خطبة ( الجمعة فضائل وأحكام وتنبيهات ) شاملة ومختصرة.
سعيد الشهراني
خطبة (الجمعة فضائل وأحكام وتنبيهات)
سعيد سيف الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة
الْخُطْبَةُ الأُوْلَى:
الحمدُ للهِ فاطرِ الأرضِ والسماواتِ، شَرَعَ لعبادِهِ الجُمَعَ والجَمَاعَاتِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ الملكُ العلامُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ قدوةُ الأنامِ، صَلَّى اللهُ عليْهِ وعَلَى آلِهِ وأَصْحَابِهِ ومن تبعهمْ بإحسانٍ، وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ
أما بعد : أوصيكم ونفسي بتقوى الله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.
أيها المسلمون: مِنْ فضلِ اللهِ عزَّ وجلَّ على هذهِ الأمَّةِ أنْ اخْتَصَّهَا بيومٍ عظيمٍ، اختَارَهُ واصْطَفَاهُ وفَضَّلَهُ على مَا سِوَاهُ قالَ ﷺ ( أضَلَّ اللَّهُ عَنِ الجُمُعَةِ مَن كانَ قَبْلَنا، فَكانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وكانَ لِلنَّصارَى يَوْمُ الأحَدِ، فَجاءَ اللَّهُ بنا، فَهَدانا اللَّهُ لِيَومِ الجُمُعَةِ) أخرجه مسلم.
عبادَ اللهِ: وكانَ مِنْ هَدْيِ النَّبِيِّ ﷺ تَعْظِيم هذَا اليومِ، وتَخْصِيصُهُ بعبَادَاتٍ مِنْهَا:
أولا: الاغتسَالُ للجُمُعَةِ واستحبابُ التَّنَظُّفِ والتَّطَيُّبِ والسِّوَاك، ولُبْسِ أحسنِ الثِّيَابِ؛ لأنَّ الجُمُعَةَ عيدُ اجْتِمَاعِ المسلمينَ، قالَ ﷺ: (لا يَغْتَسِلُ رَجُلٌ يَومَ الجُمُعَةِ ويَتَطَهَّرُ ما اسْتَطاعَ مِن طُهْرٍ ويَدَّهِنُ مِن دُهْنِهِ أوْ يَمَسُّ مِن طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَخْرُجُ فلا يُفَرِّقُ بيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ يُصَلِّي ما كُتِبَ له، ثُمَّ يُنْصِتُ إذا تَكَلَّمَ الإمامُ، إلّا غُفِرَ له ما بيْنَهُ وبيْنَ الجُمُعَةِ الأُخْرى) أخرجه البخاري
ثانياً: التَّبْكِيرُ إلى الجُمُعَةِ قالَ ﷺ : (من غسَّلَ يومَ الجمعةِ واغتسلَ ثمَّ بَكَّرَ وابتَكرَ ومشى ولم يرْكبْ ودنَا منَ الإمامِ فاستمعَ ولم يلغُ كانَ لَهُ بِكلِّ خطوةٍ عملُ سنةٍ أجرُ صيامِها وقيامِها) أخرجه أبو داود وصححه الألباني.
ومِنْ فضَائِلِ يَوْمِ الجُمُعَةِ، أنَّ فيهِ سَاعَةَ إجَابَةٍ أَخْفَاهَا اللهُ عزَّ وجلَّ ليَجْتَهِدَ المسلمُ الصَّادِقُ في طَلَبِهَا، قالَ ﷺ: (فيه ساعَةٌ لا يُوافِقُها عَبْدٌ مُسْلِمٌ، وهو قائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعالى شيئًا، إلّا أعْطاهُ إيّاهُ وأَشارَ بيَدِهِ يُقَلِّلُها) أخرجه البخاري .
وَمَنْ الفضائل أنه سبب في تكفير السيئات ورفع الدرجات قَالَﷺ:«الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ , وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ يَغْشَ الْكَبَائِرَ»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ومن الفضائل أنه سبب للوقاية من عذاب القبر قَالَﷺ:«مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الجُمُعَةِ إِلَّا وَقَاهُ اللَّهُ فِتْنَةَ القَبْرِ» رَوَاهُ التِّرْمِذِيِّ وَحَسَّنَهُ الأَلْبَانيُّ.
