#خطبة عن خطر الشائعات وحفظ اللسان

خطبة عن : خطر الشائعات وحفظ اللسان   كتبها : خالد بن خضران الدلبحي العتيبي  الجمش – الدوادمي

-------------------------------------------------------------------

الخطبة الأولى :

إن الحمد الله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد :

عبادَ الله إن من الصفات الطيبة التي ينبغي للمسلم أن يتحلى بها وهي محبوبة عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله عليه الصلاة والسلام صفةَ الحِلْمِ وصفةَ الأنَاة والحِلْم هو العقل والأناة أي التثبت في الأمور وترك العجلة جاء في صحيح مسلم : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْأَشَجِّ أَشَجِّ عَبْدِ الْقَيْسِ: " إِنَّ فِيكَ خَصْلَتَيْنِ يُحِبُّهُمَا اللهُ: الْحِلْمُ، وَالْأَنَاةُ "وسبب ذلك أن وفد عبد القيس لما قدموا إلى المدينة وجاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم نزلوا عن رواحلهم وبادروا إلى تقبيل يد النبي صلى الله عليه وسلم وأما الأشج بن عبد القيس فعقل رواحلهم ثم لبس أحسن ثيابه ثم أتى إلى النبي صلى الله عليه وسلم )

فالعاقل هو الذي يتثبت في أموره وفيما ينقله للناس وأما نقل الحديث للناس وإشاعته بينهم بدون تثبت فهو يدل على سفه في العقل وضعفٍ في الدين جاء في سنن أبي داود من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه – والحديث صحيح – قال :سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «بِئْسَ مَطِيَّةُ الرَّجُلِ زَعَمُوا»

(بئس ) كلمةٌ يراد بها الذم فالنبي صلى الله عليه وسلم يذم الذي يأتي بالكلام بدون تثبت فيه من أجل التوصل إلى مقاصده فيجعل هذا الكلام مطية إلى الوصول إلى ما يريد فهو إذا أراد أن يتكلم ليس عنده تثبت فيما  يقول ولذلك يقول ( زعموا ) أي الناس ومثل هذا بعض الناس يأتيك بالكلام ويقول ( الناس يقولون ) وإذا تتبعت الكلام وجدت أنه ليس صحيحاً بل هو من الكذب .

 والذي ينقل الكلام وينشره بين الناس بدون تثبت في صحته هو أحد الكذابين قال صلى الله عليه وسلم ( كفى بالمرء كذباً أن يحدثُ بكل ما سمع ) لأنه جزماً سينقل أخباراً كاذبة فيكونُ واقعاً في الكذب .

عباد الله لقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في كتابه في التثبت من الأخبار التي تأتينا ومعنى التثبت أي التأكد من صحتها خاصة إذا أتى هذا الخبر من إنسان عرف بعدم التثبت أو الكذب في حديثه قال تعالى ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا ) أي تثبتوا في خبره  ثم ذكر الله سبحانه وتعالى بعض المفاسد التي تترتب على قبول خبر الفاسق بدون تثبت ( أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ) (الحجرات : 6 )

عباد الله لقد كثر في هذه الأوقات تناقل الإشاعات وأصبحت الكذبة يكذبها الرجل فتبلغ الأفاق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم  .

وساعد على انتشار ذلك وسائل الاتصالات كالجوال وكذلك وسائل الإعلام كمواقع الانترنت وكذلك القنوات والصحف ، وقد يكون ما يشاع طعناً في ولاة الأمر وقد يكون في العلماء وقد يكون متعلقاً بالأموال أو بأعراض المسلمين فيترتب على إشاعته فسادٌ عظيم .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لحفظ ألسنتنا وأن يجعلنا من عباده المتقين أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .

 

 

الخطبة الأولى :

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله .

أما بعد :

عبادَ الله إن من أعظم ما يجب على المسلم حفظه أن يحفظ لسانه فإن الذنوب والمعاصي التي تصدر من اللسان من أخطر الذنوب   .

