خُطْبَة: مراعَاةُ المُسْتَأْجِرِينَ مِن قِبَلِ المُؤَجِّرِينَ
د صالح بن مقبل العصيمي
خُطْبَة: مراعَاةُ المُسْتَأْجِرِينَ مِن قِبَلِ المُؤَجِّرِينَ – الخُطْبَةُ الأُولَى.
إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَمَرَ بِالْإِحْسَانِ إِلَى الْيَتَامَى، وَوَعَدَ عَلَى ذَلِكَ الثَّوَابَ الْعَظِيمَ وَالْفَضْلَ الْجَزِيلَ، وَتَوَعَّدَ مَن ظَلَمَهُمْ أَوْ قَهَرَهُمْ بِالْعَذَابِ الْأَلِيمِ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا . أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ - حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.
1- عِبَادَ اللهِ: إِنَّ مِنْ أَهَمِّ المَسَائِلِ الَّتِي تُسَاعِدُ فِي بِنَاءِ المُجْتَمَعِ، وَتَزَايُدِ الأُسَرِ وَكَثْرَةِ النَّسْلِ، هِيَ اسْتِقْرَارُ الأَسْعَارِ، ونمو الاقتصاد، وَثُبُوتُهَا، حَتَّى يَسْتَطِيعَ الإِنْسَانُ أَنْ يَعْمَلَ مُوَازَنَةً بَيْنَ دخله، وَبَيْنَ سَكَنِهِ، وتِجَارته.
2- عِبَادَ اللهِ: إِنَّ عَدَمَ الاسْتِقْرَارِ، وَخُصُوصًا فِي إِيجَارَاتِ العَقَارَاتِ، يُجْعِلُ المُسْتَأْجِرَ فِي قَلَقٍ وَتَوَتُّرٍ وَتَخَوُّفٍ، مِنِ ارْتِفَاعٍ مُفَاجِئٍ فِي الإِيجَارِ، يُؤَثِّرُ عَلَى حِسَابَاتِهِ المَالِيَّةِ، مِمَّا جَعَلَ كَثِيرًا مِنَ الشَّبَابِ وَالشَّابَّاتِ يُحْجِمُونَ عَنِ الزَّوَاجِ لِلمُبَالَغَةِ فِي الإِيجَارَاتِ، وَالأَشَدُّ مِنْهَا الزِّيَادَاتُ المُفَاجِئَةُ فِي الإِيجَارِ، مِمَّا يَجْعَلُهُمْ يَمْتَنِعُونَ عَنِ الزَّوَاجِ، خَشْيَةً مِنْ عَدَمِ قُدْرَتِهِمْ عَلَى الوَفَاءِ بِالِالْتِزَامَاتِ المُتَرَتِّبَةِ عَلَى الإِيجَارَاتِ، وَهَذَا أَمْرٌ مُلَاحَظٌ وَمَشْهُودٌ.
3- كَذَلِكَ أَثَرُ عَدَمِ اسْتِقْرَارِ إِيجَارِ العَقَارَاتِ عَلَى كَثِيرٍ مِنَ المَشَارِيعِ التِّجَارِيَّةِ، مِمَّا أَدَّى إِلَى إِغْلَاقِ الكَثِيرِ مِنْهَا، مَعَ أَنَّهَا فِي ظَاهِرِهَا رَابِحَةٌ، وَالِازْدِحَامُ عَلَيْهَا شَدِيدٌ، وَلَكِنَّ صَاحِبَ العَقَارِ يُرَاقِبُ ذَلِكَ مِنْ بُعْدٍ، وَلَا يُرِيدُ أَنْ تَكُونَ هَذِهِ الأَرْبَاحُ لِغَيْرِهِ، فَيَزِيدُ فِي الإِيجَارِ، مِمَّا يَجْعَلُ صَاحِبَ المَحَلِّ يَقُومُ بِإِغْلَاقِهِ لِعَدَمِ قُدْرَتِهِ عَلَى الوَفَاءِ بِالأَسْعَارِ المُبَالَغَةِ فِي الإِيجَارِ، وَالزِّيَادَاتِ السَّنَوِيَّةِ الغَيْرِ مُتَوَافِقَةٍ مَعَ المَنْطِقِ وَالوَاقِعِ.