أيُّهَا المؤمنونَ: إنّ التَّهاوُنَ في صلاةِ الجمعةِ والتأخُّرَ عن حضورِهَا، والتخلفَ عن أدائِهَا، أعظم الخُسْرَانِ وأمارَةُ الحِرْمَانِ قال ﷺ: (لَيَنْتَهينَّ أقْوامٌ عن ودْعِهِمُ الجُمُعاتِ أوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ على قُلُوبِهِمْ، ثُمَّ لَيَكونُنَّ مِنَ الغافِلِينَ) أخرجه مسلم وقالَ أيضًا: (مَن ترَكَ الجمعةَ ثلاثَ مرَّاتٍ تهاونًا بها، طبَعَ اللهُ على قلْبِه) أخرجه أبو داود والترمذي.
أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) .
بَارَكَ اللهُ لَي ولكم فِي الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ، وَنَفَعَنَا بِمَا فِيهِمَا مِنَ الْآَيَاتِ وَالْحِكْمَةِ، أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي ولَكُمْ، فَاسْتَغْفِرُوهُ وَتُوبُوا إِلَيْهِ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخُطْبَةُ الثَّانِيَة:
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمِينَ، وَلا عُدْوَانَ إلا عَلَى الظَّالِمِينَ، وَأَشْهَدُ أَلّا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،صَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .
أمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللهَ عِبَادَ اللهِ: واعلموا أنَّ مِنْ أحكامِ صلاة الجمُعَةِ أنه ليسَ لها راتبةٌ قَبْلِيَّةٌ بل يُصَلِّي المسلمُ مَا شاءَ، ثم يتفرغُ للعبادةِ والذِّكْرِ وأمَّا النَّافِلَةُ بعدَهَا فإنْ صلَّى في المسجدِ صلَّى أربعًا وإنْ صلَّى في بيته صلَّى ركعتينِ، ومن الأحكام أيضاً أن منْ دخلَ المسجدَ والإمامُ يخطُبُ فعليه أن يركعْ ركعتينِ خفيفتين قالَ ﷺ: (إذا جاءَ أَحَدُكُمْ يَومَ الجُمُعَةِ والإِمامُ يَخْطُبُ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ وَلْيَتَجَوَّزْ فِيهِما) أخرجه البخاري ومسلم، ومن الأحكام أيضاً أنه منْ أدركَ ركعةً مع الإمامِ وجبَ أنْ يُصَلِّيهَا ركعتينِ، فَيُتِمَّ ركعةً ثانيةً ويُسَلِّمَ، أمَّا مَنْ أدْرَكَ الإمامَ بعدَ الرُّكوعِ الثّاني فيلزمُهُ أنْ يُتِمَّهَا ظُهْرًا أَرْبَع رَكْعَاتٍ.
عِبَادَ اللَّهِ: ومما يجب التنبيه عليه أن بعض المصلين يأتي مبكرا فيجلس في مؤخرة المسجد أو المصلى الخارجي مع وجود أماكن كثيرة داخل المسجد، والسنة هو القرب من الإمام، ومن التنبيهات أيضاً أنه إذا دخل المصلي المسجد لأداء صلاة الجمعة وسمع المؤذن يؤذن للخطبة، وقف ينتظر، حتى إذا أكمل المؤذن شرع في تحية المسجد، وبفعله هذا يدرك سنة ويفوت واجبا والصحيح أن يبادر بتحية المسجد ليتفرغ لسماع الخطبة، لأن متابعة المؤذن سنة واستماع الخطبة واجب والواجب مقدم على السنة، ومن التنبيهات أيضاً أنه يجب على المصلي أن يستمع وينصت للخطيب أثناء الخطبة، وأن يبتعد عن كلِّ ما يَشغَله عن الاستماع والإنصات، من قرآءة القرآن، أو استعمال المسبحة، أو اللعب بالجوال أو بالسواك، وشرب الماء لغير الحاجة، ورد السلام وتشميت العاطس وغيرها وهذا من مس الحصى الذي قَالَ عنه نبينا ﷺ"): مَن مسَّ الحصى فقد لغا، ومَن لغا فلا جمعةَ له) رواه مسلم .
عباد الله: وممَّا يستحبُّ في يومِ الجمعةِ وليلتِهَا: الإكثارُ من الصَّلاةِ على النَّبِيِّ قالَ رسولُ اللَّه ﷺ: (إنَّ مِن أَفْضلِ أيَّامِكُمْ يَوْمَ الجُمُعةِ، فَأَكْثِرُوا عليَّ مِنَ الصلاةِ فِيهِ، فإنَّ صَلاتَكُمْ معْرُوضَةٌ علَيَّ)
فاللهم صل وسلم على عبدك ورسولك محمد ...(الدعاء مرفق)
المرفقات
1738667731_خطبة بعنوان ( الجمعة فضائل وأحكام ) شاملة ومختصرة.docx