خطبة عيد الفطر
الشيخ منصور بن صالح الجاسر
الحمدُ للهِ واللهُ أكبرُ، الحمدُ للهِ واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ كبيرًا، والحمدُ للهِ كثيراً، وسُبحَانَ اللهِ بُكْرةً وأَصِيلًا. الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ، الحمدُ للهِ حمدًا كَثيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فيه، الحمدُ للهِ على نِعَمِهِ الْكَثِيرةِ وآلائِهِ الْجَسِيمَةِ. وأشهدُ أن لا إلَهَ إلا الله وحدَهُ لا شَريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورَسُولُهُ صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلِهِ وأصحَابِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ:
علَى الفرحَةِ والبَهجَةِ يَتَبَادَلُونَ فيه التَّحَايا والتَّهنِئَةَ، يَفرَحُون بِفَضْلٍ اللهِ ويَحْزَنُونَ علَى فِرَاقِ شَهْرِهِم الْكَرِيم، ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ )).
العِيدُ يا أَهْلَ الْعِيدِ: لِبْسٌ جَدِيدٌ، واعْتِرَافٌ بِجَمِيلِ صَاحبِ الْجَمِيلِ تَبارَكَ رَبُّنَا، العِيدُ يا أَهْلَ العِيدِ أنْ يَعُودَ بَعْضُنَا علَى بَعْضٍ بالزِّيَارَةِ والسَّلامِ، والتَّصَافِي والْحُبِّ والوِئَامِ.
العِيدُ يا أَهلَ العِيدِ: رِسَالَةٌ للتَّسَامُحِ، العِيدُ يا أَهْلَ العِيدِ رسَالَةٌ للمُتَقَاطِعِينَ.
العيدُ يا أهلَ العيدِ: رِسَالَةٌ إلى أهلِ التَّقَاطُعِ والتَّنَافُرِ.
العِيدُ: صِلَةٌ للأرحَامِ ونَبْذٌ للتَّشَاحُنِ والبَغْضَاءِ.
العيدُ يا أهلَ العيدِ: تَنْقِيَةُ النُّفُوسِ مِن الضَّغَائِنِ، والانْتِصَارُ على الْمَشَاعِرِ وخَيْرُهُمَا الَّذِي يَبْدَأُ بالسَّلامِ.
العيدُ : إحسَاسٌ مُرْهَفٌ وإحسَاسٌ جِمِيلٌ، عطفٌ علَى الفُقَرَاءِ والمسَاكِينِ.
اللهُ أكْبَرُ وللهِ الْحَمْدُ، اللهُ أكْبَرُ كَبِيرًا والحمدُ للهِ كثيرًا، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وأَصِيلًا ، عِيدُكُم مُبَارَكٌ وعِيدُكُم سَعِيدٌ.
العيدُ : لِمَن صَامَ وقَام، العيدُ استشعَارٌ بالقَبُولِ، والطَّمعُ فيمَا عندَ اللهِ وفيما عندَ العَزِيز الْكَرِيِم.
العيدُ يا أهلَ العيدِ: بِرٌّ للوَالِدَيْنِ وعَطْفٌ عَلَيْهِمَا (( وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا )) .
العيدُ يا أهلَ العيدِ : عَطْفٌ على الفُقَراءِ والمسَاكِينِ، العيدُ علَى الجارِ وتَأْدِيَةُ مَعَانِي حُسْنِ الْجِوَارِ.
اللهُ أكْبَرُ كَبِيرًا، والْحَمْدُ للهِ كَثِيرًا، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، عِيدُكُم مُبَارَكٌ وعِيدُكُم سَعِيدٌ.
العيدُ يا أهلَ العيدِ: تَتَجَلَّى فيه الأفْرَاحُ المنضَبِطَةُ بِضَوَابِطِ الشَّرْعِ الْمَحْفُوفَةُ بِسِيَاجِ الأدَبِ؛ ففي العيدِ مَزْحٌ في وَقَارٍ ودُعَابَةٌ في لُطْفٍ، ونُزْهَةٌ مُبَاحَةٌ وفَرَحٌ مَشْرُوعٌ مَضْبُوطٌ بِهَذَا الشَّرْعِ.
العيدُ يا أهلَ العيدِ: لا يَعْرِفُ جِنْسًا أو لَوْنًا، أَو طَبَقَةً يَلْتَقِي فِيه الفُقَرَاءُ والأثْرِيَاءُ، والعَرَبِيُّ والعَجَمِيُّ، وهو عيدُ المؤمِنِين جميعًا.
العيدُ يا أهلَ العيدِ: بَسْمةٌ صَادقةٌ مِن القلبِ تَرْتَسِمُ علَى الشِّفَاةِ.
العيدُ يا أهلَ العيدِ: خوفٌ ورَجاءٌ، خَوفٌ مِن أنْ يُرَدَّ العَمَلُ ورجاءٌ بأنْ يُقْبَلَ عَمَلُك، اعلَمُوا أنَّ اللهَ غفُورٌ رَحِيمٌ، وأنَّ اللهَ شَديدُ العِقَابِ.
يَا أهلَ العيدِ : حتَّى نَتَجَاوَزَ الْمَظَاهِرَ الرَسْمِيَّةَ والطُّقُوسَ التَّي اعْتَدْنَا عَلَيْهَا، ولْيَكُنْ عِيدُنَا بِأَلْسِنَتِنَا وعلى شِفَاهِنَا، وفي سُوَيْدَاءِ قُلُوبِنَا عِيدُنَا بأَنْ نُسَامِحَ كُلَّ مُسْلِمٍ أَخْطَأَ عَلَيْنَا، فَتَكُونُ القُلُوبُ صَافِيَةً، وذلك عَلامَةُ أَهلِ الْجَنَّةِ (( واعْبُدُوا اللهَ ولا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ )).
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ كَبِيرًا، والحمدُ للهِ كَثيرًا، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وأَصِيلًا، عِيدُكُم مُبَارَكٌ وعِيدُكُم سَعِيدٌ.
يا أهلَ العيدِ: إنَّ الظَّالِمَ ليسَ لَهُ عيدٌ وليسَ بِسَعِيدٍ، كيفَ تَسْعَدُ أيُّها الظَّالِمُ وأَنْتَ تَظْلِمُ النَّاسَ وتأخُذُ حُقُوقَهُم وتأكُلُ أموَالَهم، صَبْرًا علَى عَذَابِ اللهِ، فقَدْ تَوَعَّدَ اللهُ عزَّ وجَلَّ الظَّالِمِين بالعَذَابِ (( وَمَنْ يظْلِمُ مِنْكُمْ نُذِقْهُ عَذَابًا كَبِيرًا )) .
يا أهلَ العيدِ: الَّذِي يُشْرِكُ بِرَبِّهِ ليسَ لهُ عِيدٌ وليسَ بِسَعِيدٍ ((حُنَفَاءَ للهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ )).
يا أهلَ العيدِ: الَّذِي يَتْرُكُ الصَّلاةَ ويَتَهَاوَنُ فِيها ليسَ لَهُ عيدٌ، ولا هُو بسعيدٍ قالَ تعالى: ﴿ومَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ " قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ )). وقالَ صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: "بَيْنَ الرَّجُلِ وَالْكُفْرِ تَرْكُ الصلاة" ، وقَالَ عُمَرُ: "لاحَظَّ في الإسلامِ لِمَنْ ضَيَّعَهَا ".
يا أهلَ العيدِ: إنَّ تاركَ الزكَّاةِ لَيسَ له عِيدٌ، وليسَ بسَعيدٍ.
يا مَن عَقَّ وَالِدَيْهِ: ليسَ لكَ عيدٌ ولستَ بِسعيدٍ، فكيفَ تَعُقَّ وَالِدَيْكَ ؟ تَتَمَنَّى مَوْتَهُما، وهُمَا يَتَمَنَّيَانِ حَيَاتِكَ!
أكَان هَذا جَزَاءَهُما، قَابَلْت الإحْسَانَ بالإسَاءَةِ، فليسَ لكَ عيدٌ ولستَ بسعيدٍ (( أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنَّ هُمْ إِلَّا كالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا )) .
مَن قَطَعَ رَحِمَهُ ليسَ له عيدٌ وليسَ بسعيدٍ، فَصِلُوا أَرْحَامَكُم، مَن عَادَى جِيرَانَهُ فليسَ لهُ عيدٌ وما هُو بسعيدٍ، مَن آذَى المؤمِنِينَ ليس له عيدٌ وما هُو بسعيدٍ.
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، وللهِ الحمدُ، اللهُ أكبرُ كَبيرًا، والحمدُ للهِ كَثيرًا، وسُبحانَ اللهِ بُكْرَةٌ وأَصِيلًا، عِيدُكُم مُبَارَكٌ وعِيدُكُم سَعِيدٌ.
الخطبة الثانية:
الحمدُ للهِ رَبِّ العَالمينَ، الحمدُ للهِ حمدًا كَثيرًا طَيِّبًا مُبارَكًا فيه، الحمدُ للهِ على نِعَمِهِ الْكَثِيرةِ وآلائِهِ الْجَسِيمَةِ، وأشهدُ أن لا إلَهَ إلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا عبدُهُ ورَسُولُهُ صلَّى اللهُ عليه، وعلى آلِهِ وأصحَابِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا، أَمَّا بَعْدُ :
يا أهلَ العيدِ: القلبُ يحزَنُ والعينُ تَدْمعُ، وَإِنَّا لِفُرَاقِكَ يا رَمَضَانُ لمَحْزُونُونَ، عِشْنَا مع رَمَضَانَ وتَعَلَّمْنَا مِن رَمَضَانَ شَيْئًا كَثِيرًا عَظِيمًا، فَقَدْ غَادَرَنَا رَمَضَانُ وفي قُلُوبِنَا شَوْقٌ إليه وتَعَلُّقٌ به، ولكَنْ هَذِهِ سُنَّةُ اللهِ عزَّ وجلَّ في مُفَارَقَةِ الأحْبَابِ ، وما عليكَ يا عبدَ اللهِ إلا أنْ تَجْتَهِدَ ، وتَدْعُوَ اللهَ عزَّ وجلَّ بالقَبُولِ .
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلَهَ إلا اللهُ واللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ.
مَعَاشِرَ النِّسَاءِ: إنَّ مِن تعاليمِ الإسلامِ أنْ تَلْتَزِمْنَ بآدَابِ الإسْلامِ، (( فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا معْرُوفًا )) ، إيَّاكُنَّ والتَّبَرُّجَ والسُّفُورَ، ومُخَالَطَةَ الرِّجَالِ الأجَانِبِ ومُصَافَحَتَهُم، فإنَّ ذلِكَ مِن العَظَائِم (( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تبرج الْجَاهِلِيَّةِ الْأولَى )) ، فخيرٌ للمَرْأَةِ أَلَّا يَرَاهَا الرِّجَالُ.
احْذَرْنَ أنْ تَكُنَّ ولَّاجَاتٍ خَرَّاجَاتٍ إلى الأسْوَاقِ، فإنَّ الأسْوَاقَ شَرُّ الْبِقَاعِ، كُنَّ مِن القَانِتَاتِ الصَّادِقَاتِ الصَّابِرَاتِ الخَاشِعَاتِ المُتصَدِّقَاتِ الصَّائِماتِ الحافِظِينَ لِفُرُوجِهِنَّ، والذَّاكِرَاتِ اللهِ كَثيرًا، كُنَّ قَانِتَاتٍ كُن مُؤمِنَاتٍ، فإنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يُحِبُّ كُلِّ مُؤْمِنَةٍ صَالِحَةٍ نَقِيَّةٍ.
أَطِعْنَ أَزُوَاجَكُنَّ بالمعْرُوفِ وإيَّاكُنَّ مخالفتهم في غير معصية الله، فإنَّ الزَّوْجَ يا أَمَّةَ اللهِ هُو جَنَّتُكِ ونَارُكِ، ومَن مَاتَتْ وزَوْجُها عَنْهَا رَاضٍ دَخَلَتْ الجنَّةَ، فالصَّالحاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظاتٌ للغَيْبِ بما حَفِظَ اللهُ، قَالَ ﷺ "إذَا صَلَّتْ المرْأَةُ خَمْسَهَا وصَامَتْ شَهْرَهَا، وحَفِظَتْ نَفْسَهَا وأَطَاعَتْ زَوْجَهَا دَخَلَتْ جَنَّةَ رَبِّهَا"
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ، اللهُ أكبرُ كَبِيرًا، والحمدُ للهِ كَثِيرًا، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا، عِيدُكُم مُبَارَكٌ وعِيدُكُم سَعِيدٌ.
أيُّها النُّاسُ مِن المسلِمِين والمسْلِمَاتِ: أَبْشِرُوا فَمَا عِندَ رَبِّكُم خَيْرٌ فَيَوْمُكُم هَذَا يُسَمَّى يَوْمُ الْجَوَائِزِ، ألَمْ يَأْمُرُ رَبُّكُم بالصِّيامِ فَصُمْتُم؟ فاعلَمُوا أنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ لا يُضِيعُ أَجْرَ مَن أَحْسَنُ عَمَلًا.
رَوَى الطَّبَرَانِيُّ عَن النَّبِيُّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ: "إِذَا كَانَ يَوْمُ عِيدِ الْفِطْرِ وَقَفَتْ الملائِكَةُ على أَبْوَابِ الطَّرْقِ فَنَادَوْا: يَا مَعْشَرَ المُسلِمِينَ! أَغْدُوا إلى رَبِّ كَرِيمٍ يَمُنُّ بِالْخَيْرِ ثُمَّ يُثيبُ عليه الْجَزِيلَ لَقَدْ أُمِرْتُم بِقِيَامِ اللَّيْلِ فقمْتُم، وأُمِرْتُم بِصِيَامِ النَّهَارِ فَصُمْتُم، وأَطَعْتُم رَبِّكُم فَاقْبِضُوا جَوَائِزَكُم فإذَا صَلُّوا نَادَى مُنَادٍ: ألا إنَّ رَبَّكُم قد غَفَرَ لَكُمْ فَارْجِعُوا رَاشِدِينَ إلى رِحَالِكُم فَهُوَ يومُ الْجَائزةِ، ويُسَمَّى ذلِكَ الْيَوْمُ فِي السَّمَاءِ يَوْمُ الْجَائِزة" . اللهُ أكبرُ، إنَّها بُشْرَى للمُؤْمِنِ ﴿ قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ ) .
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ كَبِيرًا، والحمدُ للهِ كَثِيرًا، وسُبْحَانَ اللهِ بُكْرَةً وأَصِيلًا، عِيدُكُم مُبَارَكٌ وعِيدُكُم سَعِيدٌ.
والسُّنَّةُ في العيدِ إظهَارُ الْفَرَحِ والسُّرُورِ، وتَعَاهُدُ الفُقَرَاءِ والمسَاكِينِ، ورَسمُ الْبَسْمَةُ علَى الشِّفاهِ، والسُّنَّةُ في العيدِ أَكْلُ تمرَاتِ قبلَ الْخُرُوجِ إلى صَلاةِ العِيدِ، والسُّنَّةُ أنْ يَأْتِيَ إلى الْجَامِعِ مِن طَرِيقٍ، ويَرْجِعَ مِن طَرِيقٍ آَخَر، ولِتَشْهَدَ له الملائِكَةُ ولَيُسَلَّمْ علَى أهلِ الطَّرِيقِ .
يَا أهْلَ العِيدِ سَنَّ بعضُ الْمَسَاجِدِ، وهِيَ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ الاجتِمَاعُ فيما بَيْنَهُم بعدَ صَلاةِ العِيدِ، وهَذِهِ سُنَّةٌ حَسَنَةٌ وهِيَ مِن حُقُوقِ الْجَارِ، فَبَارَكَ اللهُ في هَذِهِ الخُطَى، وعلى أهل الحي أنْ يَحْرِصُوا علَى مِثْلِ هَذِهِ الاجتماعَاتِ والسَّلامِ علَى بَعْضِهِمُ الْبَعْضِ.
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ وللهِ الحمدُ، اللهُ أكبرُ كَبيرًا، والحمدُ للهِ كَثيرًا، وسُبحانَ اللهِ بُكرَةً وأَصِيلًا، عِيدُكُم مُبَارَكٌ وعِيدُكُم سَعِيدٌ.
اعتَادَ بَعْضُ النَّاسِ في يَوْمِ الْعِيدِ زِيَارَةَ الْمَقَابِرِ، وَهَذَا لَيْسَ لَهُ أَصلٌ في الشَّرْعِ، وإنَّما زِيَارَةُ الْمَقَابِرِ علَى طُولِ العَامِ لا تُخصَّصُ بِيَوْمِ الْعِيدِ ومَن خَصَّصَهَا فَقَدْ أَحْدَثَ في دِينِ اللهِ مَا لم يَأْتِ بِهِ اللهُ، زُورُوا الْمَرْضَى وأدْخِلُوا علَى قلُوبِهم الْفَرْحَةَ، تَفَقَّدُوا أَهْلَ الْمَسَاجِين والأيتامَ وأَدْخِلُوا عليهم السُّرُورَ والْفَرَحَ، فإنَّما الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ .
هَذَا يَوْمُ الْفَرحِ، فَأَظْهِرُوا الْفَرَحَ والسُّرُورَ ﴿وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ )) ، واذْكُرُوا اللهَ كَثيرًا واسْتَمِرُّوا علَى العَمَلِ بعدَ رَمَضَانَ .
قالَ ﷺ : "مَن صَامَ رمضَانَ وأَتْبَعَهُ سِتًا مِن شَوَالٍ، فَكَأَنَّمَا صَامَ الدَّهْرَ كُلَّهُ" ، وذَلِكَ بعدَ الْقَضَاءِ، فيَا أهْلَ الْقَضَاءِ بَادِرُوا بِالقَضَاءِ (( وَسَارِعُوا إلَى مَغْفِرةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضِ أعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )).
اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ لا إلَهَ إلا اللهُ، اللهُ أكبرُ كَبيرًا، والحمدُ للهِ كَثيرًا، وسُبْحانَ اللهِ بُكْرَةً وأَصِيلًا.
ثم صَلُّوا وسَلِّموا علَى مَن أَمَرَكُم اللهُ بالصَّلاةِ والسَّلامِ عليه. اللَّهم صَلِّ على عبْدِكَ ورَسُولِكِ مُحَمَّدٍ، وارْضَ اللَّهمَّ عَن الْخُلَفَاءِ الأَرْبَعَةِ، أبِي بكرٍ وعُمَرَ وعُثْمانَ وعَلِيٌ ، وعن سائر الصَّحابِةَ الْأطْهَارِ مِنَ الْمُهَاجرينَ والأنصَارِ ، وعَنَّا مَعَهُم بِفَضْلِكَ وإحْسَانِكَ وجُودِكَ يا ذَا الْجَلالِ والإكْرَامِ.
اللَّهم إنَّا نسألُك يا ذَا الجلال والإكرام يَا حَيُّ يا قَيُّومُ أنْ تَكْتُبَنَا في هذَا الشَّهْرِ الْمُبَارَكِ مِن الْمُعْتَقِينَ مِن النَّارِ، اللَّهم اكْتُبْ لنَا الْعِتْقَ مِن النَّارِ، اللَّهم أَعْتِقْ رِقَابَ آبَائِنَا وأُمَّهَاتِنَا مِن النَّارِ، اللَّهم اجْعَلْنَا في هَذَا الشَّهْرِ الْكَرِيم مِن الفَائِزِينَ يا رَبَّ الْعَالَمِينَ ، اللَّهم فرِّجْ هُمُومَنا واقْض دُيُونَنَا، واشْفِ مَرْضَانا وارْحَم مَوْتَانَا وَرُدَّ غَائِبَنَا، وفُكَّ أَسِيرَنَا وانْصُرْ مُجَاهِدَنَا، وَوَفِّقْنَا لِمَا تُحِبُّ وتَرْضَى يا ذَا الجلالِ والإكْرامِ.
اللَّهم اخْتِمْ بالسَّعَادَةِ آجَالَنَا، وبالصَّالِحَاتِ أَعْمَالَنَا، اللَّهم اخْتِمْ حَيَاتَنَا بالتَّوْحِيدِ، واجْعَلْ آخِرَ كَلامِنَا مِن الدُّنْيَا لا إلَهَ إلا اللهُ . اللَّهم إنَّا نَسْأَلُكَ حُسْنَ الْخِتَامِ، والْعَفْوَ عَمَّا سَلَفَ وكَانَ أنْتَ حَسْبُنَا، وأنتَ مَلاذُنَا لا إلَهَ إلا أنتَ .
(( سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ * وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ * والْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ )) ، وصلَّى اللهُ وسَلَّمَ على أَشْرَفِ الأنبِيَاءِ والمرسلِين.
المرفقات
1764158906_خطبة عيد الفطر.docx
1764158919_خطبة عيد الفطر.pdf