خطبة بعنوان( مَرْحَلَةُ الشَّبَاب ) مختصرة

سعيد الشهراني
1447/05/07 - 2025/10/29 08:55AM

خطبة ( مَرْحَلَةُ الشَّبَاب )

سعيد سيف ال حلاش الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة

الخطبة الأولى:

الْحَمْدُ لِلَّهِ، نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.

 أَمَّا بَعْدُ: أُوصِيكُمْ وَنَفْسِي بِتَقْوَى اللهِ، فَإِنَّ التَّقْوَى سَبِيلُ الفَلَاحِ، وَالسَّعَادَةِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.

أَيُّهَا المسلمون: حَدِيثُنَا اليَوْمَ عَنْ مَرْحَلَةٍ عَظِيمَةٍ مِنْ مَرَاحِلِ العُمْرِ، هِيَ مَفْتَرَقُ الطَّرِيقِ بَيْنَ الهِدَايَةِ وَالضَّلَالِ، بَيْنَ الرِّفْعَةِ وَالانْحِدَارِ، إِنَّهَا مَرْحَلَةُ الشَّبَابِ.

 الشَّبَابُ هُمْ قَلْبُ الأُمَّةِ النَّابِضُ، وَدِرْعُهَا الحَامِي، وَسَاعِدُهَا القَوِيُّ، هُمْ طَاقَتُهَا وَعِزُّهَا وَمَجْدُهَا. وَبِهِم تُبْنَى الحَضَارَاتُ وَتُصَانُ القِيَمُ وَتُرْفَعُ الرَّايَاتُ، وَقَدْ أَدْرَكَ الإِسْلَامُ أَهَمِّيَّةَ هَذِهِ المَرْحَلَةِ فَعُنِيَ بِهَا وَوَجَّهَ إِلَيْهَا أَنْظَارَ المُرَبِّينَ، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ:﴿إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾ فَأَثْنَى اللهُ عَلَى فِتْيَةِ الكَهْفِ بِإِيمَانِهِمْ وَثَبَاتِهِمْ فِي زَمَنٍ فَسَدَ فِيهِ النَّاسُ، لأَنَّهُمْ قَدَّمُوا العَقِيدَةَ عَلَى الحَيَاةِ، وَالإِيمَانَ عَلَى الرَّاحَةِ، وَالحَقَّ عَلَى الهَوَى.

 أَيُّهَا الشَّبَابُ: إِنَّكُمْ تَعِيشُونَ فِي زَمَانٍ تَزَاحَمَتْ فِيهِ الفِتَنُ، وَتَنَوَّعَتْ فِيهِ المَغْرِيَاتُ، وَقَلَّتْ فِيهِ القُدُوَاتُ، زَمَانٍ تُسْتَهْدَفُ فِيهِ العُقُولُ، وَتُغْزَى فِيهِ القُلُوبُ، وَتُزَيَّنُ فِيهِ الشَّهَوَاتُ بِاسْمِ الحُرِّيَّةِ، وَيُضْعَفُ فِيهِ الحَيَاءُ بِاسْمِ الحَدَاثَةِ وَالتَّطَوُّرِ، ويَدْعُى إِلَى التَّفَاهَةِ وَالضَّيَاعِ وَيُسَمُّونَ ذٰلِكَ شُهْرَةً وَتَقَدُّمًا، فالحذر الحذر من هؤلاء، وكُونُوا كَمَا أَرَادَ اللهُ مِنْكُمْ، ثَابِتِينَ عَلَى دِينِكُمْ، مُسْتَمْسِكِينَ بِكِتَابِ رَبِّكُمْ وَسُنَّةِ نَبِيِّكُمْ ﷺ، فَمَنْ ثَبَتَهُ اللهُ اليَوْمَ ثَبَّتَهُ يَوْمَ تَزِلُّ الأَقْدَامُ.

أَيُّهَا الشباب: كُونُوا لِبِنَاتٍ صَالِحَةً فِي صَرْحِ الأُمَّةِ، لَا ثُغَرَاتٍ يَدْخُلُ مِنْهَا أَعْدَاؤُهَا، وَاحْفَظُوا جَوَارِحَكُمْ عَنِ الحَرَامِ، وَكُونُوا قُدْوَاتٍ فِي الأَدَبِ وَالعِلْمِ وَالْخُلُقِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الطَّرِيقَ إِلَى العَظَمَةِ يَبْدَأُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ فِي السِّرِّ قَبْلَ العَلَنِ، وَمِنْ مُرَاقَبَتِهِ فِي الخَلْوَةِ قَبْلَ الجَهْرِ، فَمَنْ كَانَ مَعَ اللهِ فِي شَبَابِهِ، كَانَ اللهُ مَعَهُ فِي شَيْبَتِهِ، وَمَنْ خَدَمَ دِينَهُ وَهُوَ قَوِيٌّ، رَفَعَ اللهُ ذِكْرَهُ وَأَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لا ظِلَّ إِلَّا ظِلُّهُ(وذكر منهم) وَشَابٌّ نَشَأَ فِي طَاعَةِ اللهِ».فَكُونُوا مِنْ هَؤُلَاءِ السَّبْعَةِ، فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ عَظِيمَةٌ لَا يَنَالُهَا إِلَّا مَنْ جَعَلَ شَبَابَهُ لِلَّهِ وَسَعْيَهُ فِي مَرْضَاتِهِ.

أَقُولُ قَوْلِي هٰذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ وَلِسَائِرِ المُسْلِمِينَ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيم. 

 

الخطبة الثانية:

الحمدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلٰهَ إِلَّا اللهُ وَلِيُّ الصَّالِحِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.

 أَمَّا بَعْدُ: أَيُّهَا الأَحِبَّةُ فِي اللهِ، إِنَّ الشَّبَابَ الَّذِينَ يُرَاقِبُونَ اللهَ فِي سِرِّهِمْ وَعَلَانِيَتِهِمْ هُمْ مِفْتَاحُ الخَيْرِ وَأَمَلُ الأُمَّةِ، فاحْرِصُوا عَلَى الصُّحْبَةِ الصَّالِحَةِ الَّتِي تُذَكِّرُكُمْ بِاللهِ، فَإِنَّ الصَّاحِبَ سَاحِبٌ، وَالرِّفْقَةَ تَجُرُّ الإِنسَانَ إِلَى طَرِيقِهَا، إِمَّا إِلَى الجَنَّةِ أَوْ إِلَى النَّارِ، فَاغْتَنِمُوا أَيَّامَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَذْهَبَ، وَأَعْمَارَكُمْ قَبْلَ أَنْ تَفْنَى، وَاشْكُرُوا اللهَ عَلَى نِعْمَةِ الشَّبَابِ وَالعَافِيَةِ وَالإِيمَانِ، فاللهم اجعلنا ممن يغتنم أوقاته بالطاعات؛ والإبتعاد عن المعاصي والمحرمات .

هذا وصلوا وسلموا على نبيكم محمد...(الدعاء مرفق)

المرفقات

1761717299_خطبة بعنوان(مرحلة الشباب )مختصرة.docx

المشاهدات 1238 | التعليقات 0