عَلَيهِمَا وَجَادَلَهُمَا ، وَقُولُوا مِثلَ هَذَا في طَرِيقَةِ الجُلُوسِ أَمَامَهُمَا وَالمَشيِ مَعَهُمَا ، فَالبَارُّ يَجلِسُ مُوَاجِهًا لَهُمَا مُصغِيًا السَّمعَ مُبدِيًا الاهتِمَامَ ، لا يَرفَعُ بَصرَهُ وَلا يُحِدُّ نَظَرَهُ ، وَلا يَجلِسُ مُتَّكِئًا أَو يُوَلِّيهِمَا ظَهرَهُ ، إِن مَشَيَا مَشَى خَلفَهُمَا بِأَدَبٍ ، وَإِن وَقَفَا وَقَفَ وَانتَظَرَ ، وَإِن تَعِبَا قَدَّمَ لَهُمَا مَا يُرِيحُهُمَا . وَكَم هُوَ جَمِيلٌ وَدَلِيلٌ عَلَى الفِطنَةِ وَالذَّكَاءِ وَالزَّكَاءِ ، بَل وَعَلامَةُ تَوفِيقٍ وَتَسدِيدٍ وَإِلهَامٍ مِنَ اللهِ ، أَن يَفهَمَ الابنُ كَثِيرًا مِمَّا يُكِنُّهُ أَبُوهُ وَأُمُّهُ ، وَيَعرِفَ مَا يَدُورُ بِخَاطِرَيهِمَا ، وَيَتَوَقَّعَ مَا يُرِيدَانِ تَحقِيقَهُ وَإِن لم يُبدِيَاهُ وَيُظهِرَاهُ ، فَيُبَادِرَ بِخِدمَتِهِمَا وَتَحقِيقِ رَغبَتِهِمَا قَبلَ أَن يَطلُبَا مِنهُ ، وَفي المُقَابِلِ فَإِنَّ حَاجَاتِ الوَالِدَينِ تَكُونُ عُرضَةُ لِوَلَدٍ ثَقِيلِ النَّفسِ بَارِدِ الدَّمِ قَاسِي القَلبِ مَيِّتِ الضَّمِيرِ ، فَيَتَكَرَّرُ طَلَبُ وَالِدَيهِ ، وَقَد يُلِحَّانِ عَلَيهِ ، بَل وَقَد يَبكِيَانِ وَتَذرِفُ دُمُوعُهُمَا ، وَمَعَ هَذَا فَتَرَاهُ أَبرَدَ مَا يَكُونُ ، يُؤَجِّلُ وَيُسَوِّفُ ، وَيَعِدُ وَيُخلِفُ ، بَل وَقَد يَكذِبُ عَلَيهِمَا أَو يَتَكَلَّفُ الأَعذَارَ لإِهمَالِ حَاجَاتِهِمَا ، وَهَذَا نَوعٌ مِنَ العُقُوقِ كَبِيرٌ . وَمِنَ البِرِّ أَن يَحرِصَ الابنُ عَلَى طَاعَةِ اللهِ وَخَاصَّةً الصَّلاةَ ، وَأَن يَستَقِيمَ عَلَى مَا يُرضِي اللهَ ، وَأَن يَجِدَّ في دِرَاسَتِهِ إِن كَانَ طَالِبًا ، وَفي عَمَلِهِ إِن كَانَ مُوَظَّفًا ، وَأَن يُخبِرَهُمَا بِمَا يَسُرُّهُمَا مِن نَجَاحٍ في دِرَاسَةٍ أَو عَمَلٍ ، أَو رِبحٍ في تِجَارَةٍ أَو كَسبٍ في بَيعٍ أَو شِرَاءٍ ، أَو تَقَدُّمٍ في مَطلَبٍ مِنَ المَطَالِبِ ، وَمِنَ العُقُوقِ في هَذَا أَلاَّ يُبَاليَ بِمَا يُسخِطُهُمَا ، وَأَلاَّ يُهِمَّهُ أَن يَظهَرَ ذَلِكَ مِنهُ أَمَامَهُمَا ، أَو أَن يُخبِرَهُمَا أَحَدٌ عَنهُ بِمَا يَسُوءُ وَيُحزِنُ ، كَتَركِ الصَّلاةِ أَوِ التَّكَاسُلِ عَنهَا ، أَوِ الإِخفَاقِ في الدِّرَاسَةِ ، أَوِ الانصِرَافِ عَمَّا يَنفَعُهُ في عَمَلٍ أَو كَسَبٍ ، وَأَن يَطُولَ نَومُهُ وَيَمتَدَّ كَسَلُهُ ، وَيَكثُرَ جُلُوسُهُ وَحدَهُ وَهُمَا مَوجُودَانِ ، فَلا يُخَالِطُهُمَا وَلا يُجَالِسُهُمَا ، وَلا يَتَحَدَّثُ إِلَيهِمَا وَلا يُؤَانِسُهُمَا ، وَلا يُؤَاكِلُهُمَا وَلا يُشَارِبُهُمَا . وَمِنَ بِرِّ الابنِ بِوَالِدَيهِ الحِرصُ عَلَى إِهدَاءِ كُلٍّ مِنهُمَا مَا يُنَاسِبُهُ وَيُحِبُّهُ ، مِن مَالٍ أَو لِبَاسٍ أَو طِيبٍ ، أَو أَكلٍ أَو شُربٍ وَلَو قَلَّ ، أَو تَحقِيقِ حَاجَةٍ مَادِّيَّةٍ أَو مَعنَوِيَّةٍ . أَلا فَلْنَتَّقِ اللهَ أَيُّهَا الأَبنَاءُ ، وَلْيَتَصَوَّرْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا فَرحَةَ وَالِدَيهِ إِذْ بُشِّرَا بِهِ وَقَدِ استَهَلَّ صَارِخًا ، وَكَم عَقَدَا عَلَيهِ مِن آمَالٍ وَرَجَوَا فِيهِ أَن يَسُرَّهُمَا وَيُسعِدَهُمَا ، وَأَن يَخدِمَهُمَا وَيَقضِيَ حَاجَاتِهِمَا ، وَأَن يَحمِلَ اسمَيهِمَا وَيَدعُوَ لَهُمَا ، وَأَن يَكُونَ سَبَبًا في دُعَاءِ النَّاسِ لَهُمَا وَذِكرِهِمَا بِالخَيرِ ، إِذْ أَنجبَا مِثلَهُ فَردًا صَالِحًا مُصلِحًا هَادِيًا مَهدِيًّا ، أَجَل أَيُّهَا الأَبنَاءُ المُبَارَكُونَ ، تَذَكَّرُوا كَم فَرِحنَا بِكُم فَاحرِصُوا عَلَى أَن تُفرِحُونَا ، وَكَم أَنفَقنَا مِن أَجلِكُم فَلا تَجحَدُونَا ، وَكَم أَعطَينَاكُم وَبَذَلنَا مِن أَجلِكُم فَابذُلُوا مِن أَجلِنَا وَأَعطُونَا وَامنَحُونَا ، وَكَم أَمَّلنَا فِيكُم مِن خَيرٍ فَلا تَخذُلُونَا ، فَالبِرُّ دِينٌ وَدَينٌ ، وَالجَزَاءُ عَلَيهِ عَاجِلٌ في الدُّنيَا قَبلَ جَزَاءِ الآخِرَةِ الآجِلِ ، رَوَى التِّرمِذِيُّ وَأَبُو دَاوُدَ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ عَن أَبي بَكرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِن ذَنبٍ أَحرَى أَن يُعَجِّلَ اللهُ لِصَاحِبِهِ العُقُوبَةَ في الدُّنيَا مَعَ ما يَدَّخِرُ لَهُ في الآخِرَةِ ، مِنَ البَغيِ وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ " أَلا وَإِنَّ أَشَدَّ البَغيِ وَأَقطَعَ القَطِيعَةِ ، أَن يَظلِمَ الوَلَدُ وَالِدَيهِ بِعُقُوقِهِمَا وَالتَّهَاوُنِ في البِرِّ بِهِمَا ، فَاتَّقُوا اللهَ وَاحرِصُوا ، وَبَرُّوا وَالِدِيكُم وَاصبِرُوا ، وَاحتَسِبُوا في ذَلِكَ وَأَبشِرُوا " وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالوَالِدَينِ إِحسَانًا إِمَّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَو كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَولاً كَرِيمًا . وَاخفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَاني صَغِيرًا . رَبُّكُم أَعلَمُ بِمَا في نُفُوسِكُم إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلأَوَّابِينَ غَفُورًا "  

