خطبة بعنوان( أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ) مختصرة

سعيد الشهراني
1447/06/26 - 2025/12/17 08:21AM

خطبة ( أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ )

سعيد سيف ال حلاش الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة

الخطبة الأولى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي دَلَّنَا عَلَى الْخَيْرِ وَالرَّشَادِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ رَبُّ الْعِبَادِ، وَأشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولِهِ، صَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ وَبَارَكَ عَلَيْهِ وَعَلَى الِهِ وَأَصْحَابِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ  بِإِحْسَانٍ إلَى يَوْمِ الْمَعَاد.
أَمَّا بَعْدُ: اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ التَّقْوَى(وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنْ اتَّقُوا اللَّهَ).
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: عن عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه قَالَ بَيْنَمَا نَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ذَاتَ يَوْمٍ إِذْ طَلَعَ عَلَيْنَا رَجُلٌ شَدِيدُ بَيَاضِ الثِّيَابِ شَدِيدُ سَوَادِ الشَّعَرِ لا يُرَى عَلَيْهِ أَثَرُ السَّفَرِ وَلا يَعْرِفُهُ مِنَّا أَحَدٌ حَتَّى جَلَسَ إِلَى النَّبِيِّ ﷺ، فَأَسْنَدَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى رُكْبَتَيْهِ، وَوَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى فَخِذَيْهِ، وَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ ! أَخْبِرْنِي عَنِ الإِسْلامِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ الإِسْلامُ: (أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَتُقِيمَ الصَّلاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ وَتَحُجَّ الْبَيْتَ إِنْ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) قَالَ: صَدَقْتَ! قَالَ: فَعَجِبْنَا لَهُ يَسْأَلُهُ وَيُصَدِّقُهُ قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِيمَانِ؟ قَالَ (أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ) قَالَ: صَدَقْتَ! قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ الإِحْسَانِ؟ قَالَ (أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ) قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ؟ قَالَ (مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ) قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا؟ قَالَ (أَنْ تَلِدَ الأَمَةُ رَبَّتَهَا، وَأَنْ تَرَى الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ) قَالَ: ثُمَّ انْطَلَقَ فَلَبِثْتُ مَلِيًّا، ثُمَّ قَالَ لِي (يَا عُمَرُ! أَتَدْرِي مَنْ السَّائِلُ؟) قُلْتُ: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ! قَالَ (فَإِنَّهُ جِبْرِيلُ أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ) رواه مسلم.
أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: هذا حديث عظيم، يتضمن فيه بيان مسائل الدين العظام، وفيه بيان أصوله الكبار، وهي: الإسلام، والإيمان، والإحسان، وهذا الحديث يخبرنا عمر ابن الخطاب رضي الله تعالى عنه أن جبريل عليه السلام خرج عليهم بصورة رجل لا يعرف، وهم جلوس عند النبي ﷺ فجلس بين يدي النبي ﷺ جلسة المتعلم المسترشد، فسأله عن الإسلام والإيمان والإحسان فأجابه بهذه الأركان التي تتضمن الإقرار بالشهادتين والمحافظة على الصلوات الخمس وأداء الزكاة لمستحقيها وصيام شهر رمضان وأداء فريضة الحج على المستطيع، والإيمان بأن الله هو الخالق الرازق، المتصف بالكمال المنزه عن النقص، وأن الملائكة خلقهم الله عباد مكرمون لا يعصون الله تعالى وبأمره يعملون، والإيمان بالكتب المنزلة على الرسل من عند الله تعالى وبالرسل المبلغين عن الله دينه، وأن الإنسان يعبد الله كأنه يراه سبحانه، فإن لم يقم بهذه العبادة فليعبد الله تعالى خوفا منه لعلمه أنه مطلع لا تخفى عليه خافية، وأن علم الساعة لا يعلمه أحد من الخلق، وأن من علامات الساعة كثر في السراري وأولادها أو كثرة عقوق الأولاد لأمهاتهم يعاملونهن معاملة الإماء، وأن رعاة الغنم والفقراء تبسط لهم الدنيا في آخر الزمان فيتفاخرون في زخرفة المباني وتشييدها، وكل هذه الأسئلة والأجوبة عليها لتعليم هذا الدين الحنيف من جبريل لقول رسول الله ﷺ "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم".

أَقُولُ قَوْلي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُم فَاسْتَغْفْرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحيمُ

 

الخطبة الثانية:

الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلاةُ والسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِين .
أَمَّا بَعْدُ: اتقوا الله واعلموا أن مِن أَعْظَمِ فَوائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ الذِي سَمِعْنَاهُ فِي الْخُطَبَةِ الأُولَى: أن الملائكة يتشكلون بما شاءوا من الصور والأشكال، ومِن فَوائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ بيان أن أركان الإسلام خمسة، وأركان الإيمان ستة، وأن الدين درجاته متفاوتة، فالدرجة الأولى الإسلام، والثانية الإيمان، والثالثة الإحسان وهو أعلاها، ومِن فَوائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ الْحِرْص عَلَى الْعِلْمِ الشَّرْعِيِّ، عِلْمِ الكِتَابِ وَالسُّنَّةِ، الذِي بِهِ الرِّفْعَةُ فِي الدَّارَيْنِ، ومِن فَوائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ أن الساعة من الأمور التي استأثر الله بعلمها قال تعالى( إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَة)، ومِن فَوائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ وجوب الإيمان بالقدر وأن ما قدره الله على الإنسان من خير أو شر يجب الرضى به، ومِن فَوائِدِ هَذَا الْحَدِيثِ كراهية ما لا تدعو إليه الحاجة من تطويل البناء وزخرفته، نسأل الله تعالى أن يفقهنا في الدين، وأن يجعلنا من المتقين المحسنين.

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد...(الدعاء مرفق)

المرفقات

1765950088_خطبة بعنوان( أَتَاكُمْ يُعَلِّمُكُمْ دِينَكُمْ ) مختصرة.docx

المشاهدات 1108 | التعليقات 0