خطبة مختصرة عن مشكلة ارتفاع أجرة المساكن ....
خالد خضران الدلبحي العتيبي
خطبة مختصرة بعنوان : مشكلة ارتفاع أجرة المساكن كتبها : خالد بن خضران العتيبي الجمش- الدوادمي
الخطبة الأولى :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
أما بعد :
عبادَ الله إن من متطلباتِ الحياةِ وهي من الضروريات التي لا بد منها المسكن والمسكن أصبح هماً كبيراً خاصةً في المدن الكبيرة المزدحمة بالناس فنحن نسمع ونرى ارتفاع إيجارات البيوت والشقق ارتفاعاً مبالغاً فيه وهذا له مفاسده العظيمة :
فمن مفاسد ارتفاع الإيجارات المتاعب التي تصيب الأسرة في البحث عن مسكنٍ مناسب يستطيعون سداد أجرته وربما انتقلوا من مسكن إلى مسكن آخر فتحملوا تكاليفَ كبيرةٍ عليهم.
ومن المفاسد تشتيت الأسرة وتفرقها بسبب عدم قدرة الأب على دفع الإيجار فربما ترك أهله في بلده وهو البلد الذي فيه عمله ورزقه وربما أدى هذا إلى كثرة المشاكل والشِقاق الذي يؤدي إلى الطلاق .
ومن المفاسد عزوفُ كثيرٍ من الشباب عن الزواج بسبب عدم قدرته على إيجاد المسكن الذي يجمع هو وزوجته وهذا ملاحظ في المدن الكبيرة المزدحمة يتأخر الشباب عن الزواج بخلاف غيرها من القرى والهجر والمحافظات التي تكون الإيجارات أقل .
وولاة الأمر يعلمون بهذه المشكلة وحاولوا إيجاد الحلول ومن ذلك ما يتعلق بمشاريع الإسكان وكذلك القرارات الأخيرة في بعض المدن المزدحمة التي فيها ارتفاع كبير منعوا رفع الإيجارات وعدم إخراج المستأجرين لأجل رفع الإيجار وشددوا على كثيرِ من أصحاب الأطماع والجشع وأوقعوا عليهم الغرامات الكبيرة فنسأل الله أن يعينهم على ذلك .
ونحن عبادَ الله لا بد أن يكون لنا دور في تخفيف المعاناة عن إخواننا فالله سبحانه وتعالى يقول ( إنما المؤمنون إخوة ) ويقول النبي صلى الله عليه وسلم : " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ، وَتَرَاحُمِهِمْ، وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى))
ويقول عليه الصلاة والسلام : الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ.
فعلى أصحاب المساكن أن يخففوا الأجرة على المحتاجين والناس الذين يشق عليهم دفع الإيجار ويبشروا بالخير والأجر العظيم من الله فهذا من تفريج كربة أخيك المسلم والتيسير عليه يقوله صلى الله عليه وسلم ( من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة ) ويقول ( من فرج عن مسلمٍ كربةً فرج الله عنه كربةً من كُرب يوم القيامة )
وجاء في صحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كَانَ تَاجِرٌ يُدَايِنُ النَّاسَ، فَإِذَا رَأَى مُعْسِرًا قَالَ لِفِتْيَانِهِ: تَجَاوَزُوا عَنْهُ، لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا، فَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَنْهُ " .
وأن يحذروا الطمع والجشع فإذا طلب صاحب السكن أجرة زائدة على أجرة المثل وما جرت به العادة فهذا من الطمع ومن التسبب في الضرر على الناس وبعضهم يقول سأخرج هذا المستأجر حتى أُأجر بأجرة أكثر وربما كذب عليه أنه يحتاج السكن .
فالله الله بالرحمة بالناس والمعاملة الطيبة البعيدة عن الطمع والجشع فالبركة من الله سبحان وتعالى
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم .
الخطبة الثانية :
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك وأشهد أن محمداً عبده ورسوله :
أما بعد :
عبادَ الله بعدما عرفنا شيئاً من معانةِ كثيرٍ من الناس بسبب ارتفاع الإيجارات وما يترتب على ذلك من مفاسد كثيرة .
أقولُ : لا بد أن نقف مع هؤلاء الناس ونعينهم فالصدقة تُدفع لهم ما دام لا يستطيعون دفع أجرة البيت بل حتى الزكاة فلو دفع شخصاً زكاة ماله في أجرة بيت لأسرة لا تستطيع دفع الأجرة فعمله صحيح وأجره عظيم .
فاحرصوا على بذل شيءٍ من أموالكم في هذا الأعمال الصالحة والله سبحانه وتعالى يقول : ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ)
ويقول تعالى ((وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ)
ففي هذه الآيات وغيرِها كثير يحث الله العباد على الإنفاق والصدقة في أوجه الخير ويذكرهم نعمته عليهم بأنه هو الذي رزقهم فالمال الذي في أيديهم من الله ولم يأمرهم الله سبحانه بإنفاقه كله بل أتى ب( مِن) التي تدل على التبعيض وحثهم على المبادرة إلى ذلك في الحياة الدنيا قبل أن يأتي يوم لا ينفع فيه مالٌ لا بنون إلا من أتي الله بقلب سليم .
عباد الله إن الإنفاق والصدقات في مثلِ هذه الأمور من أسباب البركة في الأموال ودفع الآفات عنها : يقول عليه الصلاة والسلام : مَا نَقَصَ مَالُ عَبْدٍ مِنْ صَدَقَةٍ )
عباد الله إن الشيطان يعدنا الفقر إذا أنفقنا ويجعلنا نسيء الظن بربنا والله يعدنا مغفرة منه وفضلا قال تعالى ((الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُم بِالْفَحْشَاء وَاللّهُ يَعِدُكُم مَّغْفِرَةً مِّنْهُ وَفَضْلاً وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)
ويقول تعالى ( وَمَا أَنفَقْتُم مِّن شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ)
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك اللهم إنا نسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى اللهم آمنا في أوطاننا وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا اللهم إنَّا نسألك لإخواننا المسلمين في كل مكان فرجاً قريباً اللهم علينا بأعداء هذا الدين إنك أنت القوي العزيز عباد الله صلوا على من أمرك الله بالصلاة عليه فقال ( إن الله وملائكته يصلون على النبي يأيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ) اللهم صل على محمد اللهم ارضَ عن الخلفاء الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وعن الصحابة أجمعين .
عبادَ الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فأذكروا الله يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
المرفقات
1760016414_خطبة عن مشكلة غلاء أجرة المساكن.docx