 

 

  الخطبة الثانية :

 

أَمَّا بَعدُ ، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَطِيعُوهُ وَلا تَعصُوهُ " وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجعَلْ لَهُ مَخرَجًا " أَيُّهَا المُسلِمُونَ ، إِنَّ شَأنَ البِرَّ عَظِيمٌ ، وَخَطَرَ العُقُوقِ كَبِيرٌ ، وَحِينَ يَأمُرُ اللهُ بَعدَ تَوحِيدِهِ بِالإِحسَانِ إِلى الوَالِدَينِ ، فَمَا ذَاكَ إِلاَّ لِعِظَمِ حَقِّهِمَا وَخَطَرِ التَّهَاوُنِ بِبِرِّهِمَا ، وَإِنَّنَا لَنَرَى في المُجتَمَعِ مَظَاهِرَ هِيَ مِنَ العُقُوقِ أَو مِمَّا يُؤَدِّي إِلَيهِ ، يَجِبُ أَن يَنتَبِهَ إِلَيهَا الأَبنَاءُ وَيَحذَرُوهَا . كَيفَ تَسمَحُ نَفسُ مُؤمِنٍ أَن يَرفَعَ صَوتَهُ عَلَى أُمِّهِ أَو أَبِيهِ ، أَو أَن يَذُمَّهُمَا أَو يَشتُمَهُمَا ، أَو أَن يُعانِدَهُمَا أَو يُجَادِلَهُمَا ، أَو يُصِمَّ أُذُنَيهِ عَن أَمرِهِمَا وَنَهيِهِمَا ، أَو يَجلِسَ عَلَى جَوَّالِهِ وَلا يُؤَانِسَهُمَا ، أو يَنقَطِعَ في بَيتِهِ مَعَ أَولادِهِ بِالأَيَّامِ الطَّويلِةِ عَنهُمَا وَلا يَزورَهُمَا ، مَا أَقسَى قَلبَ مَن أَبكَى وَالِدَيهِ ، وَمَا أَسوأَ خُلُقَ مَن أَغضَبَهُما أَو أَحزَنَهُما ، وَيَا لَسُوءِ حَظِّ مَن غَفَلَ عَنهُمَا لِيَعِيشَا الهَمَّ وَيَتَجَرَّعَا الغَمَّ في انتِظارِهِ ! إِنَّ البِرَّ بِالوَالِدَينِ عِبَادَةٌ مُستَمِرَّةٌ حَيَّينِ وَمَيِّتَينِ ، فَمَن بَرَّهُمَا في حَيَاتِهِمَا فَمَا أَعظَمَ حَظَّهُ ، وَمَن مَاتَا وَفَارَقَاهُ ، فَلْيُكثِرِ الدُّعاءَ لَهُمَا في كُلِّ حِينٍ ، وَلْيَتَصَدَّقْ عَنهُمَا ، وَلْيُحَجَّ وَلْيَعتَمِرْ إِنِ استَطَاعَ ، وَلْيُكرِمْ صَدِيقَهُمَا ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُمَا ، وَلْيَحذَرْ مِن أَن يَكُونَ سَبَبًا في الإِساءَةِ إِلَيهِمَا أَوِ الدُّعاءِ عَلَيهِمَا ، عَنِ ابنِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " إِنَّ مِنَ أَبَرِّ البِرِّ صِلَةَ الرَّجُلِ أَهلَ وُدِّ أَبِيهِ بَعدَ أَن يُوَلِّيَ " رَوَاهُ مُسلِمٌ . وَفي الحَدِيثِ الَّذِي أَخرَجَهُ ابنُ مَاجَه وَالإِمَامُ أَحمَدُ وَحَسَّنَهُ الأَلبَانيُّ : " إِنَّ الرَّجُلَ لَتُرفَعُ دَرَجَتُهُ في الجَنَّةِ ، فَيَقُولُ : أَنَّى لي هَذَا ؟! فَيُقَالُ : بِاستِغفَارِ وَلَدِكَ لَكَ " وَفي الصَّحِيحَينِ عَن عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنهَا أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسَهَا - أَيْ مَاتَت فَجأَةً - وَأَظُنُّهَا لَو تَكَلَّمَت تَصَدَّقَت ، فَهَل لَهَا أَجرٌ إِنْ تَصَدَّقتُ عَنهَا ؟! قَالَ : " نَعَم " وَعَن عَبدِاللهِ بنِ عَمرٍو رَضِيَ اللهُ عَنهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ : " مِنَ الكَبَائِرِ شَتمُ الرَّجُلِ وَالِدَيهِ " قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَهَل يَشتُمُ الرَّجُلُ وَالِدَيهِ ؟! قَالَ : " نَعَم ، يَسُبُّ أَبَا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أَبَاهُ ، ويَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ " مُتَّفق عَلَيهِ .

المرفقات

1755082170_البر بالوالدين دين ودين.docx

1755082170_البر بالوالدين دين ودين.pdf

المشاهدات 985 | التعليقات 0