خطبة صلاة الجماعة
الشيخ منصور بن صالح الجاسر
الحمدُ اللهِ رَبِّ العَالَمِينَ رفع السَّمَوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا، وَالْأَرْضِ دخالها، وأعطش ليلها وأخرجَ ضُحاها، وأَشْهَدُ أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بيدِهِ كُل شَيْءٍ، وهو على كُلِّ شَيءٍ قدير، وأشْهَدُ أن محمدا عبده ورَسُولُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ ، وعلى آله وأَصْحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثِيرًا، أمَّا بَعْدُ:
فاتَّقُوا اللهَ يا عِبَادَ اللهِ، واعْلَموا أنَّ تَقْوى اللهِ عزَّ وجلَّ سَبَبٌ للفَوْزِ والفَلَاحِ (( وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ )).
أيُّهَا الْمُسْلِمون أفتوني في هذه الحالةِ : موظفٌ في إحدى الدَّوائِرِ الرَسْميَّةِ لا يَحْضُرُ إلى مقرِّ الْعَمَلِ إلا يَوْمًا في الْأُسْبُوعِ ، أو شَهْرًا في السَّنةِ تَهَاوُنًا وتَكَاسُلًا، وَلَمَّا طَلَبَ منه رئيسُهُ في العملِ أنْ يَحضُرَ يوميًا كسائرِ الموظفينَ رَفَضَ، وقال : إنَّه سوفَ يقوم بعملِهِ الرَسِمْي وهو في البيتِ ، ما تَقُولُون في هذا الْمُوَظَّفِ ؟ أَلَا يَسْتحِقُّ الطَّرْدَ والإبعادَ عن العملِ؟.
الْجَوابُ : نَعَم .
فَمَا رَأَيُكُم أَيُّهَا الْمُصْلُّونَ فِي مُسلِم لا يَحضُرُ إلى المسجدِ إلَّا يوًما في الأسبوعِ وهو يَومُ الْجُمعةِ، أو شَهرًا في السَّنةِ وهو شَهرُ رَمَضَانَ، ويزعمُ أنَّهُ سيؤدي هذِهِ الْفَرِيضَةَ الْعَظيمةَ في بيتهِ ؟ أَما يخشى من يفعل ذلك أن يبعد عن رحمة الله ، ما الفَرْقُ بين الصُّورتَيْنِ ؟ ..
هَلْ فَكَّرَ أحَدٌ مِنَ الموظَّفِين أنْ يقُومَ بأدَاءِ وظِيفَتِهِ الدُّنيويةِ في بيته دونَ الْحُضُورِ إلى دائرةِ العَمَلِ، فلِمَاذا يُفكِّرُ بعضُ النَّاسِ بالصَّلاةِ في بيوتِهم دونَ الحضُورِ إلى مقرِّ الصَّلاةِ وهو المسْجِدُ في كلِّ وقتٍ وفي كلِّ سَاعَةٍ .
عبادَ اللهِ : الصَّلاةُ جَالِبةٌ للرِّزقِ، والمسَاجدُ هِيَ أفضَلُ البِقَاعِ وأطْهَرُها على وجْهِ الأَرْضِ، وعِمَارَتُها بالصَّلاةِ وذِكْرِ اللهِ مِنْ أَعْظَمِ الأسْبَابِ الْجَالِبَةِ للرِّزقِ .
قال تعالى: ﴿ فِي بُيُوتٍ أَذِنَ الله أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " رِجَالٌ لا تلهيهِمْ تِجَارَةً وَلَا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ َوإقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابِ )) .
وتأمَّلْ قَولَهُ سُبْحَانه وتَعَالَى في الآياتِ السَّابقةِ : ( رِجَالٌ لَا ُتْلِهيِهْم ) ، فهَؤُلَاِء هُمُ الرِّجالُ، وما سِوَاهُم فَأَشْبَاهُ الرِّجَالِ، وَالرِّجَالُ هُم الَّذِينَ يُصَلُّون في بُيُوتِ اللهِ ، فَإِنَّ الصَّلاَةَ في الْبَيْتِ من خصائصِ النِّسَاءِ.
ولَقَدْ هَمَّ حَبِيبُنَا وَخَلِيلُنَا فَدَتْهُ أَنفُسَنَا وَأَمْوَالُنَا وَأَهْلُونَا لَقَدْ همَّ ﷺ أنْ يُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ بُيُوتَهم بِالنَّار لتخلُّفِهم عنْ الْحُضُورِ إلى المسجدِ، وما منعَهُ مِن ذلكَ إلَّا ما فيها مِنَ النِّسَاءِ والذُّرِّيةِ، ممنْ لا تجبُ عليهم صَلَاةُ الْجَمَاعِة.
