خطبة في القناعة ومجانبة الجشع في البيع والتأجير. (تعميم الوزارة)

صالح محمد السعوي
1447/04/17 - 2025/10/09 12:50PM

بسم الله الرحمن الرحيم

خطبة في القناعة ومجانبة الجشع في البيع والتأجير

بقلم صالح بن محمد بن سليمان السعوي إمام وخطيب جامع المريدسية

الحمد لله الذي أمر بطلب الرزق الحلال واكتساب المال من غير جشع ولا ظلم ولا إخلال.

أحمده تعالى وهو المحمود على كل حال، وأشكره سبحانه على جزيل النوال.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال.

وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله السيد المفضال.

صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أفضل صحب وآل وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.

أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأطيعوه، وتذكروا عباد الله أن الله رحيم ورحمته قريب من المحسنين وكتبها على كل شيء، والقناعة مطلوبة من كل مسلم ومسلمة

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «قد أفلح من أسلم ورزق كفافاً وقنعه الله بما آتاه» رواه مسلم.

والغنى ليس عن كثرة المال والمتاجره به.

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ليس الغنى عن كثرة العرض ولكن الغنى غنى النفس» متفق عليه.

وجاء الحث على السماحة في كل الأمور التي فيها ارتباط مع الناس.

عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «رحم الله رجلاً سمحاً إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى» رواه البخاري.

وعن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «أدخل الله عزوجل رجلاً كان سهلاً: مشترياً وبائعاً وقاضياً ومقتضياً الجنة» رواه النسائي وابن ماجه وهو حديث حسن.

والمسلم يترفع بنفسه أن يلحق الضرر بالمسلمين، ويتخذ نهج الطمع والجشع والمبالغة في رفع الإيجارات طلباً للربح الزائد الذي يكون منه التضييق على الناس في معيشتهم وقد نهى الإسلام عن الإضرار بالمسلمين وحقهم الإكرام. 

 عن أبي صِرمة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: «من ضَارَّ ضَارَّ الله به ومن شَاقَّ شَاقَّ الله عليه» رواه ابن ماجه والترمذي وقال: هذا حديث غريب.

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: «ملعونٌ من ضارَّ مؤمناً أو مكر به» رواه الترمذي وقال: حديث غريب.

وجاء الحث على الرفق وهو من وسائل الاستقرار النفسي والاجتماعي والألفة بين الناس.

عن عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله ﷺ يقول: «اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي فرفق بهم فارفق به» رواه مسلم.

وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي ﷺ قال: «من أعطي حَظَّهُ من الرفق فقد أعطى حظه من الخير ومن حرم حظه من الرفق حرم حظه من الخير» رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

ومن المؤكدات التوجيهية أهمية أن تكون العلاقات بين الناس قائمة على الأخوة الإيمانية والمحبة والرحمة، وربنا يقول: ((إنما المؤمنون إخوة)) ومن مقتضيات الأخوة والتعاونُ على البر والتقوى الأخذ بالأنظمة التي تُحقق المصالح العامة في التوازن التي من أهدافها تسهيلُ تأمين السكن للمواطنين والمقيمين والتيسير عليهم، وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله ﷺ قال: «الراحمون يرحمهم الرحمن ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء» رواه أبوداود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.

وما هذه التوجيهات من سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله إلا من باب الاهتمام بشأن الرعية والمقيمين، بارك الله في الجهد والمجهود وسدد في مساعي العاملين المخلصين.

اللهم قنعنا بما رزقتنا وبارك لنا فيه واخلف علينا كل غائبة لنا بخير، وأصلح لنا الزوجات والذرية، اللهم أصلح إمامنا وولي عهده وأصلح العلماء والأمناء والمستشارين وشد أزر الجميع لصالح الدين والدنيا.

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ((وأنفقوا في سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين))٢

بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بالآيات والذكر الحكيم أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين ومن كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

خطبة أخيرة في القناعة ومجانبة الجشع في البيع والتأجير

الحمد لله الذي جعل القناعة من خصال أهل الإيمان، والرحمة والإحسان.

أحمده تعالى وهو المثنى عليه بكل لسان، وأشكره سبحانه وقد ضمن الزيادة لذوي الشكران.

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الرحيم الرحمن، وأشهد أن نبينا محمدًا عبده ورسوله الذي بلغ السنة والقرآن، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ذوي التقى والعرفان وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين. 

أما بعد فيا أيها الناس اتقوا الله تعالى وأطيعوه.. وربنا سبحانه يقول: (وتعاونوا على البر والتقوى) الآية. 

وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى» متفق عليه.

والمسلمون مرتبط بعضهم ببعض ولهذا فإنه لا بد أن يتراحموا فيما بينهم في كل أمر شرع فيه التراحم والتسامح بما في ذلك تأجير المساكن وترك المغالاة فيه والزيادة التي لم يتجدد ما يدعو لها. 

وخذوا بقول الله عز وجل: ((إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما)) ومن صلى عليه صلاة واحدة صلى الله عليه عشراً.

اللهم صل وسلم وبارك عليه بعد الأنفس والأنفاس، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين الأئمة المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن بقية العشرة المفضلين، وعن بنات نبينا وزوجاته أمهات المؤمنين وعن سائر الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان وعنا معهم أجمعين.

اللهم أعز الإسلام والمسلمين واحم حوزة الدين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين واكفنا شر الأشرار وكيد الفجار وشياطين الإنس والجان، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً رخاء سخاء وسائر بلاد المسلمين.

اللهم أصلح ولاة أمورنا وكل من تولى للمسلمين أمراً، وخص إمامنا وولي عهده بالتوفيق والعون والتسديد.

وصلاح البطانة من العلماء وخيرة المؤمنين المصلحين.

اللهم ادفع عنا الغلا والوباء والربا والزنا والزلازل والمحن وسوء الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللهم تب على التائبين واغفر ذنوب المذنبين واقض الدين عن المدينين واشف مرضانا ومرض المسلمين.

اللهم أصلح قلوبنا وأعمالنا وعم بالصلاح الزوجات والأولاد والمعلمين والمعلمات.

اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك.

اللهم احفظ لنا إيماننا وثبتنا عليه واحفظ قادتنا بالعلم والسلطة ورجال الأمن وحراس المحارم والحرمات والحدود والمنافذ والمرافق والطرق واحم دماءهم وأعراضهم وعتادهم واغفر لأمواتهم.

اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعفو عنا واغفر لوالدينا ولأدلائنا بالعلم ولمن أحسن إلينا وله حق علينا.

ولجميع المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات والحمد لله رب العالمين.

 

المرفقات

1760003410_خطبة الجمعه عن القناعة ومجانبة الجشع في البيع والتأجير.pdf

المشاهدات 715 | التعليقات 0