4- فَلَقَدْ رَأَيْنَا كِيَانَاتٍ كَبِيرَةً لَهَا تَارِيخٌ عَمِيقٌ، وَسِنِينَ طَوِيلَةٌ فِي السُّوقِ، أُغْلِقَتْ بِسَبَبِ مُبَالَغَاتِ بَعْضِ العَقَارِيِّينَ بِالإِيجَارَاتِ أَوِ الزِّيَادَاتِ، سَوَاءً فِي المَحَلَّاتِ أَوِ المُسْتَوْدَعَاتِ، وَكَأَنَّ الرَّحْمَةَ نُزِعَتْ مِنْ بَعْضِ قُلُوبِ العَقَارِيِّينَ، أَوْ مَا سَمِعُوا بِقَوْلِهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ مَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَاشْقُقْ عَلَيْهِ، وَمَنْ وَلِيَ مِنْ أَمْرِ أُمَّتِي شَيْئًا فَرَفَقَ بِهِمْ فَارْفُقْ بِهِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
5- عِبَادَ اللهِ: إِنَّ رَفْعَ الإِيجَارَاتِ بِلَا سَبَبٍ مُقْنِعٍ، فِيهِ اسْتِغْلَالٌ لِحَاجَةِ النَّاسِ لِلتِّجَارَةِ وَلِلسَّكَنِ، وَفِيهِ إِرْهَاقٌ لِلأُسَرِ بِذَرِيعَةِ أَنَّ السُّوقَ يَقُومُ عَلَى قَاعِدَةِ العَرْضِ وَالطَّلَبِ، وَلَا شَكَّ بِأَنَّ هَذَا لَيْسَ عَلَى إِطْلَاقِهِ، بَلْ فِي بَعْضِ أَحْوَالِهِ مِنَ الظُّلْمِ المُحَرَّمِ الَّذِي لَا يُخْفَى؛ لِأَنَّ المُسْتَأْجِرَ قَامَ بِإِصْلَاحِ مَا اسْتَأْجَرَهُ، وَتَحَمَّلَ أَعْبَاءَ التَّأْثِيثِ، وَمَا يَلْزَمُهُ مِنْ نَقْلٍ وَعَنَاءٍ وَتَجْهِيزٍ، وَمَا أَنْ تَمْضِيَ سَنَةٌ إِلَّا وَيُفَاجِئُهُ المُؤَجِّرُ بِقَوْلِهِ: زِدْ وَإِلَّا فَاخرُجْ، وَلَا يَقْبَلُ مِنْهُ أَعْذَارَهُ وَشَكَاوَاهُ بِمَا خَسِرَهُ مِنْ أَعْبَاءِ النَّقْلِ وَالتَّأْثِيثِ، وَالمُؤَجِّرُ يَرْفُضُ العُقُودَ الطَّوِيلَةَ، وَلَا شَكَّ بِأَنَّ هَذَا مِنْ بَخْسِ النَّاسِ حَقَّهُمْ، أَلَا يَرْدَعُ أُولَئِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ﴾، وَقَوْلُهُ تَعَالَى: ﴿وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ * الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ * وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ﴾.
6- فَالحَذَرُ الحَذَرُ، عِبَادَ اللهِ، مِنَ الطَّمَعِ وَالجَشَعِ، لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ التَّضْيِيقِ عَلَى النَّاسِ فِي مَعِيشَتِهِمْ وَالإِضْرَارِ بِهِمْ. قَالَ ﷺ: «مَنْ ضَارَّ أَضَرَّ اللهُ بِهِ، وَمَنْ شَاقَّ شَقَّ اللهُ عَلَيْهِ». أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ وَغَيْرُهُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ. وَالقَاعِدَةُ المُتَّفَقُ عَلَيْهَا: الضَّرَرُ يُزَالُ، انطِلاقًا مِنْ قَوْلِهِ ﷺ فِي الحَدِيثِ: (لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ). أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَه وَأَحْمَد، وَصَحَّحَهُ ابْنُ رَجَب، وَحَسَّنَهُ النَّوَوِيُّ وَغَيْرُهُ.
7- فَعَلَى مُلَّاكِ العَقَارَاتِ مُرَاقَبَةُ اللهِ تَعَالَى، وَالقَنَاعَةُ بِالكَسْبِ المَعْقُولِ، وَمُرَاعَاةُ أَحْوَالِ المُسْتَأْجِرِينَ بِالتَّيْسِيرِ عَلَيْهِمْ، وَاحْتِسَابُ الأَجْرِ فِي التَّخْفِيفِ عَنْهُمْ، وَالتَّحَلِّي بِالسَّمَاحَةِ فِي التَّعَامُلِ مَعَهُمْ.