عَبْدَ اللهِ : مِن أَبْرزِ صِفَاتِ الْمُنَافِقِينَ الَّتِي وَصَفَهُم اللهُ عَزَّ وجلَّ بها في كِتَابهِ الْعَظِيمِ التَّكَاسُلُ عَنِ صَلَاةِ الْجَمَاعِة، قالَ تعالى: ﴿وَإِذَا قَامُوا إلَى الصَّلَاِة قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا ) وقَالَ تَعَالَى: ﴿ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى )).
وقَالَ ابنُ مَسْعُودِ رضي الله عنه : "ولَقَدْ رأيتنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عنها إلا الْمُنَافِقُ مَعْلُومُ النِّفَاقِ".
يَا مَنْ يَتَخَلَّفُ عَن صَلَاةِ الْجَمَاعةِ . هَلْ تَرْضَى أَنْ تَكُونَ في زُمْرَةِ الْمُنَافِقِينَ الَّذِينَ هُمْ أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ ؟.
يَا مَنْ يَتَخَلَّفُ عَنْ صَلَاةِ الْجَمَاعَةِ اعْلَمْ يَا رَعَاكَ اللَّهُ يَا مَن تُصَلِّي في بَيْتِكَ، وتَهْجُرُ بَيْتَ اِلله أنَّكَ مهما عِشتَ في هذه الدنيا، فلا بد لك من دخولِ المسجدِ إمَّا حيًا أو ميتًا، فاحرصْ على دخوله حيًا قبلْ أن لَّا تدخلَهُ إلا وأنتَ محمولٌ على الأكتافِ لِيصلَّي عليك، وحينئذٍ لا ينفعُكَ مالُك ولا تجارتُك، ولا جاهُك ولا منصبُك، ولا مشاغلُك الدُّنيويةُ التي شغلتَكَ عن إجابةِ داعيَ اللهِ.
يقولُ الفيلسوفُ الفرنسيُّ رينان: "كلمَا رأيتُ صفوفَ المسلمينَ في الصَّلاةِ أتأسَّفُ أنَّي لستُ مسلمًا". فهل نحافظُ على صلاةِ الجماعة".
واسمعْ يا رعاكَ اللهُ إلى هذا المثَلِ عظةً وعبرةً: "إنَّها قصةُ رجلٍ أتاه اللهُ قوةً في جسمهِ وفتوةً في عضلاتهِ لكنَّهُ نسيَ أنَّ اللهَ هو القويُّ العزيزُ، كان يسمعُ داعيَ اللهِ فلا يجيبُ، فإذا سمعَ داعيَ النفسِ أسرعَ في إجابتِهَا، كانَ يعملُ حمَّالاً لكنَّه كانَ يُضيِّعُ الصلاةَ، وفي ذاتِ يومٍ دخل متجرًا لهُ وهو يحملُ البضاعةَ فسقطَ عليهِ جدارٌ ، فأُصِيبَ بشللٍ كلِّيٍّ أفقدهُ القدرةَ والحركةَ والمشيَ وصارَ حيًّا ميتًا، أو أشبهَ بالميتِ وقد حُكٍمَ عليه بعدمِ الحركةِ طُوالَ حياتِهِ، ولَمَّا سألَهُ أحدُ الزَّائرينَ عنْ أُمنيتهِ فقال : "أَتمنى أنْ أذهبَ إلى المسجدِ، وأُصلِّي صلاةَ الجماعةِ ".
( آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ ). الآنَ وقد كنتَ تسمعُ مناديَ اللهِ فلا تُلْقِي له بالًا، فما الذي جعلكَ اليومَ تستشعرُ هذا الصَّوتَ وتتمنَّى الإجابةَ ؟.
تخيلْ يا عبدَ اللهِ : أنَّك مكانُ هذا الرَّجلِ، وقد حِيلَ بينكَ وبينَ الحركةِ والذَّهابِ والإيابِ، ويَئِسَ منك الأهلُ والأقاربُ والأصحابُ، وأصبحتَ طَريحَ الفِراشِ لا تقوى على التَّقلُّبِ حتى تأكَلَ اللَّحمُ والعَظمُ..
تذكرْ نعمةَ اللهِ عليكَ بالصحةِ والعافيةِ ، واعلمْ أنَّ هذِهِ نعمةٌ والنِّعمةُ بقاؤها مرهونٌ بالشكرِ ((ولئن شكرتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ))، ومِن أعظمِ شُكرِ نِعَمِ اللهِ استعمالُهِا في مرضاتِ اللهِ ، وشُهُودِ الجُمَعِ والجَمَاعاتِ وصِلَةِ الأقَارِبِ.