ولذلك جاءت النصوص الكثيرة التي تأمر بحفظ اللسان يقول تعالى ((مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ)  ويقول تعالى (وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً)

وفي صحيح البخاري ومسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ [يعني من الكلام الذي يرضي الله ] لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا [يعني ما يظن أن تبلغ مبلغاً عظيماً عند الله ] يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ[يعني يتكلم بكلامٍ يسخط الله ] لاَ يُلْقِي لَهَا بَالًا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ» وفي رواية لمسلم ( أبعد ما بين المشرق والمغرب ) فتأملوا عبادَ الله كلمة يقولها بلسانه مما يُسخط الله تكون سبباً في أن يهوى في نار جهنم.

وفي حديث معاذ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له (ألا أخبرك بمِلاك كله ؟[أي ما يملك عليك أمرك كلَه ] قال بلى يا رسول الله فأخذ بلسانه وقال تكف عليك هذا [يعني اللسان]  قال يا رسول الله أو نحن مؤاخذون بما نتكلم به قال : ثكلتك أمك يا معاذ[أي فقدتك أمك ] وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائدُ ألسنتهم )

فالواجب على المسلم أن يحفظ لسان وأن يعود نفسه على أن لا يقول إلا خيراً أو يصمت وهذا من كمال إيمان العبد ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )

عبادَ الله إن من الذنوب العظيمة التي تصدر من اللسان الغيبة وهي من كبائر الذنوب والغيبة عرفها النبي صلى الله عليه وسلم فقد جاء في صحيح مسلم  عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ؟» قَالُوا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: «ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ» قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ؟ قَالَ: «إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ، فَقَدِ اغْتَبْتَهُ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ»

وما أكثر ذلك في مجالسنا والعياذ بالله ومن أشد أنواع الغيبة غيبة ولاة الأمر والعلماء فالوقوع في غيبة ولي الأمر يترتب عليه مفسدة عظيمة وهي إسقاط هيبتهم عند عامةِ الناس وشحن النفوس عليهم فيكون هذا مفتاحاً للخروج عليهم وعدم طاعتهم في غير معصية الله .

وأما غيبة العلماء فيترتب عليها فساد دين الناس فإذا وقع الناس في غيبة العلماء هان عليهم كلام العلماء وتوجيه العلماء ونصح العلماء فضاع دينهم والعياذ بالله .

عباد الله لقد شبه الله سبحانه وتعالى من يقع في غيبة أخيه بأنه يأكل لحم أخيه ميتاً وهذا من أبلغ التشبيه الذي ينفر المسلم عن الوقوع في غيبة أخيه يقول تعالى ( وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ) (الحجرات : 12 )

ولنعلم عبادَ الله أن الغيبة من الذنوب التي جاء فيها وعيدٌ في البرزخ يعني بعد موت الإنسان واسمعوا لهذا الحديث الذي يبعث الخوف في قلب المسلم أن يقع في غيبة الناس جاء في سنن أبي داود من حديث أنس رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " لَمَّا عُرِجَ بِي مَرَرْتُ بِقَوْمٍ لَهُمْ أَظْفَارٌ مِنْ نُحَاسٍ يَخْمُشُونَ وُجُوهَهُمْ وَصُدُورَهُمْ، فَقُلْتُ: مَنْ هَؤُلَاءِ يَا جِبْرِيلُ، قَالَ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ لُحُومَ النَّاسِ، وَيَقَعُونَ فِي أَعْرَاضِهِمْ .

وعليك أن تتفكر يا من تقع في أعرض الناس أن هؤلاء الناس الذين اغتبتهم سيأخذون من حسناتك فإن انتهت حسناتك طرحوا سياتِهم عليك وطرحت في النار فقد جاء في صحيح مسلم عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ؟» قَالُوا: الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ، فَقَالَ: «إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ، وَصِيَامٍ، وَزَكَاةٍ، وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا، وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ»

أسأل الله أن يوفقنا على لحفظ ألسنتا الله أعنا على ذكرك وعلى شكرك وعلى حسن عبادتك الله حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان واجعلنا هداةً مهتدين اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن .

اللهم صل على محمد وعلى آل محمد اللهم ارضَ عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمرَ وعثمانَ وعلي وعن الصحابة أجمعين سبحانك ربك ربِ العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين والحمد لله رب العالمين.

 

 

 

 

 

المرفقات

1752139308_خطبة عن خطر الشائعات وحفظ اللسان من الغيبة ...docx

المشاهدات 239 | التعليقات 0