خُطْبَةُ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ حُقُوقِ النَّبِيِّﷺ

محمد البدر
1446/07/16 - 2025/01/16 22:19PM
خُطْبَةُ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ: حُقُوقِ النَّبِيِّﷺ-محمد أحمد الذماري - جامع الشيخ صالح بن عبدالله العمودي رحمه الله - جدة التاريخية

الْخُطْبَةُ الأُولَى:

عِبَادَ اللَّهِ:قَالَ تَعَالَى﴿فَآمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾وَقَالَﷺ«أُمِرْتُ أَنْ أُقاتِلَ النَّاسَ حَتّى يَشْهَدوا أَنْ لا إِلهَ إِلاّ اللهُ وَأَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللهِ،وَيُقيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكاةَ،فَإِذا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنّي دِمَاءَهُمْ وَأَمْوالَهُمْ إِلاّ بِحَقِّ الإسْلامِ،وَحِسابُهُمْ عَلى اللهِ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.فَمِنْ حُقُوقِ النَّبِيِّﷺالإيمان به وأنه خَاتَمَ النَّبِيِّينَ،فلا نبيَّ ولا رسولَ بعدَه،وتصديقه فيما أتى بهﷺوالتصديق بنبوته،وأن الله أرسله للجن والإنس كافة،قَالَ تَعَالَى﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا﴾وَقَالَ تَعَالَى﴿مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا﴾.

وَمِنْ حُقُوقِ النَّبِيِّﷺوجوب طاعته،والحذر من معصيته،وَقَالَ تَعَالَى﴿فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ﴾وَقَالَ تَعَالَى﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا﴾وَقَالَﷺ«مَنْ أَطَاعَنِي فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ عَصى اللهَ،وَمَنْ أَطَاعَ أَمِيرِي فَقَد أَطَاعِني،وَمَنْ عَصى أَمِيرِي فَقَدْ عَصَانِي»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.      وَمِنْ حُقُوقِ النَّبِيِّﷺاتباعه،والاقتداء به في جميع الأمور،قَالَ تَعَالَى﴿قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾وَعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:جَاءَ ثَلاَثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّﷺيَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّﷺفَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا....فَجَاءَ رَسُولُ اللهِﷺفَقَالَ:أَنْتُمُ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا؛أَمَا وَاللهِ إِنِّي لأَخْشَاكُمْ للهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ،لكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ،وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ،وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ؛فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَمِنْ حُقُوقِ النَّبِيِّﷺمحبته قَالَ تَعَالَى﴿قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ وَاللهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾وَقَالَﷺ«لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ وَوَالِدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

وَمِنْ حُقُوقِ النَّبِيِّﷺاحترامه وتوقيره ونصرته:قَالَ تَعَالَى﴿لِتُؤْمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ﴾.

وَمِنْ حُقُوقِ النَّبِيِّﷺالصلاة عليهﷺقَالَ تَعَالَى﴿إِنَّ اللهَ وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾وَقَالَﷺ«مَنْ صَلَّى عَلَيَّ وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ عَشْرًا»رَوَاهُ مُسْلِمٌ.وَقَالَﷺ«الْبَخِيلُ مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ»صَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

وَمِنْ حُقُوقِ النَّبِيِّﷺوجوب التحاكم إليه،

والرضا بحكمهﷺقَالَ تَعَالَى﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً﴾.ويكون التحاكم إلى سنته وشريعته بعدهﷺ.أَقُولُ مَا سَمِعْتُمْ،وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ لِي وَلَكُمْ.

الْخُطبَةُ الثَّانِيَةُ:

عِبَادَ اللهِ:قَالَ تَعَالَى﴿قُل لاَّ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُّؤْمِنُونَ﴾وَقَالَﷺ«لاَ تُطْرُونِي،كَمَا أَطْرَتْ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ،فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ،فَقُولُوا عَبْدُ اللَّهِ، وَرَسُولُهُ»رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.فَمِنْ حُقُوقِ النَّبِيِّﷺإنزاله مكانته

ﷺبلا غلو ولا تقصير:فهو عبد لله ورسوله،وهو أفضل الأنبياء والمرسلين،وهو سيد الأولين والآخرين،وهو صاحب المقام المحمود،والحوض المورود،ولكنه مع ذلك بشر لا يملك لنفسه ولا لغيره ضرا ولا نفعا إلا ما شاء الله،وقد ماتﷺكغيره من الأنبياء،ولكن دينه باقٍ إلى يوم القيامة قَالَ تَعَالَى﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾فلا يستحق العبادة إلا الله وحده لا شريك له قَالَ تَعَالَى﴿قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ(162)لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ﴾الا وصلوا...

المرفقات

1737055164_خُطْبَةُ مُخْتَصَرَةٍ عَنْ حُقُوقِ النَّبِيِّﷺ.pdf

المشاهدات 705 | التعليقات 0