واسمعوا رعاكم اللهُ الأدلةَ مِنْ كتابِ اللهِ وسنةِ رسولِهِ ﷺ ، وأقوالِ سلفِنَا الصَّالِحِ في صلاةِ الجماعةِ:
قال تعالى: ﴿ يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السجودِ وَهُمْ سَالِمُونَ )).
قالَ سعيدُ بنُ الْمُسَيِّبِ - رحمهُ اللهُ : " كانوا يَسْمَعُونَ (حيَّ عَلَى الصَّلاةِ ، حيَّ على الفَلَاحِ) ، فلا يُجيبونَ، وهُمْ أَصْحَاءُ سَالِمُونَ".
وأمَّا مِنَ السُّنةِ فقولُهُ ﷺ في حديثِ أبي هريرةَ في الصحيحينِ:
"لَقَد هَمَمْتُ أنْ آمُرَ بالصَّلَاةِ فَتُقَامُ ، ثُمَّ آمُرُ رَجُلًا فَيُصَلِّي بِالنَّاسِ، ثُمَّ أنْطَلِقُ بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حِزَمٍ مِنْ حَطَبٍ إلَى قَوْمٍ لَا يَشْهَدُونَ الصَّلاةَ فَأحْرِقُ عَلَيْهِم بُيُوتَهم بالنَّاِر" ، ولا يُتَوَعَّدُ بحرقِ النَّارِ إلَّا على تركِ واجبٍ.
وفي صحيحِ مسلمٍ أنَّ رَجُلًا أَعْمَى جَاءَ إلى النَّبِيِّ ﷺ يَسْأَلُ الرَّسُولَ ﷺ : " ليسَ لَهُ قائِدٌ يُلائِمُهُ إلى الْمَسْجِدِ فهلْ لهُ رُخْصَةٌ أنْ يُصلِّي في بيتِهِ. فقالَ له ﷺ : "هَلْ تَسْمَعُ النِّدَاءَ بالصِّلَاةِ؟، قَالَ: نَعَمْ. قال: فَأَجِبْ. فإذا كان هذا الرجلُ أعمى، وليس لَهُ قائدٌ يلائمُهُ إلى المسجدِ فكيفَ بِمَنْ كان صَحِيحًا مُبْصِرًا لا عُذْرَ لَهُ ؟.
وقال عليٌ بنُ أبي طالبٍ رضي الله عنه : "لا صَلاةَ لجَارِ الْمَسْجِدِ إِلَّا في الْمَسْجِدِ، قيلَ: ومَنْ جَارُ الْمَسْجِدِ؟ قال: مَنْ سمِعَ الأَذَانَ ".
وقال أبو هريرة رضي الله عنه : "لَأْن يُصَبُّ في أُذُنِ أحدِكُم الآنُك، وهو الرُّصَاصُ الْمُذَابُ الْحَارُّ خيرٌ له مِنْ أنْ يَسْمَعَ النِّداءَ فَلا يُجِيبُ".
فَأَجِيبُوا دَاعيَ اللهِ ، وأنتم أيُّهَا الْمُصَلُّونَ يا مَنْ تُحافظون على صلاةِ الجماعةِ أَبْشِروا بخيرٍ، فإنَّ صلاةَ الجماعةِ كفارةٌ لِما بينهما.
قال ﷺ : "بَشِّرِ الْمَشَاءين في الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامةِ" .
أَقُولُ مَا تَسْمَعُونَ ، وأَسْتَغْفِرُ الله لي ولكم، فَاسْتَغْفِرُوهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ حمدًا كثيرًا كمَا أمرَ، وقد تأذَّنَ بالزيادةِ لِمَنْ شَكرَ. وأشهدُ أن لَّا إلَه إلاَّ اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له إرغَامًا لِمنْ جَحدَ بهِ وكفرَ، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ الشَّافِعُ المشفعُ في المحشرِ صلَّى الله عليه، وعلى آلِه وأصحابِهِ الميامينِ الغُررِ ما اتصلتْ عينٌ بنظرٍ، وما انقطعتْ أذنٌ بخبرٍ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ تسليمًا كثيرًا، أمَّا بَعْدُ:
فاتَّقُوا اللهَ يا عبادَ اللهِ، واستمسِكُوا مِنَ الإسلامِ بالعُروةِ الوُثقَى، فإنَّ أجسادَكم على النارِ لا تقَوى، واعلمُوا أنَّ يدَ اللهِ معَ الجماعةِ ومَنْ شَذَّ شَذَّ فِي النَّارِ.
