خطبة تناسب الخسوف (مختصرة)

الحمدُ للهِ الَّذِي يُخَوِّفُ عبادَهُ بِالْآيَاتِ، وَيُذَكِّرُهُمْ بِالْمَثُلَاتِ، أَحْمَدُهُ تَعَالَى وَأَشْكُرُهُ، وَأَسْتَغْفِرُهُ وَأَتُوبُ إِلَيْهِ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، عَظُمَتْ قُدْرَتُهُ، وَتَجَلَّتْ آيَاتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

أَيُّهَا النَّاسُ : اتَّقُوا اللهَ تَعَالَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ خُسُوفَ القَمَرِ مِنْ آيَاتِ اللهِ العَظِيمَةِ، يُرِيهَا عِبَادَهُ لِيَخَافُوا وَيَرْجِعُوا إِلَيْهِ،قالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ:«إنَّ الشَّمْسَ والقَمَرَ آيَتانِ مِن آياتِ اللَّهِ، لا يَخْسِفانِ لِمَوْتِ أحَدٍ ولا لِحَياتِهِ، فإذا رَأَيْتُمْ ذلكَ، فادْعُوا اللَّهَ، وكَبِّرُوا وصَلُّوا وتَصَدَّقُوا ، ثُمَّ قالَ: يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ ما مِن أحَدٍ أغْيَرُ مِنَ اللَّهِ أنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ أوْ تَزْنِيَ أمَتُهُ، يا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ واللَّهِ لو تَعْلَمُونَ ما أعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا ولبَكَيْتُمْ كَثِيرًا» .

عِبَادَ اللهِ : خَوْفُ اللهِ وَرَجَاؤُهُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ النَّجَاةِ، فَخَافُوهُ حَقَّ الخَوْفِ، وَعُودُوا إِلَيْهِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ قال تعالى:ـ﴿وَمَا نُرْسِلُ بِالْآيَاتِ إِلَّا تَخْوِيفًا﴾ـ

أَيُّهَا المُسْلِمُونَ: تَفَكَّرُوا فِي هَذِهِ الآيَاتِ العَظِيمَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ القَمَرَ وَالشَّمْسَ مُسَخَّرَانِ بِأَمْرِ اللهِ، لَا يَخْسِفَانِ إِلَّا بِمَا يَشَاءُ اللهُ، وَلِحِكْمَةٍ يُرِيدُهَا قال تعالى:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ۚ لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ﴾ فَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ، وَصَلُّوا وَتَصَدَّقُوا، وَتُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا، وَأَكْثِرُوا مِنَ الدُّعَاءِ.

اللَّهُمَّ ارْفَعْ عَنَّا البَلَاءَ وَالوَبَاءَ، وَارْزُقْنَا التَّوْبَةَ وَالإِنَابَةَ، وَاجْعَلْنَا مِنْ المُسْتَغْفِرِينَ، وَصَلِّ اللَّهُمَّ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ.