خطبة عيد الفطر1446هـ (مميزة)

المسافر المسافر
1446/09/24 - 2025/03/24 22:34PM

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الخطبة الأولى:

الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر... الله أكبر

لا إله إلا الله الواحد الأحد ... لا إله إلا الله الفرد الصمد ... لا إله إلا الله يغفر ذنباً ويستر عيباً ... لا إله إلا الله خلق فسوى وقدر فهدى ... لا إله إلا الله الولي الحميد ... لا إله إلا الله يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد ... لا إله إلا الله عدد ما مشى فوق الأراضين ودرج ... لا إله إلا الله بيده مفاتيح الفرج ... وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ذو العزة والعظمة والقدرة والكبرياء،وأشهد أن حبيبنا محمداً عبدالله ورسوله،إمام الحنفاء وسيد الأتقياء،صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ما دامت الأرض والسماء أما بعد:

فيا أيها الإخوة المسلمون:

عيدُكم مُبارَك، وتقبَّل الله صيامَكم وقيامَكم وسائر طاعاتكم ... وهنيئًا لكم ما صُمتم،وهنيئاً لكم ما أفطرتم،وهنيئًا لكم ما فرِحتم بيوم صومِكم ويوم فِطركم.

لقد أدَّيتم فرضَكم وأطعتم ربَّكم,وصُمتُم شَهركم,فأحسنُوا الظَّنِّ بِرَبِّكم,وثِقوا بحسنِ جَزَائِهِ وَثوَابِهِ،انشروا المَحبَّةَ بينَكُم,وتزاورُوا وتَبَادَلُوا التَّهاني والدَّعواتِ.اليومَ فرحٌ وسرورٌ وابتهاج وحبور.

يَومُنا عَظِيمٌ وَعِيدُنا كَريمٌ،فَاقدُرُوهُ حَقَّ قَدرِهِ،أُعفُوا وَاصفَحُوا )أَلا تُحِبُّونَ أَن يَغفِرَ اللهُ لَكُم(استقبلوا عيدَكم بِصَفَاءِ القُلُوبِ ونَقَائِها من الشَّحناءِ والبَغضَاءِ والتَّقَاطُعِ.

فَرَحِمَ اللهُ عبدًا يصِلُ رَحِمَهُ وإنْ قَطَعُوه،وَيَتَعهَّدُهم بالزِّيارةِ والهديةِ وإن جَفَوه،وهَنِيئًا ثمَّ هَنِيئًا لِمَن أَعَانَ على الصِّلةِ بِقَبُولِ العُذرِ وَالصَّفحِ عَنِ الزَّلاَّتِ، وَالتَّغَاضِي عَنِ الهَفَوَاتِ،لا يَعرِفُ السِّبَابَ،وَلا يُكثِرُ العِتَابَ،و ذَلِكَ فَضلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللهُ ذُو الفَضلِ العَظِيمِ .

يوم عيد الفطر هو يوم التَّوسِعةِ والسرور، بالطعام والشراب، وباللعب المُباح، والمرح المشروع.

وهنيئًا لمُوسِرٍ يزرعُ البهجَة على شفَة مُحتاج، ومُحسنٍ يعطِفُ على أرملة ومسكين ويتيم، وصحيحٍ يعودُ مريضًا، وقريبٍ يزورُ قريبًا. 

عباد الله:

