خطبة بعنوان ( الوجازة في استغلال أسبوع الإجازة ) مختصرة

سعيد الشهراني
1447/05/28 - 2025/11/19 12:30PM

خطبة ( الوجازة في استغلال أسبوع الإجازة )

سعيد سيف ال حلاش الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة

الخطبة الأولى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا وأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اَللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ اَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.

أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا النَّاسُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُمْ مُّسْلِمُونَ﴾

أَيُّهَا الْمُسْلِمُونَ: نَسْتَقْبِلُ مِنْ أَيَّامِنَا إِجَازَةً قَصِيرَةً لأَبْنَائِنَا، وَلَا شَكَّ أَنَّهَا فَتْرَةٌ قَصِيرَةٌ، وَاسْتِرَاحَةٌ يَسِيرَةٌ بَعْدَ ضَغْطِ الاِمْتِحَانَاتِ، وَكَثْرَةِ الاِنْشِغَالاَتِ؛ وَقَدْ يَكْثُرُ فِيهَا الْفَرَاغُ؛ وَرُبَّمَا ضَاعَتِ الأَوْقَاتُ لَدَى كَثِيرٍ مِنَ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ، وَالْوَاجِبُ أَنْ نَنْظُرَ إِلَى الْفَرَاغِ عَلَى أَنَّهُ نِعْمَةٌ مِنْ نِعَمِ اللهِ تَعَالَى يَجِبُ عَلَيْنَا اسْتِغْلاَلُهَا بِمَا يُقَرِّبُنَا إِلَى اللهِ وَالدَّارِ الآخِرَةِ قَالَ ﷺ: «نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ» رواه البخاري، وَمَنْ تَتَبَّعَ أَخْبَارَ النَّاسِ، وَتَأَمَّلَ أَحْوَالَهُمْ، وَعَرَفَ كَيْفَ يَقْضُونَ أَوْقَاتَهُمْ، وَكَيْفَ يُمْضُونَ أَعْمَارَهُمْ؛ عَلِمَ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ مُضَيِّعُونَ لأَوْقَاتِهِمْ، ومَحْرُومُونَ مِنْ نِعْمَةِ اسْتِغْلاَلِ الْعُمْرِ وَاغْتِنَامِ الْوَقْتِ، وَلِذَلِكَ تَرَى الْهَدْرَ فِي هَذِهِ النِّعْمَةِ الْكَبِيرَةِ؛ وَإِنَّ الْعَجَبَ لَيَنْقَضِي مِنْ فَرَحِ هَؤُلاَءِ بِمُرُورِ الأَيَّامِ وَانْقِضَائِهَا، نَاسِينَ أَنَّهَا تُقَرِّبُهُمْ إِلَى الْمَوْتِ، َقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: «مَا نَدِمْتُ عَلَى شَيْءٍ نَدَمِي عَلَى يَوْمٍ غَرَبَتْ شَمْسُهُ؛ نَقَصَ فِيهِ أَجَلِي؛ وَلَمْ يَزْدَدْ فِيهِ عَمَلِي».؛ وَأَبْوَابُ الْخَيْرِ يا عِبَادَ اللهِ مَفْتُوحَةٌ مُشْرَعَةٌ لِمَنْ أَرَادَ اسْتِغْلاَلَهَا بِالْخَيْرِ، فَمَا أَجْمَلَ اصْطِحَابَ الأَبْنَاءِ لِلصَّلاَةِ فِي هَذِهِ الإِجَازَةِ وَفِي غَيْرِهَا مِنَ الأَوْقَاتِ، وَتَخْصِيصَ وَقْتٍ لِحِفْظِ الْقُرْآنِ وَمُرَاجَعَتِهِ وَمُدَارَسَتِهِ مَعَ الأَبْنَاءِ، أَوِ السَّفَرِ بِهِمْ فِي رِحْلَةٍ لأَدَاءِ عُمْرَةٍ، أَوْ زِيَارَةِ أَقَارِبَ، أَوْ تَعَلُّمِ عُلُومٍ نَافِعَةٍ، وَبَرَامِجَ مَاتِعَةٍ! وَالْحَذَرَ كُلَّ الْحَذَرِ مِنْ قَضَاءِ هَذِهِ الإِجَازَةِ وَغَيْرِهَا فِي الإِنْتَرْنِتْ وَبَرَامِجِهِ وَتَطْبِيقَاتِهِ الْهَابِطَةِ، وَأَلْعَابِهِ الْمُضِرَّةِ السَّاقِطَةِ؛ فَنَحْنُ فِي زَمَنِ تِقَنِيَّاتٍ مُتَنَوِّعَةٍ مُخِيفَةٍ؛ لاَ بُدَّ مِنْ مُضَاعَفَةِ الْجُهْدِ وَاحْتِسَابِ الأَجْرِ فِي الْمُتَابَعَةِ وَالْمُرَاقَبَةِ وَالتَّوْجِيهِ؛ فاللَّهُمَّ ارْزُقْنَا اغْتِنَامَ الأَوْقَاتِ بِمَا يَنْفَعُنَا فِي الدُّنْيَا وَبَعْدَ الْمَمَاتِ يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ.

أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ الْمُسْلِمِينَ، فَاسْتَغْفِرُوهُ، إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.

 

الخطبة الثانية:

الحَمْدُ للَّهِ وَكَفَى، وَسَلامٌ عَلى عِبَادِهِ الذينَ اصْطَفى.

أما َبَعدُ: فَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي خَلَقَكُمْ، وَاسْتَعِينُوا عَلَى طَاعَتِهِ بِمَا رَزَقَكُمْ، وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ كَمَا أَمَرَكُمْ؛ يَزِدْكُمْ مِنْ فَضْلِهِ كَمَا وَعَدَكُمْ، قال تعالى ( ‌لَئِنْ ‌شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ)، واعْلموا يا عِبَادَ اللهِ أنَّ سُبُلَ قَضَاءِ الإِجَازَة كَثِيرَةٌ، إِلاَّ أَنَّهَا تَحْـتَاجُ إِلَى جدٍّ وعِنَايَةٍ بعد توفيق الله وأَنْ نَتَعَلَّمَ طُرُقَ الاستِفَادَةِ مِنْ الوقتِ، وَنُحْسِنَ إِدَارَتَهُ وَالتَّخْطِيطَ فِيهِ؛ فَإِنَّ سَاعَةً وَاحِدَةً مِنَ التَّخْطِيطِ، تُوَفِّرُ سَاعَاتٍ مِنَ التَّنْفِيذِ، فالإجازةَ جُزءٌ مِنْ أعمارِكُمْ وَحيَاتِكُم، تُرصَدُ فيهَا الأعمالُ، وَتسجلُ فيها الأقوالُ، فاحرصوا رحمكم الله على ما ينفعكم، وتجنب ما يضركم، لتنالوا الأجر في دنياكم وآخرتكم، نسألُ اللهَ جلَّ وعلا أَنْ يباركَ لنا في أوقاتِنا وأعمارِنا، وأَنْ يُصلَحَ لنَا أبناءَنا وبناتِنَا وأَنْ يُنشِّئَهم على الخيرِ وأن يجعلَهم صالحينَ بارِّينَ.

هَذَا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى نَبِيِّكُم محمد ...(الدعاء مرفق)

المرفقات

1763545125_خطبة بعنوان ( الوجازة في استغلال أسبوع الإجازة) مختصرة.docx

المشاهدات 1402 | التعليقات 0