خطبة بعنوان( أسباب تأخر نزول الغيث) مختصرة

سعيد الشهراني
1447/05/14 - 2025/11/05 11:17AM

خطبة ( أسباب تأخر نزول الغيث )

سعيد سيف ال حلاش الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي خلق كل شيء فقدره تقديرا، وأشهد أن لا إله إلا الله إله الأولين والآخرين، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

أما بعدُ: فاتَّقوا اللهَ عبادَ اللهِ{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
أيها المسلمون: الماء نعمةٌ من نعم الله تعالى وإحسانه على عباده، لا يُستغنى عنه ( وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ) وإذا تأخّر نزول الأمطار ضجّ العباد ، وسقِمتْ المواشي ، وهلكت الزروع والأشجار، وجفَّت العيون والآبار ( قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ)، والجدبُ والقحطُ بلاءٌ من الله ليعلمَ مَنْ يطيعُ ومَنْ يعصيِ ، ومن يشكرُ ومن يكفر ، وقد استسقى خاتم الأنبياء والمرسلين نبينا محمد ﷺ لأمته مراتٍ متعددةٍ. فإذا أجدبت الأرض وقحطت وقلت الأمطار وانحبست، فلا مناص للعباد من الفزع وصدق اللجوء إلى الله جل وعلا لطلب الرحمة والغيث، عن أنسِ بنِ مالك رضي الله عنه أن رجلاً دخل المسجد يوم الجمعة والرسول ﷺ يخطب فقال : يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعْتِ السُّبُلُ فَادْعُ اللهَ يُغِيثُنَا ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدَيْهِ ثُمَ قَالَ : اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا ، اللَّهُمَّ أَغِثْنَا .. قَالَ: فَطَلَعَتْ سَحَابَةٌ مِثْلُ التُّرْسِ، فَلَمَّا تَوَسَّطَتِ السَّمَاءَ انْتَشَرَتْ ثُمَّ أَمْطَرَتْ ، فَلا وَاللهِ مَا رَأَيْنَا الشَّمْسَ سِتَّا ، ثُمَّ دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ ذَلِكَ الْبَابِ فِي الْجُمُعَةِ وَرَسُولُ اللهِ ﷺ قَائِمٌ يَخْطُبُ فَاسْتَقْبَلَهُ قَائِمًا ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكَتِ الأَمْوَالُ وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ فَادْعُ اللهَ يُمْسِكْهَا عَنَّا ، قَالَ : فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ ﷺ يَدَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : " اللَّهُمَ حَوَالَيْنَا وَلا عَلَيْنَا ، اللَّهُمَّ عَلَى الآكَامِ والظَّرَابِ وَبُطُونِ الأَوْدِيَةِ وَمَنَابِتِ الشَّجَرِ ، قَالَ : فَأَقْلَعَتْ وَخَرَجْنَاَ نَمْشِي فِي الشَّمْسِ " رواه البخاري ومسلم، تأملوا - عباد الله - لترو كيف يُحدثُ الإيمانُ الصادقُ، والقلوبُ الطاهرةُ، والألسنُ المستغفرةُ استجابةَ المولى العاجلة! إنهم أقوام أغاثوا قلوبهم بالتوبة والاستغفار والتطهرِ من الذنوب والمعاصي، إنهم قوم طهّروا أموالهم من أكل الحرام والربا والرشوة والغش في المعاملات، وطهروا ألسنتهم من شهادة الزور والأيمان الفاجرة والسبِ والغيبة والنميمة والفحش وغيرها من الرذائل ، فأغاث الله أرضهم واستجاب دعاءهم ، تعلَّقت قلوبهم ببيوت الله وحافظوا على الجُمَع والجماعات، وأدوا ما عليهم من الأمانات والمسؤوليات فرفع الله تعالى ذكرهم وبسط سلطانهم وأمد رزقهم، ووعدُ الله لا يُخلَفُ حيث قال ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ) حريٌ بنا أن نستقيمَ على الحق ليرحمنا ربنا ( وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا )، والاستغفار مربوطٌ بما في السماء من استدرار، ( فقلت اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا . وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا) ومن لازم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجاً ومن كل ضيق مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب.

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه، إنه هو الغفورالرحيم.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله غياثُ المستغيثين وراحِم المستضعفين، وأشهد أن نبينا محمدا عبده ورسوله خير المرسلين.

أما بعد: اتقوا الله واعلموا أنكم تشكون جدب دياركم، وتبوحون إلى الله بحاجاتكم، وذلكم الجدبُ وتلكم الحاجة بلاءٌ من ربكم لتقبلوا عليه بالتوبة والإنابة، وتتقربوا بصالح العمل لديه فاستكينوا لربكم، وارفعوا أكف الضراعة إليه، ابتهلوا وتضرعوا واستغفروا، واخلصوا التوبة لله يقبلها، وتزودوا من الأعمال الصالحة يضاعفها، واتبعوا الحسنة السيئة تمحها، وتوجهوا إلى رحمة أرحم الراحمين، والجأوا إلى فارج الكربات ومجيب الدعوات تضرعوا إليه وارغبوا فيما عنده فإن ربنا جواد كريم رؤوف رحيم، خزائنه ملأى ويداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء. وادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابةِ، وأكثروا من الاستغفار، عسى ربكم أن يرحمكم، فيغيثَ القلوب بالرجوع إليه، والبلد بإنزال الغيث عليه.

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد...(الدعاء مرفق)

المرفقات

1762330642_خطبة بعنوان( أسباب تأخر نزول الغيث).docx

المشاهدات 1194 | التعليقات 0