     لا يخفى على شريف علمكم،أننا في زمن كثرة فيه الفتن والبلايا،ومحرضات الزيغ والانحراف،حتى أصبح القابض على دينه كالقابض على الجمر،فالعصر عصر  اتصال وإعلام،بكل ما تحمله الكلمة من معنى،فنحن نعيش في عصر الأقمار الصناعية والقنوات الفضائية والمعلوماتية،ووسائل التواصل الاجتماعي بمختلف أنواعها ومسمياتها وتطبيقاتها،فقد دخلت كل بيت،وعمت كل مدينة وقرية،وأًصبحت في متناول أيدينا ليلاً ونهاراً،صغاراً وكباراً،شباباً وشيباً،مما يجعل من عملية تربية الأجيال وإعداد الرجال،مهمة شاقة على الآباء والأمهات،والمربين والمربيات،وفِي ظِلِّ ذَلِكَ ظَهَرَ عَلَيْنَا جَمَاعَاتٌ كَثِيْرَةٌ ممِنَ يسمون أنفسهم بمَشَاهِيْرِ التَوَاصُلِ الاِجْتِمَاعِيِّ.. وَكَثِيْرٌ مِنْهُمْ مَعَ الأَسَفِ الشَدِيْدِ لَمْ يَشْتَهِرُوُا بِعِلْمٍ نَافِعٍ أَوْ تَقْدِيْمِ مَشَارِيْعَ نَافِعَةً لِلْمُجْتَمَعِ.. أَوْ بِمَوْهِبَةٍ تَنْهَضُ بِهَا الأُمَّةُ.. بَلْ إِنَّمَا شُهْرَتُهُ إِمَّا لِكَوْنِهِ مُهَرِّجًا يُضْحِكُ النَّاسَ.. أَوْ لِإِتْيَانِهِ بِالغَرَائِبِ مِنَ الأَقْوَالِ أَوِ الأَفْعَالِ.. أَوْ بِغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَا تَنْهَضُ بِهِ أُمَّةٌ وَلَا يَنْتَفِعُ بِهِ مُجْتَمَعٌ.. وَلِلأَسَفْ فَإِنَّنَا كَثِيرًا مَا نَصْنَعُ مِنَ الحمقى مَشَاهِيرَ، همهم اللهو واللعب وهدم القيم، وأثرهم متعدٍ على أفراد المجتمع في تفكك أسري، يبثون ما ليس بحقيقة، ولسان حالهم نحن أسعد من على وجه الأرض، ينشرون واقعهم اليومي منذ أن يصبح وحتى يمسي، ماذا أكل وماذا شرب وأين سافر، إلى آخره، من السعادة الزائفة، وكأن الحياة اختزلت فيما يفعلونه وأنها هي الحياة الحقيقية، حتى بدا بعضهم يستعرض ما لا يرضاه دين ولا خلق ولا أدب منافيًا للقيم الدينية والمجتمعية، حتى أصبحت الشهرة مرضاً لبعضهم، وهمّهم الأكبر كيف يجني المال بأي طريقة كانت ويتنازل عن مبادئه وأخلاقه وقيمه وذلك لكسب المال-إلا ما رحم ربي-.

 وحدث ولا كرامة عما تعرضه بعض القنوات الفضائية من مسلسلات العشق والغرام،والكذب والآثام،يهدمون بها العفة والقيم والمبادئ،وللأسف أنهم اتخذوا من شهر رمضان موسماً لهذا العفن والهراء!!!.

كيف يستسيغ هذا ذوو الشهامة من الرجال، والعفة من النساء؟كيف يستسيغون لأنفسهم ولأطفالهم ولفتيانهم ولفتياتهم هذا الغثاء المدمر من ابتكارات البث المباشر، وقنوات الفضاء الواسع؟! ووسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي المختلفة أين ذهب الحياء؟! وأين ضاعت المروءة؟!.أين الغيرة من بيوت هيأت لأبنائها أجــــــواء الفتنة،وجلبت لها محرضات المنكر، تدفعها إلى الإثم دفعاً، وتدعها إلى الخطأ دعاً؟!. أعز الله مقامكم ورفع شأنكم .... ولله در القائل:

رَبُّوا البناتِ على الفضيلةِ إِنها **** في الموقفينِ لهنَّ خيرُ وثـاقِ

الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَها**** أَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ

      وقد أثبتت بعض الدراسات العلمية تأثر كثير من الأسر والبيوتات نتيجة الإفراط في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي،ومتابعة المسلسلات والقنوات الفضائية،من منطلق إهدارها للوقت،وتدهور العلاقات الأسرية،واتساع الفجوة بين الآباء والأبناء،والعزلة والانطوائية لأفراد الأسرة،وما ينتج عنها من مشكلات عدة،تكمن في ارتفاع معدلات نسب الطلاق،وإخفاق كثير من الناشئة في مستوى دراستهم،وضعف المخرجات العلمية،والتساهل في أمر الحجاب الشرعي لدى بعض الأسر،وارتفاع سقف الديون والاحتياجات والطلبات التي يعجز الأب عن تلبيتها وتوفيرها،كما أصبحنا نرى مظاهر غريبة لدى بعض الناشئة في تعاملهم،وسلوكهم،وأفكارهم،وتصرفاتهم،وأولوياتهم،كل ذلك يا عباد الله نتيجة هذه المواقع والتطبيقات والقنوات التي ألقت بظلالها على أفراد المجتمع،وإذا تأملت حال بعض الشباب والفتيات هالك حالهم،فيمكثون ساعات طوالاً لاهين أمام هذه المواقع،دون استثمار لأوقات فراغهم في العمل المثمر والمفيد،في دينهم ودنياهم.