8- لِقَوْلِهِ ﷺ: «رَحِمَ اللهُ رَجُلًا سَمَحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى». رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
9- وَلِقَوْلِهِ ﷺ: «أَفْضَلُ المُؤْمِنِينَ رَجُلٌ سَمْحُ البَيْعِ، سَمْحُ الشِّرَاءِ، سَمْحُ القَضَاءِ، سَمْحُ الاقْتِضَاءِ». أَخْرَجَهُ الطُّبْرَانِيُّ، وَقَالَ الصَّنْعَانِيُّ رِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
10- وَلِقَوْلِهِ ﷺ: «مَنْ يُيَسِّرْ عَلَى مُعْسِرٍ، يُيَسِّرِ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
11- فَلَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ العَلاقَاتُ بَيْنَ النَّاسِ قَائِمَةً عَلَى الأُخُوَّةِ وَالمَحَبَّةِ وَالرَّحْمَةِ، مُصْدَاقًا لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿إِنَّمَا المُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾.
12- وَقَوْلُهُ ﷺ: «الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمُ الرَّحْمَنُ، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ». أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ بِسَنْدٍ صَحِيحٍ.
13- وَقَوْلُهُ ﷺ: «هَلْ تُنْصَرُونَ وَتُرْزَقُونَ إِلَّا بِضُعَفَائِكُمْ؟!». رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
14- فَلَا بُدَّ أَنْ تَكُونَ العَلَاقَةُ بَيْنَ المُسْتَأْجِرِ وَالمُؤَجِّرِ قَائِمَةً عَلَى الصِّدْقِ، وَالنُّصْحِ حَتَّى تُنَالَ البَرَكَةُ، لِقَوْلِهِ ﷺ: «البَيْعَانِ بِالخِيَارِ مَا لَمْ يَتَفَرَّقَا، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا». رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
15- وَعَلَى العَقَارِيِّ أَنْ يَكُونَ صَادِقًا مَعَ المُسْتَأْجِرِينَ، رَحِيمًا بِهِمْ، حَتَّى يَنَالَ هَذِهِ المَنزِلَةَ العَظِيمَةَ، الَّتِي بَشَّرَهُ بِهَا الرَّسُولُ ﷺ بِقَوْلِهِ: «التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ». أَخْرَجَهُ التِّرْمُذِيُّ وَغَيْرُهُ، َقَالَ ابْنُ مِفْلَحٍ إِسْنَادُهُ ثِقَاتٌ.
16- إِنَّ عَلَى التَّاجِرِ أَنْ يَرْحَمَ المُسْتَأْجِرَ، وَأَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللهَ قَدِ ابْتَلَاهُ بِهَذِهِ العَقَارَاتِ لِيَخْتَبِرَهُ: هَلْ هُوَ مُحِبٌّ لِلْخَيْرِ، بَازِلًا لَهُ، رَحِيمًا بِالفُقَرَاءِ وَالمَسَاكِينِ، أَمْ غَيْرَ عَابِئٍ بِهِمْ، حَارِمَهُم مِنْ حُقُوقِهِمْ؟ أَوْلَا يَخْشَى أَنْ يُصِيبَهُ مَا أَصَابَ أَصْحَابَ الجَنَّةِ؟ قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ وَلَا يَسْتَثْنُونَ فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِّن رَّبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ﴾.
17- هَا أَنْتُمْ مَعْشَرَ العَقَارِيِّينَ تَدْعُونَ لِلرَّحْمَةِ فِي المُسْتَأْجِرِينَ الضُّعَفَاءِ، فَمِنْكُمْ مَنْ يَسْتَجِيبُ وَهُمْ الغَالِبُ - وَلِلَّهِ الحَمْدُ وَالمَنْهُ – وَهُنَاكَ مَنْ يَأْبَى وَهُمْ النُّدْرَةُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿هَا أَنْتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ﴾.