عبادَ اللهِ: سنُفردُ صلاتَيْنِ بالحديثِ : لأهميتِهِمَا:
فالأولى: صَلاةُ الْفَجْرِ الَّتي ضَيَّعَهَا بعضُ النَّاسِ ، صَلاةُ الْفَجرِ الَّتِي هِيَ الفارِقَةُ بَيْنَ الْمُؤمِنِ والمنافِقِ، قال اللهُ تعالى: ﴿وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إن قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا )).
ولقد كان النَّبِيُّ ﷺ يَحُثُّ على الصَّلاةِ، وكان في آخرِ وصاياهُ ﷺ : "الصَّلَاةَ ، الصَّلَاةَ ، ومَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ".
إنَّ التخلفَ الدَّائمَ عن صلاةِ الفجرِ، والنومَ وعدمَ الاهتمامِ بِهَا دليلٌ على النفاقِ، قال ﷺ : "أثقلُ صَلَاةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاةُ الْعِشَاءِ والْفَجْرِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ ما فيهما لأتُوهُما حَبَّوا" .
فمَنْ صلَّى العشاءَ في جماعة فكأنَّما قامَ نصفَ الليلِ، ومَنْ صلَّى الفجرَ في جماعةٍ فكأنَّما قامَ الليلَ كلَّهُ، ومَنْ صلَّى الفجرَ في جماعةٍ فهو في ذِمَّةِ اللهِ .
وأمَّا الصَّلاةُ الثَّانيةُ: فهيَ صَلاةُ الْعَصْرِ، وذلك لتَعَارُضِهَا مع نومِ الإنسانِ وراحتِهِ . يقولُ الرَّسُولُ ﷺ : " مَنْ تركَ صَلاةَ الْعَصرِ فقد حَبِطَ عملُهُ ، وقال ﷺ : " مَنْ تركَ صَلَاةَ الْعَصْرِ، فكانَّما وتَرَ أَهْلَهُ ومَالَهُ".
وهي الصَّلاةُ الْوُسْطَى الَّتِي قَال اللهُ عزَّ وجلَّ فيها : (( حَافِظُواعَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )).
فَحَافِظُوا على هذه الصَّلاةِ فما هو إلا وقتٌ يسيرٌ، ثُمَّ تُغَادِرُ هذه الدُّنْيَا ، والَّذِي لا يُحلَفُ بغيرِه فإنَّه لا يبقَى لك إلا صَلاتُكَ، فَأَقِمْ صَلَاتَكَ قبْلَ مَمَاتِكَ .
واتَّقُوا اللهَ يا عِبَادَ اللهِ، وحَافِظُوا على الصَّلاةِ ، وعَلِّمُوا أَبْنَاءَكُم الصَّلَاةَ والْمُحَافَظَةَ عَلَيْهَا، تَقَدَّمُوهم في الصَّلَواتِ، فإنَّكم مسؤُولُون عنهم أمَامَ اللهِ عز وجل : " مُرُوا أبنَاءَكم بالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ واضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرِ".
ثم صَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى مَن أَمَرَكُم اللهُ بالصَّلاةِ والسَّلام عَلَيْهِ ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسَلِّم علَى عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ مُحَمَّدٍ، وارْضَ اللَّهُمَّ عَنْ الْخُلَفَاءِ الأربعة أَبِي بَكْرٍ وعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ ، وَعَنَّا مَعَهُم بِفَضْلِكَ وجُودِكَ وإحْسَانِكَ يا ذَا الْجَلالِ والإكْرَامِ.
اللَّهُمَّ اغفرْ لآبائِنا وأمهاتِنا ، واجزِهِم عمَّا قدَّموا لنا مِن خَيْرٍ يا ذا الجلال والإكرام ، اللَّهُمَّ واجْمَعْنا بِهِمْ في دارِ كرامتِكَ يا حيُّ يا قيُّومُ ، اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْألُكَ يا ذا الجلالِ والإكرامِ أنْ تغفرَ لِجَمِيعِ موتى الْمُسْلِمِينَ اللهم اغفرْ لهم وارحمهم وعافِهم واعْفُ عنهم، وآنِسْ وَحْشَتَهُم الَّلُهَّم اجعلهم في قبورِهِم آمنينَ مطمئنينَ، وارحمنا برحمِتك إذا صِرْنَا إلى ما صاروا إليه.
((سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) ، وصلَّى اللهُ وَسَلَّمَ على أشْرَفِ الأنبِيَاءِ والمرسلِين.
عِبادَ اللهِ: ﴿إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) فاذْكُرُوا اللهَ الْجَلِيلَ يَذْكُرْكُم، واشْكُرُوه على نِعَمِهِ يَزِدْكُم، وَلَذِكْرُ اللهِ أَكْبَرُ واللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ.
المرفقات
1760005473_خطبة صلاة الجماعة.pdf
1760005485_خطبة صلاة الجماعة.docx