وإذا كانت هذه الوسائل يا عباد الله جزء من حياتنا،فإن الواجب علينا أن نحسن استخدامها،ونرشد الأبناء في التعامل معها،وعدم ترك الحبل لهم على الغارب،وعليكم أيها الآباء -وفقكم الله وأعانكم- بحسن التوجيه والتربية، ومتابعة أبنائكم، وجهوهم، وربوهم، وانظروا أثر الأسرة المصلية التالية الذاكرة المؤمنة،وتصوروا لو كان الطفل جالساً ليلاً ونهاراً أمام وسائل التواصل الاجتماعي بشتى تطبيقاتها .... ماذا ستكون حاله!                                                       

وليس النبت ينبت في جنان*** كمثل النبت ينبت في فلاة
وهل يُرجى لأطفال كمال***إذا اتبعوا حال الناقصات

راقبوهم مراقبة المحبة والشفقة مع من يمشون؟وماذا يقرؤن؟وماذا يشاهدون؟وماذا يسمعون؟وبمن يتصلون في وسائل التواصل؟ لا تتركوهم فهم أمانة أي أمانة....وإن عليكم -رحمكم الله- أن تحرصوا على الدعاء لأولادكم بصلاحهم كما كان أنبياء الله ورسله،فإن الدعاء للذرية أمر في غاية الأهمية،نسأل الله أن يحفظهم بحفظه،وعنايته وتوفيقه وفضله.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب ومعصية فاستغفروه وارجوه انه هو الغفور الرحيم

 

v  الخطبة الثانية:

الله أكبر ... الله أكبر ... الله أكبر ... لا إله إلا الله والله أكبر

الحمدُ لله رب العالمين...أما بعد:

فاتقوا الله - رحمكم الله -، واهنأوا بعيدكم،وأصلِحوا ذات بينكم،وأطيعوا الله ورسولَه إن كنتم مؤمنين،وكونوا عبادالله إخواناً،لا فرق بين عربي ولا عجمي،ولا أبيض على أسود إلا بالتقوى،هذا هو معيار التفاضل في ديننا،فتصافحوا،وتجاوزوا،واعفوا،وتغلبوا على أنفسكم.

واعلموا أن من مظاهر الإحسان بعد رمضان: استدامةُ العبد على نهج الطاعة والاستقامة، وإتباعِ الحسنةِ الحسنة، وقد ندبَكم نبيُّكم محمد - صلى الله عليه وسلم - أن تُتبِعوا رمضان بستٍّ من شوال؛ فمن فعل فكأنما صام الدهر كلَّه.

ألا فاهنوا بعيدكم، وألزموا حدود ربكم، وأكثروا من الصلاة والسلام على البشير النذير، والسراج المنير، فقد أمركم الله بذلك فقال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا 

اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، واحم حوزة الدين، اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك، وعبادك المؤمنين.
·       اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا وزكاتنا ودعائنا وصالح أعمالنا يا حي يا قيوم،اللهم واجعلنا في هذا اليوم من الفائزين،ومن عتقائك من النار برحمتك يا ارحم الراحمين.

·       اللهم وأعد علينا شهر رمضان أياماً عديدة،وأزمنة مديدة واختم لنا من هذه الدنيا بخير،واجعل عواقب أمورنا إلى خير يا رب العالمين.

·       اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه وسلم - وعبادك الصالحين.

·       اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد،يعز فيه أهل الطاعة،ويهدى فيه أهل المعصية،ويؤمر فيه بالمعروف،وينهى فيه عن المنكر يا سميع الدعاء.

·       اللهم آمِنَّا في أوطاننا، وأصلِح واحفظ أئمتنا وولاة أمورنا،واحفظ بلادنا بحفظك،واكلئها بعنايتك وفضلك.

·       اللهم ادفع عنا الغلا والوبا، والربا والزنا، والزلازل والمِحَن، وسوءَ الفتن ما ظهر منها وما بطَن عن بلادنا وعن سائر بلاد المسلمين يا رب العالمين.

·       اللهم أصلِح أحوالَ المسلمين في كل مكان،اللهم وأحقن دمائهم فيما بينهم يا حي يا قيوم.

·       اللهم وفِّقنا للتوبة والإنابة،وافتح لنا أبواب القبول والإجابة، وتقبَّل طاعاتنا، ودعاءنا، وصيامَنا، وقيامَنا، وأصلِح أعمالنا، وكفِّر عنا سيئاتنا، وتُب علينا، واغفر لنا، وارحمنا يا أرحم الراحمين.

·       (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ )

وعيدُكم مُبارَك وكل عام وأنتم بخير وصحة وأحسن حال

سبحان ربك رب العزة عما يصفون،وسلام على المرسلين،والحمد لله رب العالمين

المرفقات

1742844834_عيد الفطر1446.pdf

المشاهدات 17 | التعليقات 0