خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ أَرْكَان وَوَاجِبَاتِ الصَّلَاةِ
محمد البدر
الْخُطْبَةُ الأُولَى:
إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا ، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا ، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلاَ مُضِلَّ لَهُ ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ﴾.﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾.﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا(70)يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالى﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾وَقَالَ تَعَالى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا﴾وَقَالَﷺ«صَلِّ قَائِمًا،فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا،فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.للصلاة أربعة عشر ركناً فَمنَ أركانُ الصلاةِ:الركنُ الأولُ:القيامُ في الفرض معَ القدرةِ.وَالركنُ الثانِي:تكبيرةُ الإحرامِ.وَالركنُ الثالثُ:قراءةُ الفاتحةِ.وَالركنُ الخامسُ:الرفعُ منَ الركوعِ.وَالركنُ السادسُ:الاعتدالُ منَ الركوعِ.
وَالركنُ السابعُ:السجودُ.وَالركنُ الثامنُ:الرفعُ منهُ.وَالركنُ التاسعُ:الجلوسُ بينَ السجدتينِ.وَالركنُ العاشرُ:التشهدُ الأخير.وَالركنُ الحادِي عشرَ:الجلوسُ للتشهدِ وللسلامِ.وَالركنُ الثانِي عشرَ: الطمأنينةُ فِي الصلاةِ.وَالركنُ الثالثَ عشرَ:التسليمُ.وَالركنُ الرابعَ عشرَ:الترتيبُ فِي الصلاةِ.
عِبَادَ اللَّهِ:عن أبي هُرَيرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْه:«أنَّ النبيَّﷺدخَلَ المسجدَ،فدَخَلَ رجلٌ فصَلَّى،ثم جاءَ فسلَّم على النبيِّﷺفقال:ارجِعْ فصلِّ؛فإنَّك لم تصلِّ،فرجع فصلَّى كما صلَّى،ثم جاءَ فسَلَّم على النبيِّﷺفقال:ارجعْ فصلِّ؛فإنَّك لم تصلِّ-ثلاثًا-فقال:والذي بعثَك بالحقِّ،لا أُحسِنُ غيرَه،فعَلِّمْني فَقَالَ«إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاةِ فَأَسْبِغْ الْوُضُوءَ،ثُمَّ اسْتَقْبِلْ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ،وَاقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ،ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا،ثُمَّ ارْفَعْ رَأْسَكَ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا،ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا،ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ وَتَطْمَئِنَّ جَالِسًا،ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا،ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا،ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاتِكَ كُلِّهَا»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.يقول الشيخُ ابنُ بَازٍ-رحمه اللهُ:إذا تيقن أنه ترك ركنًا يأتي بركعة ويسجد للسهو بعدما يسلّم يسجد للسهو،أما إذا كان شك فلا يلزمه شيء،الشك بعد الصلاة لا يعتبر ولا يؤثر،إذا سلّم وهو عن اعتقاد أنها تمت صلاته ثم جاءت شكوك بعد ذلك لا حرج عليه،بل هذه وساوس لا يلتفت إليها،أما إذا تيقن أنه ترك ركوعًا أو سجودًا فإنه يأتي بركعة،يأتي بركعة يكمل بها صلاته ثم يسجد للسهو بعد السلام،وإن سجد قبل السلام فلا بأس..إلخ.أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ،وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ؛إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ.
الْخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:
الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ,وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا وَإِمَامِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُم بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ.
عِبَادَ اللَّهِ:والواجبات ثمانية:جميع التَّكبيرات غير تكبيرة الإحرام،وقول:"سبحان ربي العظيم"في الركوع،وقول:(سمع الله لمن حمده)للإمام والمنفرد، وقول:(ربنا ولك الحمد)للكل،وقول:(سبحان ربي الأعلى)في السُّجود،وقول:(ربِّ اغفر لي)بين السَّجدتين،والتَّشهد الأول،والجلوس له.وهذه الواجبات إذا تركها الإنسان متعمداً بطلت صلاته، وإن تركها سهواً فصلاته صحيحة،ويجبرها سجود السهو.الا وصلوا عِبَادَ اللهِ على البشير النذير والسراج المنير كما أمركم بذلك اللطيف الخبير﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا صَلَّيْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،وَبَارِكْ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِ مُحَمَّدٍ كَمَا بَارَكْتَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَعَلَى آلِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّكَ حَمِيدٌ مَجِيد،وَارْضَ اللَّهُمَّ عَنِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ وَعَلِيٍّ،وَعَنِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ،وَعَنِ التَّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ،وَاحْفَظْ اللّهمّ ولاةَ أمورنا،وَأَيِّدْ بِالْحَقِّ إِمَامَنَا وَوَلِيَّ أَمْرِنَا،اللّهمّ وَهيِّئْ لَهُ الْبِطَانَةَ الصَّالِحَةَ النَّاصِحَةَالَّتِي تَدُلُّهُ عَلَى الْخَيرِ وَتُعِينُهُ عَلَيْهِ،واصرِفْ عَنه بِطانةَ السُّوءِ يَا رَبَّ العَالمينَ،وَاللّهمّ وَفِّقْ جَميعَ ولاةِ أَمرِ الْمُسْلِمِينَ لما تُحبهُ وَتَرضَاهُ لمَا فِيهِ صَلَاحُ الْإِسْلَامِ وَالْمُسْلِمِينَ يَا ذَا الجَلَالِ والإِكْرَامِ﴿رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ﴾.
عِبَادَ اللَّهِ:اذْكُرُوا اللهَ يَذْكُرْكُمْ،وَاشْكُرُوهُ عَلَى نِعَمِهِ
يَزِدْكُمْ﴿وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾.
المرفقات
1757589933_خُطْبَةٌ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ أَرْكَان وَوَاجِبَاتِ الصَّلَاةِ.pdf