18- مَعَاشِرَ العَقَارِيِّينَ اسْمَعُوا لِنُصْحِهِ ﷺ عِنْدَمَا قَالَ: «لَيْسَ الغِنَى عَنْ كَثْرَةِ العَرْضِ، وَلَكِنَّ الغِنَى غِنَى النَّفْسِ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
19- وَلِنُصْحِهِ ﷺ عِنْدَمَا قَالَ: «لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانٌ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللَّهُ عَلَى مَنْ تَابَ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
20- وَلِقَوْلِهِ ﷺ: «إِنَّمَا الغِنَى غِنَى القَلْبِ وَالفَقْرُ فَقْرُ القَلْبِ». أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ، وَابْنُ حِبَّانَ، بِسَنْدٍ صَحِيحٍ.
21- وَقَالَ ﷺ: «وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ، وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا». أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِسَنْدٍ حَسَنٍ.
22- وقَالَ ﷺ: «كُن وَرِعًا، تَكُن أَعْبَدَ النَّاسِ وَكُن قَنَعًا تَكُن أَشْكَرَ النَّاسِ، وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، تَكُن مُؤْمِنًا، وَأَحْسِنْ جِوَارَ مَنْ جَاوَرَكَ، تَكُن مُسْلِمًا، وَأَقَلَّ الضَّحِكَ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكَ تُميتُ القَلْبَ». أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ وَغَيْرُهُ، يُسَنِّدُ صَحِيحٌ.
23- وقَالَ ﷺ: «إِنَّ المُكْثِرِينَ هُمُ المُقِلُّونَ يَوْمَ القِيَامَةِ، إِلَّا مَنْ أَعْطَاهُ اللهُ خَيْرًا، فَنَفَحَ فِيهِ يَمِينَهُ وَشِمَالَهُ، وَبَيْنَ يَدَيْهِ وَوَرَاءَهُ، وَعَمِلَ فِيهِ خَيْرًا». رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
24- وقَالَ ﷺ: «هَلَكَ المُثْرُونَ، قَالُوا: إِلَّا مَنْ؟ قَالَ: هَلَكَ المُثْرُونَ. قَالُوا: إِلَّا مَنْ؟ قَالَ: هَلَكَ المُثْرُونَ. قَالَ: حَتَّى خِفْنَا أَنْ يَكُونَ قَدْ وَجَبَتْ، قَالَ: إِلَّا مَنْ قَالَ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا، وَقَلِيلٌ مَا هُمْ». أَخْرَجَهُ ابْنُ مَاجَةَ، وَغَيْرُهُ، بِسَنْدٍ صَحِيحٍ لِغَيْرِهِ.
25- وَقَالَ ﷺ: «قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ، وَرُزِقَ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
26- وَقَالَ ﷺ: «طُوبَى لِمَنْ هُدِيَ إِلَى الإِسْلَامِ، وَكَانَ عَيْشُهُ كَفَافًا وَقَنَعَ». أَخْرَجَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ، بِسَنْدٍ صَحِيحٍ.
27- وَقَالَ ﷺ: «إِنَّكَ لَنْ تَدَعَ شَيْئًا اتِّقَاءَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا أَعْطَاكَ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ». أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِسَنْدٍ صَحِيحٍ.
28- فَعَلَى المُؤَجِّرِ أَنْ يُحْسِنَ إِلَى المُسْتَأْجِرِ، حَتَّى يَزِيدَهُ اللهُ فَضْلًا، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَسَنَزِيدُ الْمُحْسِنِينَ﴾.
29- وَحَتَّى يُحِبَّهُ اللهُ، قَالَ تَعَالَى: ﴿وَأَحْسِنُوا ۛ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ﴾.
30- وَحَتَّى يَقِيهِ اللهُ السُّوءَ، قَالَ ﷺ: «صَنَائِعُ المَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَالصَّدَقَةُ خَفِيًّا تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ زِيَادَةٌ فِي العُمُرِ، وَكُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ، وَأَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ المَعْرُوفِ فِي الآخِرَةِ، وَأَهْلُ المُنْكَرِ فِي الدُّنْيَا أَهْلُ المُنْكَرِ فِي الآخِرَةِ، وَأَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ الجَنَّةَ أَهْلُ المَعْرُوفِ». أَخْرَجَهُ الطُّبْرَانِيُّ، بِسَنْدٍ صَحِيحٍ.
31- قَالَ ﷺ: «مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا بِيعتَهُ؛ أَقَالَهُ اللهُ عَثْرَتَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ». أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُدَ، وَغَيْرُهُ بِسَنْدٍ صَحِيحٍ. فَكَيْفَ بِمَنْ رَحِمَهُ وَخَفَّفَ عَنْهُ وطَأْتَ الإِيجَارِ.
32- وَأَذْكُرُ إِخْوَانِي العَقَارِيِّينَ بِأَهَمِّيَّةِ التَّسَامُحِ، وَعَدَمِ إِثْقَالِ كَاهِلِ المُسْتَأْجِرِ إِذَا عَجَزَ عَنْ دَفْعِ الإِيجَارِ، فَيُمَهِّلُهُ وَلَا يُبَادِرُ بِشَكْوَاهُ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: ﴿وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَىٰ مَيْسَرَةٍ ۚ وَأَن تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾.
33- وَلِقَوْلِهِ ﷺ: "مَنْ أَرَادَ أَنْ تَسْتَجَابَ دَعْوَتُهُ، أَوْ تُكْشَفَ كُرْبَتُهُ: فَلْيُفَرِّجْ عَنْ مُعْسِرٍ". أَخْرَجَهُ أَحْمَدُ بِسَنَدٍ حَسَنٍ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ.
34- ولقوله ﷺ: «كَانَ الرَّجُلُ يُدَايِنُ النَّاسَ فَكَانَ يَقُولُ لِفَتَاهُ: إِذَا أَتَيْتَ مُعْسِرًا فَتَجَاوَزْ عَنْهُ لَعَلَّ اللهَ أَنْ يَتَجَاوَزَ عَنَّا. قَالَ: فَلَقِيَ اللهَ فَتَجَاوَزَ عَنْهُ». رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.
35- قَالَ ﷺ: «حُوسِبَ رَجُلٌ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مِنَ الخَيْرِ شَيْءٌ، إِلَّا أَنَّهُ كَانَ يُخَالِطُ النَّاسَ، وَكَانَ مُوسِرًا، فَكَانَ يَأْمُرُ غِلْمَانَهُ أَنْ يَتَجَاوَزُوا عَنِ المُعْسِرِ، قَالَ: «قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَحَقُّ بِذَلِكَ مِنْهُ، تَجَاوَزُوا عَنْهُ». رَوَاهُ مُسْلِمٌ. اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ.
خُطْبَة: مراعَاةُ المُسْتَأْجِرِينَ مِن قِبَلِ المُؤَجِّرِينَ – الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ.
الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا. أَمَّا بَعْدُ: فَاتَّقُوا اللَّهَ - عِبَادَ اللَّهِ - حَقَّ التَّقْوَى، وَاسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.
1- عِبَادَ اللهِ: لَقَدِ اتَّخَذَتِ الدَّوْلَةُ – وفقَهَا اللهُ – قَرَارًا مُبهجًا فِيهِ مَصْلَحَةٌ لِلْمُؤَجِّرِ وَالْمُسْتَأْجِرِ، وَمَصْلَحَةٌ لِلْبِلَادِ وَالْعِبَادِ، حَيْثُ وَجَّهَ وَلِيُّ الْعَهْدِ – حَفِظَهُ اللهُ وَرَعَاهُ – تَوْجِيهًا تَارِيخِيًّا يَحْفَظُ الْعَلَاقَةَ بَيْنَ الْمُؤَجِّرِ وَالْمُسْتَأْجِرِ، وَيَضْمَنُ بِإِذْنِ اللهِ اسْتِقْرَارَ السُّوقِ الْعَقَارِيِّ، وَيُشَجِّعُ الشَّبَابَ عَلَى الاسْتِثْمَارِ وَالزَّوَاجِ. وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا الْقَرَارَ يُذْكَرُ فَيُشْكَرُ، وَيَدُلُّ دَلَالَةً أَكِيدَةً عَلَى مَا نَعْرِفُهُ عَنْ وُلَاةِ أُمُورِنَا – وَفَقَّهُمُ اللهُ – فِي الْعِنَايَةِ بِأَبْنَاءِ الْبِلَادِ وَالْمُقِيمِينَ فِيهَا، وَمُرَاعَاةِ أَحْوَالِهِمْ، وَالْمُسَاهَمَةِ فِي إِنْجَاحِ مَشَارِيعَهُمْ، وَتَخْفِيفُ الأَعْبَاءِ عَنْهُمْ. فَهُوَ يَهْدِفُ إِلَى الْمَصْلَحَةِ الْعَامَّةِ، وَمُرَاعَاةِ مَصْلَحَةِ الْبِلَادِ وَالْعِبَادِ، جَعَلَ اللهُ ذَلِكَ فِي مَوَازِينِ حَسَنَاتِهِ، وَرَفَعَهُ بِهَا فِي الدَّارَيْنِ.
