خطبة صلاة الإستسقاء شاملة ومختصرة

سعيد الشهراني
1447/05/20 - 2025/11/11 08:34AM

خطبة ( صلاة الإستسقاء )

سعيد سيف ال حلاش الشهراني-جامع عمر بن الخطاب-تندحة

الْحَمْدُ اللَّهَ مُغِيثِ الْمُسْتَغِيثِينَ، وَمُجِيبِ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، إِلَهُ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ ، تَكْفَّلَ بِأَرْزَاقِ الْخَلَائِقِ أَجْمَعِينَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، سَيِّدُ الْمُرْسَلِينَ وَإِمَامُ الْمُتَّقِينَ؛ فاللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّمْ عَلَى نَبيِّنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَالتَّابِعِينَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّين.

 أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ عِبَادَ اللَّهِ حَقَّ تَقْوَاهُ، وَرَاقِبُوهُ مُرَاقَبَةَ مَنْ يُوقِنُ أَنَّهُ يَرَاهُ، وَيَسْمَعُ سِرَّهُ وَنَجْوَاهُ.

 عِبَادَ اللَّهِ: إِنَّ مَا يُصِيبُ النَّاسَ مِنْ نَقْصٍ فِي الْعُلُومِ وَالْأَعْمَالِ، وَفِي الْقُلُوبِ وَالْأَبْدَانِ، وَفِي الزُّرُوعِ وَالْأَشْجَارِ، وَقِلَّةِ الْغَيْثِ وَغَوْرِ الْآبَارِ: سَبَبُهُ الذُّنُوبُ وَالْأَوْزَارُ(وَمَا أَصَـابَكُمْ مّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُواْ عَن كَثِير)، والذُّنُوبُ وَالْمَعَاصِي تُفْسِدُ عَامِرَ الدِّيَارِ، وَتُوصِلُ إِلَى الْهَلَاكِ وَالْخَسَارِ، شَقَاءٌ فِي الدُّنْيَا، وَعَذَابٌ فِي النَّارِ.

 عِبَادِ اللَّهِ: إِنّكُمْ خَرَجْتُمْ تَسْتَسْقُونَ رَبَّكُمْ، ولَيْسَ لَنَا إِذَا نَقَصَتِ الْأَمْطَارُ، وَاشْتَدَّ الْبَلَاءُ وَغَارَتْ الْآبَارُ؛ إِلَّاّ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْغَفَّارَ، )قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ ) لَيْسَ لَنَا رَبٌّ مُغِيثٌ سِوَى اللَّهِ، وَلَا إِلَهَ يُرْجَى إِلَّا إِيَّاهُ؛ هُوَ الَّذِي يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ، وَلَا يَخِيِّبُ مَنْ تَعَلَّقَ بِهِ وَرَجَاهُ ،كَرِيمٌ يُحِبُّ الْعَطَاءَ وَالْكَرَمَ، أَوْسَعُ مَنْ أَعْطَى، يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ، حَيِيٌّ كَرِيمٌ، يَسْتَحْي أَنْ يَرُدَّ يَدَيْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَهُمَا إِلَيْهِ صِفْرًا، فَأَظْهِرُوا الِاضْطِرَارَ وَالْحَاجَةَ، وَالْفَقْرَ وَالْمَسْكَنَةَ، وَاصْدُقُوا فِي التَّوْبَةِ وَالْإِنَابَةِ، وَسَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْمَغْفِرَةَ، فَمَا نَزَلَ بَلَاءٌ إِلَّا بِذَنْبٍ، وَلَا رُفِعَ إِلَّا بِتَوْبَةٍ، فارْفَعُوا أَكُفَّ الضّرَاعَةِ، وَادْعُوا وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ.

 اللَّهُمَّ أَنْتَ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ، أَنْتَ الْغَنِيُّ وَنَحْنُ الْفُقَرَاءُ، أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْغَيْثَ وَلَا تَجْعَلْنَا مِنْ الْقَانِطِينَ. اللَّهُمَّ أَغِثْنَا، اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا هَنِيئًا مَرِيئًا، طَبَقًا مُجَلِّلًاً عَامًا، نَافِعًا غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلًاً غَيْرَ آجل، اللَّهُمَّ تُحْيِي بِهِ الْبِلَادَ، وَتُغِيثُ بِهِ الْعِبَادَ، وَتَجْعَلُهُ بَلَاغًا لِلْحَاضِرِ وَالْبَادِ.اللَّهُمَّ سُقْيَا رَحْمَةً، لَا سُقْيَا عَذَابٍ وَلَا هَدْمٍ وَلَا غَرَقٍ.اللَّهُمَّ اسْقِ عِبَادَكَ وَبِلَادَكَ وَبَهَائِمَكَ، وَانْشُرْ رَحْمَتَكَ، وَأَحْيِ بَلَدَكَ الْمَيِّتَ.اللَّهُمَّ إِنَّ بِالْعِبَادِ وَالْبِلَادِ مِنَ اللَّأْوَاءِ وَالْبَلَاءِ مَا لَا نَشْكُوهُ إِلَّا إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ أَنْبِتْ لَنَا الزَّرْعَ، وَأَدِّرَّ لَنَا الضَّرْعَ، وَأَنْزِلْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ.اللَّهُمَّ إِنَّا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِكَ، فَلَا تَمْنَعْ عَنَّا بِذُنُوبِنَا فَضْلَكَ. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا مَا قَدَّمْنَا وَمَا أَخَّرْنَا، وَمَا أَسْرَرْنَا وَمَا أَعْلَنَّا، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنَّا، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَنَا ذَنْبَنَا كُلَّهُ؛ دِقَّهُ وَجِلَّهُ، أَوَّلَهُ وَآخِرَهُ، عَلَانِيَتَهُ وَسِرَّهُ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْتَغْفِرُكَ إِنَّكَ كُنْتَ غَفَّارًا، فَأَرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْنَا مِدْرَارًا، رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا، وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ. اللَّهُمَّ اسْقِنَا الْغَيْثَ، وَآمَنَّا مِنْ الْخَوْفِ، وَلَا تَجْعَلْنَا آيِسِينَ، وَلَا تُهْلِكْنَا بِالسِّنِينَ، اللَّهُمَّ ارْحَمْ الْأَطْفَالَ الرُّضَّعَ، وَالشُّيُوخَ الرُّكَّعَ، وَالْبَهَائِمَ الرِّتْعِ، وَارْحَمْ الْخَلَائِقَ أَجْمَعِين، اللَّهُمَّ هَذَا الدُّعَاءُ، وَمِنْكَ الْإِجَابَةُ، وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ، فَلَا تَرُدَّنَا خَائِبِينَ. عِبَادَ اللَّهِ، أَكْثِرُوا من الِاسْتِغْفَارَ وَالدُّعَاءَ، وَتَأَسّوْا بِنَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَا الْمَقَامِ بِقَلْبِ الرِّدَاءِ، تَفَاؤُلًا بِتَغَيُّرِ الْأَحْوَالِ، وَنُزُولِ الْخَيْرَاتِ وَالْبَرَكَاتِ عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يَرْحَمَكُمْ، فَيُغِيثَ الْقُلُوبَ بِمَعْرِفَتِهِ وَمَحَبَّتِهِ، وَالْبَلَدَ بِإِنْزَالِ غَيْثِهِ وَرَحْمَتِهِ

سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

المرفقات

1762839558_خطبة الإستسقاء شاملة ومختصرة.docx

المشاهدات 319 | التعليقات 0