2- إِنَّ هَذَا القَرَارَ، وَالتَّوْجِيهَ السَّامِيَّ الكَرِيمَ، لَيْسَ فِيهِ ضَرَرٌ مُطْلَقٌ عَلَى الْمُؤَجِّرِ، أَوْ بُخْسٌ لِحَقِّهِ، بَلْ فِيهِ رَحْمَةٌ بِهِ حِينَمَا اسْتَقَرَّتِ الْأَسْعَارُ، فَعَرَفَ مَا لَهُ وَمَا عَلَيْهِ، وَرَحْمَةٌ بِالْمُسْتَأْجِرِ، الَّذِي يُعِينُهُ اسْتِقْرَارُ الْأَسْعَارِ بَعْدَ عَوْنِ اللهِ لَهُ عَلَى اسْتِقْرَارِهِ الْمَادِّيِّ وَالنَّفْسِيِّ، وَنُمُوُّ تِجَارَتِهِ.
3- إِنَّ هَذَا القَرَارَ التَّارِيخِيَّ يَدْعُونَا جَمِيعًا إِلَى التَّفَاعُلِ مَعَ هَذَا التَّوْجِيهِ، حَتَّى يُحَقِّقَ أَعْلَى دَرَجَاتِ النَّجَاحِ المُتَوَقَّعَةِ لَهُ، وَبِعَوْدَةِ المُسْتَثْمِرِينَ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنَ السُّوقِ لِلِاسْتِثْمَارِ مِنْ جَدِيدٍ، بَعْدَ زَوَالِ أَهَمِّ العَوَائِقِ الَّتِي تُعِيقُهُمْ عَنِ البَقَاءِ فِي السُّوقِ، وَمُسَارَعَةِ الشَّبَابِ وَالشَّابَّاتِ بِالزَّوَاجِ، إِعْفَافًا لِأَنْفُسِهِمْ.
4- اللَّهُمَّ وَفِّقْ وَلِيَّ أَمْرِنَا وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى، وَخُذْ بِنَاصِيَتَيْهِمَا لِلْبَرِّ وَالتَّقْوَى، اللَّهُمَّ احْفَظْهُمْ بِحِفْظِكَ وَأَحِطْهُم بِعِنَايَتِكَ، وَاجْعَلْهُم هُدَاةً مُهْتَدِينَ، غَيْرَ ضَالِّينَ وَلَا مُضِلِّينَ، وَأَصْلِحْ بِهِمَا الْبِلَادَ وَالْعِبَادَ. وَاحْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْأَمَانَ وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَامَ.
5- اللَّهُمَّ انْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا، وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا. اللَّهُمَّ احْقِنْ دِمَاءَ المُسْلِمِينَ فِي كُلِّ مَكَانٍ.
6- اللَّهُمَّ احْفَظْنَا بِحِفْظِكَ، وَأَكْلَأْنَا بِرِعَايَتِكَ، وَاحْطِنَا بِعِنَايَتِكَ، اللَّهُمَّ يَسِّرْنَا لِلْيُسْرَى، وَجَنِّبْنَا الْعُسْرَى. وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ كُلِّ طَارِقٍ إِلَّا طَارِقًا يَطْرُقُ بِخَيْرٍ يَا رَحْمَنُ. اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا.
7- اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَامْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَأَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُّرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ، وَاجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ. (رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ، وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا). اللَّهُمَّ احْفَظِ الأَبْنَاءَ وَالْبَنَاتَ، وَاجْعَلْهُمْ قُرَّةَ أَعْيُنٍ لِآبَائِهِمْ وَأُمَّهَاتِهِمْ، وَاحْفَظْهُمْ بِحِفْظِكَ وَأَحِطْهُمْ بِعِنَايَتِكَ.
8- اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا وَإِيَّاهُمْ مِنْ مُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمُؤَدِّي الزَّكَاةِ. رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ.
9- هَذَا فَصَلُّوا رَحِمَكُمُ اللَّهُ عَلَى مَن أُمِرْتُمْ بِالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا عَلَيْهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، تَسْلِيمًا كَثِيرًا؛ ﴿إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا﴾.
10- سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. أَلَا وَقُومُوا إِلَى صَلَاتِكُمْ، يَرْحَمْكُمُ اللَّهُ.